المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المدرسة الفقهية لابن قدامة المقدسي



أهــل الحـديث
13-10-2013, 12:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


( المدرسة الفقهيه لابن قدامة المقدسي )

هو العلمُ الأشم و البحرُ الخضم شيخُ الإسلامِ و عَلمُ الأنامِ سليلُ الفقهاءِ و وريثُ الأدباء الذي قال فيه شيخُ الإسلام ابنُ تيمية - عليه رحمة الله - ما دخل الشامَ بعد الأوزاعي أفقه من أبي محمد ابن قدامة المقدسي - عليه رحمة الله - رجل ألان اللهُ له الفقهَ كما ألانَ لداود - عليه السلام - الحديدَ و سهلَ اللهُ له فهمَ الأدلة حتى أنك عندما تقرء له تظن أنَّ الأمرَ سهلٌ و ما أتى بجديدٍ و لا كبيرٍ أمر و ليس الأمرُ كذلك بل هي صنعةٌ أتقنها و علمٌ ثبته فكان ما كان كما أنك تجد لكلامه في الفقه حلاوةً و تغشلاه طلاوة فلا تمل من القراءة في كتبه و لا تشبع من النهل من بحره

هو قبل أن يكون فقيهاً فهو مربياً من الدرجة الأولى فقد أدَّرك بنظره الثاقب و بصيرته النافذة إحتاجات طالب علم الفقه في كل مرحلة فصنع له منهجاً يناسب مراحله الدراسية و يسهل له تجصيل علم الفقه

فبدأ للمبتدئين و صنف لهم ( العمدة ) و هو عمدة مَن يعتمدُ عليه يصلُ إلى ما اراد من الفقه و هو مختصر على مذهب إمامنا الأحمد أبو عبدالله أحمد متنٌ شملَ ما يحتاجه طالبُ العلم في مرحلته الأولى بأسلوب سهلٍ أخاذٍ مع متانة علمية و حلاوة أسلوب ثم زينَّه بأجمل زينة زينَّه بأدلة من الكتاب و السنَّة على عكس كثير من المختصرات الفقهية فجعلت هذه النصوصُ الشرعيةُ الكتابَ مباركاً أينما حل و لِمَن نَهلَ منه

و كثيراً ما فكرتُ لماذا ضمَّنَ ابنُ قدامة - عليه رحمة الله - هذا المختصر أدلة على عكس المختصرات ؟
فلم أجد أجابة صُنفت و عندي أنَّه ضمَّنه أدلة حتى إذا ما أكتفي طالبُ العلم بهذا المرحلة يكون قد درس علم الفقه بأدلته لأن كثيراً من الطلاب يبدئ بهذه المرحلة و لا يُكمل
و سمعت الشيخ / عبدالكريم الخضير يعلل ذلك بقوله حتى يتدرب طالب العلم على التعامل مع الأدلة .

فإذا انتهى الطالبُ من مرحلة ( العمدة ) و هي المرحلة الأولى وضع له كتاب
( المقنع ) و هو مقنع في بابه و في حجمه كتاب جمع فيه إمامُنا الروايات التى في المذهب بغير دليل و لا تعليل كمرحلة تالية لمن انَّهى ( العمدة ) ليتعرف على ما قيل في المذهب من اقوال و يُكوّنُ ما يُسمى بفكرة عامة على ما قيل في المذهب و هو من الكتب المباركة التى انتفع بها الطلابُ شرقاً و غرباً فهماً و حفظاً و اهتم بها العلمُ بين شارحٍ له ( الشرح الكبير ) لإبن أخي ابن القدامة الشيخ أبي عمر ابن قدامة المقدسي - رحمه الله - و بين مختصر له الذي قام به الإمام أبو النجا الحجاوى و سماه ( زاد المستقع )

ثم يرتقي عالمُنا بطالب العلم بعد هذه المرحلة و يُنشئ له كتاباً آخر سمَّاه ( كافي ) و هو كافي و شافي كتابٌ مباركٌ يذكر فيه و الروايات و الأوجه التى في المذهب و لكن كل رواية أو وجه بدليله أو تعليله و ربما سمي مَن اختاره من علماء المذهب الأقدمين و ربما يختار قولأً و ربما لا يختار و لا يَخرج فيه عن المذهب لا في الروايات و لا الأوجه و لم يذكر فيه غير علماء المذهب إلا في مواضع قليلة نادرة جداً

ثم إذا انتهى طالبُ العلم من هذه المرحلة ينتقل إلى بحرِ العلوم أنيس الفقهاء و جليس العلماء و ملاذ الطلاب و مُجمع الاحباب ( المُغني ) و ما ادراك ما ( المغني ) في جودت تصنيفه و قوة تأليفه كتابٌ هو ركنٌ من أركان علم الفقه الإسلامي كتابٌ انتشر بين كل من اهتم بعلم الفقه كتابٌ بارك اللهُ فيه فما تجد كتاباً يتكلم في مسئلة من مسائل الفقه حتى و إن صغُرت إلا و تجده قد استفاد من ( المُغني ) و هذا الكتاب قام فيها عالمُنا بشرح مُختصر الإمام ( الخرقي ) - عليه رحمة الله - و كان يكتب المسئلة من متن ( الخرقي ) و يشرحها ثم يأتي بمسائل زائدة بأدلتها و تعليلاتها و يُزيّنَ مسائل هذا الكتاب باقول أئمة و فقهاء من غير مذهب أحمد و من غير الأئمة الأربعة فيأتي بمذاهبهم و أدلتهم و ينسبُها لأصحابها و ما زاد الكتاب بهاءً أن ( ابن قدامة ) كان بعد ذِكر المسئلة يختار القول الراجح حتى لا يترك القارئ غير المتخصص في حيرة من أمره فبعد ما يذكر المسئلة و ما فيها من اقول يقول ( و لنا .. ) فيذكر القول الذي يختاره و يذكر دليله أو تعليله
و افادني الشيخ / عبدالرحمن صابر - حفظه الله - أنَّ قوله ( و لنا... ) تعني الراجح في المذهب و ليس عند إمامنا و هذا فائدة اُخرى للكتاب و هي أنك تستطيع أن تعرف القول الراجح في المذهب من كتاب ( المُغني ) لأنَّ مؤلفه كما تعلم هو شيخ المذهب و ضابط أركانه .

فبذلك يكون عليه رحمة الله قد غطي مراحل دراسة علم الفقه من المبتدئ إلى المنتهي

و هذه الُكتب التى ذُكرت جمعها بعضُ الفضلاء بقوله

كفى الناسَ ( بالكافي) وأقنع طالبــــا ... ( بمقنع ) فقه عن كتاب مطول
وأغنى ( بمغني ) الفقه من كان باحثاً ... ( وعمدته ) من يعتمدها يحصل