تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مالك بن الريب



بعيدالهقـ@ـاوي
07-02-2007, 09:48 AM
مالك بن الريب التميمي , كان لصا فاتكا يقطع الطريق , فأقنعه سعيد بن عثمان بن عفان , أن يترك اللصوصية , ويغزو في سبيل الله …فسار مع سعيد وجنده متوجهين إلى خراسان ,,
وفي الطريق وبعد أن أناخ الركب في بعض المنازل للقيلولة , وهموا بالرحيل , أراد مالك أن يلبس خفّـه فلسعه ثعبان كان قد اندس فيه , فسرى السم في جسمه , فلما أحس بالموت , أنشأ هذه القصيدة يرثي نفسه ..
وهي قصيدة أجمع النقاد على أنها من عيون الشعر العربي لصدق العاطفة , حيث تكون عاطفة الشاعر في أوجها في مثل هذه المواقف ..


ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة =بجنب الغضا , أزجي القلاص النواجيا

فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه = وليت الغضا ماشى الركاب لياليا

لقد كان في أهل الغضا لو دنا الغضا =مزار ولكن الغضا ليس دانيا

ألم ترني بعت الضلالة بالهدى = وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا

دعاني الهوى من أهل ودي وصحبتي =بذي الطبَسَين , فالتفت ورائيا

أجبت الهوى لما دعاني بزفرة= تقنـّـعت منها أن أُلام ردائيا

لعمري لئن غالت خراسان هامتي =لقد كنت عن بابي خراسان نائيا

فلله درّي يوم أترك طائعا = بنيّ بأعلي الرقمتيـن ومــــاليــــا

ودرّ الظباء السانحات عشية = يخبّرن أني هالك من ورائيا

ودر كبيري اللذين كلاهمـــا =عليّ شفيق , ناصح قد نهانيا

ودر الهوى من حيث يدعو صحابه =ودر لجاجاتي , ودر انتهائيا

تذكرت من يبكي علي فلم أجد = سوى السيف والرمح الرديني باكيا

وأشقر خنذيذ يجر عنانه = إلى الماء لم يترك له الدهــــر ساقيا

ولكن بأطراف السمينــة نسوة =عزيز عليهن , العشية , مابيا

صريع على أيدي الرجال= بقفرة يسوون قبري , حيث حم قضائيا

لما تراء ت عند مرو منيتي= وحل بها جسمي , وحانت وفـــاتيا

أقول لأصحابي ارفعوني= لأنني يقـرّ بعيني أن سهيل بدا ليـــــا

فياصاحبي رحلي دنا الموت =فانزلا برابيةٍ إني مقيم ليـالـيـــــا

أقيما عليّ اليوم أو بعـــض= ليلـــة ولاتعجلاني قد تبيــن مابيــا

وقوما إذا مااستُــلّ روحي , =فهيّــئا لي القبـــر والأكفان , ثم ابكيا ليا

ولا تحسداني بارك الله فيكما = من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا

خذاني فجراني ببردي إليكما = فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا

وقد كنت عطـّافا إذا الخيل أقبلت = سريعا لدى الهيجا إلى من دعانيا

وقد كنت محمودا لدى الزاد والقرى = وعن شتم إبن العم والجار وانيا

وقد كنت صبّـارا على القرن في الوغى = ثقيلا على الأعداء عضبا لسانيا

وطورا تراني في رحى مستديرة =تخـرّق أطراف الرماح ثيــــابيــا

وقوما على بئر الشبيك , فأسمعـــا = بها الوحش والبيض الحسان الروانيا

بأنكما خلفتماني بقـــــــفــــرة = تهيـــل علي الريــــح فيها السوافيــا

ولاتنسيا عهدي خليليّ إنني = تقطــــع أوصالي , وتبلى عظـاميا

فلن يعدم الولدان بيتــا يُجِـنني =ولن يعدم الميراث مني المواليـــا

يقولون : لاتبعد وهم يدفنونني =وأين مكان البعد إلا مكانيـــــــــا

غداة غــد , يالهف نفسي على غد =إذا أدلجـــوا عني وخلّــفت ثاويا

وأصبح مالي , من طريف وتالد لغيري وكان المال بالأمس ماليـا

فياليت شعري , هل تغيرت الرحى رحى الحرب , أو أضحت بفلج كما هيا

إذا القوم حلوها جميعا , وأنزلوا لهـا بقراً حـمّ العيون سـواجـــيــــا

وعين وقد كان الظلام يجنـهــــا يسفن الخزامى نورها والأقاحيا

وهل ترك العيس المراقيل بالضحى تعاليها تعلو المتون القياقيا

إذا عصب الركبان بين عنيزة =وبولان , عاجوا المنقيات المهاريا

وياليت شعري هل بكت أم مالك = كما كنت لو عالوا نعيــّـك باكيـا

إذا مت فاعتادي القبور وسلمي =على الريم , أُسـقـيـت الغمام الغواديا

تريْ جدثـا قد جرت الريح فوقه = غبارا كلون القسطلانيّ هـابـيا

رهينة أحجار وتـُرب تضمنت = قراراتها مني العظام البواليــا

فيا راكبا إما عرضت فبلّـغن = بني مالك و الريب أن لاتلاقيـــا

وبلغ أخي عمران بردي ومئزري = وبلغ عجوزي اليوم أن لاتدانيا

وسلم على شيخيّ مني كليهما =وبلغ كثيرا وابن عمي وخــالـــيـــــا

وعطـّــل قلوصي في الركاب فإنها = ستبرد أكبادا وتبكي بواكـيــا

أقلب طرفي فوق رحلي فلا أرى = به من عيون المؤنسات مراعيــا

وبالرمل مني نسوة لو شهدنني =بكين وفدّيــن الطبيب المداويـــــا

فمنهن أمي , وابنتاها , وخالتي =وباكية أخرى تهيج البوكيــــا

وما كان عهد الرمل مني وأهله =ذميما , ولابالرمــل ودعت قاليا


مالك بن الريب التميمي

صهيل الصمت
07-02-2007, 05:49 PM
بعيد الهقاوي


شكرا لما اتحفتنا به


دمت بألق

دكتور غرابيل
12-02-2007, 05:49 AM
شكراا



بعيد الهقاوي


على القصيده الرائعه
لمالك بن التميمي