المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سرد تاريخي موجز لأبرز المؤلفات الأصولية على طريقة المتكلمين خاصة لمحمد بن حسين الجيزاني



أهــل الحـديث
25-10-2013, 08:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




سرد تاريخي موجز لأبرز المؤلفات الأصولية على طريقةالمتكلمين خاصة



محمد بن حسينالجيزاني



(1)

بعد أن صنَّف الإمام الشافعي (204هـ) كتابالرسالة ـ وهو أول كتاب في أصول الفقه ـ اقتصرت معظم جهود الأصوليين بعده؛ كابنسريج (306هـ) والصيرفي (330هـ) وابن القطان (359هـ) على شرح الرسالة أو الاقتباسمنها أو الرد على المخالفين إلى أن جاء القاضيان: القاضي الباقلاني (403هـ) والقاضيعبد الجبار (415هـ) فكان لهذين العلمين الأثر الكبير في المؤلفات الأصولية فيما بعد .


(2)

فالقاضي الباقلاني له كتاب التقريب والارشاد، وقد تتلمذإمام الحرمين الجويني (478هـ)، على كتب الباقلاني، وللجويني في أصول الفقه ثلاثةكتب:
أولها: متن مختصر، وهو الذي عُرف بالورقات، وقد شاع تدريس هذا المتنوتقريبه للمبتدئين، وظهرت عناية الأصوليين به؛ فمن شروحه: شرح الجلالالمحلي(864هـ)، وعليه حاشية للدمياطي (1117هـ)، وحاشية النفحات للخطيب الجاوي(1326هـ)، وشرح تاج الدين الفركاح الشافعي (690هـ) وهو من تلاميذ العز بن عبد السلام(660هـ) ، ومن شيوخ شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، والمارديني (871هـ) في الأنجمالزاهرات، وابن إمام الكاملية (874هـ) ولتلميذه: ابن قاوان الكيلاني (889هـ) كتابالتحقيقات في شرح الورقات، الذي ذكر أنه استمده من أربعة: كلام العضد على ابنالحاجب، وكلام السعد التفتازاني على شرح العضد، والتحرير لشيخه ابن الهمام (861هـ)، والتلويح للسعد، وهو شرح لكتاب: التوضيح على متن التنقيح، كلاهما لصدر الشريعةالمحبوبي الحنفي (747هـ)، وكتاب قرة العين للحطاب (954هـ)، وأراد به أن يكون شرحاللورقات ولشرح الجلال المحلي عليه؛ إذ المحلي شيخ شيوخه، وغاية المأمول للرملي(957هـ) وقد أخذ عن زكريا الأنصاري صاحب غاية الوصول في شرح لب الأصول، ولازمه، ومنتلاميذه: ابن قاسم العبادي (994هـ) الذي له شرحان على متن الورقات: الشرح الكبير،ثم لـخَّص منه: الشرح الصغير .
وقد نظم متن الورقات العمريطي (988هـ) في تسهيلالطرقات، وممن شرح هذا النظم: عبد الحميد قدس (1335هـ) في: لطائف الإشارات، ومحمدالعثيمين (1421هـ).
ونظمه أيضا: محمد المغربي (1340هـ) في تسعة وتسعين بيتا (99) وسماه: سلم الوصول إلى الضروري من علم الأصول، ثم شرحه في: النصح المبذوللقراء سلم الوصول .
وثانيها: كتاب التلخيص، وقد أخذه من كتاب التقريب والإرشادللباقلاني؛ حيث بنى عليه .
وثالثها وهو آخرها: كتاب البرهان، حيث أكثر فيه منالنقل عن الباقلاني، وقد وضعه على أسلوب غريب لم يقتد فيه بأحد، وسماه التاج السبكيلغز الأمة، لما فيه من مصاعب الأمور، وممن شرح البرهان اثنان من المالكية: المازري(536هـ) في كشف إيضاح المحصول من برهان الأصول، والأبياري (616هـ) في التحقيقوالبيان في شرح البرهان .


(3)

وأما القاضي عبد الجبار فله كتابالعمد، وقد تتلمذ عليه أبو الحسين البصري (436هـ)، الذي قام بشرح العمد، ثم ألفكتاب المعتمد، وذكر فيه زيادات على الشرح، كما سجل فيه آراء شيخه من الدرس .
وقداستفاد القاضي أبو يعلى (458هـ) في معظم كتابه العدة من المعتمد ومن أصول الجصاص،وقد كان للقاضي أبي يعلى تلميذان: أولهما: أبو الخطاب (510هـ) وله كتاب التمهيدالذي رجع فيه كثيرا إلى كتاب المعتمد، وثانيهما: أبو الوفاء ابن عقيل (512هـ) صاحبكتاب الواضح في أصول الفقه، وقد ضمنه فصولا في صناعة الجدل، ومن تلاميذ ابن عقيل: ابن بَرهان (518هـ) كان حنبليا ثم انتقل إلى مذهب الشافعي، ولذا أطلق عليه ابنالجوزي ابن تركان، وقد لازم الغزاليَّ وخلفه في تدريس الإحياء، وله كتاب الوصول إلىالأصول الذي يتفق كثيرا مع كتاب المنخول لشيخه الغزالي، ومع كتاب البرهان للجويني،وقد كان لابن برهان أثر واضح في كتاب المسودة، الذي سمي بذلك لأن ثلاثة من آل تيميةتتابع على تأليفه دون إكماله فتركوه مسودة، وهم: عبد السلام مجد الدين بن تيمية(652ﻫ) ثم ابنه شهاب الدين عبد الحليم (682ﻫ) ثم حفيده شيخ الإسلام تقي الدين أحمدبن تيمية (728هـ) ثم قيض الله لهذه المسودات أحد تلاميذ شيخ الإسلام ـ وهو أحمد بنمحمد الحراني (745ﻫ) ـ فجمعها ورتبها وبيضها وميَّز بعضها عن بعض: فما كان لشيخهقال فيه: "قال شيخنا"، وما كان لوالد شيخه قال فيه: "قال والد شيخنا"، وما كانلصاحب الأصل مجد الدين تركه مهملاً .


(4)

وأما أبو حامد الغزالي(505هـ) فقد ساغ له النظر فيما كتبه شيخه الجويني وما كتبه الباقلاني، وما كتبهالقاضي عبد الجبار وتلميذه أبو الحسين فأحسن الاستفادة منها، وأجاد في صياغة مادتهاالعلمية وأتقن ترتيبها وتبويبها، فصنف أجلَّ كتب المتكلمين الأصولية وواسطة عقدها،ألا وهو: المستصفى، وقد جعله الغزالي وسطا بين الإيجاز والإطناب؛ حيث انتقاه منكتابيه: المنخول وتهذيب الأصول، وبهذا الكتاب نضجت قضايا علم أصول الفقه واكتملتمسائله، وهو مغن عما قبله، عمدة لمن أتى بعده .
ومن هنا فقد قال ابن خلدون: (وكان من أحسن ما كتب فيه المتكلمون: كتاب البرهان لإمام الحرمين، والمستصفىللغزالي، وهما من الأشعرية. وكتاب العهد لعبد الجبار، وشرحه المعتمد لأبي الحسينالبصري، وهما من المعتزلة. وكانت الأربعة قواعد هذا الفن وأركانه).
ويمكن أنيضاف إلى هؤلاء الأربعة: القاضي الباقلاني؛ إذ هو أسبقهم، ولأن الجويني والغزالي قداعتمدا عليه كثيرا في مصنفاتهم الأصولية .
وقد كان لهؤلاء الخمسة اليد الطولى فيتأسيس طريقة المتكلمين وبسطها، وكان الغزالي خاتمتهم واجتمعت لديه زبدة كلامهم .
وممن اختصر كتاب المستصفى اثنان من المالكية:
أولهما: أبو الوليد ابن رشدالحفيد (595هـ) في كتابه المسمى بالضروري في علم الأصول، وثانيهما: ابن رشيق(632هـ) في لباب المحصول في علم الأصول .
ويعد كتاب روضة الناظر لابن قدامةالحنبلي (620هـ) تهذيبا للمستصفى، وقد كان كتاب الروضة محل قبول عند الحنابلة علىوجه الخصوص:
فقد بنى صفي الدين الحنبلي (739هـ) على الروضة كتابه قواعد الأصولومعاقد الفصول الذي اختصره من كتابه تحقيق الأمل، وقد قام بشرح قواعد الأصول منالمعاصرين: الشيخ عبد الله الفوزان في كتابه تيسير الوصول .
وممن قام بتلخيصالروضة شمس الدين البعلي (709هـ)، ثم تلميذه الطوفي (716هـ) حيث اختصر الروضة ـ فيعشرة أيام ـ على طريقة ابن الحاجب، وذلك في كتاب متقن غاية الإتقان، وهو الذي عُرفبالبلبل، ثم قام بشرحه في كتاب شرح مختصر الروضة، وعلى هذا الشرح اعتمد علاء الدينالكناني العسقلاني الحنبلي (777هـ) في شرحه لمختصر الطوفي، وذلك في كتابه: سوادالناظر وشقائق الروض الناظر، وقد استمد ابن بدران الحنبلي (1346هـ) من شرح الطوفيغالب حاشيته على الروضة، التي سمّاها: نزهة الخاطر العاطر، وقد استفاد الأمينالشنقيطي (1393هـ) في مذكرته على الروضة ـ غالبا ـ من هذه الحاشية ومن مراقي السعود .
وقد هذّب كتاب الروضة من المعاصرين الشيخ عبد القادر شيبة الحمد في: إمتاعالعقول، كما كُتبت على الروضة شروح عدة لجمع من المعاصرين .


(5)

ويحسن التنبيه في هذا المقام إلى مؤلفات أصولية للشافعية،صُنفت قبيل المستصفى أو بعده بقليل، فمن ذلك:
كتاب الفقيه والمتفقه للحافظالمحدث الخطيب البغدادي (463هـ)، ويعتبر هذا الكتاب أصول فقه المحدثين، وقد بناه ـفي الغالب ـ على كتابين: الرسالة للشافعي والتبصرة للشيرازي (476هـ)، وهو فقيهالشافعية صاحب المهذب، وقد ألف في أصول الفقه بعد التبصرة كتاب اللمع ثم قام بشرحه .
ومنها: كتاب قواطع الأدلة للسمعاني (489هـ)، وفيه انتصار واضح لمذهب الشافعي،وانتقاد ظاهر للمتكلمين والحنفية على وجه العموم، وفيه على وجه الخصوص تتبع وردٌّعلى كتاب تقويم الأدلة للدبوسي الحنفي (430هـ).
ومنها: كتاب التنقيحاتللسهروردي (587هـ).


(6)

ثم جاء بعد الغزالي فحلان من المتكلمينلخصا تلك الكتب الأربعة التي تُعتبر أركان علم الأصول، وهما الفخر الرازي والسيفالآمدي:
أما الفخر الرازي (606هـ) فألف كتاب المحصول؛ لخص فيه كتابين: المستصفىوالمعتمد، وقد ظهر على الرازي التركيز على جانب الاستدلال والمعارضات؛ ليصبح كتابالمحصول مدرسة مستقلة، وقد لقي عناية كبرى من الأصوليين، فمن ذلك:
مختصرانللأرمويين؛ أولهما: الحاصل من المحصول لتلميذ الفخر تاج الدين الأرموي (653هـ)،وعليه اعتمد البيضاوي في منهاجه، وثانيهما: التحصيل من المحصول لسراج الدين الأرموي(682هـ).
ولأبي عبد الله محمد بن عبّاد الأصفهاني (688هـ) ـ وهو تلميذ تاجالدين الأرموي ـ الكاشف عن المحصول، لكنه مات ولم يكمله، وقد اجتهد فيه كل الاجتهادأن يجيب عما أُورد على المحصول، وعلى وجه الخصوص ما أورده كل من: نجم الدينالنقشواني (651هـ) في التلخيص، وسراج الدين الأرموي في التحصيل، والتبريزي (621هـ).
في تنقيح المحصول، وحيث إن الأصفهاني قد وقف على شرح القرافي للمحصول فقد أودعكتابه الكثير من محاسنه، بل أوردها على أحسن أسلوب وأجود تقرير .
وللقرافيالمالكي (684هـ) ثلاثة كتب على المحصول:
شرح مطول، سماه نفائس الأصول، واختصارله، وهو تنقيح الفصول في اختصار المحصول، وله على هذا المختصر شرح متوسط، وهو شرحتنقيح الفصول، وقد أضاف عليه ـ لبيان مذهب الإمام مالك ـ كتبا ثلاثة: الأول: كتابالإفادة للقاضي عبد الوهاب(422هـ) صاحب الملخص، والثاني: كتاب الإشارة للباجي (474هـ) صاحب إحكام الفصول، والثالث: كلام ابن القصار؛ إذ ليس له كتاب في أصولالفقه سوى مقدمته الأصولية لكتاب عيون المسائل .
وقد استفاد من شرح التنقيح ابنجزي في كتابه تقريب الوصول إلى علم الأصول، وعلى التنقيح شرح مختصر لابن حلولو (898هـ)، وشرح آخر للرجراجي الشوشاوي (899هـ) سماه: رفع النقاب عن تنقيح الشهاب،وحاشية لمحمد حمودة بن جعيط (1337هـ) اسمها: منهج التوضيح والتصحيح لحل غوامضالتنقيح، وللقاسمي (1332هـ) اختصار لمتن التنقيح، وذلك ضمن كتاب عُرف باسم متونأصولية مهمة في المذاهب الأربعة؛ حيث اختار فيه لكل مذهب متنا مختصرا، وقد قامبنشره والتعليق عليه .
وللفخر الرازي كتاب المعالم الذي شرحه ابن التلمساني(644هـ).
ثم جاء سيف الدين الآمدي (631هـ) الذي ألف كتابه المحكم: الإحكام فيأصول الأحكام؛ لخص فيه المستصفى والمعتمد، مع رجوعه إلى المحصول للرازي، وقد مالفيه الآمدي إلى جانب تحرير الأقوال وتحقيق المذاهب ونقد الحدود؛ ليصبح كتاب الإحكاممدرسة مستقلة .
وقد قام كل من الرازي والآمدي باختصار كتابه، وذلك في المنتخبللرازي، ومنتهى السول للآمدي، والعجيب أن الآمدي ألف الإحكام والمنتهى وعمره يناهزالثمانين .
ومن الطريف أن اسم هذين الكتابين جاء موافقا لكتابين سابقين، أولهما: المحصول لابن العربي المالكي (543هـ) حيث أخذ معظمه من شيخه الغزالي في كتابهالمنخول من تعليقات الأصول، والغزالي في كتابه هذا التزم تعليقات شيخه إمام الحرمينواقتصر عليها في الغالب، وثانيهما: الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم الظاهري(456هـ) الذي قام فيما بعد بتقريبه في كتابه الصغير: النبذ .
وقد قام صفي الدينالهندي (715هـ) ـ وهو تلميذ سراج الدين الأرموي ـ بالجمع بين كتابي المحصولوالإحكام في نهاية الوصول، ثم اختصر النهاية في الفائق .


(7)

ثمجاء إمامان: الأول: ابن الحاجب (646هـ) ـ تلميذ الآمدي وصاحبه ـ الذي قام باختصارالإحكام في كتاب منتهى السول والأمل في علمي الأصول والجدل، ويسمى بالمختصر الكبير،ثم اختصر المنتهى في كتاب مختصر المنتهى، وهو الذي شاع وذاع .
والثاني: البيضاوي (685هـ) الذي قام باختصار الحاصل للأرموي ـ وهو مختصر من المحصول ـ في مختصرهالمشهور: منهاج الأصول .
ثم تكاثرت شروح الأصوليين وتعليقاتهم على هذينالمختصرين، أعني: مختصر المنتهى لابن الحاجب، والمنهاج للبيضاوي .


(8)

أما مختصر ابن الحاجب فقد شرحه العضد الإيجي (756هـ)، وعليه حاشية لسعد الدين التفتازاني الحنفي (793هـ)، وحاشية أخرى للسيد الشريفالجرجاني (816هـ)، وشرحه أبو الثناء شمس الدين الأصفهاني (749هـ ) في بيان المختصر،وإلى هذين الشرحين ـ غالبا ـ يرجع الرهوني المالكي (773هـ) في شرحه المسمى: تحفةالمسؤول مع عنايته بتحرير مذهب الإمام مالك، وشرحه أيضا: البابرتي الحنفي (786هـ) في كتابه:
الردود والنقود، وقد أخذه من بيان المختصر لشيخه الأصفهاني، وسعى فيه إلىنصرة مذهب إمامه أبي حنيفة، والرد على ثلاثة من مخالفيه: الآمدي وابن الحاجبوالبيضاوي، وللبابرتي كتاب التقرير، وهو شرحٌ لأصول البزدوي .
وكتاب البابرتيهذا غير كتاب النقود والردود لشمس الدين الكرماني (786هـ) تلميذ العضد الإيجي، الذيشرح فيه مختصر ابن الحاجب، وذكر فيه أن خير الكتب مختصر المنتهى، وخير شروحه شرحأستاذه عضد الدين، وقد سمي بذلك لأنه اختار النقل من شروحه السبعة المشهورة، فالتزماستيعابها، وهي المنسوبة إلى أكابر الفضلاء: قطب الدين الشيرازي وركن الدين الموصليوجمال الدين الحلي وزين الدين الخنجي وشمس الدين الأصفهاني وبدر الدين التستري وشمسالدين الخطيبي، ولذلك سماه السبعة السيارة، وذكر أنه أردفها بسبعة أخرى، لكن بغيراستيعاب، فجاء شرحا حافلا .
وقد استفاد شمس الدين ابن مفلح (763هـ) كثيرا منمختصر ابن الحاجب، وذلك في كتابه: أصول الفقه، ثم اختصره ابن اللحام البعلي (803هـ) في كتابه المختصر، ثم شرح هذا المختصر أبو بكر الجراعي (883هـ)، وأيضا فإن علاءالدين المرداوي (885هـ) استمد غالب مختصره المسمى: تحرير المنقول وتهذيب علم الأصولمن ابن الحاجب وأصول ابن مفلح، ثم قام بشرحه في: كتاب التحبير شرح التحرير، كماسيأتي .


(9)

وأما منهاج البيضاوي فممن شرحه: تلميذه فخر الدينالجاربردي (746هـ) في كتابه: السراج الوهاج، ثم جاء الأسنوي (772هـ) فزاد علىالمنهاج في كتابه: زوائد الأصول على منهاج الأصول، وقام أيضا بشرح المنهاج في نهايةالسول، وقد هذَّب شرح الأسنوي من المعاصرين محمد أبو النور زهير في كتابه أصولالفقه، وللمطيعي الحنفي (1354هـ) مفتي الديار المصرية حاشية على كتاب الأسنويسماها: سلم الوصول لشرح نهاية السول، وممن شرح المنهاج الجزري (716هـ) في معراجالوصول، والبدخشي الحنفي (772هـ) في كتابه المسمى مناهج العقول .
وللزين العراقي(806هـ) نظم للمنهاج سماه: النجم الوهاج، وقد شرحه ابنه ولي الدين العراقي (826هـ).
صاحب الغيث الهامع في شرح جمع الجوامع الآتي بيانه .


(10)

وقدوقع للتاج السبكي (771هـ) شرحان نفيسان لهذين المختصرين: رفع الحاجب عن ابن الحاجب،والإبهاج في شرح المنهاج، وهو إكمال للشرح الذي ابتدأه والده تقي الدين علىالمنهاج، ثم ألف التاج متنا مختصرا بديعا عجيبا، جمعه من مائة مصنف تقريبا، وهو جمعالجوامع، ثم صنف منع الموانع في الرد على اعتراضات الأصوليين واستشكالاتهم على جمعالجوامع .
وقد كانت للأصوليين عناية جليلة بجمع الجوامع شرحا واختصاراونظما:
فقد شرحه الزركشي (794هـ) في تشنيف المسامع، ومن هذا الشرح أخذ ولي الدينالعراقي شرحه: الغيث الهامع في شرح جمع الجوامع .
ولابن قاسم العبادي شرح سماه: (الآيات البينات على اندفاع أو فساد ما وقفت عليه مما أُورد على جمع الجوامع وشرحهللمحقق المحلي من الاعتراضات).
ومن أقرب شروح جمع الجوامع: البدر الطالع للجلالالمحلي، وعلى هذا الشرح حاشية للبناني (1198هـ)، وأخرى للعطار (1250هـ) اقتفى فيهاشرح ابن قاسم العبادي (880هـ) وأكثر من الاعتراض على البناني، وتقريرات للشربيني(1326هـ)، وأخرى للمالكي (1367هـ).
وممن اختصر جمع الجوامع: زكريا الأنصاري(926هـ) في لب الأصول، ثم شرح هذا المختصر في غاية الوصول .
وممن نظم جمعالجوامع: الأشموني (900هـ) في البدر اللامع، والسيوطي (911هـ) في الكوكب الساطع، ثمإنه قام بشرحه، وشرحه أيضا ابن حلولو في الضياء اللامع، وشرحه من المعاصرين: محمدالحسن الخديم في سلم المطالع لدرك الكوكب الساطع، ومحمد آدم الأثيوبي في الجليسالصالح النافع، وكلاهما اعتمد على شرح المحلي على جمع الجوامعوشرح السيوطي لنظمه .
ونظمه أيضا: العلوي الشنقيطي (1233هـ) في مراقي السعود، ثم شرحه في كتاب نشرالبنود، وشرحه أيضا: المرابط الشنقيطي (1325هـ) في كتاب سماه: مراقي السعود إلىمراقي السعود، والولاتي (1330هـ) في فتح الودود شرح مراقي السعود، وللشيخ محمدالأمين الشنقيطي شرح أملاه على بعض أصحابه، لكنه لم يتمه ـ إذ بقي منه ما يقاربالخمس ـ فأكمله بعض طلابه ونشره باسم: نثر الورود .
وبهذه المختصرات الثلاثةأعني ـ ابن الحاجب والبيضاوي وابن السبكي ـ اجتمعت أطراف علم الأصول ـ على طريقةالمتكلمين ـ وتمت مسائله .


(11)

ثم جاء بدر الدين الزركشي وألفكتابه المديد البحر المحيط، الذي يعد مجمعا فريدا لم يسبق إلى مثله؛ حيث رجع فيهإلى مئات المصنفات الأصولية، وجمع فيه أطراف هذا العلم ودقائق مسائله وشوارده .
ثم جاء بعد الزركشي تلميذه البرماوي (831هـ) الذي نظم ألفيته المسماة: النبذةالألفية في الأصول الفقهية، ثم شرحها في كتابه: الفوائد السنية في شرح الألفية، وقدأخذ أكثره من البحر المحيط، وقد اعتمد المرداوي كثيرا على شرح هذه المنظومة فيكتابه التحبير شرح التحرير، الذي شرح فيه كتابه المختصر: التحرير، الذي استمد غالبهمن أصول ابن مفلح وابن الحاجب .
ثم قام الفتوحي (972هـ) باختصار التحرير، ثم شرحمختصر التحرير، وذلك في كتاب: المختبر المبتكر شرح المختصر، وهو الكتاب الذي عُرفباسم شرح الكوكب المنير .
ومن تلاميذ البرماوي: ابن إمام الكاملية (874هـ) الذيوضع شرحا مطولا على منهاج البيضاوي في كتاب سماه: تيسير الوصول إلى منهاج الأصول،ثم قام باختصار هذا الشرح على طريقة متوسطة، وهو الذي بين أيدي الناس .
والشوكاني (1255هـ) في كتابه إرشاد الفحول إنما رجع إلى البحر المحيط ونهلمنه، ثم قام صديق حسن خان (1307هـ) ـ وهو تلميذ للشوكاني على كتبه ـ باختصار إرشادالفحول في حصول المأمول .


(12)

وبعد فهذه ورقة في تاريخ أصولالفقه، اقتصرت فيها على سرد تاريخي موجز لأبرز المؤلفات الأصولية على طريقةالمتكلمين خاصة .
وهي طريقة مشهورة في الكتابة والتأليف في علم أصول الفقه، ذاتمنهج مستقل في عرض القواعد الأصولية وتقريرها، ويقابلها طريقة الفقهاء أو الحنفية .
وسميت بطريقة المتكلمين؛ لأن أكثر من سلكها وصنَّف فيها إنما هم المتكلمون،وهم الذين لهم قدم راسخة في علم الكلام، من المعتزلة والأشاعرة، وهذا أمر واقع، ماله من دافع .
وربما سميت بطريقة الشافعية؛ لأن أكثر الذين صنّفوا على هذهالطريقة إنما هم أعلام المذهب الشافعي .
وقد تضمن هذا السرد تسمية ما يزيد علىمائة وأربعين (140) كتابا، مع الإشارة إلى علاقة بعضها ببعض ما أمكن .
وجلُّ هذهالكتب من المطبوع، ومنها ما هو مفقود، وهو قليل .
ومنها: الوجيز والوسيط والبسيط .
ومنها: ما هو أصل، ومنها ما هو شرح أو حاشية أو اختصار أو نظم .
ومنها: المتقدم السابق، والمتأخر اللاحق، ومنها ما هو معاصر .
ومعظمها للشافعية، وبعضهاللمالكية والحنابلة، وقليل منها للحنفية؛ حيث إن للحنفية طريقة خاصة في التأليف فيأصول الفقه، عُرفت باسمهم، وبيان ذلك يحتاج إلى ورقة أخرى، والحمد لله أولا وآخرا،وصلى الله وسلَّم على سيدنا ونبينا وعلى آله وصحبه أجمعين .
__________________

قال ابن فارس: "وليس كل من خالف قائلاً في مقالته فقد نَسَبه إلى الجهل".
]الصاحبي في فقهاللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها (ص:46)[.


الملفات المرفقة http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/attach/doc.gif سرد تاريخي موجز لأبرز المؤلفات الأصولية على طريقة المتكلمين خاصة.doc‏ (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=109307&d=1382718769) (76.5 كيلوبايت)