المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تريد أن تعلم أنواع صفات الله وما هي قواعد الإيمان بتلك الصفات وما المقصود بالتكييف والتمثيل والتعطيل والتحريف وحكم كل منها ؟؟؟



أهــل الحـديث
13-10-2013, 05:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


المطلب الثاني : قواعد الإيمان بصفات الله سبحانه وتعالى :

1) التوحيد من غير تكييف ولا تمثيل:

فتوحيد الصفات هو إفراد الله سبحانه وتعالى بصفاته العليا التي لا ينازعه فيها أحد ولا يماثله فيها أحد ولا يكافئه فيها أحد ، وإفراده عن القواعد والأقيسة التي تحكم البشر ، قال تعالى(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‏)الشورى11.‏

ولأن الله متفرد في صفاته فلا يماثله أحد ولا يكافئه أحد ، فيجب الحذر من أمرين اثنين هما التمثيل والتكييف .

فما هو التمثيل وما هو التكيف ؟

1- التمثيل:

التمثيل :هوإثبات المماثله لله عز وجل فيما يختص به سبحانه من الحقوق والصفات.

مثال ذلك: قولهم وجه الله مثل القمر فيعنى المماثلة في كل شيء ، أو يد الله مثل يدي تعنى المماثلة في كل شيء في طولها وشكلها ولونها وحجمها وغير ذلك.

ولكن ما المقصود بالتشبيه؟

التشبيه:هواثبات مشابهة لله فيما يختص به من الحقوق والصفات.

مثال ذلك: كقولهم وجه الله يشبه القمر أي هناك وجه للشبه لكن لا يماثله ، أو يد الله تشبه يدي فهناك وجه للشبه لكن لا تماثلها وهكذا.

أيهما أعم التمثيل أم التشبيه؟

التمثيل أعم لأنه يقتضي المماثلة من كل وجه ، والتعبير بالتمثيل أفضل وأدق ، لأن نفي التشبيه على الإطلاق بين صفات الخالق وصفات المخلوق لا يصح ، لأنه ما من صفتين ثابتتين إلا وبينهما اشتراك في أصل المعنى وهذا الإشتراك نوع من المشابهة: فالعلم مثلاً ، للإنسان علم ، وللرب سبحانه علم ، فاشتركا في أصل المعنى ، لكن لا يستويان ، أما التمثيل فيصح أن تنفي نفياً مطلقاً فتقول إن الله لا يماثله أحدا في علمه.

× ومن المعلوم أنه ما من شيئين إلا وبينهما قدر مشترك وقدر فارق فمن نفى القدر الفارق بين الله والإنسان فقد مثل ومن نفى القدر المشترك فقد عطل ، أي من نفى أن هناك فارق بين الله والإنسان فقد مثل أي جعل الله مثل الإنسان ، ومن نفى القدر المشترك بأن قال إن الله ليس له سمع ولا بصر ولا علم ولا قدرة ولا حكمة ولا خبر فقد عطل صفات الله سبحانه وتعالى .

× ولكن ما معنى خلق الله آدم على صورته:

عن أبي هريرة أن رسول الله صصصقال(خلق اللهُ آدمَ على صورتِه ، طولُه ستونَ ذراعًا ، فلما خلقه قال : اذهبْ فسلِّمْ على أولئكَ ، نفرٍ من الملائكةِ ، جلوسٍ ، فاستمعْ ما يُحيُّونك ، فإنها تحيتُك وتحيَّةُ ذريتِك ، فقال : السلامُ عليكم ، فقالوا : السلامُ عليك ورحمةُ اللهِ ، فزادوه : ورحمةُ اللهِ ، فكلُّ من يدخلُ الجنةَ على صورةِ آدمَ ، فلم يزلْ الخلقُ ينقصُ بعدُ حتى الآنَ)صحيح البخاري.

خلق الله آدم على صورته في القدر المشترك ليوحد الله في القدر الفارق فالله خلق آدم على صورته بأن جعل له سمعا وبصرا وعلما وحكما وخلافة وملكا وغير ذلك من الأوصاف المشتركة مع الله عند التجرد والتي يصح استخدامها في حق الخالق والمخلوق فالله له سمعا وبصرا وعلما وحكما وملكا ، والله له صوره وآدم له صوره ولفظ الصورة عند التجرد لا يعني التماثل قط ولا يكون علة للتشبيه إلا عند من فسدت فطرته من المشبهة والمعطلة.

أما الصورة عند الإضافة والتقيد فصورة الحق لا يعلم كيفيتها إلا هو لأننا ما رأيناه وما رأينا مثيلا له أما صورة آدم فمعلومة المعنى والكيفية ، وقد خلق الله آدم على صورته في القدر المشترك مع ثبوت الفارق عند أهل التوحيد.

الممثل يعبد صنما:

حيث أن الله عنده مثله مثل الإنسان في صورته وهيئته والله بخلاف ذلك فليس كمثله شيء ولهذا فإن الممثل لا يعبد الله الموصوف بصفات الكمال الثابتة له في القرآن والسنة ولكنه يعبد صنما مجسماً له صفات أخرى.

ما الفرق بين التمثيل والتشبيه؟

التمثيل يقتضي المماثلة من كل وجه ، والتشبيه يقتضي المشابهة وهي المساواة في أكثر الصفات.

ما هو حكم التشبية والتمثيل ؟

تمثيل و تشبيه صفات الله بصفات المخلوقين تنقيص وحط في قدر الله سبحانه وتعالى وهذا كفر أكبر مخرج من الملة ، ولا يكفر المعين إلا بشروط منها إقامة الحجة عليه مع انتفاء موانع التكفير.

فتمثيل الله بخلقه كفر لكونه تكذيباً لقوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ، ولقوله:(هل تعلم له سمياً) ، قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري رحمهما الله: (من شبّه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه تشبيه).


وتشبيه صفات المخلوق بصفات الخالق تعظيماً للمخلوق ورفعه إلى مقام الإلوهية وهذا شرك أكبر.

2- التكييف:

هو ذكر الكيفية والهيئة التي تكون عليها الصفة كوصف هيئة الإستواء بأنه كهيئة الجلوس على الكرسي أو هيئة النزول إلى السماء الدنيا كهيئة نزول الإنسان من أعلى إلى أسفل ، ومذهب أهل السنة والجماعة هو الإيمان بصفات الله سبحانه وتعالى دون تكيف وليس معنى هذا نفي الكيفية فنفي الكيفية هي نفي للوجود ،إذ ما من موجود إلا وله كيفية ، لكنها قد تكون معلومة وقد تكون مجهولة ، وكيفية ذات الله تعالى وصفاته مجهولة لنا ولا يعلمها إلا الله ، لأننا لكي نعلم الكيفية لابد أن نرى الله أو نرى له مثيلا ونحن لم نرى الله ولم نرى له مثيلا ولذلك تكون الكيفية مجهولة لنا.

ما هو حكم التكييف؟

من ذكر الكيفية والهيئة التي تكون عليها الصفة فهو كافر كفرا أكبر ، ولا يكفر المعين إلا بعد إقامة الحجة عليه مع انتفاء موانع التكفير.

ما هو الفرق بين التمثيل والتشبيه وبين التكييف:

1) التكييف أن يحكي كيفية الشيء سواء كانت مطلقة أم مقيدة بشبيه ، وأما التمثيل والتشبيه فيدلان على كيفية مقيدة بالمماثل والمشابه ، فالتكييف من هذا الوجه أعم ، لأن كل مكيف ممثل ، وليس العكس.

2) التكييف يختص بالصفات ، أما التمثيل فيكون في القدر والصفة والذات ، فيكون التمثيل أعم من هذا الوجه.

2) إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل:

فنؤمن بجميع صفات الله الثابتة له بموجب القرآن وصحيح السنة ونؤمن أنها صفات حقيقية لا مجازية وصفات تليق بجلال الله وكماله ، وكلها صفات كمال ليس فيها نقص بأي وجه من الوجوه ، وأنها لا تماثل صفات المخلوقين لأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

file:///C:/Users/DELL/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png طريقة السلف في إثبات الصفات:

1- التوحيد يستلزم إثبات الصفات:

لأن توحيد الصفات هو انفراد الله في صفاته ولأن من لا يتميز بشيء عن غيره ولا يوصف بوصف يلفت الأنظار إليه فهذا لا يكون منفردا ولا متوحدا ولا متميزا عن غيره ، فلو قلت مثلا فلان لا نظير له سيقال لك في ماذا؟ تقول في علمه أو في قدرته أو في غناه أو في حكمته أو في ملكه ، لكن لو قلت فلان هذا لا نظير له فيقال لك في ماذا؟ تقول في لا شيء أو هو ليس له صفة أصلا ، فهذا عبث وسفه.

2- طريقة السلف النفي المجمل والإثبات المفصل:

أي نفي كل الصفات التي تدل على النقص لأن الله قال(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ، وتفصيل الصفات المثبتة ، وهي عكس طريقة المتكلمين فإنهم يجملون في الإثبات ويفصلون في النفي ، ومثال للتفصيل في النفي عندهم قولهم في مدح الله : ليس بجسم ولا شبح ولا صورة ولا لحم ولا دم ولا بذي لون ولا طعم ولا رائحة ولا مجسمة ولا بذي حرارة ولا رطوبة ولا يبوسة ولا طول ولا عرض ولا عمق ولا ولا ............وهذا يماثل قول الأحمق في مدح المَلك عندما قال: لست بزبال ولا كناس ولا حمار ولا نسناس ولا خادم ولا حقير ولا متسول ولا فقير ولا.............فهل هذا مدح أم ذم ؟فكان يكفيه أن يقول : ليس لك نظير فيما رأت عيناي.

3- طريقة السلف في الإثبات إستخدام قياس الأولى:

قال تعالى (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)النحل60 .

ومثل قياس الأولى مثل أن يعلم أن كل كمال للمخلوق لا نقص فيه بوجه من الوجوه فالخالق أولى به وكل كمال لا نقص فيه بوجه من الوجوه يثبت نوعه للمخلوق فإنما استفاده من ربه وخالقه وهو أحق وأولى به منه وأن كل نقص وعيب في نفسه تضمن سلب الكمال إذا وجب نفيه عن شيء من أنواع المخلوقات فإنه يجب نفيه عن الرب بطريقة الأولى.

ولا يستخدم في حق الله قيام التمثيل أو قياس الشمول فنقول إن الله مثل فلان أو نقول أن الله يخضع للقوانين والأقيسة التي تخضع لها الخلائق فليس كمثله شيء.


ولكن ما المقصود بالتعطيل والتحريف ؟

1- تعطيل الصفات:

هو رد النصوص الثابتة في الكتاب والسنة ورفض محتواها وعدم التسليم لها بنفي وإنكار ما يجب لله تعالى من الأسماء والصفات.

ماهو سبب الوقوع في التعطيل ؟

سبب الوقوع في التعطيل هو اعتقاد المعطل أن إثبات الصفات التي وردت في تلك النصوص يلزم منه بالضرورة التشبيه والتمثيل فالمعطل جسد صورة لربه في ذهنه تشبه صورة الإنسان فوقع في محذور التمثيل وزعم أن ظاهر النصوص دل على ذلك فأحس بالرفض التلقائي لتلك الصورة والرغبة في تنزيه الله عنها وبدلا من أن يعيب فهمه السيء وظنه الآثم في كلام الله وجه العيب الى الكتاب والسنة وبدأ في التحايل على النصوص بالباطل فادعى أولا أن ظاهرها باطل غير مراد في كلام الله ثم حاول محو مادلت عليه بأي طريقة وتعطيلها عن مدلولها الذي يطابق الحقيقة .

فقد روي عن الجهم بن صفوان أنه قال في قوله تعالى(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)طه5 ، لو وجدت السبيل إلى أن أحكها من المصحف لفعلت .

وروي عن عمرو بن عبيد المعتزلي أنه قال لأبي عمرو بن العلاء وهو أحد القراء السبعة أحب أن تقرأ(وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) النساء 164، بنصب لفظ الجلالة حتى يصبح موسى هو الذي تكلم ولا يكون في الكلام دلالة على أن الله كلم أحد فقال له : فكيف تصنع بقوله(وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ)الأعراف143.

فبهت المعتزلي.

وقال بن تيمية رحمه الله: كل ممثل معطل وكل معطل ممثل.

والتعطيل ينقسم الى ما يلي:

1- التعطيل الكلى:هو إنكار جميع الأسماء والصفات ، كغلاة الجهمية.

2- التعطيل الجزئى: هو نفي وإنكار بعض الأسماء والصفات ، كالمعتزلة والأشاعرة.

× فالمعتزلة يثبتون الأسماء وينفون الصفات فأسماء الله لديهم أعلام بلا أوصاف.

× والأشاعرة يثبتون الأسماء وينكرون الصفات إلا سبعة فقط وهى (السمع والبصر والعلم والقدرة والإرادة والحياة والكلام) وهذه الصفات التي أثبتوها لم يثبتوها من النصوص ولكن أثبتوها بالعقل فما توافق منها مع العقل أثبتوه وما لم يتوافق مع العقل أنكروه ، ودليلهم العقلي فيها أن الفعل الحادث يدل على القدرة ، والتخصيص يدل على الإرادة ، والإتقان يدل على العلم ، وهذه الثلاث لا تكون الا في حي والحي لابد أن يكون سميعا بصيرا متكلما .

ومعنى كلام الأشاعرة : أن أي فعل في الكون يدل على أن هناك قدرة فنزول المطر وإنبات الزرع وغيره يدل على أن الرب له قدره ، والتخصيص يدل على الإرادة فنزول المطر في مكان دون آخر وفي وقت دون آخر وإنبات الزرع في مكان دون آخر يدل على أن هناك إرادة في نزول المطر في مكان دون الآخر ، وأفعال الله متقنة والإتقان يدل على أن هناك علم فالصنعة المتقنة لا بد أن يكون معها علم وإلا لم تكن كذلك وهذه الصفات الثلاث القدرة والإرادة والعلم لابد أن تكون في حي فالميت ليس لدية قدرة ولا إرادة ولا علم ، والحي بالضرورة أن يكون سميع بصير متكلم.

ما هو حكم تعطيل الصفات ؟

من أنكر أسماء الله أو صفاته بالكلية ونفاها عن الله تعالى ، كما هو حال الباطنية ، وغلاة الجهمية ، فهو كافر خارج عن الملة مكذب للقرآن والسنة خارق لإجماع الأمة .

وكذا من جحد إسما من أسماء الله أو صفة من صفاته مما ثبت لله تعالى في كتابه فهو كافر كفرا أكبر؛ لأن مقتضى جحده أنه مكذب بالقرآن ، ولا يكفر المعين إلا بعد إقامة الحجة عليه مع انتفاء موانع التكفير.

والمعطل يعبد صنماً: لأنه نفى الصفات عن الله فهو يعبد من لا صفة له يعبد لا شيء ، فكما أن الصنم ليس له صفات كذلك المعطل الذي يعطل الصفات فيكون الله عنده وفي ذهنه كالصنم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

2- تحريف الصفات(التأويل الباطل): هو تفسير الصفة بالمعنى الباطل التي لا تدل عليه بدون دليل أو صرف الصفات عن معناها الظاهر إلى معنى أخر بدون دليل ، فهو التأويل بغير دليل وهو تحريف للكلم عن مواضعه لأن المتكلم يقصد شيئا في كلامه يختلف عن المعنى الذي أراده المؤول .

ولكن ما هو سبب الوقوع في التحريف ؟

الذي دفع أهل الضلال الى التأويل الباطل للنصوص أن المعطلة بعد رفضهم للنصوص بناء على اعتقادهم التمثيل أرادوا ان يستروا جريمتهم بالتعطيل حتى لا يقال في حقهم أنهم يكذبوا بالقرآن والسنة فأخفوا جريمة التعطيل تحت شعار التأويل وادعاء البلاغة في فهم النصوص فاستبدلوا المعنى المراد من النصوص بمعنى بديل لا يقصده المتكلم بها .

وروي أن أحمد بن أبي دؤاد القاضي المعتزلي أشار على الخليفة المأمون أن يكتب على ستر الكعبة ليس كمثله شيء وهو العزيز الحكيم بدلا من السميع البصير فحرف كلام الله لينفي صفة السمع والبصر لإعتقاده أن السمع في حق الله لا بد أن يكون بأذن أو جارحه .

وينقسم التحريف إلى ما يلي:

1- تحريف لفظي : بالزيادة والتغير والنقصان كقولهم استوى : أي استولى.

2- تحريف معنوي: كإعطاء اللفظ معنى لا يحتمله كقولهم في صفة السمع والبصر : أي العلم ، وتحريف صفة اليد إلى القدرة وتحريف صفة العلو إلى القهر وتحريف صفة المجيء إلى الأمر وتحريف صفة الضحك إلى الثواب وهكذا.

ولكن ما هو الفرق بين التأويل والتحريف ؟

قد يطلق لفظ تأويل الصفات والمراد به تحريف الصفات لأن لفظ تأويل الصفات هنا غير دقيق فالأولى القول تحريف الصفات لأن معنى التأويل هو صرف اللفظ من الإحتمال الراجح إلى الإحتمال المرجوح لوجود دليل يدل عليه ، أما من يحرف الصفات لا دليل عنده ومن ثم يكون هذا تحريف وليس تأويلا بالمعنى الصحيح ، وإن شئنا قلنا إنه تأويل فاسد أو باطل.

ما هو حكم تحريف الصفات(التأويل الباطل)؟

نفرق هنا بين ثلاثة أمور:

1- إذا كان هذا التحريف صادر عن اجتهاد وحسن نية بحيث إذا تبين له الحق رجع عنه:

فهذا معفو عنه لأن هذا منتهى وسعه ، قال تعالى (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) البقرة286.

2- إذا كان التحريف صادر عن هوى وتعصب وله وجه في اللغة العربية:

فهو فسق وليس بكفر إلا أن يتضمن نقصا أو عيبا في حق الله فيكون كفرا.

3- إذا كان التحريف صادر عن هوى وتعصب وليس له وجه في اللغة العربية :

فهو كفر أكبر لأن حقيقته التكذيب إذ لا وجه له.

ولكن ما هو الفرق بين التحريف والتعطيل؟

التعطيل :نفي الصفة وعدم إثبات معنى أخر لها ، كتعطيل صفة اليد.

التحريف:نفي المعنى الحق وإثبات المعنى الباطل ، كقولهم في (بل يداه) : بل قوتاه أو نعمتاه ، وقولهم في (جاء ربك والملك صفا صفا) أي جاء عذابه ، وقولهم في النزول أي نزل بملائكته ، وقولهم في (يوم يكشف عن ساق) أي شدة الموقف.

هل التعطيل أقبح أم التحريف؟

التحريف أقبح من التعطيل والتكيف والتمثيل فما حرف المحرف إلا بعد أن عطل وكيف ومثل.

ولكن ما هو السبب الذي أدى إلى القول بالتمثيل والتكيف والتعطيل والتحريف ؟

تقديم العقل على النقل ووضع الأقيسة العقلية على الأدلة النقلية هو الذي أدى إلى القول بالتمثيل والتكيف والتعطيل والتحريف ، لأن تقديم العقل والرأي على القرآن والسنة يؤدي إلى الضلال في صفات الله سبحانه وتعالى لأننا لم نرى الله ولم نرى له مثيلا فإذا أطلق كل واحد منا العنان لعقله ليصف الخالق سبحانه فلا شك أن سوف يضل ولكن الواجب التقيد بالنصوص وتقديمها على العقل لأن الله هو الذي يخبرنا عن نفسه سواء في القرآن أو السنة.

3) نفي ما نفاه الله سبحانه وتعالى عن نفسه في كتابه وفي سنة رسولة من صفات النقص مع إثبات الصفة المضادة:

فقد نفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه صفة الظلم فوجب الإيمان بذلك مع إثبات صفة العدل ، ونفى عنه صفة اللغوب وهو التعب فوجب الإيمان بهذا مع الإيمان بصفة القوة وهكذا.

4) التوقف في الصفات التي لم يرد فيها إثبات ولا نفي:

كالجسم والحيز والجهه ونحو ذلك ، فيجب التوقف عند اللفظ فلا نثبته ولا ننفيه لعدم وروده أما المعنى إن أريد به باطل ينزه الله عنه نرده ، وإن أريد به حق لا يمتنع على الله نقبله.

5) قطع الطمع عن إدراك كيفية الصفات:

فالإيمان بالصفات واجب والكيفية لا يعلمها إلا الله ، فالإيمان بالإستواء واجب ومعنى الإستواء معلوم ويعنى العلو والإستقرار على العرش والكيفية مجهولة لا يعلمها إلا الله ، وليس هذا معناه عدم وجود الكيفية فهناك كيفية ولكنها غير معلومة لنا ، والقرآن كله محكم من حيث المعنى فمعناه معلوم وفيه محكم ومتشابه من حيث الكيف فما عُلم كيفيته فهو محكم المعنى والكيفية وما جهلت كيفيته فهو محكم المعنى متشابه الكيفية ، ومن ثم فصفات الله سبحانه وتعالى كلها محكمة المعنى متشابهة الكيفية.

6) وحدة المنهج في الحديث عن الذات والصفات :

فلا ينبغي أن نستدل بآية واحدة أو حديث واحد عند الكلام عن الذات أو الصفات دون النظر إلى باقي الآيات وباقي الأحاديث فالوحي كله وحدة واحدة لابد أن نذعن له كله ونأخذ به كله ويعمل به كله ولا نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض كما فعلت اليهود ، ولذا لا يجوز أن نأخذ دليلا من آية أو حديث بمعزل عن باقي الآيات والأحاديث فالقرآن يفسر بعضه بعضا وكذلك الحديث ، ومن أمثلة ذلك ما يلي:

· ما وقع فيه الصوفية من أنهم قالوا إن الله يعبد بالحب فقط دون الخوف والرجاء لأنهم أخذوا ببعض الكتاب ولم يأخذوه كله.

· قول الصوفية في قوله تعالى( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ) أي اشترى أنفسهم وأموالهم ليعبدوه بالرق لا بالطمع ، ولو استكملوا الآية ووصلوا إلى قوله تعالى (بأن لهم الجنة) فشراء الله لأنفس المؤمنين وأموالهم كان بعوض هو الجنة وعمل المؤمنين كان سبب لدخول الجنة وإن كان لا يزنها ، فدل ذلك أن العبادة يكون فيها الطمع فيما عند الله ، ولو استكمل الصوفيون آيات القرآن لوجدوا أن الله يثني على عباده بسؤال الجنة ورجائها قال تعالى(إنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)الأنبياء90.

وهناك أصلين يوضحان تلك القاعدة:

1- القول في الذات كالقول في الصفات :

فكما أن الله ليس كمثله شيء في ذاته فليس كمثله شيء في صفاته فكما أن ذات الله لها وجود حقيقي لا يماثل الذوات فكذلك الذات متصفة بصفات حقيقية لا تشبه الصفات ، وفي هذا رد على المعتزلة الذين أثبتوا الأسماء ونفوا الصفات فإنهم أثبتوا وجود الذات فقط دون أي صفة لها وجعلوا أسماء الله أسماء دالة على الذات فقط وفارغة من الأوصاف فقالوا إن الله عليم بلا علم وسميع بلا سمع وبصير بلا بصر وهكذا وهذا من الضلال البعيد ، فأسماء الله لها دلالة على ذاته وصفاته.

µ ودلالة أسماء الله على ذاته وصفاته تكون بالمطابقة والتضمن واللزوم :

ولكن ما المقصود بدلالة المطابقة والتضمن واللزوم وما هي دلالة الالتزام؟

1- دلالة المطابقة : هي دلالة اللفظ على ما عناه المتلكم والدلالة المقصودة هنا هي الدلالة اللفظية وهي فهم المعنى عند إطلاق اللفظ ، مثل دلالة لفظ البيت على مجموع الجدران والسقف والأبواب والنوافذ ، ودلالة لفظ المسجد على مكان الصلاة ودلالة لفظ التفاح على الثمرة المعروفة بذلك وهكذا.

2- دلالة التضمن : وهي دلالة اللفظ على بعض ما عناه المتكلم ، كدلالة لفظ الشجرة على الأوراق لأن الشجرة متضمنة للأوراق والأغصان والجزع وغير ذلك ، ودلالة لفظ الصلاة على الركوع والسجود والقيام وقراءة القران والهيئات والجلوس والذكر وغير ذلك ، فإذا قلنا الصلاة تبادر الى الذهن كل ذلك ، وهكذا.

والإسم من أسماء الله : له دلالة على الذات والصفة معا بالمطابقة ودلالة على إحداهما بالتضمن ، وله دلالة على صفات أخرى باللزوم.

3- دلالة اللزوم : وهي دلالة الشيء على سببه أو هي دلالة اللفظ على معنى يخرج عن دلالة المطابقة والتضمن وهو لازم لوجوده لزوما عقليا يتصوره الذهن عند ذكر اللفظ وسمي لازما لارتباطه بمدلول اللفظ وامتناع انفكاكه عنه ، مثل البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير ودلالة الحمل على الزواج أو الزنا، وهكذا.

4- دلالة الإلتزام : وهي دلالة الشيء على نتيجته كدلالة الغيوم على اقتراب المطر.

* فالإسم يدل على ذات الله والصفة معا بدلالة المطابقة ويدل على ذات الله وحدها بالتضمن ويدل على الصفة وحدها بالتضمن ويدل باللزوم على أوصاف آخرى غير الوصف الذي اشتق منه الإسم.
ومن أمثله ذلك ما يلي:
× اسم الرحمن :
يدل على ذات الله وعلى صفة الرحمة بدلالة بالمطابقة ، ويدل على الذات وحدها بدلالة التضمن وعلى صفة الرحمة وحدها بالتضمن ويدل على الحياة والعلم والقدرة باللزوم لأنها لا يتصور الرحمن بلا حياه أو علم أو قدره وهذا ينطبق على جميع الأسماء الحسنى ودلالتها على الصفات.
× اسم الخالق :
يدل على ذات الله وعلى صفة الخالقية بالمطابقة ويدل على الذات وحدها بالتضمن وعلى صفة الخالقية وحدها بالتضمن ويدل على العلم والقدرة باللزوم لأن العاجز أو الجاهل لا يخلق .
× اسم الله الملك:
يدل على ذات الله وعلى صفة الملك بالمطابقة ويدل على الذات وحدها بالتضمن ويدل على صفة الملك وحدها بالتضمن ويدل باللزوم على السيادة والحياة والقيومية والغنى والصمدية والمشيئة والعلو والأحدية والعدل والحكمة والعظمة فلا يتصور ملك بغير هذه الصفات.
2- القول في الصفات كالقول في بعض :
فلا يجوز أن نثبت بعض الصفات وننازع في إثبات باقي الصفات أو نردها بالتعطيل والتأويل بغير دليل كما فعلت الأشاعرة.

* ولكن ما هي أنواع الصفات ؟

1- صفة ذاتية : أي ملازمة لذات الله لا تنفك عنه سبحانه وتعالى ، كالعلم والقدرة والقيومية والحكمة وغيرها.

2-

الخــــــلاصـــــة


صفة فعليه : وهي الصفات المتعلقة بمشيئة الله وقدرتة إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها ، كالكلام ، الشفاء ، الإستواء ، الغضب ، الرضا ، الضحك ، النزول ، وغيرها.


1- يجب توحيد الله في صفاته بإفراده بها فلا ينازعه فيها أحد ولا يماثله فيها أحد ولا يكافئه فيها أحد .

2- يجب إفراد الله في صفاته بغير تمثيل صفاته بصفاه غيره من المخلوقين وبغير تكيف الصفة وشرح كيفيتها لأنها مجهولة لنا.

3- تمثيل صفات الله بصفات المخلوقين كفر وتشبيه صفات المخلوق بصفات الخالق رفعا له لمقام الإلوهية وهذا شرك.

4- ذكر الكيفية والهيئة التي تكون عليها صفات الله كفر.

5- يجب إثبات ما أثبته الله لنفسه من صفات من غير تحريف و لاتعطيل ، والتعطيل هو رد النصوص الثابتة في الكتاب والسنة ورفض محتواها وعدم التسليم بها وإنكار ما يجب لله تعالى من الأسماء والصفات وحكمه أنه كفر، والتحريف هوالتأويل الباطل للنصوص وهو تفسير الصفة بالمعنى الباطل التي لا تدل عليه بدون دليل وحكمه يجب التفصيل فيه فإن كان هذا التحريف صادر عن اجتهاد وحسن نية بحيث إذا تبين له الحق رجع عن هذا التحريف فهذا مجتهد مخطيء معفو عنه وإذا كان التحريف صادر عن هوى وتعصب وله وجه في اللغة فهو فسق إلا إذا تضمن نقصا أو عيبا في حق الله فيكون كفرا وإذا كان التحريف صادر عن هوى وتعصب وليس له وجه في اللغة فهذا كفر إذ أنه حقيقته التكذيب.

6- يجب نفي ما نفاه الله عن نفسه من صفات النقص مع اثبات الصفة المضادة كنفي صفة الظلم مع اثبات صفة العدل.

7- دلالة أسماء الله على ذاته وصفاته تكون بالمطابقة والتضمن واللزوم.


من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الإسلامية

لتحميل الكتاب أخل على الرابط التالي - في الملتقى - المرفقات أسفل الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807)