المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تود معرفة ما المقصود بكفر الجحود وما هي أركانه وأسبابه؟



أهــل الحـديث
20-10-2013, 08:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الفرع الثاني :كفر الجحود:
أولا :المقصود بالجحود وما الفرق بينه وبين الإنكار ؟
الجحود هو الإنكار مع العلم ، فالجحود أخص من الإنكار فإنه يكون للشيء الظاهر البين كما في قوله تعالى (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)الأنعام 33.
فذكر أن الظالمين يجحدون بآيات الله الظاهرة البائنة.
وقال تعالى (يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ)النحل38.
فجعل الإنكار للنعمة لأن النعمة قد تكون خافية.
وقال تعالى (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)النمل14.
ومعنى الآية : أن بني إسرائيل جحدوا بآيات الله التي حدثت على يد موسى وما تدل عليه من أنها من عند الله ومن صدق نبوة موسى ومن صدق دعوته بأنه لا إلا إلا الله ، فجعل الجحد مع اليقين وهو التصديق الجازم الذي لا يخالطه شك ولا ظن ، والإنكار يكون بعلم وبغير علم.
ثانيا :تعريف كفر الجحود :
هو انتفاء قول اللسان مع وجود علم القلب ويترتب عليه انتفاء عمل القلب لوجود الجحود وانتفاء عمل الجوارح لأنه تابع لعمل القلب ، فمن كتم الحق مع العلم بصدقه فكفره كفر جحود وكتمان.
ثالثا :أركان كفر الجحود :
1- انتفاء قول اللسان : والمقصود به عدم النطق بشهادة التوحيد وكتمان الحق والتوحيد.
2- وجود علم القلب : والمقصود به التصديق الجازم بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر، ويدخل فيه الإيمان بكل ما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
3- انتفاء عمل القلب: وهو إنتفاء محبة الله والذل والإخلاص والإنقياد له بوجود الجحود.
4- انتفاء عمل الجوارح: لأنه تابع لعمل القلب ، فلا تنقاد الجوارح بالطاعات.
رابعا : ما هي أسباب كفر الجحود؟
لكفر الجحود أسباب كثيرة منها ما يلي:
1- الاستكبار.
2- الحسد.
3- المعاندة.
4- الخوف على الملك والرياسة والجاه .
خامسا :أمثلة على كفر الجحود :
1- كفر اليهود والنصارى:
لأنهم علموا الحق بقلوبهم وأيقنوا أن محمدا رسول من عند ربهم وبالرغم من ذلك كتموه وجحدوه ولم يشهدوا أنه رسول الله فتكاملت فيهم أركان كفر الجحود وهي انتفاء قول اللسان بشهادة التوحيد ، ووجود علم القلب ، وانتفاء عمل القلب بوجود الكبر والحسد ، وانتفاء عمل الجوارح لأنه تابع لعمل القلب ، قال تعالى في شئنهم(فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ)البقرة:89 .
وقال تعالى(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)البقرة:146.
2- كفر فرعون وقومه :
فقد قال تعالى عنهم(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)النمل:14.
فإنهم علموا بقلوبهم الحق من صدق موسى عليه السلام وأن الله وحده هو رب هذا الكون ولا معبود بحق سواه ومع ذلك لم ينطقوا شهادة التوحيد وانتفى لديهم عمل القلب بعدم الخضوع والانقياد لله وكذلك انتفى لديهم عمل الجوارح تبعا لذلك.
3- كفر أبا طالب :
فأبا طالب علم الحق بقلبه ولم ينطق بشهادة التوحيد ، فعن المسيب بن حزن (أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة ، جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجد عنده أبا جهل بن هشام ، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب : ((يا عم ، قل لا إله إلا الله ، كلمة أشهد لك بها عند الله )). فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية : يا أبا طالب ، أترغب عن ملة عبد المطلب ، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ، ويعودان بتلك المقالة ، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : هو على ملة عبد المطلب ، وأبى أن يقول : لا إله إلا الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك )). فأنزل الله تعالى فيه : { ما كان للنبي } الآية)صحيح البخاري.
4- كفر هرقل :
فكفر هرقل كذلك من كفر الجحود لأنه علم الحق بقلبه وأنكره وجحدوه بلسانه وجوارحه.
فعن أبي سفيان بن حرب (.......فبينما هم على أمرهم ، أتىهرقُلْبرجلٌ أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فلما استخبرههرقُلْقال : اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا ؟ فنظروا إليه ، فحدثوه أنه مختتن ، وسأله عن العرب ، فقال : هم يختتنون ، فقالهرقُلْ : هذا ملك هذه الأمة قد ظهر . ثم كتبهرقُلْإلى صاحب له برومية ، وكان نظيره في العلم ، وسارهرقُلْإلى حمص ، فلم يرم حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأيهرقُلْعلى خروج النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وأنه نبي ، فأذنهرقُلْلعظماء الروم في دسكرة له بحمص ، ثم أمر بأبوابها فغلقت ، ثم اطلع فقال : يا معشر الروم ، هل لكم في الفلاح والرشد ، وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي ؟ فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب ، فوجدوها قد غلقت ، فلما رأىهرقُلْنفرتهم ، وأيس من الإيمان ، قال : ردوهم علي ، وقال : إني قُلْت مقالتْي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيت ، فسجدوا له ورضوا عنه ، فكان ذلك آخر شأنهرقُل )صحيح البخاري.
و الدَّسْكَرَةُ : بناءٌ كالقصْرِ حوله بيوتٌ للأعاجمِ فيها الشرابُ والملاهي ، يكون للملوك .
ومعنىالحديث: أن هرقل ملك الروم كان قد سمع بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان على علم بالكتاب ويعلم علامات رسول الله لأنها مذكورة لديهم ومنها أنه سوف يبعث في قوم يختتنون فلما علم ذلك أيقن أنه رسول الله وأرسل إلى صاحب له برومية(روما) وكان يضاههيه في العلم فوافقه الرأي على خروج النبي صلى الله عليه وسلم وكان هرقل قد نزل بقصر له في حمص بالشام وجمع فيه عظماء الروم وأمر حراسه بإغلاق الأبواب وعرض عليهم الإسلام وأخبرهم أن فيه الفلاح والخير في الدنيا والآخرة فهاجوا كالحمير الوحشية بإتجاه الأبواب فوجدوها مغلقة فلما رأي منهم إعراضهم عن الإيمان قال لهم أني كنت اختبر شدتكم على دينكم ، وباع هرقل الإيمان بالملك وآثر ملكه على الإيمان بالله وآثر الفاني على الباقي ، فهرقل قد علم الحق ووصل إلى اليقين بالله ورسوله ومع ذكر جحد وكفر.
5- كفر أبا جهل وكثير من مشركي قريش :
فقد علموا الحق بقلوبهم وجحدوه بألسنتهم وجوارحهم .
(سأل المسور بن مخرمة خاله أبا جهل عن حقيقة محمد صلى الله عليه و سلم إذ قال "يا خالي هل كنتم تتهمون محمدا بالكذب قبل أن يقول ما قال؟" فقال: "يا ابن اختي و الله لقد كان محمد فينا و هو شاب يدعى الأمين فما جربنا عليه كذب قط قال: يا خال فما لكم لا تتبعونه؟ قال: يا بن اختي تنازعنا نحن و بنو هاشم الشرف فأطعموا و أطعمنا و سقوا و سقينا و أجاروا و أجرنا حتى إذا تجاثينا (أي جلسنا على الركب للخصومة) على الركب كنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي فمتى ندرك مثل هذه؟
وقال الأخنس بن شريق يوم بدر لأبي جهل : يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو ام كاذب؟ فإنه ليس ها هنا من قريش أحد غيري و غيرك يسمع كلامنا فقال أبو جهل: ويحك والله إن محمد لصادق و ما كذب محمد قط و لكن إذا ذهبت بنو قصي باللواء و الحجابة و السقاية و النبوة فماذا يكون لسائر قريش؟)من كتاب ابن القيم هداية الحيارى.
فأبا جهل قد علم الحق وتيقن منه وعلم أن محمد رسول الله حقا وصدقا ومع ذكر جحد وكفر.
سادسا :أنواع كفر الجحود:
1- كفر مطلق عام:
بأن يجحد المرء جملة ما أنزله الله وإرساله الرسول.
2- كفر مقيد خاص :
بأن يجحد فرضا من فروض الإسلام أو تحريم محرم من محرمات أو صفة وصف الله بها نفسه أو خبرا أخبر الله به عمدا.
وكلا النوعين كفر أكبر مخرج من الملة .
وأما من جحد ذلك جهلا أو تأويلا يعذر فيه صاحبه فلا يكفر صاحبه كالرجل الذي جحد قدرة الله عليه وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح ومع هذا فقد غفر الله له ورحمه لجهله إذ كان هذا الذي فعله هو مبلغ علمه ولم يجحد قدرة الله على إعادته عنادا أو تكذيبا.
سابعا :كفر الجحود يتردد بين الكفر الأكبر والأصغر:
فقد يكون كفر الجحود كفرا أكبر أو أصغر ومن ذلك العلمانين والحداثين والمعطلين والمتأولين الذي يجحدون نصوص القرآن والسنة ويصرحون بردها أو تعطيلها بل يصرح بعضهم أنه يشعر بالخزي والتخلف والرجعية عند ذكرها ولا تأتيه الجرأة لتلاوتها إقرار بها فهذا قد يكفر كفرا أكبر يخرج من الملة وقد يكون كفرا أصغر حسب حال صاحبه ومدى تعطيله وتأويله.
ثامنا :انتفاء قول اللسان بالسبّ والاستهزاء :
سب الدين والاستهزاء به أو سب الله أو سب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكفر الأكبر المخرج من الملة سواء كان الساب مازحا أو جادا .
والسب قول باللسان فيه لعن وتحقير وانتقاص واحتقار واستخفاف ، لهذا كان من سب الدين أو سب رسول الله أو سب الله كافرا لأن هذا ينفي قول اللسان لشهادة التوحيد ، إذ يتنافى الإيمان بالله ورسوله ومحبتهم والخضوع لله وتعظيمه مع سب الله أو سب الدين أو سب الرسول أو الاستهزاء بأي شيء مما ذكر.
ويصنف البعض السب والاستهزاء بأنه نوع من أنواع الكفر ، ولكنه في الحقيقة يكون ناشئا عن كفر الجحود أوكفر التكذيب أوكفر النفاق أو كفر العناد والاستكبار ، أي أنه يصنف ضمن هذة الأنواع من أنواع الكفر حسب كل حالة فإذا كان سبب السب والإستهزاء إنتفاء علم القلب وعدم التصديق كان كفر تكذيب وإن كان سبب السب والإستهزاء إنتفاء عمل القلب بعدم الإنقياد لله وعدم حب الله ورسوله وعدم الإخلاص لله فهو كفر نفاق ، وإن كان سبب السب والإستهزاء إنتفاء عمل الجوارح لإنتفاء عمل القلب فهو كفر عناد وإستكبار وإن كان سبب السب والإستهزاء هو إنتفاء قول اللسان وعدم النطق بالحق وذلك نتيجة إنتفاء عمل القلب فهو كفر الجحود.
والمقصود بالسب والاستهزاء: أن يستهزئ المسلم أو يسبّ شيئاً من دين الله تعالى ، ومن ذلك ما يلي:
1- أن يستهزئ بالقول أو الفعل بالله تعالى ، أو باسم من أسمائه ، أو بصفة من صفاته المجمع عليها ، أو يصف الله تعالى بصفة نقص:
كأن يسب الله تعالى أو يتهم الله تعالى بالظلم ، أو يلعن خالقه ورازقه سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
والاستهزاء بالفعل قد يكون بالإشارة باليد ، أو اللسان ، أو الشفة ، أو العين ، أو غيرها مما يدل على الإستهزاء والاستهانة.
2- سب القرآن أو الاستهزاء به و إهانته:
كمن يسب القرآن أو يستهزأ به أو بآية منه أو يهينه بوضعه في القاذورات ، أو بوضع القدم عليه ، أو الجلوس عليه ونحو ذلك.
3- أن يضرب أو يقتل أو يحارب المرء مسلماً ، أو جماعة من المسلمين من إجل إسلامهم ، أو من أجل التزامهم بأحكام الإسلام وتطبيقهم لشرع الله:
فإن هذا من أعظم الاستهزاء بدين الله تعالى ، وهو أعظم من السبّ ، ويدلّ على كرهه لدين الإسلام.
4- أن يسب دين الله تعالى:
كأن يلعن هذاالدين ، أو يلعن دين شخص مسلم ، أو يقول: إن هذا الدين متخلف ، أو رجعي ، أو لا يناسب هذا العصر.
5- أن يستهزئ بملائكة الله تعالى ، أو بواحد منهم:
كأن يسب ملك الموت ، أو خزنة جهنم وكأن يستهزئ بأجنحة الملائكة أو بنزولهم.
6- أن يسب أحداً من أنبياء الله المجمع على نبوتهم أو يستهزئ بهم:
كأن يسب النبي صلى الله عليه وسلم أو يستهزئ به ، أو يسب غيره من الأنبياء.
7- قذف أو سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
لأن من فعل ذلك فقد كذب بالقرآن الذي نزل يصرح بطهارتها وبراءتها وهو بذلك كافر مرتد قال تعالى (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ* يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) النور 15-17.
ومعنى الآيات : حين تتلقفون الإفك وتتناقلونه بأفواهكم ، وهو قول باطل ، وليس عندكم به علم ، وهما محظوران: التكلم بالباطل ، والقول بلا علم ، وتظنون ذلك شيئًا هيِّنًا ، وهو عند الله عظيم . وفي هذا زجر بليغ عن التهاون في إشاعة الباطل* وهلا قلتم عند سماعكم إياه: ما يَحِلُّ لنا الكلام بهذا الكذب ، تنزيهًا لك - يارب - مِن قول ذلك على زوجة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو كذب عظيم في الوزر واستحقاق الذنب* يذكِّركم الله وينهاكم أن تعودوا أبدًا لمثل هذا الفعل من الاتهام الكاذب ، إن كنتم مؤمنين به.
8- أن يستهزئ بشيء مما ثبت في القرآن أو السنة من الواجبات أو السنن:
كأن يستهزئ بالصلاة ، أو يستهزئ بالسواك ، أو بتوفير اللحية ، أو بتقصير الثوب إلى نصف الساقين مع علمه بأن ذلك كله من دين الله تعالى ، أو يستهزئ بشخص لتطبيقه واجباً أو سنة ثابتة يعلم بثبوتها ، وأنها من دين الله ، وكان استهزاؤه بكل هذه الأمور من أجل مجرد فعل هذا الحكم الشرعي ، لا من أجل شكل الشخص وهيئته.
file:///C:/Users/DELL/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png وقد أجمع أهل العلم على كفر من سبّ أو استهزأ بشيء مما ثبت أنه من دين الله تعالى ، سواء أكان هازلاً أم لاعباً أم مجاملاً لكافر أو غيره ، أم في حال مشاجرة ، أم في حال غضب ، أم غير ذلك:
وذلك لأن الله تعالى قد حكم بكفر من استهزأ بالله تعالى وبآياته وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، مع أنهم كما قالوا كانوا يلعبون ويقطعون الطريق بذلك ، كما قال تعالى(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)التوبة: 66- 65 .
ولأن من فعل ذلك فهو مستخف بالربوبية والرسالة ومستخف بعموم دين الله تعالى غير معظِّم لذلك كله ، وهذا مناف للإيمان والإسلام.


الخــــــلاصـــــة


ومن سب الله ورسوله أو سب أحد الأنبياء فقد كذب بالله وهي ردة يستتاب فاعلها فإن رجع وإلا قتل ، سواء كان مسلما أو معاهدا فالمعاهد بسبه لله أو سبه لأحد أنبيائه فقد نقض العهد فيستوجب القتل.


1- كفر الجحود هو إنتفاء قول اللسان مع وجود علم القلب ويترتب عليه إنتفاء عمل القلب بوجود الجحود وانتفاء عمل الجوارح لانتفاء عمل القلب ، والجحود هو الإنكار عن علم.
2- لكفر الجحود أسباب كثيرة منها :الاستكبار: فقد يستكبر الإنسان على الحق وهو يعلمه ، والحسد : فقد يحسد الناس صاحب الرسالة فلا يؤمنوا به وبرسالته ، والمعاندة : فقد يعاند المرء ويجحد الحق الذي يعلمه ، والخوف على الملك والرياسة والجاه كا فعل هرقل.
3- كفر اليهود والنصارى ، وكفر أبا طالب وأبا جهل وكثير من مشركي قريش ، وكفر هرقل ، من كفر الجحود فقد علموا الحق بقلوبهم وجحدوه بألسنتهم ولم ينقادوا له بقلوبهم وجوارحهم .
4- كفر الجحود قد يكون كفر مطلق عام بجملة رسالة الإسلام ، وقد يكون كفرا مقيدا خاصا بجحد فرضا من الفروض أو تحريم محرم من المحرمات أو صفة من صفات الله تعالى .
5- كفر الجحود قد يكون كفرا أكبر أو أصغر كما هو حال العلمانيين والحداثيين والمعطلين والمتأولين الذين يجحدون نصوص القرآن والسنة ويصرحون بردها أو تعطيلها أو الشعور بالخزي والتخلف والرجعية عند ذكرها ، ويكون كفرهم كفرا أكبر أو أصغر حسب حال صاحبه ومدى تعطيله وتأويله.
6- السب والإستهزاء من كفر الجحود لأنه يترتب عليه انتفاء قول اللسان بالتوحيد فمن سب الدين أو استهزأ به أو سب الله أو رسوله أو أحد أنبيائه أو سب القرآن أو سب أو استهزأ بشيء مما ثبت أنه من دين الله تعالى فقد كفر كفرا أكبر مخرج من الملة سواء كان الساب جادا أو مازحا.

من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الإسلامية

لتحميل الكتاب أدخل على الرابط التالي - في الملتقى - المرفقات أسفل الموضوع

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807)