تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقال إساءة الطــن



الاسهم السعودية
11-10-2013, 11:30 PM
أصعب الناس تعامل .. هم الذين تأصل في قلوبهم إساءة الظن بالآخرين

كنت مذهولاً وأنا أستمع له ! ! فلان .. وفلان فعل

أشياء قد تكون من باب الإكرام, غير أنها عندما عرضت على ميزان إساءة الظن
إنعكست صورتها إلى لون بغيض من الإهانة والاحتقار

كان بودي لو أصرف وجهي عنه, فأنا في غناً عن عقد لا أملك حلها, ومع هذا ..

ألزمت نفسي بمتابعة الإصغاء, حتى إذا توقف؛ وبلا شعور وجدتني أعنفه بحنق - أنا نفسي أنكرته -
وكانت المفاجأة : كان صاحبنا بحاجة إلى صفعة من هذا العيار تجعله أمام الحقيقة
فهو قد حجب نفسه خلف ستر من الشك وتوهم السوء

وهذا في مبدئه يكون يسيراً ثم ينمو وينمو وإذا لم يتنبه له المرء
فإنه يبتلعه في ظلامه وعذابه !!

لو نظرنا في من حولنا لرأينا أمثال هذا بين ظاهر ومستتر, وما عقد الناس في علاقاتهم إلا نتيجة هذا .. إساءة الظن !
هذا الداء الذي يجعل من القطيعة حلاً مناسباً لعلاقات تشبعت به
سوء الظن بين الزملاء .. بين الزوج وزجته .. بين الابن وأبيه

يقول الهلال الباهلي :

لما عفوت ولم أحقد على أحد *** أرحت نفسي من غم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته *** لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه *** كأنه قد ملا قلبي محبات
والناس داء، وداء الناس قربهم *** وفي الجفاء لهم قطع الأخوات
فلست أسلم ممن لست أعرفه *** فكيف أسلم من أهل المودات
ألقى العدو بوجه لاقطوب به *** يكاد يقطر من ماء البشاشات
وأحزم الناس من يلقى أعاديه *** في جسم حقد وثوب من مودات

هكذا تعامل الحكماء مع العداوات الحقة, فكيف بمن يستجلب العداوات ؟
يتصورها ثم يصنع لها الخلفيات المناسبة, ويؤطر صورتها ببرواز أهداه له الشيطان
ويبدأ في معاناة تدفعه إلى الوحدة والوحشة

أجارني الله والقارئ من هذا الشر, وعمر قلوب عباده الصالحين بالسكينة والبر والصلة
( منقول )