المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفيفا والعنصرية



االزعيم الهلالي
11-10-2013, 04:30 PM
القضية الأكبر والأعلى صخبا الآن هي قضية الفيفا والعنصرية...



تجادل الكثير عندها مطولا، ولاحظت أن كثيرا من المتحمسين للإدانة كانوا يكررون أن الفيفا يحارب العنصرية بالذات وليس السب والشتم (الذي يحدث بصورة طبيعية في الملاعب)! وبالتالي فعلينا أن نشدد في العقوبة في هذه القضية بالذات لأن الفيفا يحاربها.



الغريب أننا رغم اعتمادنا على نظام الفيفا في هذه القضية؛ فإنني لم أرَ من يهتم بشرح ماذا يعني الفيفا بـ(العنصرية)، ولا كيف ننزل هذه القضية على الوقائع عندنا... لذا فإنني سأحاول فعل هذا في هذه المقالة المختصرة...



أولا:


من الخطأ أن نسمي المعنى الذي يحاربه الفيفا (العنصرية)، الترجمة الأدق هي (التمييز) (discrimination)، لأن العنصرية هي التمييز بناء على العنصر، بينما الفيفا يحارب التمييز بناء على العنصر وغيره.



ثانيا:


تعريف الفيفا للتمييز هو الآتي:



Discrimination of any kind against a Country, private person or group of people on account of race, skin colour, ethnic, national or social origin, gender, language, religion, political opinion or any other opinion, wealth, birth or any other status, sexual orientation or any other reason is strictly prohibited and punishable by suspension or expulsion.


وترجمته:



"التمييز من أي نوع ضد بلد، أو شخص خاص، أو مجموعة من الأشخاص على أساس العرق، أو لون البشرة، أو الأصل العرقي، أو الوطني، أو الاجتماعي، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي السياسي، أو أي رأي آخر، أو الثروة، أو المولد، أو أي وضع آخر، أو الميول الجنسية، أو أي سبب آخر يمنع منعا باتا ويعاقب عليه بالتعليق أو الطرد".


من الواضح بناء على هذا التعريف أن التمييز الذي يحاربه الفيفا ليس مختصا فقط بالتمييز بناء على اللون أو العرق، بل يشمل أشياء كثيرة عددها التعريف، ولم يحصرها بها!


ثالثا:


هنا سأحاول تنزيل العبارات التي ترددها مدرجاتنا على تعريف الفيفا؛ لأرى إن كان يشملها التمييز أم لا، ولعلي أبدأ بالعبارة الأشهر:



1- نيجيريا:


من المهم عندي أن يكون النقاش صادقا ومحترما؛ فلن ألتفت للاستعباط الذي يقول إن العبارة لا تعني شيئا مسيئا؛ هي دولة محترمة لها قيمتها عندنا وبالتالي فترديد اسمها ليس فيه ما يعيب!


نحن أعقل من أن نضيع أوقاتنا في استهبال كهذا، العبارة حقيقة فيها تعيير للاتحاديين بسواد البشرة، هذه هي الحقيقة، وهذا بلا شك عندي هو ما يعنيه غالبية من يردد هذه العبارة، وبالتالي ينطبق عليه تعريف الفيفا لأنه تمييز بناء على اللون.



2- نيفيا:


لو أردنا الاستعباط؛ فإن نيفيا شركة ذات منتجات عالية الجودة؛ لذا فإن الجماهير التي تلاعب أنديتها الهلال ترددها من باب الدعاية المجانية! مرة أخرى، أرجو أن نتجاوز مرحلة الاستعباط السخيفة هذه، العبارة هذه يرددها الجمهور ضد الهلاليين تعييرا لهم بأنهم إناث، أو أنهم أصحاب ميول جنسية شاذة! الطريف أن كلا الاحتمالين مذكورين نصا في تعريف الفيفا للتمييز؛ يعني أن لجنة الانضباط يجب عليها أن تعاقب كل جمهور يردد هذه العبارة باعتبارها ما تسميه هي (عنصرية).



3- جوازات:


العبارة تعير الجمهور بأنهم ليسوا سعوديين، أي أنها تمارس التمييز بناء على الأصل الوطني! سجلها عندك تمييزا يحاربه الفيفا.


4- خدم:


تمييز على أساس المستوى الاجتماعي!


5- شيعة:


تمييز على أساس الدين!



ولو أردت أن أسهب في هذا المجال لأسهبت، والحقيقة أن هذا أمر محزن، أن تكون مدرجاتنا مليئة بكل هذا النتن المؤذي؛ هل ترضى أن تأخذ ابنك لمباراة ليتعلم فيها أن كون الشخص أسود البشرة مسبة؟!! أو أن الأنوثة منقصة؟! كيف تكون نظرته بعدها لأمه وأخته؟!


أنا أعلم أن ما يتردد في المدرجات هو نتاج تمييز حقيقي يمارسه مجتمعنا، البدوي يحتقر الحضري والعكس، والحجازي يسخر من النجدي والعكس، والمرأة يقال عنها عندنا (أكرمك الله)، وكل أسود يسمى (عبدا)، وقس على ذلك الكثير...



الخطأ كل الخطأ أن تختصر كل هذه المعضلة الضخمة لتصبح وسيلة انتقام رياضية ضد جمهور الهلال فقط، وكأن باقي الجماهير لا تعرف أي شيء عن التمييز! كأنها جاءت بالإسقاط المظلي على الملعب ولم تكن نتاج مجتمعنا نفسه!




رابعا:


وهذه نقطة أخرتها لأهميتها...


الفيفا يهتم بالتمييز، ونحن نهتم به، ولكننا في ديننا نهتم بقذف الأعراض أكثر! سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا الدرداء يقول عبارة عنصرية فلامه وعاتبه، ولكنه حينما قذف حسان بن ثابت عرضا محصنا جلده حد القذف!


القذف فيه حد شرعي، خلافا لغيره، حينما يصرخ مدرج كامل "بشروا ياسر، سميرة حامل!" فما رأيكم بهذا إن لم يكن قذفا؟!!! ثم تتجاهل لجان الانضباط هذا، بل يصرح حينها عبدالله الناصر بما مفاده أن العبارات هذه ليست عنصرية!!


حينما يردد المدرج كاملا عبارات تذكر الأعضاء التناسلية لأمهات الحكام؛ هل نقول هذه والله ليست عنصرية ونلتفت للجهة الأخرى؟!


أنت أيها القارئ، أيهما أهون عليك، أن يذكر أحد هذه العبارة عن أمك أو أن يقول لك يا هندي أو سيلاني أو أفغاني أو تشادي أو يمني أو....


نعم، يجب أن نحارب التمييز، ولكن يجب ألا يجعلنا هذا نتجاهل ما هو أعظم من التمييز... شاء بلاتر أو أبى!