تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائدة العقدية المنتقاة من "جامع المسائل" لشيخ الإسلام ابن تيمية



أهــل الحـديث
13-10-2013, 01:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله صصص

و بعد،

فهذا بعض مما وقفت عليه -بفضل الله- من فوائد و قواعد و ترجيحات فى العقيدة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فى "جامع المسائل" تحقيق محمد عزيز شمس ، ط. دار عالم الفوائد


المجلد الاول

1- "و الذين أقسموا من قبل (ما لهم من زوال) لم يريدوا أنهم لا يموتون ، فإن هذا لا يقوله أحد من العقلاء ، و لكن ظنوا دوامَ ماهم فيه من الملك و المال ، و أن ذلك لا يزول عنهم. و هذا باطل." ص43


2- " فيكون الباطل اسمًا لما لا ينفع، أو لما لا يدومُ نفعُه." ص43
-" فكلُّ ما لا ينفع فى الآخرة فهو باطل، و إن كان لذةً حاضرةً، فإنها تزول و تُعَدُّ بلا نفعٍ يَبَقى، فهى
باطل بهذا الاعتبار." ص44
-" فالباطل الزائل الذى لا ينفع فى الآخرة هو الذى شرع فيه الزهد، فالزهد مشروع فى كل ما لا
ينفع فى الآخرة، و الورع مشروع فى كل ما قد يَضُرّ فى الآخرة." ص44

3- "و لهذا قيل فى قوله تعالى ففف كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ققق (القصص:88) :
كلُّ عملٍ باطلٌ إلا ما أريد به وجهُه." ص 49

4- " فلهذا كان اسمه (القيوم) يتضمن أنه لا يزول، فلا ينقص بعد كماله، و يتضمن أنه لم يزل و لا يزال دائمًا باقيًا أزليًا أبديًا موصوفًا بصفات الكمال، من غير حدوث نقص أو تغيُّر بفساد و استحالة و نحو ذلك مما يعترى ما يزول من الموجودات.
و لهذا كان من تمام كونه قيومًا لا يزول أنه لا تأخذه سِنَةٌ و لا نومُ، فإن السِّنة و النوم فيهما زوالٌ ينافى القيومية، لما فيهما من النقص بزوال كمال الحياة و العلم و القدرة." ص55

-"و إذا كان القيوم الذى لا يزول فقد دخل فى ذلك أنه لا يأفل، كما قال الخليل صصص ففف لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ققق (الأنعام : 86). ص56

-" فالحىّ القيوم سبحانه و تعالى الذى لا يزول و لا يأفل، فإن الآفل قد زال قطعًا، و اسم (القيوم) تضمن أنه لا يزول ، و لا ينقصُ شئٌ من صفات كماله، و لا يفنَى و لا يُعدَم، بل هو الدائم الباقى الذى لم يزل و لا يزال موصوفًا بصفات الكمال. و هذا يتضمن كونه قديمًا، فالقيوم يتضمن معنى القديم، و زيادات صفات الكمال دوامُها الذى لا يدل عليه لفظ القديم. و يتضمن أيضًا كونَه موجودًا بنفسه،و هو معنى كونِه واجبَ الوجود، فإن الموجود بغيره كان معدومًا ثم وُجِدَ، و كل مفعول فهو مُحدَثٌ، و تقديرُ قديم أزلىّ مفعول كما يقولُه بعض المتفلسفة باطلٌ فى صريح العقل، و هو خلاف ما عليه جماهير العقلاء المتقدمين و المتأخرين." ص58

-"اقترانه -أى اسمه القيوم- بالحىّ يستلزم سائر صفات الكمال، فجميع صفات الكمال يدلُّ عليها
اسم (الحى القيوم )، و يدلُّ أيضًا على بقائها و دوامها و انتفاء النقص و العدم عنها أزلًا.
و لهذا كان قوله سبحانه و تعالى ففف اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ققق أعظمَ آيةٍ فى كتاب الله عز و جلّ ، كما ثبت ذلك فى الصحيح عن النبى صصص ." ص59

5- " و إما أن يكون خَلَقَه -أى العالم- خارجًا عن نفسِه و لم يحلّ فيه، فهذا هو الحق الذى لا يجوز غيره، و لا يقبل الله منّا ما يخالفه، بل حرَّم علينا ما يناقضه." ص 63

6-" و أولياء الله نوعان : مقرَّبون سابقون، و مقتصدون أبرار أصحاب يمين ، فالأولون هم الذين تقرَّبوا إليه بالنوافل بعد الفرائض. و الآخرون هم المؤدون للفرائض المجتنبون للمحارم." ص68 ، 86

7- و قد ذكر فى سورة فاطر تقسيمَ أمة محمد صصص إلى ثلاثة أصناف فى قوله : ففف ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ققق ، فالظالم لنفسه : هو المفرِّط بترك المأمور أو فعل المحظور، و المقتصد : المؤدِّ للفرائض، المجتنب للمحارم، و السابق بالخيرات : المؤدِّى للواجب و المستحب، و التارك للمحرَّم و المكروه." ص 69

8-" و قد كان كثير من السلف يُسمِّى مَن يُسمِّى من هؤلاء الأبدال، و قد قيل فى معنى الأبدال : إنهم الذين بَدَّلوا السيئات بالحسنات , كما قال تعالى ففف إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ققق (الفرقان:70)." ص 70

9-" و لا ريب أن الصالحين من عباد الله لهم سببٌ فى الرزق و النَّصر ، كما قال النبى صصص لسعد بن أبى وقَّاص : ( يا سعد ، و هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم ، بدعائهم و صلاتهم و إخلاصهم.)" ص 70

-"من الخلق مَن يكون سببًا فى رزقٍ أو هُدىً أو نَصْرٍ يَحصلُ لغيرِه ، و هو فى ذلك سببٌ، لا يَستقِلُّ بالحكم ، بل لابُدَّ معه من أسباب أُخر، و لابد من موانع يَدفعُها اللهُ ، و إلا لم يَحصُل المطلوب."
ص 78

10-"و لا يكون لله ولىٌّ إلا مَن يَتَّبع محمدًا، و من لم يَتَّبع محمدًا فهو عدوٌّ لله ، لا ولىٌّ له، و إن كان مع ذلك له أحوالٌ شيطانية،يَحصُل له بها مكاشفةٌ و تصرُّفٌ يعين بذلك أعداء محمد و يَخْفِرُهم،... و هو من جنس السَّحرة و الكُهَّان الذين كانت الشياطين تُخْبِرهم ببعض المغيبات، و تساعدهم على بعض مطالبهم، و هؤلاء أعداء الله المجرمين،..." ص71

-"و الخوارق التى تَحصُل بمثل هذه الأعمال التى ليست واجبةً و لا مستحبةً، بل هى من جنس الأحوال الشيطانية، لا مما يُكرِم اللهُ به أولياءَه. كالخوارق التى تَحصُل بالشرك و الكواكب و عبادتها، و عبادة المسيح و العُزَير و غيرِهما من الأنبياء، و عبادة الشيوخ الأحياء و الأموات، و عبادة الأصنام، فإن هؤلاء قد تُجعَل لهم أرواحٌ تخاطب ببعض الأمور الغائبة، و لكن لابد أن يكذبوا مع ذلك،كما قال تعالى:ففف هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) ققق (الشعراء). و قد تَقتُل بعضَ الأشخاص أو تُمرضُه،و قد تأتيه بما تسترِقُه من الناس، إما دراهمَ و إما طعامٍ و إما شرابٍ أو لباس او غير ذلك. و هذا كثير جدًّا." ص99

-" و من علامات هؤلاء أنه لا يحصل لهم الخوارقُ عند أفعال الخير التى يحبُّها الله و رسوله، كالصلاة و القراءة و الذكر و الدعاء و قيام الليل، بل إنما يَحصُل إذا أشركوا بالله، فاستغاثوا ببعض المخلوقين، أو عاشروا النسوان و المُرْدان معاشرةً قبيحة ً ، أو حَضروا سماعَ المُكاء و التصدية, و إذا اجتمعت المحرماتُ كانت أحوالُهم اقوى." ص80-81 ،91

-"و الأحوال التى تَحصُل عند سماع المكاء و التصدية و الشرك كلُّها شيطانية، و لهذا تَبطُل أحوالهم إذا قُرئت عليهم آية الكرسى، فإنها تَطرُد الشيطانَ." ص 100

11-"فمن كذَّب بمثل هذه الخوارق فهو جاهل بالموجودات ، و من ظنَّ أن هذه كرامات أولياء الله المتقين فهو كافر بدين رب الأرض و السموات، بل هذا من جنس احوال الكهنة و السحرة."

12-"اتفق أولياء الله على أن الرجل لو طار فى الهواء أو مَشَى على الماء لم يُعْتَبر حتى يُنظَر متابعتُه لأمر الله و نهيه." ص97

13-"و أكابر أولياء الله يقتدون بنبيهم صصص، فلا يستعملون الخوارق إلا لحاجة المسلمين أو لحجَّةٍ فى الدين، كما كان النبى صصص إنما تجرى الخوارق على يديه لحجَّةٍ للدين أو لحاجة المسلمين، كتكثير الطعام و الشراب عند الحاجة." ص 100

14- لفظ الغوث و القطب فى حق البشر لم يَنْطِق به كتابٌ و لا سنة ، و لا تكلَّم به احدٌ من الصحابة و التابعين لهم بإحسان فى هذا المعنى، بل غياثُ المستغيثين على الإطلاق هو الله تعالى، كما قال:ففف إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ققق (الأنفال:9) ص 77

-" و أما لفظ (القطب)، فما دارَ عليه أمرٌ من الأمور قيل:إنه قُطبُه، كقطب الرَّحا و قطب الفلك. فمن كانت له مرتبةٌ من إمارة أو علم أو دين فهو قُطبُ تلك الأمور التى دارت عليه، فالمَلِك قطبُ المُلك، و الوالى قُطب الولاية،و نحو ذلك. و قُطبُ الدين الذى يُؤخذ عنه و لا يُزاحِمه أحدٌ هو محمد صصص ، و من الصالحين مَن يُجرِى الله على يَدَيِه من الخير ما يكون قطبَ أمته." ص 78-79

15- " قال تعالى: ففف أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿62﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿63﴾ ققق (يونس).
فمَن كان مؤمنًا تقيًّا كان لله وليًّا، من أى صنفٍ كان." ص 85

16-"فكلُّ مَن دعا إلى شريعة أو حقيقة تخالف ما بعثَه الله به فهو ضالٌ من إخوان الشياطين، خارجٌ عن طريق الله و دين المرسلين، ليس من أولياء الله المتقين و لا حزب الله المفلحين و لا عباده الصالحين." ص88

17-فسماع القرآن هو سماع النبين و المؤمنين و العالمين و العارفين، كما بيَّن الله ذلك فى كتابه...
و أما اتخاذ التصفيق و الغناء و المزامير قربةً و طاعةً و طريقًا إلى الله فهذا من جنس دين المشركين الذين قال الله فيهم: ففف وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ۚققق (الأنفال:35) و المكاء:هو التصويت بالفم، كالصفير و الغناء ؛ و التصدية: التصفيق باليد. فذمَّ الله هؤلاء المشركين الذين يجعلون هذا قائمًا مقام الصلاة." ص90

18-"إنكار كرامات أولياء الله المتقين قولٌ مبتدَعٌ فى الإسلام ، مخالفٌ للكتاب و السنة و إجماع السلف الماضين و أئمة الدين." ص96

19-"إنكار الجن كفر ظاهرن فكثير ما فى الكتاب و السنة من ذكرهم، بخلاف دخولِهم فى الإنسان فإنه أخفَى، و لهذا كان إنكار الثانى بدعةً و إنكار الأول إلحادًا ظاهرًا." ص96

20-" و ما لم يكن من الواجبات و لا من المستحبات، و لم يأمر اللهُ به و رسولُه لا أمر إيجابٍ و لا استحبابٍ، و لا فضَّله اللهُ و رسولُه بالترغيب فيه، فليس من الأعمال الصالحة, و ليس من العبادات التى يُتَقَرَّبُ بها إلى الله ، و إن كان كثير من عُبَّاد المشركين و أهل الكتاب و المبتدعين يتقربون بما يظنُّونه عباداتٍ، و ليس مما أوجب الله و رسولُه و لا أحبَّه الله و رسولُه، فهؤلاء ضالون مُخطِئون طريقَ الله." ص 98-99

يتبع إن شاء الله.