المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا قال الشيخ الباني عن شيخه المحب لابن تيمية وشيخه المُبغض ؟



أهــل الحـديث
24-10-2013, 07:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم

أما أولهما : فقد قال الشيخ محمد سعيد الباني - رحمه الله – عن شيخه طاهر الجزائري - رحمه الله – في كتابه " تنوير البصائر بسيرة الشيخ طاهر " ( ص 78 – 79 ط حسن السماحي ) : ( وكانت له مهارة فائقة في حروبه الأدبية ، فقد اتخذ لنزع هذه القشور عن لُباب الشريعة الغراء أساليب عجيبة ، ومن أعجبها أنه كان ينسخ أو يستنسخ كتب ابن تيمية أو ابن القيم أو أبي شامة المقدسي ، وأمثالهم ، ممن لهم اليد الطولى في مكافحة البدع ، ويبيعها بواسطة السماسرة في سوق الوراقين بثمنٍ بخس ، ثم يُذيع أن الكتاب الفلاني الذي هو من النفائس والمضنون به على غير أهله قد بيع بثمنٍ بخس منذ يومين ، حتى يشتهر ، مؤملاً أن يقع في أيدي مناوئيه بالرأي ، فيطلعوا عليه ، ويهتدوا بنبراسه ، فيظفر رأيه برأيهم ، وينضووا تحت لوائه من حيث لا يشعرون .
ولو سلك غير هذا المسلك لأخفق مسعاه ؛ لأن أغلب معاصريه كانوا ينفرون من كتب ابن تيمية ، ومَن كان على شاكلته ، ويصمون بالابتداع مَن يُصرّح بإطرائها ، أو الدعوة إليها ؛ لأسباب لا محل هنا لتفصيلها ) .

وأما شيخه الثاني ( بكري العطار ) : فقد قال عنه - رحمه الله - :( وبهذه المناسبة : أذكر أنه – أي الشيخ طاهر - وصف لي يومًا – رحمه الله – كتاب ابن تيمية الموسوم بـ"رفع الملام عن الأئمة الأعلام " ، فأُعجبت به أيما إعجاب ، ورجوت أستاذًا لي من أجلّ علماء الإسلام ، ومن أفضلهم أخلاقًا ، وأطيبهم قلبًا – الشيخ بكري العطار - ، أن أتلو على مسامعه الشريفة هذا الكتاب ، كما تلوتُ قبلاً عليه " فيصل التفرقة " لإمامنا حجة الإسلام الغزالي ، وقبِل تلاوته بكل ارتياح ، وأُعجب به ، وقدّره حق قدره ، فانكمش قليلاً وقال : يا بني ! ليس لي رغبة تامة بكتب ابن تيمية ، إذ ليس بيني وبينه صحبة زائدة .
قلت : ياسيدي ! أنتم أستاذ هذا الولد الغر ، ولربما يكون أخطأ باغتباطه بهذا الكتاب ، ودُخِل عليه من قِبَله ، فأرجو إنقاذي مما تسرب إلى ذهني القاصر من الغلط ، فيما إذا كان مؤلفه تنكب عن منهج الصواب .
فأجاب رحمه الله : حقًا ما تقول ؟ هلمّ فاقرأ بسم الله .. فأُقسم بمن علم الإنسان ما لم يعلم أنني لم أتجاوز قليلاً منه حتى طفق يُعجب به ، ولم أُتمه حتى شُغف به ، وأمرني توًا بابتياع نسخة منه ، وأخذ يطريه ، ويطري مؤلفه ، ويُرشد تلامذته وجميع المختلفين إلى رحابه من حملة العلوم الشرعية إلى اقتناء هذا الكتاب ، والاطلاع عليه ) .
قلت :
رحم الله الشيخ طاهر الجزائري عن جهوده الجليلة في نشر كتب شيخ الإسلام وتلميذه في ربوع الشام .
ورحم الله الشيخ الباني عن نصيحته ، وحسن أسلوبه في الدعوة ، والتدرج بشيخه إلى الخير .
ورحم الله الشيخ بكري العطار عن تجرده ، وقبوله للحق .. والله الهادي .