المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تراجع الإمام الألباني عن تضعيف حديث قيلة الطويل وحكمه بتحسينه، ولم يُنَبَّه على تراجعه في طبعة الشيخ مشهور للسنن، مع فوائد أُخَر



أهــل الحـديث
19-10-2013, 08:01 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




تراجع الإمام الألباني عن تضعيف حديث قيلة الطويل وحكمه بتحسينه،
ولم يُنَبَّه على تراجعه في طبعة الشيخ مشهور للسنن،
مع فوائد أُخَر


الحديث رواه أبو داود في سننه ( 3070 ) قال:
حدثنا حفص بن عمر وموسى بن إسمعيل المعنى واحد، قالا: حدثنا عبد الله بن حسان العنبري حدثتني جدتاي صفية ودحيبة ابنتا عليبة وكانتا ربيبتي قيلة بنت مخرمة وكانت جدة أبيهما أنها أخبرتهما قالت:
قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: تقدم صاحبي تعني حريث بن حسان وافد بكر بن وائل فبايعه على الإسلام عليه وعلى قومه، ثم قال: يا رسول الله اكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء أن لا يجاوزها إلينا منهم أحد إلا مسافر أو مجاور فقال اكتب له يا غلام بالدهناء فلما رأيته قد أمر له بها شخص بي وهي وطني وداري .
فقلت: يا رسول الله إنه لم يسألك السوية من الأرض إذ سألك إنما هي هذه الدهناء عندك مقيد الجمل ومرعى الغنم ونساء بني تميم وأبناؤها وراء ذلك.
فقال: ( أمسك يا غلام، صدقت المسكينة، المسلم أخو المسلم، يسعهما الماء والشجر، ويتعاونان على الفتان ). اهـ.

والحديث روى الترمذي قطعة أخرى منه في سننه ( 2814 )، ورواه بطوله الطبراني في "المعجم الكبير" ( 25 / 7 – 11 ).
وقد ضعفه الشيخ الألباني في تحقيقه "للشمائل المحمدية" ( 53 ، 101 )، ولم يحكم عليه في تحقيقه الأول لـ"مشكاة المصابيح"، وفي طبعة الشيخ مشهور لسنن أبي داود – في مجلد واحد – أبقوا حكم الشيخ الألباني على تضعيفه.

لكن الإمام الألباني أعلن عن تراجعه عن تضعيفه في "صحيح أبي داود" ( 8 / 393 / ط. غراس ) فقال:
وهذا إسناد حسن فيما بدا لي أخيراً؛ فقد كنتُ ضعّفته في بعض مؤلفاتي، منها "مختصر الشمائل" ( 53 )، وكانت حجّتي يومئذ أن عبد الله بن حسان هذا لم يذكر الحافظ في "التهذيب" توثيقه عن أحد من المتقدمين! وقال في "التقريب": "مقبول".
ثم ظهر لي أن ابن حبان قد أورده في "الثقات" ( 8 / 337 )، على ما حققته في كتابي الجديد "تيسير انتفاع الخلان بـ(ثقات ابن حبان)"، يسّر الله إتمامه، وكنتُ ذكرتُ في "المختصر" أنه روى عنه جمع من الثقات، وأزيد الآن فأقول:
وفيهم بعض الحفاظ، كالطيالسي في "مسنده" (1658) ، وعفان بن مسلم: عند الترمذي في "السنن" ( 2815 ) و"الشمائل" ( 1/144 )، والطبراني في "المعجم الكبير" ( 25 / 7 / 1 ) وغيرهما، فانظر التيسير.
فلمّا وقفتُ على ذلك – مع توثيق الذهبي إياه – اطمأنّت نفسي لتحسين حديثه، وازددتُ اطمئناناً حين رأيتُ ابن عبد البر – في ترجمة قيلة هذه من "الاستيعاب" – قد قال في حديثها هذا: إنه حديث حسن.
وأقره الحافظ في "الإصابة"، بل نقل الشيخ علي القاري في "شرح الشمائل" ( 1 / 146 – 147 ) عن ابن حجر أنه قال: رواه الطبراني بسند لا بأس به ...

قال أبو معاوية البيروتي: لم أعرف في أي كتاب وثّق الذهبي عبد الله بن حسان العنبري كما قال الشيخ الألباني رحمه الله، والذي وقفتُ عليه في ترجمته في "تاريخ الإسلام" أنه قال عنه: لم أرَ به بأساً.

فائدة: قول ابن حجر السابق ( سنده لا بأس به ) ذكر الشيخ الألباني في تحقيقه لـ "الأدب المفرد" ( حاشية ص 373 / ط. الصديق ) أن الحافظ قاله في "فتح الباري" ( 11 / 65 ).

فائدة عزيزة جدًّا: نبّه الشيخ الألباني هناك أيضاً على فائدة عزيزة جدًّا؛ وهي أن البخاري يقوّي الحديث أيضاً، لأن البخاري ذكر طرفاً من الحديث في "الأدب المفرد" ( 1034 ) فقال: وقالت قيلة: قال رجل ... فقال الشيخ الألباني: البخاري رحمه الله لم يسُق إسناده، وإنما علّقه بقوله ( قال أبو عبد الله: وقالت قيلة ... )، وهذا تعليق مجزومٌ به، فيُستفاد منه أن الحديث قوي عنده، وهذه فائدة عزيزة جدًّا، لم أجد من نبّه عليها من العلماء. اهـ.

وفائدة ثالثة: شَرَحَ الحافظ المزّي في ترجمة قيلة في "تهذيب الكمال" ما اشتمل عليه الحديث من الألفاظ الغريبة والمعاني المشكلة.