المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحيفة الرياض : فياض الشمرى يكتب مقالاً بعنوان "لماذا يكرهون المنتخب؟"



االزعيم الهلالي
22-10-2013, 03:50 PM
فياض الشمري




اصبح التعاطف مع المنتخب السعودي والاحتفاء بانتصاراته او اتخاذ مواقف متباينة ضده لا يعتمد على سلامة حاله من العلل وتحقيق الانتصار الواحد تلو الآخر واستعادة هيبته، انما يعتمد على ما يضمه من عناصر وهل هي تمثل فرقنا وتدافع عن الوانها ام أنها تنتمي الى الاندية المنافسة، هذا واقع لامفر منه، اما من يتظاهر بالمثالية والوطنية عبر الفضاء فيما يتعاطاه ويتناوله في مكان آخر كفيل بكشفه ووضعه في الزاوية الضيقة التي تعري (الانتماء المزيف)، مع الاسف ان الانتماء والتعاطف مع المنتخبات السعودية اصبح ضعيفا ولا يمكن ان تتم مقارنته بالانتماء والولاء للاندية والجري خلفها تشجيعا ودفاعا حد الجنون، فياترى من الذي اوصلنا الى هذه الحال؟ تركيز الاندية على مصالحها الخاصة بعيدا عن مصالح الرياضة بشكل عام، ام القرارات المتناقضة والعقوبات المتفاوتة التي تتخذها اللجان، ام سوء الادارة لدى الاتحاد السعودي والمجاملات التي لاتنتهي ام المحسوبيات التي لاتراعي ضرورة العدل مع الجميع؟.
الواقع يقول ان جميع هذه الاسباب موجودة ولايمكن عزل اي منها عن الاخر، فلا الاندية تهمها مصلحة المنتخب، ولا الاعلام يفضل مصلحة رياضة وطنه على مصالح انديته، ولا اللجان حريصة على استباب الانضباط في الملاعب وانصاف الجميع والعمل بشفافية ونظرة عُليا، ولا الاتحاد السعودي قادر على فرض شخصيته على الاندية والمنظومة التي تنطوي تحت مظلته، مما اضعف الانتماء للكرة السعودية حتى بات هناك من يتمنى خسارة المنتخب لأن لاعبي فريقه المفضل لم يشملهم الاختيار، او لأن هناك من يتمنى عودة نجوم ناديه سريعا لأن المنافسة المحلية قائمة والأهم لديهم ان يفوز ببطولة يفرح بها حتى لو كان على حساب ضياع المنتخب.
هناك من يطالب الاعلامي والمشجع ورئيس النادي واللاعب والاداري والحكم بالانتماء قبل كل شيء الى رياضة بلده وان يفضلها على اي ميول اخرى، وينسى ان القرارات التعسفية والتحامل على هذا والخوف من ذاك، وتجاهل بعض المواقف، وخدمة طرف على حساب الاخر يكفي لأن يشعل نار الكره بين اطياف (اهل الرياضة)، ينسنى ان العدل وحده كفيل بأن يسير الرياضيين باتجاه واحد خلف منتخبات بلدهم، لايمكن لأي مشجع تدفعه "مراهقة التشجيع الرياضي" ان يتمنى النجاح للاتحاد السعودي وهو الذي اضر بفريقه من دون وجه حق، ولايمكن ان يدعو آخر للرياضة بالتوفيق وصاحب القرار استغل منصبه او ميوله ومرر مخالفة ضد بعض الفرق ولم يتخذ ضدها اي عقاب يضمن الردع ويكفل العدل ويرسي قواعد التنافس الشريف، نعم لايمكن لحكم ان ينجح وهو الذي تشن عليه الحروب الكلامية من دون ان يرد اعتباره، ولايمكن لناد ان يضع مصلحة المنتخب فوق مصالحه، والاتحاد السعودي ولجانه لاينصفانه عندما تكال عليه التهم، ولايمكن لأي مشجع ان يحث على حب الرياضة واللجان منغمسة في قراراتها التعسفية.
قبل كل شيء اوجدوا العدل واحرصوا على العمل الشفاف بعيدا عن (حب الخشوم) وهذا قوي لانستطع التغلب عليه، وذاك ضعيف يمكن ان تنطبق العقوبات ضده لأن ليس له واسطة تسانده وتدفع عنه الظلم وتحرج اللجان وتبسط النفوذ ضدها، جربوا لو لمرة واحدة حينها ستروا الفرق وتخرجوا بالفارق اما ما يحدث حاليا فلاتنتظروا منه الا المزيد من اشتعال نيران الكراهية بين اعضاء الوسط الرياضي.


المصدر : صحيفة الرياض
الرابط : هنا (http://www.alriyadh.com/2013/10/22/article877451.html)