المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خاص جداً .... ملفات مُشفرة



سيف الله المسلول
09-02-2007, 08:29 PM
لقد كُلفت ذات مرة بالعمل في مكاتبٍ تخصُّ زملائي الموظفين ، وكنت أتأمل في تلك الملفَّات ، والتي تحوي جميع ما يتعلق بكل موظف ، وما يستجدُّ في الغالب معه في عمله ، منذ أن تعين على هذه الوظيفة ؛ وإذا بي وأنا أقلب في أدراجها وجدت تفاوتا بين تلك الملفات ..

فأحدهم ملفه يحوي أوراقاً كثيرة ، وقد امتلأ حتى ثقل حمله ، وبين ثنايا أوراق الملف الواحد أجد فيه ما يرفع الرأس وفيه ما يحطُّ من قدره ، بل وبينها ما يبيض الوجه وأخرى تسوّده .


وملف آخر قد خف حمله ، وسهُل تقليبه ، كلٌ على قدر جهده ، فمُقِلٌّ أو مستكثر .. فيا سبحان الله كم من ملفات في حياتنا الدنيا قد حفظت لنا أعمالا عملناها ونسيناها ، ولكنها لا زالت محفوظة علينا ، وهي بين أيدينا ، وأمام مرءاً من أعيننا ..


فكيف هو حالنا معها ومع غيرها من تلك الملفات كملفات أجهزة الكمبيوتر ، وملفاتنا في الدوائر الحكومية ، وذاكرات الجوالات ، ملفات قد حفظت لأغلبنا إن لم نكن كلنا أموراً كثيرة ، منها ما يعلي الدرجات ـ لأنها كانت في سبيل الله ـ ومنها ما يجلب الذنوب والسيئات ..



وإذا أردنا أن نقضي عليها ونمحوها ، فبِحَرقها أو إتلافها بأي طريقة كانت ، ولكن كيف بنا بسجلاتٍ قد امتلأت بخير وشر ، منذ سنِّ التكليف إلى أن نموت ؟

( وكلَّ إنسانٍ ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشورا .. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا .. من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلَّ فإنما يضلُّ عليها ولاتزر وازرة وزر أخرى .. ) .. وطائره : هو ما طار عنه من عمله ، كما قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما ، من خيرٍ وشر ، ويُلزَم به ويُجازى عليه..


فتأمل ـ يارعاك الله ـ إلى قوله ( ما طار ) أي أنه من الصعب الإمساك به وإعادته إلا ما نتداركه بالاستغفار والتوبة ، قال تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) .

قال ابن كثيرفي تفسيره : والمقصود أن عمل ابن آدم محفوظ عليه ، قليله وكثيره ، ويُكتب عليه ليلاً ونهارا ، صباحاً ومساءً ، وقال الإمام أحمد عن جابر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لََطَائر كل إنسانٍ في عنقه ) ..

وقوله : ( ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً ) .. أي نجمع له عمله كله في كتاب ، يُعطاه يوم القيامة ، إما بيمينه إن كان سعيداً ، أو بشماله إن كان شقياً ، وقوله : ( منشورا ) يقرأه هو وغيره ، فيها جميع عمله من أول عمره إلى آخره ( يُنبأ الإنسان يومئذٍ بما قدَّم وأخَّر .. بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ) ..


إن ملفَّاتنا ـ أيها الأخيار ـ في واقع دنيانا لهي تُذكّرُنَا بما كان من أمرِ الله لملائكته الموكَّلة بكل إنسان منا ( إذ يتلقَّى المتلقِّيان عن اليمين وعن الشمال قعيد .. ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد ) ..

وقال : ( وإنّ عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون ) ليكون يوم القيامة ـ بعد إذ ـ يوم الفصل والقضاء بين الخلائق ( فأمّا من أُوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا ) ..

( وأمَّا من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤمُ اقرؤوا كتابِيَهْ .. إني ظننت أني ملاقٍ حسابِيَهْ .. فهو في عيشةٍ راضية في جنةٍ عالية قطوفها دانية .. كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية ) .. جعلنا الله وإياكم منهم ..


وأما الصنف الآخر ، وبعد عرض السجلاَّت والكتب على أصحابها .. فحالهم يحكيه لنا المولى جل جلاله بقوله : ( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ) ..

فتزداد الآلام والحسرات ، ويظهر الندم والبكاء ( وأمّا من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوتَ كتابيه ولم أدر ما حسابِيَه .. يا ليتها كانت القاضية .. ما أغنى عني ماليه ... هلك عني سلطانِيَه .. خذوه فغُلُّوه .. ثم الجحيم صلّوه ) ..

ومما يزيد في الكيل والاحتقار والازدراء لهؤلاء أن يكون حالهم ( وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا .. ويصلى سعيرا .. إنه كان في أهله مسرورا .. إنه ظن أن لن يحور .. بلى إن ربه كان به بصيرا ) .. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ..


نعم ـ أيها الإخوة ـ إننا سنتمكن من تدارك ما أسئنا وقصَّرنا ، وما جنته أيدينا فلطخنا به صحائفنا ، ولن يكون ذلك بنفس طريقة إتلاف ما في الملفات الدنيوية ، لا .. وإنما هو بأيسر من ذلك كله إنه بالاستغفار والتوبة والإنابة الصادقة ..


يا رب اغفر الزلة .. وامحُ الخطيئة .. وارفع الدرجات .. وكفّر السيئات .. وصلي اللهم على نبيك محمد ..



منقول

خالد المصرى
09-02-2007, 09:11 PM
شكرا اخى الكريم

بارك الله فيك

وجزاك الله خير الجزاء

عبدالرحمن الجبابرة
09-02-2007, 09:27 PM
أخي الكريم : سيف الله المسلول

جزاك الله خير الجزاء على ما تفضلت به من نقل مفيد


مودتي

ღ حمــ الـ H ــورد ـــرة ღ
09-02-2007, 10:15 PM
سبحان الله


كنت أتأمل حتى سطور الكتب والمجلدات


و أرى كيف هي سطوري


و أتساءل هل لكتابي عنوان ؟



ماهو .. و كيف هي سطوره ؟



هل كُتبت على صفحات ٍ بيضاء أم صفحات ٍ


لقد امتئلت بالسواد من كثرة الذنوب ؟


اللهم أحسن لنا خواتمنا


جزاك الله خير

(* الوفـاء طبعي *)
09-02-2007, 11:24 PM
بارك الله فيك

وجزاك الله خير الجزاء

حامد الروقي
10-02-2007, 12:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


ابو عبد العزيز


جزاك الله خير

طيف
10-02-2007, 03:04 AM
( سيف الله)

http://pic.alfrasha.com/data/media/51/400.gif


أختكـ / جوري

ناصر الراشد
11-02-2007, 02:52 AM
اخوي سيف الله


بارك الله فيك



وجزاك الله الف خير

نور الإيمان
11-02-2007, 07:39 AM
نعم ـ أيها الإخوة ـ إننا سنتمكن من تدارك ما أسئنا وقصَّرنا ، وما جنته أيدينا فلطخنا به صحائفنا ، ولن يكون ذلك بنفس طريقة إتلاف ما في الملفات الدنيوية ، لا .. وإنما هو بأيسر من ذلك كله إنه بالاستغفار والتوبة والإنابة الصادقة ..


يا رب اغفر الزلة .. وامحُ الخطيئة .. وارفع الدرجات .. وكفّر السيئات .. وصلي اللهم على نبيك محمد ..
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المميز
عرض موفق واختيار رائع
بارك الله فيك وسددخطاك
تحيتى وتقديرى
اختك نور ا لايمان

خــــالـــــد
11-02-2007, 08:41 AM
سيف الله المسلول
http://www.sfsaleh.com/vb/attachment.php?attachmentid=21450&d=1150313192
جزاااك الله خير على هذا النقل

وجعلها الله في موازين حسناتك يوم القيامة

بوركت ..

ولاتحرمنا من إبداعاتك القادمة
http://www.sfsaleh.com/vb/attachment.php?attachmentid=21451&d=1150313192

لمياء الديوان
11-02-2007, 10:33 AM
سيف الله المسلول
جزاك الله خير الجزاء

مقارنات تجعلنا نطيل التفكير

في صفحات حياتنا

لمياء الديوان