الحج ركن و أهداف سامية!

[االزعيم الهلالي]

لقد شرّف الله تعالى المسلمين بآخر الأديان السماوية السابقة, ألَا و هو الإسلام وبشعائره العظيمة التي تحمِل حِكمًا سامية , و أهدافًا نبيلة ، و إن الحج أحد هذه الشعائر التي يتعبد بها المسلمون , و هو الركن الخامس من أركان الدين الإسلامي , و قد فرَضه الله تعالى على كل من استطاع إليه سبيلًا , فهو موسم خير عظيم يتكرر كل سنة حيث تفِد جموع المسلمين من مشارق الأرض و مغاربها على اختلاف اللغات و الأوطان والجنسيات, تلتقي تلك الجموع الحاشدة و الآلاف المؤلفة في موسم الحج تاركين الأهلين و الكنوز النفيسة يدعون ربًّا واحدًا في وقت واحد , و على صعيد واحد متجهين إلى قبلة واحدة لا فرْق بين الملك و المملوك , و الغني و الفقير , و الرفيع و الوضيع , هم سواسية كأسنان المشط يأتون من مشارق الأرض و مغاربها ملبّين مهللين كي يؤدُّوا الركن الخامس كل عام طاعة لله تعالى, و ابتغاء ما عند الله و استجابة لدعوة أبيهم إبراهيم عليه السلام ، قال تعالى : (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ* وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* ليشهدوا منافع لهم و يذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها و أطعموا البائس الفقير* ثم ليقضوا تفثهم و ليوفوا نذورهم و ليطوفوا بالبيت العتيق)26, 27, 28 , 29, الحج . و في موسم الحج تجتمع فيه عبادات القلب والبَدَن والمال، لإعلان التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى، والتجرُّد من زينة الدنيا , و تتجلى فيه مظاهر وَحدة الأمة الإسلامية التي تتباهى في أوج قوتها , و أسمى معانيها الإسلامية . و في الحج كثير من فضائل الأعمال و الطاعات , فهو موسم عظيم تضاعف فيه الحسنات , و تكفر السيئات , و فيه أفضل الأيام , و هي أيام عشر ذي الحجة التي ذكرها الله في كتابه الكريم , و أقسَم بها تشريفًا لها , و بيانًا لفضلها ,قال الله تعالى : ( والفجر* و ليال عشْر ) 1, 2 , الفجر . و قال صلى الله عليه و سلم: ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ) , فقالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ فقال رسول الله: ( ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرَج بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشيء ) رواه البخاري. و من الفضائل : يوم الحج الأكبر أي ( يوم النحْر ) و يوم عرَفة , و يوم التروية , و يوم عرفة من أفضل الأيام , و هو يوم مغفرة الذنوب, و يوم فيه يباهي الله بأهل الأرض أهل السماء ,قال صلى الله عليه و سلم : ( ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرَفة , ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء ) رواه مسلم . و صومه يكفِّر السنة الماضية و الباقية , وفيها التكبير و التحميد و التهليل و التسبيح . فينبغي على المسلم أن يستغلّ مواسم الخيرات و الطاعات قبل الرحيل أو فوات الأوان .
عبد العزيز السلامة / أوثال