المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصدق



االزعيم الهلالي
15-10-2013, 12:30 AM
حينما ترتمي كلماتي على الأرض وتتساقط حروفي مرهقة فأعلم ان موضوعي متشعب والتحدث عنه بإختصار امر محال فتصبح جملي في حيرة بأيها أبد وبأيها أختم حينما يطلب منك التحدث عن الصدق فكم سطر احتاج وكم صفحات سأكتب وكم مجلدات سأولف من اجل أن افي الصدق حقه
ولكن بفضل الله تذكرت شيء يجعلني انصف الصدق وأجعله راضيا عني
فيكفي الصدق شرفا أن أهميته ومكانته العالية بانت جليا في صفة الرسول صلى الله عليه وسلم
فلقد وصف اعظم رسل الله ومن اصطفاه الله على البشر بالصادق الأمين
إلا يكفيك يا صدق هذا الشرف أن تصبح لقبا من ألقاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم

ولأوضح أن أغلب الناس لديهم مفهوط خاطي عن الصدق فهم يحصرونه فقط في الصدق في الكلام وهذا اجحاف وافتراء على الصدق
فالصدق عقيدة والصدق رسالة والصدق تربية والصدق حضارة
فالصدق عقيدة فأنا اعني أن تكون صادق مع الله في أداء العبادات فهو يعلم صدق نيتك من كذبها فإن صدقت نيتك قبلك عملك
اما الصدق رسالة فكلنا نعلم أن شرق آسيا دخل الأسلام إليها بسبب صدق التجار المسلمين في المعاملة فنعم هؤلاء التجار الذين حملوا الاسلام وادخلوه إلى ارض لم تكن مسلمة بصدق تعاملهم فدخلوا في الاسلام افواج
اما الصدق تربية فأصدق طريقة من أجل تعليم الأجيال أن تغرس فيهم قول الصدق ولو كان سيجر عليه عقوبه ولكن قبل ان تعلمهم الصدق يجب ان تعاملهم بالصدق فكل كلمة تنطقها لهم يجب ان تصدق بها او لا تنطق بها
بالصدق سنربي أجيال ترفع رآيات الامة عاليا
أما الصدق حضارة فكيف لا يكون قمة الحضارة فأي مجتمع يكون صادق في تعامله مع أفراده فالوضوح والصدق هو مقياس العدل بين أفراده فلا وجود للكذب والخداع والعش فإذا كان كل المسؤليين صادقين في تنفيذ الاومر والتعامل مع المجتمع بأن الافضل هو الاولى وليس صاحب الواسطة لرأيت تطورا يذهل كل المتابعين فحين يصدق المجتمع ويصبح العدل قانونه سيتسابق الجميع بأن يكون لديه الامكانيات والمؤهلات للوصول للمكان الذي يتمناه بتعبه وعرق جبينه
وحين تؤدى المشاريع بصدق وشفافية سنزاحم الأمم المتطورة في غضون سنون قليلة بل اجزم أننا سنتجاوزها

وفي الختام لو كل أسرة جعلت الصدق شعارها وتعاملها بين افراد الاسرة لرأينا تكاتف وتعاون ومحبة وسعادة في كل البيوت
ولكن لان الكذب اصبح الطريقة الاسهل في النقاش بين افراد الاسر وجدنا التشققات التي سببت التافر بين الاسرة الواحدة
فوجدنا أب غافل عن مسؤلياته وأم مشغولة بأحاديثها مع قريناتها وأولاد تائهين ضاعين لا يعرفون كيف السبيل وأين الطريق الذي سيوصلهم إلى السعادة فوجدنا ابناء وقعوافي فخ المخدرات وفتيات وقعت بأيدي ذئاب بشرية اوهموها بالحب والغرام فلم يكن لديها جراءة الصدق للتحدث مع اسرتها عن عشاق الغرام فتصدق حديثهم ثم تصبح فريسة بين أيديهم
ولو أنها اخبرت والديها لأخبروها عن الذئاب البشرية حتى لا تقع ضحية
الصدق طريق يوصلك للباب الصحيح فلا تندم على الصدق مهما كانت عواقبه وخيمة
وقبل ان تطلب من الناس الصدق أبدأ بنفسك وكن صادق معها