المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصه جدا مؤلمة من السعودية



عبادي الجوهر
07-02-2007, 11:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أُعـــلـــنـــهـــا مـُــدوِّيـــة .. لـــقـــد آذيـــتـــمـــونـــي !!

لم يكن صباح ذلك اليوم يختلف كثيراً عن باقي الأيام .. فقد تناولنا طعام الإفطار سويَّة .. وتجاذبنا خلاله أطراف الحديث .. وكان لحملها الذي بلغ شهره الخامس النصيب الأوفر من ذلك الحديث .. فيا تُرى هل سيكون ذكراً لينظم لأخيه ذو العامين ونيِّف .
م تكون أُنثى وهذا أسعد ما ننتظر ونتمنى .. ماذا سنُسمِّيه ؟! .. ماذا سنُسمِّيها ؟! .. هل سيُشبه أباه ؟! .. أم ستكون شبيهة بأمِّها ؟! ..

يعلو صوت (زمَّار) الباص الذي يُقلُّ زوجتي المُعلِّمة إلى مدرستها مع باقي زميلاتها المُعلِّمات .. توِّدعني زوجتي .. بل حبيبتي .. بل قلبي الذي يمشي على الأرض بابتسامتها الهادئة الساحرة .. ووجهها المُضيء كفلق الفجر .. على أمل اللقاء القريب على أحرِّ من الجمر ..

الشيء الوحيد الذي تغيَّر في ذلك اليوم .. أن زوجتي أبت اصطحاب ابنها معها كعادتها كل يوم .. وفضَّلت أن يبقى مع جدَّته (أُمِّي) في المنزل .. فكان لها ما أرادت وبقي ابني مع جدَّته ..

ذهبت أنا أيضاً كعادتي إلى العمل .. كنت سعيداً .. ومنشرح الصدر .. كيف لا وحياتي كُلُّها سعادة وسرور .. حياة زوجية سعيدة وناجحة .. زوجة صالحة ومُخلصة ووفية ومُحبِّة .. ونتاج ذلك ابن ملأ علينا دنيانا سعادة وفرحاً وأملاً وتفاؤلاً ..

ساعات قليلة مضت .. هاتفي المحمول يرن .. لا أدري .. شعور غريب أحسست به حتى قبل أن أرى الرقم الذي يتصل بي .. انقبض صدري وضاق .. نظرت إلى المحمول لاستكشف من هو المتصل .. هااااه !!! رقم الهاتف المحمول الخاص بزوجتي !!! .. خير إن شاء الله .. عسى ما شر .. اللهم اجعله خيراً ..

أنا : آلو .. نعم ..
الطرف الآخر وكان صوت رجل وهناك ضجة كبير في الخلفية : هل أنت زوج صاحبة هذا الرقم ؟!!!! ..
أنا : نعم أنا .. خير .. عسى ما شر .. ومن أنت ؟! .. (وش السالفة) ؟؟!! ..
هو : يا أخي الباص الذي كان يُقلُّ زوجتك وزميلاتها تعرض لحادث مروري .. وأنا أحد رجال الأمن الذين يُشرفون على الحادث ونأمل منك مراجعة مستشفى (********) العام لإكمال باقي الإجراءات ..
أنا : الله المستعان .. وكيف حال زوجتي ؟! .. هل أصابها مكروه ؟! ..
هو : تعال إلى المستشفى وستعرف كل شيء .. بسرعة ..

خرجت من مكتبي مُسرعاً .. لا أحس بالزمن .. ولا أدري بما يدور حولي .. فقدت إحساسي بالزمان والمكان .. ركبت سيارتي وسرت مسرعاً باتجاه ذلك المستشفى الذي يبعد عشرات الكيلومترات .. كان قلبي يُسابقني للوصول إلى هناك .. آلاف الأفكار والوساوس خطرت ببالي .. أظنَّ أسوأ الظنون وأحتمل أسوأ الاحتمالات .. ثم لا ألبث أن أُهدئ من حال نفسي وأُسلِّيها بأن الأمر يسير وأن حبيبتي وغاليتي وجوهرتي ستعود لي ولابنها ولبيتها لتُضيئه بنورها .. وتملأه من عبق عطرها وشذاه ..

وصلت إلى ذلك المستشفى .. كانت الكآبة تُحيط به من كل جانب .. توجَّهت صوب ال***** حثيت الخُطى تكاد لا تحملني رجلاي .. لا أدري إلى أين أتوجَّه بالضبط ..

دلفت من باب الطوارئ .. فوجدت حالة كبيرة من الفوضى والحركة السريعة .. وكأنها حالت استنفار .. رأيت أحد العاملين بالمستشفى وكان يلبس بزَّة بيضاء .. ناديته .. وسألته : هل أتاكم مُصابات في حادث تصادم أو ما شابه ؟! .. قال : نعم .. وما تراه من حالة استنفار هنا ما هو إلا من أجل ذلك الحادث المروِّع .. هل لك قريبة بينهن ؟! .. قلت : نعم .. زوجتي !! .. تغيَّرت ملامح وجهه وكساه الحزن والحسرة .. خير إن شاء الله (قلت له) .. قال : يا أخي والله ما أدري ماذا أقول لك ؟!!! .. ولكن إذهب إلى ذلك المكتب هناك وستجد الخبر هناك وتُكمل باقي الإجراءات !!! ..

يا الله .. أي مكتب وأي إجراءات ما الأمر ؟! ..

وصلت إلى ذلك المكتب فإذا هو مزدحم بالناس .. وحالتهم يُرثى لها .. فيهم من يبكى .. وفيهم من يتأوَّه ويأن والألم بادٍ عليه بوضوح .. شققت دربي بصعوبة إلى طاولة الموظف المختص .. سألته : يا أخي هناك حادث حصل اليوم لباص مُعلِّمات .. وكان زوجتي من بينهن .. وأُريد أن أستفسر عنها وعن حالتها .. سألني ما اسمها ؟! .. اسمها : فُلانة .. قال لي : يا أخي عظَّم الله أجرك .. فذلك الحادث لم ينجُ فيه أحدٌ منهن .. وأتمنى أن تبقى حتى تتعرف على جثة زوجتك ومن ثمَّ نُكمل الإجراءات النظامية حيالها ..

يا الله .. ماتت ؟؟!! .. زوجتي ماتت ؟؟!! .. حبيبتي ماتت ؟؟!! .. هكذا ؟؟!! .. وبهذه السرعة ؟؟!! بغتة ؟؟!! .. بدون أي مُقدِّمات ؟؟!! .. اللهم لك الحمد .. اللهم لك الحمد .. اللهم لك الحمد .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. مُصيبة وأي مُصيبة ..

ذهبت لأرى زوجتي .. لا زلت أذكر جيداً لباسها الذي كانت ترتديه قبل أن تخرج خروجها الأخير من المنزل .. كنت كلَّما تقدَّمت خطوة .. قلت في نفسي لعلها لا تكون هي ؟!! .. لعله يكون باصاً آخر غير الذي كانت فيه !! .. ولكن رجل الأمن اتصل بي من هاتفها المحمول .. واسمها مدون لديهم من خلال أوراقها الثبوتية !! ..

وصلت إلى حيث كانت في الثلاجة .. سألني المختص عن اسمها مُجدداً .. قلت له : إنها قلبي .. حياتي .. بهجة فؤادي .. سراج دنيتي .. أم ولدي .. فُلانة .. ذهب إلى أحد الأدراج وسحبه وقال : حاول أن تتماسك وتُركِّز جيداً حتى تتعرف عليها .. اقتربت منها .. حاولت أن أتماسك .. وما زال لدي بصيص أمل أنها ليست هي .. نظرت إلى وجهها .. يا الله .. يا الله .. اللهم أفرغ عليَّ صبراً .. إنها هي والله .. إنها زوجتي الحبيبة .. نعم .. هي .. وهذه ملابسها التي كانت ترتديها قبل خروجها الأخير .. يا الله .. كما كان المنظر مروِّعاً ومُرعباً .. وكم كان وجهها مشوَّها من جرّاء الحادث .. يا الله .. بالكاد عرفت وجهها من شدَّة ما تعرض له من كدمات .. ولكنها هي ولا شك ولا ريب ..

اللهم لك الحمد على ما قضيت .. ماتت زوجتي .. ومات جنينها في بطنها .. نعم .. مات ذلك الحُلم .. قبل أن نعرف هل كان ذكراً أم أُنثى .. ولكن ماذا يفرق الآن ؟! .. فقد ذهب كل شيء .. الحمد لله على كل حال .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..

توافد الناس للعزاء .. وأنا ما زلت غير مُصدق لما حدث .. رغم إيماني بقضاء الله وقدره .. بيد أن المُصيبة كانت قوية جداً بالنسبة إليَّ .. والصدمة بلغت مداها .. خصوصاً .. وأن ابني يسألني دائماً (فين ماما) ؟!! .. (أبغى ماما) .. ماذا أقول له ؟! .. وما الذي يُمكن أن يُدرك عقله حتى أخبره بأن أمه لن تعود أبداً .. وأنه لن يراها ولن تُلاعبه وتُداعبه وتُدلِّله طيلة حياته ؟!! .. لقد أصبح يُسبباً لي ألماً إضافياً كلما رأيته يسير في البيت ذهاباً وجيئة تارة يلعب دون أن يعي ما يدور حوله .. وتارة يفتقد أمه وينشد عنها ..

بعد عدة أيام أحضر لي أحد الأقارب (سامحه الله) إحدى الصُحُف المحلية التي صدرت صبيحة اليوم التالي للحادث .. وأطلعني على تغطية تلك الصحيفة للحادث .. حيث تصادف وجود مراسل لها قُرب الحادث وقد قام بتصوير وتغطيته .. اطلعت على تلك التغطية .. وهالني وصدمنى ما رأيت .. لقد رايت زوجتي وهي مُمدَّدة على الأرض بعد وقت قليل من الحادث كما يبدو من الصورة .. نعم .. عرفتها من خلال ملابسها التي ظهرت من وراء عبائها في الصورة .. لم أتمالك نفسي .. فانهرت .. وبكيت .. وتألمت .. فهذه المرة الأولى التي أراها في تلك الصورة .. وكم كانت مؤلمة حقاً تلك الصورة التي رأيتها فيها .. وقد لا تصدقون لو قلت لكم أن وقعها عليَّ كان بقوة وقع رؤيتي لها في المستشفى والدماء تملأ وجهها ..

ما الفائدة المرجوَّة من نشر مثل تلك الصور ؟!! .. للعبرة ؟! .. للعظة ؟! .. ولكن ماذا عني أنا صاحب الشأن ؟! .. ماذا عن غيري ممن يرى قريباً له ممداً على الأرض وقد فارق الحياة عبر الصحف المنتشرة في كل مكان ؟! .. ألا يراعون مشاعرنا ؟! .. ألا يعتبرون لأحساسينا أي اعتبار ؟! .. أم أن السبق الصحفي هو الأهم ولو كان على حساب مشاعر الغير وآلامهم وعبراتهم ؟! ..

عندما تسلَّمتُ مُتعلقات زوجتي بعد الحادثة .. كان من ضمنها هاتفها المحمول .. وقد كنت أتساءل : كيف عرف رجل الأمن أني زوج تلك المرأة ؟! .. فنظرت في هاتفها .. فإذا هي قد حفظت رقمي تحت مُسمَّى (زوجي الحبيب) ..

انتهى ..

============

حزنت كثيرا عند قراءة هذه القصة ورحم الله الميته وأسكنها فسيح جناته

منقولة من أحد المواقع

ناصر الراشد
07-02-2007, 01:37 PM
لاحول ولاقوة الا بالله

الله يرحمها ويرحم جميع المسلمين


ونتمنى ممن يستخدم نشر الصور وحتى ان كانت للعبره كما يدعون

ان يخافو الله وان يحترموا مشاعر الاخرين لانهم هم لايرضونها على انفسهم
فكيف يرضونها على غيرهم
من المسلمين

جزاك الله خير على نقل هذه القصه

بنت نجد
07-02-2007, 05:07 PM
لاحول ولاقوة الا بالله

الله يرحمها ويرحم جميع المسلمين


ويكون بعون ذلك الطفل المسكين

ما أصعب فراق الأم على الكبير الذي شق طريقه فكيف بالصغير الذي لم يعي الحياة بعد


لكنها هذه إرادة الله وهذه مشيئته


رحم الله جميع موتى المسلمين

((راما))
07-02-2007, 05:39 PM
مساء الخير بصراحه قصه مؤلمه جدا" لكن تعليقي هذا قضاء وقدر


لكن أحب أقول لمسؤولين وزارة التربيه والتعليم خافوا الله فينا

وراعوا مسئلة نقل المعلمات فكثير مانقراء ونشاهد ونسمع ونتألم

فكم من زوج فقد زوجته وكم من أبناء تيتموا وكم من أهلا" فقدوا بناتهم
بسبب حوادث المعلمات

الله يرحمها ويصبر زوجها


أخي عبادي دمت بود
أختك /راما

عبدالرحمن الجبابرة
10-02-2007, 11:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة محزنة حقا ولا اعتراض على قضاء الله وقدره

والمؤلم فيها أن تلك الصور التي صورها الصحفي للمتوفاة واطلع عليها كل من له مسؤولية في الحادث لم تؤثر فيه بل انصب التأثير على ذوي المتوفاة .

فأين الجمع المسؤول ؟؟

المسؤول عن التعليم الذي جعل المعلمة تضطر للسفر إلى مدرستها
المسؤول عن الطريق
المسؤول عن حالة السيارة
المسؤول الإنقاذ على الطرق للمصابين
ولنا أن نسرد جمع كثير مسؤول وليس الصحفي فقط !


مودتي

جريح الوقت
11-02-2007, 01:34 AM
الله يرحمها برحمته ياشيخ.
ياما قرينا وياما سمعنا وياما وياما......!!
والله يعين أمهاتنا واخواتنا وبناتنا على هالسفريات...
والله يدينا على قلوبنا بروحتهم وجيتهم..

عبادي..
أضف للمعلمات الطالبات الجامعيات.ومايعانينه من الترحال!!! لتلقي العلوم.
بكليات أو جامعات بعيدة عن أهاليهن.
......

سؤال هنا على من تقع المسؤلية؟

وزارة التربية والتعليم؟
وزارة المواصلات؟
جمعية الهلال الأحمر السعودي؟
رجال المرور(( يمثلهم أمن الطرق ))؟


وردد هنا ياليل ماأطولكـ..

لمياء الديوان
11-02-2007, 06:43 AM
قصة مؤثرة جدا

كنت اتمنى لو لم أدخل الموضوع

أما عن الموت فهو يأخذ اشكال متعدده واسبابه شتى

رحم الله الميته والله يصبر زوجها واهلها

واقول لزوجها الحمد لله انك وجدت لها جثة لتدفنها

تعال لاريك المئات من العراقيين اللذين تناثرت اجسادهم

حتى لا نعرف لحم الام من لحم طفلها أثناء الانفجار

موضوعك اجبرني ان اذكر ضحايا شعبي

يموتون بابشع الصور وبلا ذنب


لمياء الديوان