المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخريج مختصر لحديث حذيفة فيمن أذل سلطان الله



أهــل الحـديث
20-10-2013, 10:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


تخريج مختصر لحديث حذيفة فيمن أذل سلطان الله

عبد الرزاق في المصنف ج 11 ص 344 رقم 20715 (وهذا من راية إسحاق بن إبراهيم بن عباد عنه وهو ممن سمع منه بعد سنة 200 أو بعد الاختلاط) :
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن زيد بن أثيع عن حذيفة قال : ما مشى قوم إلى سلطان الله في الارض ليذلوه إلا أذلهم الله قبل أن يموتوا

زيد بن أثيع أو يثيع وقيل "أثيل" أو زيد بن نفيع عند ابن أبي جاتم، وثقه العجلي وابن حبان وابن خلفون وصحح حديثه الحاكم والطوسي فقال الحافظ في التقريب: "ثقة مخضرم"

ورواه البزار في مسنده مرفوعا 7/266 رقم: 2847 و 2848:

2847- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ح)
2848- وَأَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا مِنْ قَوْمٍ مَشَوْا إِلَى سُلْطَانِ اللهِ لِيَذِلُّوهُ إِلاَّ أَذَلَّهُمُ اللَّهُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
وَهَذَا الْكَلاَمُ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا اللَّفْظِ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ عَنْهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ. انتهى كلام البزار.

كثير بن أبي كثير أبو النضر قال عنه أبو حاتم: "شيخ، مستقيم الحديث"، وثقه ابن حبان وقال الحافظ في التقريب: "مقبول".
هكذا قال ورواه المحاملي و ابن شبه بلفظ قريب عن زياد بن علاقة

قال المحاملي في أماليه رواية يحيى بن البيع 1/310 رقم 327:
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زَيْدٍ قَالَ: تَجَهَّزَتْ بَنُو عَبْسٍ إِلَى عُثْمَانَ , فَبَلَغَ ذَلِكَ حُذَيْفَةَ قَالَ: ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ فِرْقَةٍ تَسِيرُ إِلَى سُلْطَانِ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ لِيُذِلُّوهُ أَذَلَّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

عمر بن الحسين وأبوه لم أعرفهما وباقي الرجال ثقات، حفص هو ابن غياث.

قال ابن شبه في تاريخ المدينة 3/1144-1145 :
حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: أَرَادَ النَّاسُ أَنْ يَخْرُجُوا إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ أَنْكَرُوهُ، فَجَاءَتْ بَنُو عَبْسٍ إِلَى حُذَيْفَةَ فَقَالَ: لَا تَفْعَلُوا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ عِصَابَةٍ تَسِيرُ إِلَى سُلْطَانٍ لِتُذِلَّهُ لَا يَكُونُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنٌ»

حيان بن بشر بن المخارق ذكره الخطيب في تاريخه ونقل عنالحسين بن حبان عن أبي زَكَرِيَّا –وهو يحيى بن معين المعروف، إذ أن الحسين بن حبان من تلاميذه- عَنْ حيان بْن بشر فَقَالَ: "ليس به بأس، كَانَ معنا فِي البيت بالري أربعة أشهر ما رأيت منه إلا خيرا."
فهذا الإسناد صحيح.

أما ما روي عن أبي بكرة وأبي ذر في هذا الباب فضعيف كما خرجهما الأرنؤوط في هامش مسند أحمد طبعة مؤسسة الرسالة.

الخلاصة: الصحيح مرفوعا هو لفظ ابن شبه فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم خصه على من خرج على عثمان بن عفان الخليفة الثلثة رضي الله عنه.
ولفظ البزار فالصحيح أنه موقوف على حذيفة.
لفظ سلطان الله ثابت في كلام السلف وورد من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم.
سلطان الله هو الذي يطبق الشريعة الإسلامية وإمام المسلمين بشروطه المعتبرة، فعليه جرى ما ورد من الأمر بالسمع والطاعة وإن ظلم. إذ لا يتصور أن يكون سلطان الله يحكم بالقوانين الوضعية الطاغوتية المبدل للشريعة كليا، فأساء من حمل هذه الأحاديث على الحكام الذين يطبقون إلياسق المعاصر كما طبقه التتار في القادم.

أنصاري تسليم
بيكاسي، 15 من ذي الحجة 1434 هـ.