المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حَديث : [ خير تمركم البرني ] مُنكرٌ لا يصح ! .



أهــل الحـديث
22-10-2013, 02:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمْدُ للهِ أَهْلِ الْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ . وَمَانِحِ الْمَوَاهِبِ وَالنَّعْمَاءِ . حَمْدَ مُسْتَمْتِعٍ بِدَوَامِ نِعْمِهِ وَآلائِهِ . وَمُسْتَمْنِحٍ لِمَزِيدِ قَسْمِهِ وَعَطَائِهِ . وَمُسْتَلْهِمٍ لِبَلِيغِ الْمَحَامِدِ عَلَى كَمَالِ ذَاتِهِ وَعَظِيمِ صِفَاتِهِ . وَمُسْتَوْزِعٍ لِشُكْرِ ذِي الْجَلالِ وَالْعَظَمَةِ بِتِلاوَةِ مُحْكَمِ آيَاتِهِ . الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ . إِياَّكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ . وَبَعْدُ ..

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «خَيْرُ تَمْرِكُمُ الْبَرْنِيُّ، يُذْهِبُ الدَّاءَ وَلَا دَاءَ فِيهِ».

@ التَخريج .
روي مِن حَديث : (( علي بن أبي طالب ، وبريدة ، وأبي سعيد الخدري ، وأنس بن مالك ، ومزيدة )) ، وقد حسنه الشَيخ المُحدث مُحمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - ، كذا فعل الشَيخ الوالد المُحدث سعد الحميد - حفظه الله - . والله أعلم.

@ دِراسة طُرق الحَديث .
[1]ما روي مِن طريق علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - .
فأخرجهُ ابن عَدي في تَرجمة عيسى بن عبد الله (1389) ، من طريق إسحاق الفروي، حدثني عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "خير تمراتكم البرني، يخرج الداء، ولا داء فيه" ، ومِن طريق ابن عَدي اخرجه ابن الجوزي في الموضوعات .
قُلت : والحَديث بهذا الإسناد ضعيفٌ جداً فهو مِن رواية إسحاق بن أبي فروة وهو : [ متروك الحَديث ] قال ابن عدي : [ لا يتابعه أحد على أسانيده ولا على متونه، وهو بين الأمر في الضعفاء ] ، وقال البرقاني : [ متروك ] ، وقال البزار : [ ليس بالقوي ] ، وقال البيهقي : [ ضعيف ] ، وقد أورد لهُ الحافظ العقيلي أحاديثاً منكرة وقال : [ لا يتابع عليها ] .
وروي مِن طريق زاذان عند ابن عدي وتعقبه الحافظ ابن عدي فقال في الكامل (6046) : (( وهذا بهذا الإسناد باطل ، وعندي لعلي بْن إِبْرَاهِيم البصري هَذَا غير ما ذكرت من المناكير )) أهـ ، وهو مُنكر الحَديث قال ابن عدي يروي عن الثقات البواطيل .
[2] ما روي من طريق بريدة - رضي الله عنه - .
أخرجهُ البُخاري في التَاريخ الكبير (5/112) ، وابن عدي في كَامله (5/1917) كِلاهمامن طريق أبي معمر عبد الله بن عمرو صاحب عبد الوارث، عن عبد الله بن السكن الرقاشي، عن عقبة بن عبد الله الأصم الرقاشي، عن ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ..
قال الآجري في تَنزيه الشَريعة (2/255) : (( وَمن حَدِيث بُرَيْدَة وَفِيه عقبَة بن عبد الله الْأَصَم الرِّفَاعِي ينْفَرد بِالْمَنَاكِيرِ عَن الْمَشَاهِير )) أهـ .
قال ابن أبي حاتم في بَيان خَطأ البُخاري (1/57) : (( سمعت ابى يقول: هذا حديث ضعيف )).
قُلت : والحَديث بهذا الإسناد مُنكر مِن رواية عقبة بن عبد الله الأصم الرقاشي قَال فيه ابن حبان : [ يتفرد بالمناكير عن المشاهير، حتى يشهد لها بالوضع ] إلا أن السيوطي تعقبهُ وهو ممن عرف التَوسع في تحسين الأحاديث بالشواهد والمُتابعات فبالغَ - رحمه الله - ومما قالهُ السيوطي في النُكت البديعة : [ المتروك والمنكر إذا تعددت طرقه، ارتقى إلى درجة الضعيف القريب، بل ربما يرتقي إلى الحسن ]!! وهذا توسعٌ مِن السيوطي غير مرضي وأين قول الإمام أحمد بن حنبل : [ المُنكر أبداً منكر ] ! والحَديث قد استنكرهُ الحافظ الذهبي - رحمه الله - .
وكَيف يُقبل من مثل عقبة التَفرد بروايته عَن ابن بريدة بهذا الحَديث ! قَال فيه ابن عَدي : [ له غير ما ذكرت وبعض أحاديثه مستقيمة، وبعضها لا يتابع عليه ] أي أن احتمال الخطأ في حَديثه راجحٌ وليس بمُحتمل لضعفهِ ! قَال البَزار : [ غير حافظ ليس بالقوي ] أي أنهُ ليس مُتقناً يُحتمل ما ينفرد بهِ مِن الحَديث لرجحان الخطأ وسوء الحِفظ في حَديثه ، ثُم أورد لهُ العقيلي حَديثاً وعَقبَ قائلاً : [ لا يعرف إلا به ولا يتابعه إلا من هو دونه أو مثله ] ، وضعفهُ الإمام أبو داود ، ووثقه الإمام أحمد بن حنبل وقال فيه مرة : [البراء بن عبد الله الغنوي أحب إلي منه ] ، والبراء بن عبد الله الغنوي هذا قَال فيه الإمام أحمد : [ سمع سعيد من ذاك الشيخ الضعيف البراء بْن عَبْد اللَّهِ الغنوي ] ، وقال فيه الإمام يحيى بن معين : [ ولم يكن حديثه بذاك ] ، وضعفهُ في موضع آخر ، وما يدل عليه قولهُ في حق عقبة تضعيفاً لهُ ! وهذا مِن الأئمة المُتقدمين - رضي الله عنهم - جَرحاً للرواة وجرحاً لحفظهم ، والبراء على ضعفهُ إلا أن حديثه يكُتب للاعتبار والشواهد والمُتابعات ، وقال النسائي في عقبة - المعنون بالحديث - : [ ضعيف ] ، وضعفهُ الحافظ الذهبي ، وقال الإمام علي بن المديني : [ كَان ضعيفاً ] ، وقال الساجي : [ ليس هو ممن يحتج بحديثه، وفيه ضعف ] ، وقال الفلاس : [ كان ضعيفا، واهي الحديث، ليس بالحافظ ] فليس عقبة ممن يحتمل تفردهُ برواية هذا الحَديث ، وعبد الله بن السكن القرشي : [ مجهول الحَال ] فالحَديث ضَعيفٌ ضعفاً شديداً ! لجهالة الأول وضعف الثاني وعِبارات الائمة تَدل على أن الخطأ في حديثه راجحٌ لا مُحتمل ولو كان مُحتملاً لكان مُعتبراً في الشواهد والمُتابعات إلا أن هذا ليس بمتوفرٍ في الراوي .
[3] ما روي عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - .
أخرجه الحاكم (4/227، رقم 7451) . وأخرجه أيضًا: الطبرانى فى الأوسط (7/247، رقم 7406) ، قال الهيثمى (5/40) : فيه سعيد بن سويد وهو ضعيف ، وهذا حَديثٌ يُعتبر شاهداً لحديث أنس - رضي الله عنه - وسعيد بن سويد السامري ليس من يحتمل تَفرده بالحَديث ، ولم يتابعه عليه فيما أعلمُ أحداً مِن الرواة ! وقد استنكر الحَديث الحافظ الذهبي في التَلخيص ، وسعيد بن سويد لم أعرف لهُ حالاً وتَفرد بهذه الرواية ولا يحتمل تفرده . والله أعلم .
وقد تَابعه عبد سويد بن سعيد قال الشَيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (4/460) : (( وتابعه سويد بن سعيد المعدلي حدثنا خالد بنزياد صاحب السابري عن أبي الصديق به. أخرجه الطبراني في " الأوسط " (7540)وقال: " لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد. تفرد به عبد القدوس ". كذاقال وعبد القدوس ثقة، وكذا من فوقه إلا سويد بن سعيد فلم أعرفه ولعله سعيد بن سويد المذكور في إسناد الحاكم، انقلب على أحد رواة الطبراني. وأستبعد أن يكون هو سويد بن سعيد الأنباري المترجم في " الجرح " (2 / 1 / 240) لأنه فوق هذه الطبقة، روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم. والله أعلم )) أهـ ، فالحَديث ضعيف ، كذا المُتابعة ! .
[4] من رواية أنس بن مالك - رضي الله عنه - .
أخرجه العقيلى (3/206، ترجمة 1208 عثمان بن عبد الله العبدى) ، وأخرجه أيضًا: الطبرانى فى الأوسط (6/165، رقم 6092) ، والحاكم (4/226، رقم 7450).
قُلت : قال العقيلي : (( حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به )) ، وقال الهيثمي في المجمع (5/40) : (( فيه عبيد بن واقد القيسى وهو ضعيف )) ، وقد استنكرهُ الحافظ الذهبي فقال : (( مُنكر )) ولا يخفى عند النَبيه أن استنكار الحَافظ الذهبي لهُ تضعيفاً للحَديث ، وعُثمان بن عبد الله العبدي قال الحَافظ في لسان الميزان (4/174) : (( قال الأزدي مجهول وقال العقيلي حديثه غير محفوظ رواه عبيد بن واقد عن عثمان عن حميد عن أنس رضي الله عنه مرفوعا: "خير تمركم البرني يذهب الداء ولا داء فيه" انتهى ولفظ العقيلي مجهول وحديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به ثم ساق بسنده ولفظ الأزدي ضعيف مجهول وقد أوردها الحاكم في صحيحة وتعقبوه عليه )) أهـ ، فالحَديث ضعيفٌ جداً لا يصح قولهم غير محفوظ إعلالٌ للحَديث ومعناهُ أن عثمان بن عبد الله لم يحتمل هذا الحديث ولم يحفظهُ كما يجب ولعل الحافظ الذهبي لتفرده به وفيه جهالة ! .
[5] رواية مزيدة - رضي الله عنه - .
وروايتهُ بمعنى رواية أنس بن مالك - رضي الله عنه - أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 345 - 346 رقم 812) ، والحاكم في المستدرك (4/ 406 - 407).
قُلت : وفي إسناده هودة وقد تفرد برواية الحَديث عَن مزيدة وهو مَجهول ! وتفردهُ ليس بمُحتمل ورواية المَجهول المُنفرد بالحَديث لا تَقومُ مقام الاحتجاج أو الاعتبار وعليه فالحديث ضعيفٌ لا يصح من هذا الطريق كذلك . والله أعلى وأعلم بالصواب.

[ خُلاصة ] الحَديث ضعيفٌ لا يصحُ مِن كُل الطرق وهو مُنكرٌ كما قال الحافظ الذهبي - رحمه الله - فلا يُحتمل تفرد أحدٍ بروايته للحَديث وأغلبهم لم يتابع على روايته على قصور علمي ! ورحم الله الشَيخ المحدث الألباني وأحسن إليه إن كان حسنه فذلك اجتهادهُ والصوابُ في نَكارة الحَديث كما قال الحافظ الذهبي ، وهو الأرجح إن شاء الله سائل الله تعالى القبول .


كَتبه وأملاه /
أبو الزهراء بن أحمد آل أبو عودة الغزي
16/ من ذي الحجة / 1434 هـ
- غفر الله لي ولأبوي والمُسلمين أجمعين -