المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مخالفة صاحبي أبي حنيفة له تُمدح ام تُذم ؟



أهــل الحـديث
13-10-2013, 11:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الإمام أبو حنيفة - رحمه الله - قال عنه الإمام الشافعي - رحمه الله - ( الفقهاء عِيالٌ علي فقه أبي حنيفة ) و خَرجَ من مدرسته فقهاءٌ عِظامٌ من أشهرهم تلميذيه ( ابي يوسف و محمد بن الحسن ) - رحمهما الله - و هما الّذيّن قد خالفاه في كثير من مسائل مذهبهي فهل هذا يُعد مدحاً لهم ؟ اعني هل هذا يُعد مدحاً لأبي حنيفة أنه لم يجعلْ تلامذته نسخة منه و كذلك هل يُعد مدحاً للتلميذين الّذيّين خالفا شيخيهما في كثيراً من مسائل المذهب حتى أنه عند ذكر مذهب السادة الحنفية يُذكر قول أبي حنيفة و صاحباه ؟

- لم يكن ( ابو يوسف و محمد بن الحسن ) هما فقط اصحاب أبي حنيفة بل كان من اصحابه أيضاً الإمام ( زفر بن الهذيل ) - عليه رحمه الله - و هو أيضاً من الّذين خالفوا الإمام أبا حنيفة في كثيراً من المسائل التى تكلم بها و الخط الذي صار فيها ( زفر بن الهذيل ) عكس الخط الذي صار فيه ( ابو يوسف و محمد بن الحسن ) فإنَّ زفرَ كان يُكثر من القياس و الرأي حتى أنه رُوي عن أبي حنيفة أنه كان يقول : زفر أقيس أصحابي . و أما الخط الذي صار فيها الإمامان ( ابو يوسف و محمد بن الحسن ) فهو خط الحديث و الأثر و هذا بسبب إختلاطهم مع مدرسة المدينة التى كانت تُعظم الدليل لذلك قد اختلفت وجهة نظرهم كثيراً في مسائل شتى وردت عن أبي حنيفة فمال فيها ( زفرُ بن هذيل ) إلى تغليب القياس و مال فيها الإمامان ( ابو يوسف و محمد بن الحسن ) إلى تغليب الأثر و الدليل حتى قال شيخ الإسلام : اغلب ماخالف فيه زفر ابا حنيفة جانبه فيه الصواب و اكثر ما خالف فيها ابو يوسف و محمد أبا حنيفة وفقا فيه للصواب , فليس فقط ( ابو يوسف و محمد بن الحسن ) هما الّذان خالفا أبا حنيفة فأيضاً زفر بن الهذيل قد خالفه فمَن مدحهما لمخالفتهما إمامهما فليمدح ايضاً زفراً لمخالفته إمامه .

- ليس مجرد مخالفة الأئمة دليلاً على الصواب او الخطأ و لا دليلاً على العقل و الفطنة و النبوغ و الذكاء كما أنه ليس دليلاً على الغباء و بلادة الذهن و قلة الفقه
فأحمد بن حنبل - رحمه الله - قد تابع الشافعي و كان من أخص تلاميذه و تكاد تكون اصولهما واحدة بل إن بعض الناس يقولون ما مذهب أحمد إلا رواية في مذهب الشافعي هذا طبعاً فيه نظر لكن من شدة التشابه في الإصول قالوا ذلك و مع ذلك صار أحمد إماماً كما ظل الشافعي - رحمه الله - إماماً
و كذلك ابن القيم يكاد يكون نسخة طبق الأصل من شيخ الإسلام إلا في مسائل تفرّد بها عنه و خالفه فيها حتى أنهم يقولون ابن القيم شعاع من شمس شيخ الإسلام ابن تيمية و مع ذلك فابن القيم هو مَن هو مكانة بين علماء المسلمين
و على العكس من ذلك وجد في التاريخ مَن خالف إمامه و شيخه فآتي بمصائب على المسلمين و اعتنق افكاراً سببت ضرراً كبيراً لمَن اتبعه عليها و لا أدّل على ذلك من مخالف واصل بن عطاء لشيخه الحسن البصري - رحمه الله - لما اختلفا في مسألة حكم صاحب الكبيرة فقد ترك واصل بن عطاء مجلس الحسن البصري و اعتزله بسبب إختلافهما في هذه المسألة و وضع و اصل بن عطاء حجرَ الأساس لبدعة أضرت أيما ضرر بالمسلمين بدعة الإعتزال

- فلا يُمدح أحدٌ إلا بموافقته للحق و لا يُذم احدٌ الإ لمخالفته للحق الذي جاءنا عن الله و عن رسول الله فهما المزان لكل احد من الناس .

- و كذلك ليس كل خلاف للأئمة سيُحدث خيراً و يُنتج افذاذاً بل ربما اخرج لنا ما يضرنا
اكثر مما ينفعنا

و كذلك المخالفة ليست غرضاً لذاتها بل المخالفة تُراد عندما نلجأ إليها فراراً من الباطل .