المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احكام ما للحكام



أهــل الحـديث
23-10-2013, 12:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بســــــــــم الله الرحمن الرحـــــــــــــــيم


الحمد لله وكفى, وصلاةً وسلاماً على عباده الذين إصطفى لاسيما عبده المصطفى وآله وأصحابه المستكملين الشرفا, وبعد هذا بيان موجز لبعض مسائل حصل فيها تخبط وغلط ممن لم يتشرب وينهل من معين السنة ويُعَلُّ من منهج سلفنا الصالح
فكل خير في إتباع من سلف وكل شر فى إبتداع من خلف
وما لم يكن على عهد محمدr دينا فليس اليوم بدين
فما كان من صواب فمن الله ومن رسوله r وما كان منخطأ أو ذلل فمنى ومن الشيطان والله ورسوله منه براء فقد قضى الله إلا يكمل إلا كتابه.
س1 ما هى أنواع الحكام بالدليل؟
1- من رأينا منه كفراً بواحاً : إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا، عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ»البخارى(7055) لكن من الناحية الشرعية: يجوز الخروج على الحاكم إذا أعلن كفرَه) الصحيحة" (7/ 2/1237 - 1243)
2- مسلم عدل:وهذا ما عليه النبى r وصحابته y
3- الجائر والظالم:وهو على نوعين:
1- جور فى الدنيا:
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع (رواه مسلم)
2- جور فى الدين وضابطه أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون بعدي ائمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس قال قلت كيف اصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع (رواه مسلم)
(ملخصاً) الشيخ صالح آل الشيخ فى شرح العقيدة الطحاوية(2/202-203)

س2 ما الدليل على حرمة الخروج على الحاكم ؟
الحديث الأول : عن أم سلمه رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون و تنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا يا رسول الله أفلا نقاتلهم قال لا ما صلوا (أي من كره بقلبه و أنكر بقلبه) (رواه مسلم) قاله الشيخ بن العثيمين
الحديث الثاني : عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خيار أئمتكم الذي تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم (تصلون أي تدعون لهم ويدعون لكم ) وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قالوا قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك بالسيف قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة لا ما أقاموا فيكم الصلاة إلا من ولي عليه وآل فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة (رواه مسلم)
قال الشيخ القاضي: أى علم عنهم صلاة وتركوكم صليتم بيان .أهــ المعصية هى الكفر البواح بدلالة أن (الجور والظلم)هو نفسه معصية ومع ذلك أمر بالسمع والطاعة وبيان انه ما دام فى دائرة المعصية فله السمع والطاعة ما لم يصل للكفر البواح
: الحديث الثالث: عن عياض بن غنم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أراد أن ينصح لذي سلطان بأمر فلا يبده له علانية ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فأن قبل فذاك وإن لم يقبل فقد أدى الذي عليه (رواه ابن أبي عاصم)
الحديث الرابع: عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني قال قلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال نعم وفيه دخن . قلت وما دخنه ؟ قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر . قلت فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها . قلت يا رسول الله صفهم لنا . قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا . قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم . قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك . (متفق عليه)
. وفي رواية لمسلم قال يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس . قال حذيفة قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع
ردا على القائلين بأن المراد باللأحاديث الولاة ذوى الخلفية الشرعية
الحديث الخامس : عن عباده بن الصامت رضي الله عنه قال دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما اخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان (متفق عليه)
الحديث السادس: عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله لا نسألك عن طاعة من اتقى ولكن من فعل كذا وكذا فذكر الشر فقال صلى الله عليه وسلم اتقوا الله واسمعوا وأطيعوا (رواه ابن أبي عاصم في السنة)
الحديث السابع: عن أبي ذر رضي الله عنه قال أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في مسجد المدينة فضربني برجله وقال ألا أراك نائما فيه فقلت يا رسول الله غلبني عيني قال كيف تصنع إذا أخرجت منه فقلت إني أرضى الشام الأرض المقدسة المباركة قال كيف تصنع إذا أخرجت منه قال ما أصنع أضرب بسيفي يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ألا أدلك على خير من ذلك وأقرب رشدا قالها مرتين تسمع وتطيع وتساق كما ساقوك (رواه ابن أبي عاصم)
الحديث الثامن: عن الزبير بن عدي قال أتينا أنس بن مالك رضي الله عنه فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج (أي الحجاج بن يوسف الثقفي) فقال اصبروا فأنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم (رواه البخاري)

الفهم السلفي لذه المسألة:
حرب بن إسماعيل الكرماني
:وهو من طبقة الإمام أحمد
قال في مسائله المشهورة :
هذه مذاهب اهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة بعروقها المعروفين بها ، المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ،وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها؛ فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن جماعة السنة وسبيل الحق
قال : وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم وعبد الله بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم وكان من قولهم ....والانقياد لمن ولاه الله عز وجل أمركم لا تنزع يدًا من طاعته ولا تخرج عليه بسيف حتى يجعل الله لكل فرجًا ومخرجًا ،ولا تخرج على السلطان ، وتسمع وتطيع،ولا تنكث بيعته ،فمن فعل ذلك فهو مبتدع مخالف مفارق للسنة والجماعة وإن أمرك السلطان بأمر فيه لله معصية فليس لك أن تطيعه ألبتة ،وليس لك أن تخرج عليه ولا تمنعه حقه"

(8)أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (2/448)، وابن حبان في الثقات " (5/314) ، وابن عبد البر في "التمهيد"(2/287) ، وقوام السنة في كتابه الترغيب والترهيب" (3/86)، ،والبيهقي في كتابه "الجامع لشعب الإيمان" (13/168) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن"(2/448)
كلام أئمة الدنيا فى العصر الحديث:
الألبانى:
سؤل -رحمه الله- ما موقفنا من الحاكم الذي يعطل شريعة الله سبحانه وتعالى ولا يحكم بها وهل يجوز الخروج عنه ؟.
الجواب: الشيخ: تقصد هل يجوز الخروج عنه، أم يجوز الخروج عليه ؟.
السائل: عليه، نعم! الشيخ: هذا جواب لِما لم تَسأل عنه.السائل: ومحاربته ـ كما يقول ـ البعض؟.الشيخ: أمَّا الخروج عليه، فهذا سؤال ـ كما يُقال اليوم ـ (موضة) الساعة،بالنسبة للشباب في العالم الإسلامي، منهم من يَسأل ويقف عند جواب أهل العلم، ومنهم من لا يسأل ويتحمَّس ويُحاول الخروج على الحاكم، ثم هو لا يستطيع أن يفعل شيئاً.
فالذي أريد أن أقوله: الخروج على الحاكم من الناحية الشرعية هو أمر جائز، وقد يجب، لكن بشرط:
الشرط الأول: أن نرى الكفرَ الصريح البواحَ.
الشرط الثاني: أن يكون بإمكان الشعب أن يخرج على هذا الحاكم ويُسيطر عليه، ويحلَّ محلَّه، دون إراقة دماء كثيرة وكثيرة جدًّا....
(سلسلة الهدى والنور 440/00:06:56)
وقال رحمه الله: [587] باب في الرد على الخوارج المكفرين
[عن عبادة بن الصامت]:
"بايعنَا رسولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على السمعِ والطّاعةِ في العُسر واليُسر، والمنشَطِ والمَكره، وعلى أثَرةٍ علينا، وعَلى أن لا نُنازعَ الأمرَ أَهله، [إلا أن ترَوا كُفراً
بَواحاً، عندكم من اللهِ فيه بُرهانٌ]، وعلى أن نقولَ بالحقِّ أينَما كنَّا، لا نخافُ في اللهِ لومة لائمٍ".
[قال الإمام]:
ثم إن في هذا الحديث فوائد ومسائل فقهية كثيرة، تكلم عليها العلماء في شروحهم، وبخاصة منهم الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري".
والذي يهمني منها هنا: أن فيه رداً صريحاً على الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ فإنهم يعلمون دون أي شك أو ريب أنه لم يروا منه (كفراً بواحاً)، ومع ذلك استحلوا قتاله وسفك دمه هو ومن معه من الصحابة والتابعين، فاضطر رضي الله عنه لقتالهم واستئصال شأفتهم، فلم ينج منهم إلا القليل، ثم غدروا به رضي الله عنه كما هو معروف في التاريخ. والمقصود أنهم سنوا في الإسلام سنة سيئة، وجعلوا الخروج على حكامالمسلمين ديناً على مر الزمان والأيام، رغم تحذير النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - منهم في أحاديث كثيرة، منها قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -." الخوارج كلاب النار" (1).
ورغم أنهم لم يروا كفراً بواحاً منهم، وإنما ما دون ذلك من ظلم
وفجور وفسق.
واليوم- والتاريخ يعيد نفسه كما يقولون-، فقد نبتت نابتة من الشباب المسلم، لم يتفقهوا في الدين إلا قليلاً، ورأوا أن الحكام لا يحكمون بما أنزل الله إلا قليلاً، فرأوا الخروج عليهم دون أن يستشيروا أهل العلم والفقه والحكمة منهم، بل ركبوا رؤوسهم، وأثاروا فتناً عمياء، وسفكوا الدماء، في مصر، وسوريا، والجزائر، وقبل ذلك فتنة الحرم المكي، فخالفوا بذلك هذا الحديث الصحيح الذي جرى عليه عمل المسلمين سلفاً وخلفاً إلا الخوارج.
ولما كان يغلب على الظن أن في أولئك الشباب من هو مخلص يبتغي وجه الله، ولكنه شُبِّهَ له الأمر أو غرر به؛ فأنا أريد أن أوجه إليهم نصيحة وتذكرة، يتعرفون بها خطأهم، ولعلهم يهتدون.
فأقول: من المعلوم أن ما أمر به المسلم من الأحكام منوط بالاستطاعة؛ حتى ما كان من أركان الإسلام، قال تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً} (آل عمران:97) وهذا من الوضوح بمكان فلا يحتاج إلى تفصيل.
والذي يحتاج إلى التفصيل؛ إنما هو التذكير بحقيقتين اثنتين:
الأولى: أن قتال أعداء الله- من أي نوع كان- يتطلب تربية النفس علىالخضوع لأحكام الله واتباعها؛ كما قال - صلى الله عليه وآله وسلم -:
«المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله» (1).
والأخرى: أن ذلك يتطلب الإعداد المادي والسلاح الحربي؛ الذي ينكأُ أعداء الله؛ فإن الله أمر به أمير المؤمنين فقال: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} (الأنفال:60). والإخلال بذلك مع الاستطاعة؛ إنما هو من صفات المنافقين، ولذلك قال فيهم رب العالمين: {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عُدَّةً} (التوبة:46).
وأنا اعتقد جازماً أن هذا الإعداد المادي لا يستطيع اليوم القيام به جماعة من المؤمنين دون علم من حكامهم- كما هو معلوم-، وعليه؛ فقتال أعداء الله من جماعة ما سابق لأوانه، كما كان الأمر في العهد المكي، ولذلك؛ لم يؤمروا به إلا في العهد المدني؛ وهذا هو مقتضى النص الرباني: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} (البقرة:286).
وعليه؛ فإني أنصح الشباب المتحمس للجهاد، والمخلص حقاًّ لرب العباد: أن يلتفتوا لإصلاح الداخل، وتأجيل الاهتمام بالخارج الذي لا حيلة فيه، وهذا يتطلب عملاً دؤوباً، وزمنا طويلاً؛ لتحقيق ما أسميه بـ (التصفية والتربية)؛ فإن القيام بهذا لا ينهض به إلا جماعة من العلماء الأصفياء، والمربين الأتقياء، فما أقلهم في هذا الزمان، وبخاصة في الجماعات التي تخرج على الحكام!
وقد ينكر بعضهم ضرورة هذه التصفية، كما هو واقع بعض الأحزاب الإسلامية، وقد يزعم بعضهم أنه قد انتهى دورها، فانحرفوا إلى العمل السياسي أوالجهاد، وأعرضوا عن الاهتمام بالتصفية والتربية، وكلهم واهمون في ذلك، فكم من مخالفات شرعية تقع منهم جميعاً بسبب الإخلال بواجب التصفية، وركونهم إلى التقليد والتلفيق، الذي به يستحلون كثيراً مما حرم الله! وهذا هو المثال: الخروج على الحكام؛ ولو لم يصدر منهم الكفر البواح.
وختاماً أقول: نحن لا ننكر أن يكون هناك بعض الحكام يجب الخروج عليهم؛ كذاك الذي كان أنكر شرعية صيام رمضان، والأضاحي في عيد الأضحى، وغيرذلك مما هو معلوم من الدين بالضرورة، فهؤلاء يجب قتالهم بنص الحديث، ولكن بشرط الاستطاعة كما تقدم.
لكن مجاهدة اليهود المحتلين للأرض المقدسة، والسافكين لدماء المسلمين أوجب من قتال مثل ذاك الحاكم من وجوه كثيرة، لا مجال الآن لبيانها، من أهمها أن جند ذاك الحاكم من إخواننا المسلمين، وقد يكون جمهورهم- أو على الأقل الكثير منهم- عنه غير راضين، فلماذا لا يجاهد هؤلاء الشباب المتحمس اليهود، بدل مجاهدتهم لبعض حكام المسلمين؟! أظن أن سيكون جوابهم عدم الاستطاعة بالمعنى المشروح سابقاً، والجواب هو جوابنا، والواقع يؤكد ذلك؛ بدليل أن خروجهم- مع تعذر إمكانه- لم يثمر شيئاً سوى سفك الدماء سُدى! والمثال - مع الأسف الشديد- لا يزال ماثلاً في الجزائر، فهل من مدَّكر؟!. "الصحيحة" (7/ 2/1237 - 1243).
قال عبد اللطيف بن حسن آل الشيخ-رحمه الله- :
"ولم يدر هؤلاء المفتنون أن أكثر ولاة أهل الإسلام من عهد يزيد بن معاوية حاشا عمر بن عبد العزيز ومن شاء الله من بني أمية،قد وقع منهم ما وقع من الجراءة والحوادث العظام ،والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام ؛ومع ذلك فمسيرة الأئمة الأعلام ، والسادة العظام معهم ، معروفة مشهورة ، لا ينزعون يدًا من طاعة، فيما أمر الله به و رسوله من شرائع الإسلام وواجبات الدين ") بقاء الباب المفتوح" )45/19(
الشيخ: ابن العثيمين:قال رحمه الله :
" كذلك من الأصول التي يختلف أهل السنة وأهل البدع الخروج على الأئمة ، فالحرورية هؤلاء خرجوا على إمام المسلمين ، وكفروه وقلتلوه ، واستباحوا دماء المسلمين من أجل ذلك ، وأما أهل السنة والجماعة فيقولون: علينا أن نسمع ونطيع لولي الأمر فعل ما فعل من الكبائر والفسق ما لم يصل إلى حد الكفر البواح،فحينئذ
نقاتله إذا لم يترتب على قتاله شر وفتن ")
الشيخ:عبد العزيز بن باز:سُؤل-رحمه الله-
ـ[هناك من يرى أن اقتراف بعض الحكام للمعاصي والكبائر موجب للخروج عليهم ومحاولة التغيير وإن ترتب عليه ضرر للمسلمين في البلد، والأحداث التي يعاني منها عالمنا الإسلامي كثيرة، فما رأي سماحتكم؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أجاب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، فقال:
" بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) النساء/59، فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر، وهم الأمراء والعلماء، وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين أن هذه الطاعة لازمة، وهي فريضة في المعروف، والنصوص من السنة تبين المعنى، وتقيد إطلاق الآية بأن المراد طاعتهم في المعروف، ويجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي، فإذا أمروا بالمعصية فلا يطاعون في المعصية، لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية) ، وقال صلى الله عليه وسلم: (على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) ، وسأله الصحابة رضي الله عنهم - لما ذكر أنه يكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون - قالوا: فما تأمرنا؟ قال: (أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم) . قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، وقال: (إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان) ، فهذا يدل على أنه لا يجوز لهم منازعة ولاة الأمور، ولا الخروج عليهم إلا أن يروا كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان؛ وما ذاك إلا لأن الخروج على ولاة الأمور يسبب فساداً كبيراً، وشراً عظيماً، فيختل به الأمن، وتضيع الحقوق، ولا يتيسر ردع الظالم، ولا نصر المظلوم، وتختل السبل ولا تأمن، فيترتب على الخروج على ولاة الأمور فساد عظيم وشر كثير، إلا إذا رأى المسلمون كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان، فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان؛ لإزالته إذا كان عندهم قدرة، أما إذا لم يكن عندهم قدرة فلا يخرجوا، أو كان الخروج يسبب شراً أكثر فليس لهم الخروج؛ رعاية للمصالح العامة.
والقاعدة الشرعية المجمع عليها: (أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه، بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه، أما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين) ، فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد إزالة هذا السلطان الذي فعل كفراً بواحاً عندها قدرة تزيله بها، وتضع إماماً صالحاً طيباً من دون أن يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين، وشر أعظم من شر هذا السلطان فلا بأس، أما إذا كان الخروج يترتب عليه فساد كبير، واختلال الأمن، وظلم الناس، واغتيال من لا يستحق الاغتيال إلى غير ذلك من الفساد العظيم، فهذا لا يجوز، بل يجب الصبر، والسمع والطاعة في المعروف، ومناصحة ولاة الأمور، والدعوة لهم بالخير، والاجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير. وهذا هو الطريق السوي الذي يجب أن يسلك؛ لأن في ذلك مصالح للمسلمين عامة، ولأن في ذلك تقليل الشر وتكثير الخير، ولأن في ذلك حفظ الأمن وسلامة المسلمين من شر أكثر، ونسأل الله للجميع التوفيق والهداية " انتهى.
"مجموع فتاوى ابن باز" (8/202-204)

س3 هل الخروج على الحاكم الظالم عليها إجماع؟
قال الشيخ محمد إسماعيل المقدم:أما الخروج فهو نوعان: الأول: خروج على الحاكم الجائر، والثاني: خروج على الحاكم الكافر، والحاكم فيه تفصيل: أما الحاكم الجائر فقد أجمع العلماء على عدم جواز الخروج عليه، وأما الحاكم الكافر فاتفقوا على جواز ذلك، لكن بشروط دقيقة جداً، فقد يذم هذا الخروج أحياناً، وقد يمدح أحياناً.
دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم درس:106

قال: الإمام أحمد بن حنبل-رحمه الله- :
قال رحمه الله :" هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة بعروقها المعروفين بها ، المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ،وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها؛ فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن جماعة السنة وسبيل الحق ..... والجهاد ماض قائم مع الأئمة بروا او فجروا لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل ،والجمعة والعيدان والحج مع السلطان وإن لم يكونوا بررة عدولًا أتقياء .ودفع الصدقات والخراج والأعشار والفئ ،والغنائم إلى الأمراء عدلوا فيها أم جارواوالانقياد إلى من والاه الله أمركم ،لا تنزع يدًا من طاعته ولا تخرج عليه بسيفك حتى يجعل الله لك فرجًا ومخرجًا ،ولا تخرج على السلطان ، وتسمع وتطيع ولا تنكث بيعة؛ فمن فعل ذلك فهو مبتدع مخالف مفارق للجماعة. وإن أمرك السلطان بأمر هو لله فليس لك أن تطيعه ألبتة. وليس لك أن تخرج عليه ولا تمنعه حقه") طبقات الحنابلة" لابن أبي يعلى برواية أبي العباس ألإصطراخي (1/24)
أبو زكريا النووي رحمه الله:
قال رحمه الله:"وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته،وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق، وأما الوجه المذكور في كتب الفقه لبعض أصحابنا أنه ينعزل،وحكى عن المعتزلة أيضًا ،فغلط من قائله ،مخالف للإجماع)
(شرح النووي على صحيح مسلم 12/229)
هل النووي متساهل وما معنى متساهل؟
قال الشيخ محمد عبد الحكيم القاضي: النووي عمدة فى نقل الإجماع ومعنى متساهل ( أى عرف عنه أنه تساهل فى نقل الإجماع فى هذه المسألة ولبد أن يكون هناك دليل أن هذه المسألة ليس فيها إجماع)
قال ابن حجر العسقلاني
(وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه ، وأن طاعته خير من الخروج عليه؛ لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء :)
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري)13/7)

وقال أيضاً: قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - ( الفتح 13/9 تحت الحديث رقم : 7053) :
«قال ابن بطال . . . أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلَّب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه . . . » انتهى .
_ وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -(الدرر السنية 7/239(
« الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلّب على بلدٍ أو بلدانٍ ؛ لـه حكم الإمام في جميع الأشياء » انتهى .
ومن الذين نقلوا أن هذا مذهب سلفنا الصالح:
1-أنس بن مالك رضي الله عنه.
2-أحمد بن حنبل رحمه الله.
3-أبو زرعة الرازي رحمه الله
4-أبو حاتم الرازي
5-عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي
6-محمدبن إسماعيل البخاري
7-أبو جعفر الطحاوي
8-أبو بكر الإسماعيلي
9-أبو عثمان الصابوني
10-حرب بن إسماعيل الكرماني
11-ابن بطة الكعبري
12-أبو عمر بن عبد البر
13-أبو الحسن الأشعري
14-ابن بطال
15-أبو زكريا النووي
16-شيخ الإسلام ابن تيمية
17- ابن حجر العسقلاني

قال شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية-رحمه الله-:
قال رحمه الله :
"مذهب أهل الحديث ترك الخروج بالقتال على الملوك البغاة، والصبر على ظلمهم على أن يستريح بر أو يستراح من فاجر " مجموع الفتاوى" لابن تيمية (4/444)
11-وقال رحمه الله :
"ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف، وإن كان فيهم ظلم كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم "
منهاج السنة النبوية" (3/391)
هل شيخ الإسلام ما ينقله هو إجماع السلف؟
نعم هو الذى قال عن نفسه ذلك:
"مع أني في عمري إلى ساعتي هذه لم أدع أحدًا قط في أصول الدين إلى مذهب حنبلي وغير حنبلي ، ولا انتصرت لذلك ولا أذكره في كلامي ولا أذكر إلا ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها ، وقد قلت لهم غير مرة : أنا أمهل من يخالفني ثلاث سنين إن جاء بحرف واحد عن أحد أئمة القرون الثلاثة بألفاظهم وبألفاظ من نقل إجماعهم من عامة الطوائف"مجموع الفتاوى" (3/229)

س4 هل الإجماع لا يرفع الخلاف القديم- إذا كان في المسألة خلاف أصلاً بين الصحابة-؟
بعض الناس إستدل بكلام الشيخ بن العثيمين في إثبات الخروج بأن المسألة خلافية
قول الشيخ(الأصول من علم الأصول(ص:66 67)
من شروط الإجماع:
2 - أن لا يسبقه خلاف مستقر، فإن سبقه ذلك فلا إجماع، لأن الأقوال لا تبطل بموت قائليها.
فالإجماع لا يرفع الخلاف السابق، وإنما يمنع من حدوث خلاف،

الجواب: الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله- في بيان وتأصيل هذه المسألة .
النقل الأول:
قال الشيخ حفظه الله:
"الإجماع الذي يذكر في العقائد غير الإجماع الذي يذكر في الفقه ،
إجماع أهل العقائد معناه أنه لا تجد أحدا من أئمة الحديث والسنة يذكر غير هذا القول ويرجحه ، هذا معناه الإجماع ، وإذا خالف أحد ، واحد أو نحوه فلا يعد خلافًا ، لأنه يعد خالف الإجماع ، فلا يعد قولًا آخر ،
فنجد أنه مثلا أنهم أجمعوا على أن الله جل وعلا له (صورة) ،وذلك لأنه لا خلاف بينهم على ذلك كلهم يوردون ذلك ، فأتى (ابن خزيمة ) رحمه الله تعالى رحمة واسعة فنفى حديث الصورة ،وتأوله ـ يعني حديث الخاص " أن الله خلق آدم على صورة الرحمن " ـ وحمل حديث " خلق الله آدم على صورته " يعني على غير صورة الرحمن ، وأنكر ذلك ، وهذا عُدّ من غلطاته رحمه الله ولم يُقل إن ذلك فيه خلاف للإجماع أو إنه قول آخر ،فإذن الإجماع في العقائد يعني أن أهل السنة والجماعة تتابعوا على ذكر هذا بدون خلاف بينهم ،مثل مسألة الخروج على أئمة الجور: على ولاة الجور من المسلمين ، هذا كان فيه خلاف فيها عند بعض التابعين وحصلت من هذا وقائع ، وتبع التابعين ، والمسألة تذكر بإجماع ، يقال : أجمع أهل السنة والجماعة على أن السمع والطاعة وعدم الخروج على أئمة الجور واجب...) شرح العقيدة الواسطية لصالح آل الشيخ(1/126)
النقل الثاني:
قال -حفظه الله-:
"الخروج على ولاة الأمور وعلى من عقدت له بيعة هو مذهب طوائف من المنتسبين إلى القبلة، منهم الخوارج والمعتزلة، وبعض شواذ قليلين من التابعين وتبع التابعين، وبعض الفقهاء المتأخرين ممن تأثروا بمذهب المعتزلة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والذي عليه الصحابة جميعا وعامة التابعين وهكذا أئمة الإسلام من أنّ الخروج على ولي الأمر محرّم وكبيرة من الكبائر، من خرج على ولي الأمر فليس من الله في شيء.
والأدلة على هذا الأصل من الكتاب والسنة متعدّدة، احتجّ بها الأئمة ورأوا أنّ من خالفها ممن تأول من السلف أنهم خالفوا فيه الدليل الواضح البيّن المتواتر تواترا معنويا، كما سيأتي ذكر بعض الأدلة إن شاء الله.
فإذن أهل السنة والجماعة لما رَأَوْا ما أحدثته اجتهادات بعض الناس ممن اتُّبِعُوا فخرجوا على ولاة الأمر من بيني أمية، أو خرجوا على ولي الأمر على بعض ولاة الأمر من بني العباس، أو قبل ذلك ممن خرجوا على علي-رضي الله عنه- ؛بل قبل ذلك على عثمان-رضي الله عنه- وإن لم يكونوا من المنتسبين إلى السنة في الجملة، ذكروا هذا في عقائدهم ودوّنوه، وجعلوا أنّ الخروج بدعة لمخالفته للأدلة،
وتلخيص ذلك: أنّ اجتهاد من اجتهد في مسألة الخروج على ولي الأمر المسلم كان اجتهادًا في مقابلة الأدلة الكثيرة المتواترة تواترًا معنويًا من أنّ ولي الأمر والأمير تجب طاعته وتحرم مخالفته إلا إذا أمر بمعصية فإنه لا طاعة لأحد في معصية الله ومن أهل العلم من قال توسُّعا في اللفظ : )الخروج على الولاة كان مذهبا لبعض السلف قديما، ثم لما رئي أنه ما أتى للأمة إلا بالشر والفساد فأجمع أئمة الإسلام على تحريمه وعلى الإنكار على من فعله) كما قاله الحافظ ابن حجر ....)
[اتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل لصالح آل الشيخ(ص447)
وقال الشيخ هشام البيلى: ثانياً: فلو قلتم أنه أصلاً خلاف وقع وأتى إجماع إذن مُستنَد الإجماع حينئذٍ سيكون الواقع وليس النص، فهل مستند الإجماع هو الواقع؟!! يعني لما حصلَ في الواقع هذا، حصلَ الإجماعُ؟!! ولميكن النصُّ هو دليل الإجماع؟!!
لأنه حاجة من إثنين: يا نص النبي هو دليل الإجماع؛ وبالتالي لا ننظر إلىالواقع.. يا الواقع هو دليل الإجماع؛ وبالتالي سننظر إلى النصوص العامة في المصالح والمفاسد لا إلى النصوص الخاصة في عدم جواز الخروج على الحاكم الظالم.أهـ
ولوقلتم لم يكن خلاف قديم في المسألة قلنا لزمكم وقوع الإجماع بتواتر أئمة أهل السنة لمنهج السلف ومن قبل نقل الإجماع من بعضهم كالنووي وابن حجر وابن تيمية ولزمكم أن الإجماع نفسه مصدراً للتشريع فلا يعارض بقول متأخرين

س5هل ما وقع الصحابة والتابعين من الحاكم الظالم الذى لم يصل إلى حد الكفر البواح هو خروج على الحكام؟
قال الشيخ صالح آل الشيخ على (الطحاوية) وهو يُنبِّه إلى هذا الملحظ وهذا المعنى، وهو يبين كلام ابن حجر -رحمه الله تعالى-.
لم يكن خلافٌ حتى نقول: استقر، وإنما كان فعلُ بعض السلفِ على خلاف النص، كما حصل من الحسين -رضي الله عنه-، وكما حصل من سعيد بن جبير، وفتنة القُرَّاء.. هذا حصل، والقاعدة عندنا سهلة وبسيطة في هذا: إذا أفتى بعضُ الصحابة -إذا عمل بعض الصحابة- بشيءٍ خالف النص.. قولُ مَن نأخذ؟ قولا لصحابي وفعله، ولَّا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-؟!
قولُ النبي، ولهذا ما زالت عائشة تُنكِر على الصحابة، وما زال عائشة يُنكَرعليها، وابن عباس، وابن عمر، وكذا، أنكرَ على الحسين، ونفسه الحسين رجع عن هذا ، وأرادَ أن يسلم من هذا كله، وأن يرجع إما إلى: يزيد، وإما إلى ثغرٍ،أو يعود إلى المدينة، ولكنهم أبوا إلا أن يقتلوه.
ولهذا ابن تيمية يقول: ولم يُفرِّق الحسين جماعة المسلمين. وقفَ ورجعَ عن ذلك -رضي الله عنه-.
طيب، الحسين يرجع وانته لسه على موقف الحسين؟ هو رجعَ وانته على موقفه؟
المسألة المهمة جدًا، وأرجو تنتبهوا اليها يا إخواني، وهي: هل الحسين خرجَ لأنه يرى الخروج على الحاكم الظالم؟! انتبه- أخي الحبيب- فيه فَرْقٌ بين أن نُقرِّر قاعدة اسمها الخروج على الحاكم الظالم،وهذه لم يرها لا ابن جبير ولا الحسين، ودي ملحظ في غاية النفاسة؛ لأن الحسين لما خرج، لم يخرج لأنه يجوز الخروج على الحاكم الظالم!!، ولم يكن للحسين أن يفعلَ هذا.
وإنما خرج لأنه لا يرى ولاية يزيد أصلًا.. إن معاوية ولَّى ابنه، ولم يُبايعه، وأهل الكوفة قالوا: نبايعك..
هو لم ير بيعته أصلًا!!، وهذا فَرْقٌ ألا يرى أنه إمام أصلاَ، وأنْ يخرج على الحاكم الظالم.. الحسين ما يفرق عن ابن عباس وابن عمر اللذان أنكرا عليه.. ومن هنا يُفهم جواب -خلي بالك- مَن أحدثَ شبهةً، وهو: إنه يقول لو سلمنا إن ابن عباس وابن عمر أنكروا على الحسين، فلم يقولا له: إنه لا يجوز الخروج على الحاكم الظالم، ولكن قالا له: نحن نخاف عليك، فعللوه بالخوف،وليس بحرمة الخروج على الحاكم الظالم.
نقو -يأتي الجواب-: أنه أصلًا ما خرجَ على الحاكم الظالم، ولهذا قالوا له ذلك، وإنما هو لم ير هذا.. يرى أن بيعته كذا، وبالتالي خرج يبايعونه فقالوا: أنتَ ستُقتل، وأنتَ كذا، وأنتَ كذا،حتى قال: أستودعكَ اللهَ من قتيلٍ.
وأما ابن جبير فكما نقلَ النووي أن بعض السلفِ -ونقل بعض أئمة السنة عن بعضا لسلف هذا- يرون -أن بعض السلف يرون- كفرَ الحجاج، وبعض مَن خرج كان يرى الكفر، والنبي يقول: (إلا أن تروا كفرًا)؛ فهذا اجتهادٌ.. هذه أجوبة كلها متكاملة.

س6 ماذا نفعل مع الحاكم الظالم الجائر الذى لم يصل إلى الكفر البواح ؟
السمع والطاعة فى المعروف والصبر والنصح لهم والدعاء بالصلاح...
قال r "وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قالوا قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك بالسيف قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة لا ما أقاموا فيكم الصلاة إلا من ولي عليه وآل فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة" (رواه مسلم)
قال العز بن عبد السلام:
شرح الطحاوية - ط الأوقاف السعودية (ص: 373)
وَأَمَّا لُزُومُ طَاعَتِهِمْ وَإِنْ جَارُوا، فَلِأَنَّهُ يَتَرَتَّبُ عَلَى الْخُرُوجِ مِنْ طَاعَتِهِمْ مِنَ الْمَفَاسِدِ أَضْعَافُ مَا يَحْصُلُ مِنْ جَوْرِهِمْ، بَلْ فِي الصَّبْرِ عَلَى جَوْرِهِمْ تَكْفِيرُ السَّيِّئَاتِ وَمُضَاعَفَة الْأُجُورِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَا سَلَّطَهُمْ عَلَيْنَا إِلَّا لِفَسَادِ أَعْمَالِنَا، وَالْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ، فَعَلَيْنَا الِاجْتِهَادُ بالِاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَة وَإِصْلَاحِ الْعَمَلِ. قَالَ تَعَالَى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (1) وَقَالَ تَعَالَى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} (2) وَقَالَ تَعَالَى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} (3). {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (4). فَإِذَا أَرَادَ الرَّعِيَّة أَنْ يَتَخَلَّصُوا مِنْ ظُلْمِ الْأَمِيرِ الظَّالِمِ. فَلْيَتْرُكُوا الظُّلْمَ.
وَعَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: أَنَّهُ جَاءَ فِي بَعْضِ كُتُبِ اللَّهِ: "أَنَا اللَّهُ مَالِكُ الْمُلْكِ، قُلُوبُ الْمُلُوكِ بِيَدِي، فَمَنْ أَطَاعَنِي جَعَلْتُهُمْ عَلَيْهِ رَحْمَةً، وَمَنْ عَصَانِي جَعَلْتُهُمْ عَلَيْهِ نِقْمَة، فَلَا تَشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِسَبِّ الْمُلُوكِ، لَكِنْ تُوبُوا أعطفهُمْ عَلَيْكُمْ".

وقال الألباني- رحمه الله - قد ذكر الشارح في ذلك أحاديث كثيرة تراها مخرجة في كتابه ثم قال: " وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا فلأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات فإن الله ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا والجزاء من جنس العمل فعلينا الاجتهاد في الاستغفار والتوبة (ا) وإصلاح العمل. قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) [الشورى: 30] (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) [الأنعام: 129] فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير الظالم فليتركوا الظلم
قلت: وفي هذا بيان لطريق الخلاص من ظلم الحكام الذين هم " من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " وهو أن يتوب المسلمون إلى ربهم ويصححوا عقيدتهم ويربوا أنفسهم وأهليهم على الإسلام الصحيح تحقيقا لقوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) [الرعد: 11] وإلى ذلك أشار أحد الدعاة المعاصرين (اا) بقوله: " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم ". وليس طريق الخلاص ما يتوهم بعض الناس وهو الثورة بالسلاح على الحكام. بواسطة الانقلابات العسكرية فإنها مع كونها من بدع العصر الحاضر فهي مخالفة لنصوص الشريعة التي منها الأمر بتغيير ما بالأنفس وكذلك فلا بد من إصلاح القاعدةلتأسيس البناء عليها (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) [الحج: 40]
متن الطحاوية بتعليق الألباني (ص: 69)
وقال أيضاً:
فقد نبتت نابتة من الشباب المسلم، لم يتفقهوا في الدين إلا قليلاً، ورأوا أن الحكام لا يحكمون بما أنزل الله إلا قليلاً، فرأوا الخروج عليهم دون أن يستشيروا أهل العلم والفقه والحكمة منهم، بل ركبوا رؤوسهم، وأثاروا فتناً عمياء، وسفكوا الدماء، في مصر، وسوريا، والجزائر، وقبل ذلك فتنة الحرم المكي، فخالفوا بذلك هذا الحديث الصحيح الذي جرى عليه عمل المسلمين سلفاً وخلفاً إلا الخوارج.
ولما كان يغلب على الظن أن في أولئك الشباب من هو مخلص يبتغي وجه الله، ولكنه شُبِّهَ له الأمر أو غرر به؛ فأنا أريد أن أوجه إليهم نصيحة وتذكرة، يتعرفون بها خطأهم، ولعلهم يهتدون.
فأقول: من المعلوم أن ما أمر به المسلم من الأحكام منوط بالاستطاعة؛ حتى ما كان من أركان الإسلام، قال تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً} (آل عمران:97) وهذا من الوضوح بمكان فلا يحتاج إلى تفصيل.
والذي يحتاج إلى التفصيل؛ إنما هو التذكير بحقيقتين اثنتين:
الأولى: أن قتال أعداء الله- من أي نوع كان- يتطلب تربية النفس على الخضوع لأحكام الله واتباعها؛ كما قال - صلى الله عليه وآله وسلم -:
«المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله» (1).
والأخرى: أن ذلك يتطلب الإعداد المادي والسلاح الحربي؛ الذي ينكأُ أعداء الله؛ فإن الله أمر به أمير المؤمنين فقال: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} (الأنفال:60). والإخلال بذلك مع الاستطاعة؛ إنما هو من صفات المنافقين، ولذلك قال فيهم رب العالمين: {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عُدَّةً} (التوبة:46).
وأنا اعتقد جازماً أن هذا الإعداد المادي لا يستطيع اليوم القيام به جماعة من المؤمنين دون علم من حكامهم- كما هو معلوم-، وعليه؛ فقتال أعداء الله من جماعة ما سابق لأوانه، كما كان الأمر في العهد المكي، ولذلك؛ لم يؤمروا به إلا في العهد المدني؛ وهذا هو مقتضى النص الرباني: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} (البقرة:286).
وعليه؛ فإني أنصح الشباب المتحمس للجهاد، والمخلص حقاًّ لرب العباد: أن يلتفتوا لإصلاح الداخل، وتأجيل الاهتمام بالخارج الذي لا حيلة فيه، وهذا يتطلب عملاً دؤوباً، وزمنا طويلاً؛ لتحقيق ما أسميه بـ (التصفية والتربية)؛ فإن القيام بهذا لا ينهض به إلا جماعة من العلماء الأصفياء، والمربين الأتقياء، فما أقلهم في هذا الزمان، وبخاصة في الجماعات التي تخرج على الحكام!
وقد ينكر بعضهم ضرورة هذه التصفية، كما هو واقع بعض الأحزاب الإسلامية، وقد يزعم بعضهم أنه قد انتهى دورها، فانحرفوا إلى العمل السياسي أو الجهاد، وأعرضوا عن الاهتمام بالتصفية والتربية، وكلهم واهمون في ذلك، فكم من مخالفات شرعية تقع منهم جميعاً بسبب الإخلال بواجب التصفية، وركونهم إلى التقليد والتلفيق، الذي به يستحلون كثيراً مما حرم الله! وهذا هو المثال: الخروج على الحكام؛ ولو لم يصدر منهم الكفر البواح. "الصحيحة" (7/ 2/1237 - 1243)

س7 البعض فهم من اختلاف الروايات فى قوله(ما قادكم بكتاب الله- ما صلوا – ما أقاموا الصلاة) أنها على أصناف متعددة؟
وهذا يرد بالأحاديث أنه منع من الخروج ما لم يصل إلى الكفر البَّواح ومنه ترك الصلاة
ومن فوائد الحديثين أن ترك الصلاة كفر بواح؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يجز الخروج على الأئمة إلا بكفر بواح، وجعل المانع من قتالهم فعل الصلاة، فدل على أن تركها مبيح لقتالهم، وقتالهم لا يباح إلا بكفر بواحٍ كما في حديث عبادة.
تعليق مختصر على لمعة الاعتقاد للعثيمين (ص: 158)

س8 ما حكم المظاهرات؟
قال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز-رحمه الله- في لقاء مع مجلة الفرقان العدد (82) ص (12) مانصه: (الخروج في المظاهرات والمسيرات ليس طيباً، وليس من عادة أصحاب الرسول، ومن تبعه بإحسان، إنما النصيحة والتوجيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى، وهذه هي الطريقة المتبعة، قال عز وجل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} (التوبة71)،
وقال عز وجل: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} (آل عمران 104)،
وقال سبحانه: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} (آل عمران110)، وقال رسول الله [: (من رأى منكم منكرا فيلغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسم
فالإنكار بالفعل يكون من الإمام أو الأمير أو من الهيئة التي لها تعليمات، وأما أفراد الناس إذا أنكروا باليد فتكون الفتنة والنزاع والفرقة وتضييع الفائدة
فيجب على كل شخص أن ينصح بالقول والتوجيه والترغيب والترهيب، أما صاحب البيت على أولاده، والهيئة في نظامها حسب طاقتها، وكذلك الأمير فله الإنكار بالفعل، أما أفراد الناس فعليهم الإنكار بالقول، لأنه لا يستطيع الإنكار بالفعل حتى لا تعظم المصيبة ويعظم الشر) اهـ،

فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية برقم (19936) وفيها: (كما ننصحك وكل مسلم ومسلمة بالابتعاد عن هذه المظاهرات الغوغائية التي لا تحترم مالاً و لا نفساً ولا عرضاً، ولا تمت إلى الإسلام بصلة، ليسلم للمسلم دينه ودنياه، و يأمن على نفسه وعرضه وماله) اهـ،

ويقول الشيخ ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ: (إن التظاهر ظاهرة فيها تقليد للكفار في أساليب استنكارهم لبعض القوانين التي تفرض عليهم من حكامهم أو إظهار منهم لتقبُّل بعض الأحكام أو القرارات، أضيف إلى ذلك شيئا آخر، وهو: هذه التظاهرات الأوربية ثم التقليدية من المسلمين، ليست وسيلة شرعية لإصلاح المجتمع، ومن هنا تخطئ كل الجماعات وكل الأحزاب الإسلامية الذين لا يسلكون مسلك النبي [في تغيير المجتمع، لا يكون تغيير المجتمع في النظام الإسلامي بالهتافات وبالصيحات وبالتظاهرات، وإنما يكون ذلك بالصمت وبث العلم بين المسلمين وتربيتهم على هذا الإسلام حتى تؤتي هذه التربية أكلها ولو بعد زمن بعيد ... لهذا أقول باختصار عن التظاهرات التي تقع في بعض البلاد الإسلامية، أصلا هذا خروج عن طريق المسلمين وتشبه بالكافرين ... ) أهـ، وانظر الفتوى في شريط (سلسلة الهدى والنور) رقم (210) ورقم الفتوى5. دقيقة (33-42)

وسئل الشيخ عبدالعزيز الراجحي - حفظه الله- عن المظاهرات فقال: (المظاهرات هذه ليست من أعمال المسلمين، هذه دخيلة، ما كانت معروفة) اهـ.
6_ ويقول فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية -حفظه الله: (ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة بالفعل يجوز فعلها، مثال ذلك المظاهرات، مثلا: إذا أتى طائفة كبيرة وقالوا إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي، بالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب والوسيلة تبرر الغاية، نقول: هذا باطل لأن الوسيلة في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء) اهـ.

وقال العلامة الشيخ صالح السدلان عضو هيئة كبار العلماء ـ حفظه الله ـ في محاضرة له في جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت حينما سئل عن المظاهرات: (الواجب على من وفقهم الله إلى النهج السبيل وإلى الطريق المستقيم أن يذكروا الناس ويعلموهم، .... وعليهم أن يبينوا أن هذه الأمور لا تجوز في الإسلام، بل هي عند غير المسلمين، ونحن للأسف أخذناها منهم مثلما أخذنا غيرها من الأمور، لذلك علينا أن نتمسك بنهج الكتاب والسنة، ... ) اهـ.
س9 هل المظاهرات تدخل فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؟
قال الشيخ صالح بن علي بن غصون رحمه الله (1) (1419 هـ)
معروف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والإرشاد من أصل دين الله عز وجل، ولكن الله جل وعلا قال في محكم كتابه العزيز: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (1) ولما أرسل عز وجل موسى وهارون إلى فرعون قال: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)} (2) والنبي - صلى الله عليه وسلم - جاء بالحكمة وأمر بأن يسلك الداعية الحكمة وأن يتحلى بالصبر، هذا في القرآن العزيز في سورة العصر: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}. فالداعي إلى الله عز وجل والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عليه أن يتحلى بالصبر وعليه أن يحتسب الأجر والثواب وعليه أيضاً أن يتحمل ما قد يسمع أو ما قد يناله في سبيل دعوته، وأما أن الإنسان يسلك مسلك العنف أو أن يسلك مسلك والعياذ بالله أذى الناس أو مسلك التشويش أو مسلك الخلافات والنزاعات وتفريق الكلمة، فهذه أمور شيطانية وهي أصل دعوة الخوارج، هم الذين ينكرون المنكر بالسلاح وينكرون الأمور التي لا يرونها وتخالف معتقداتهم بالقتال وبسفك الدماء وبتكفير الناس وما إلى ذلك من أمور
(موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية 10/ 299)