المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بركة العلم وروحه العمل: (أول مواضيعي معكم).



أهــل الحـديث
11-10-2013, 02:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أستهل مواضيعي معكم بهذه النتفة اليسيرة، أجعلها تذكرة لنفسي في غرض تواجدي معكم، فأقول:

إن آفة الكثير من طلاب العلم ترك العمل بالعلم وترك الاشتغال بالعبادة، بل إن الغالب فينا تغليبُ العلم واللهف في تحصيله على تجديد نية اتباع الكتاب والاعتصام بالسنة.. بل وأكثر من هذا فإننا نجد الواحد منا قد أمضى زمانا في اقتناء الكتب والنظر فيها، وحفظ المتون وشرحها وما تهمم لإصلاح القلب، ورفع الإيمان بالعمل، ولا اهتم بتجريد العمل وتصفيته من الشوائب والبدع.

وهذه أمور أرى أنه على الطالب أن يجعلها في صدره اهتمامه قبل العلم وتحصيله:
1.الخوف على النفس وعدم الاغترار بالعمل، وتحقير النفس واتهامها.
2.الاشتغال بالعبادة، والإكثار من النوافل المقربة إلى الله، والمحصلة للولاية.
3.تجريد العمل وتخليصه من البدع، وما أكثرها في هذا الزمن، وكم ممن ضل بسببها وأخذه الشيطان وهو لا يدري، نسأل الله السلامة والعافية.
4.التواضع لله وعدم رؤية النفس مطلقا، وطلب ما عند الله تعالى.
5.حب الخير لإخوانه من طلاب العلم وللمسلمين عامة.
6.مجانبة حب الظهور، وأخص بالذكر إخواني صغار الطلبة وأنا منهم، فإن بعض الطلاب إذا اشتهر بطلب العلم، اجتمع عليه من يغره في دينه ويطالبه بشرح المتون واستفتاه، فيغتر الطالب الغمر بهذه الأمور، فما يأتي عليه زمن حتى يجد من اجتمع عليه قبل يشمت به، فيريد الرجوع إلى سابق عهده فلا يستطيع ويندم ولات حين مندم. فاحذر أخي من حب الظهور، ومن تقرب إليك وحبب إليك الظهور ففر منه فرارك من المجذوم فما أطول طريق العلم.


فإن حصل هذه الأمور واستقر عليها، اشتغل بالعلم، وأول ما يشتغل به:
1. كتاب الله تعالى، (حفظا وتفسير وعملا وتعظيما)، وإنما قلت تعظيما، لأن هناك من الطلاب من يعظم بعض العلوم على القرآن من حيث لا يدري، نسأل الله السلامة.
2.الاشتغال بكتب السنة وشروحها.
3.ملازمة العلماء العاملين، أهل السنة العاملين بها الداعين إليها اللاهجين بها.
3.الاشتغال بعلم العقيدة والأصول المؤلفة فيها، خصوصا المتقدمة منها.
4.الاهتمام بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم بأخبار السلف من الصحابة والتابعين والأئمة وسائر العلماء العاملين، فإن ذلك مدعاة للاقتداء.
5.الاهتما بلغة العرب، فإنها وسيلة إلى كل ما تقدم، وكما قال الشافعي: من تبحر في اللغة تبحر في سائر العلوم.
6.النظر في علوم الآلة الأخرى وليحذر من تعظيما، فإنها مجرد وسائل، خاصة علم المنطق، فإن تعلمه المرء فأرى أن يتعلمه وهو مبغض له، محقر ذام له، فكم ضل بسببه نسأل الله السلامة والعافية، وكما قال شرف الدين بن المقري الشافعي اليمني:
وعن عكس السوالب لا تسلني***فذاك مقدم العلم الحرام
أي علم المنطق يهدي صاحبه إلى الفلسفة، والأخيرة دهليز الكفر والزندقة، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن اكتفى بالأثر وعظمه.
7. ثم ليحذر طالب العلم من مقاربة العلوم المحرمة كالسحر، ولا يغترن أحد بالسلامة، فكم ممن وقع من حيث لا يدري، والسلامة في المجانبة.

هذا وأسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن يهتم للعمل بعلمه وإصلاح نفسه ومراقبة خالقه، وأرجو من إخوان الأفاضل تصحيح ما وقع مني من الخلط والغلط، فإنما كتبت للاستفادة منهم، والله الموفق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.