المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبرها بسر الحياة



عميد اتحادي
12-10-2013, 05:40 PM
ما عدنا كما كنا، تغيّر العالم حولنا ألبسنا أحزاناً ذات فرح! ،حتى تفكيرنا اعتقلوه بصمت أصبحنا نهاب التفكير، أصبحت حروفنا عرجاء ذات أذن صماء وذات فم أخرس .. وتتكئ على عكاز مائل .. وكل ما بنا أصبح معقد نحب القيادة، ونحب الطيش واللعب، وننسى ماهي هذه الدنيا التافهه!، ننسى ما وراءها من فقدٍ ومن ألمٍ ومن وجع . لم أعد أتمنى سوى أن أكون سرابًا .. أو طينًا لم يجمع أبدًا بل بقي كما هو لا يشعر ولا يعاني ولا يحس ولا يعاقب، بل ينبت ويذبل ولا شيء آخر .. قد تعتقدون أن ما أنا فيه نوع من اليأس .. وقد يكون، لكن ما أنا فيه جاء بعد متعة طويله وحياةٍ جميله.. فقط ألقيت بالي للدنيا ونظرت إليها عارية فعرفت حقيقتها فإنها لم تسمى (دنيا) من فراغ بل لأنها فعلاً دانية، رميت بنفسي في بحر من التفكير، بمجرد أن نظرت إلى هذه الحياه بعينٍ أخرى ..دخلت متاهتة من الخوف لا توصف بل ووقفت على حافة الهاوية وارتجف جدًا ..أحاول أن أشعر بالأمان ولكن مع من ؟ فكلنا في هذه الدنيا ، اذا فكلنا سواسية وكلنا لو نظرنا إليها، سنلتف حول أسلاك من الصدمات..والأمان لا يملكه أحدٌ في هذه الحياه بل الجميع يحتاجه ويحتاجه بشدة إن شعر بفقده!.
في هذا العالم لا يوجد شخصٌ يزيل عنا أوجاعنا بل يوجد من يربت عليها كي تخف فقط ..ليت الحياة تبقى كما كنا نبصرها صغاراً نرضى بحلوى ونضحك بمجرد دلدغه ونشعر بتمام الأمان في أحضان أمهاتنا ونرى آباءنا أقوى رجال العالم ولا نعلم أن وراء هذه القوه الكثير من المعاناة لأجل بسمةٍ ترتسم على شفاهنا ! وكان أكبر آلامنا ضربةٌ في أيدينا، وأشد ندمنا لعبة اشتريناها وكنا نريد شراء سواها، وأسرع ما ننطق به الاعتذار! أجمل لحظاتنا هي أولى خطواتنا، وادفأ زوايانا هي حضن أمهاتنا وأعلى مراتبنا أكتاف آبائنا، كم كنا بسيطين..(ألا ليت الزمان يعود خلفًا كي أبقى سعيدًا وطفلاً .. وليت الطفولة تعود يومًا فأٌخبرها بسر الحياة).