المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام و الإنسان!



االزعيم الهلالي
24-10-2013, 07:10 PM
ما زالت أديان أهل الكفر و الضلال الوضعية و معتقداتهم الفاسدة ينظرون إلى خلْق الإنسان نظرة خاطئة من اعتقادات و تشبيهات فاسدة لا تليق به . فجاء الإسلام آخر الأديان و أفضلها بنظرة جوهرية كاملة و مغايرة للمعتقدات و المزاعم الباطلة. نعَم إنها نظرة تبجيل واحترام , حيث خلَقه الله تعالى في أحسن تقويم، كما جاء في القرآن الكريم جوابًا للقسَم و تأكيدًا, قال تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ* لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) سورة التين, وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ )الانفطار. نعـَـم، إنه الإنسـان الذي سجدت له ملائكة الرحمن، ذلك الإنسان الذي كرّمه الله وزيَّنه بالحواس كالسمع و البصر و المدركات و كمَّله بالعقل , و جمَّله بحسْن الخلْقة و المنظر, قال تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الإسراء , و ميَّزه بنعمة عظيمة , ألا وهي نعمة العقل الذي هو أساس التكليف و به الإنسان يَعرف الله ربه بآياته و مخلوقاته و معجزاته الباهرات , و يعبد الله على علْم و يقين , و يميّز الحق من الباطل , قال تعالى : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) فصّلت .وقد كرّم الله هذا المخلوق البشري على كثير من المخلوقات بخلقته و هيئته التي تجمَع بين الطين والنفخة، و يجتمع جزء من الأرض والسماء في ذلك الكيان البشري الذي أودَع الله فيه الكثير من المقومات و الاستعدادات المختلفة و الأسرار العجيبة التي تؤَهله للخلافة في الأرض، يغيّر فيها ويبدل، ويفكر فيها ويخطّط ، ويخترع و يكتشف ويحلل , وسخّر الله القوى الكونية له في الأرض التي تقرّب المؤمن من ربه , و تزيده إيمانًا . فالمسلم عندما تتكون لديه العقلية الإسلامية السليمة وفْق الكتاب و السنة يكون إنسانًا واعيًا في الحياة , لأن التشريع الإسلامي منهج ربّاني كامل شامل فيه سعادة الدارين , و يُنير عقل المسلم و يحكمُه , فيتعامل العقل مع الأمور بوعي و وسطيّة و اعتدال, فينتج عن ذلك الخير الكثير لنفسه و الآخرين.
عبد العزيز السلامة/أوثال