المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استحباب التكبير الجماعي والفردي أيام العشر والعيد والتشريق



أهــل الحـديث
09-10-2013, 12:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد ظهر في زمننا هذا من يزعم أن التكبير الجماعي أيام العيد أو المقيد بأدبار الصلوات في أيام التشريق بدعة ضلالة، والعجب أن هذا المذكور نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية اتفاق العلماء على مشروعية هذا التكبير المقيد، ثم تعقبه عمدا فقال: إن دعوى الاتفاق لا دليل عليها"، ثم لم يأت لقوله المحدث بمخالف من السلف لينقض الاتفاق الذي نقله شيخ الإسلام وغيره، فاغتر به بعض الذين بالتبديع مفتونين، من المخالفين لسبيل المؤمنين، من الصحابة والتابعين، وأئمة السلف والفقه في الدين، وقد جمعوا من كل تبديعٍ غثّه، ومن كل كلام رثه ، فاستعنت الله تعالى على جمع تلكم الإجماعات، مع كلام السلف في هذا الباب نصرة لله ولرسوله ولمنهج السلف وأئمتهم وعلمائهم، ليهلك من هلك عن بينة، ويرجع إلى الحق من حيي عن بينة، وليُعلم أي الفريقين أولى بمذهب السلف، وقد قسمت هذا المبحث إلى ثلاثة فصول كما يلي:
الفصل الأول: في التكبير أيام ذي الحجة والعيدين، وفيه عدة أبواب:
الباب الأول: الذكر والتكبير المطلق أيام العشر من ذي الحجة وعرفة
المطلب الأول: الذكر والتكبير المطلق أيام العشر من ذي الحجة :
المطلب الثاني: الذكر والتكبير المطلق في يوم عرفة :
الباب الثاني: الذكر والتكبير المطلق أيام التشريق:
الباب الثالث: التكبير المقيد بأدبار الصلوات، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: ذكر الأدلة والإجماع على مشروعية التكبير المقيد
المطلب الثاني: ذكر الخلاف في زمن بدإ وانتهاء التكبير المقيد:
الفصل الثاني: في التكبير ليلة عيد الفطر، وفيه بابان:
الباب الأول: في التكبير الجماعي والفردي ليلة الفطر
الباب الثاني: التكبير في الطريق إلى المصلى:
الفصل الثالث: ذكر ما جاء في مشروعية التكبير الجماعي في أيام العيد، وفيه أبواب:
الباب الأول: وقت التكبير الجماعي والفردي في عيد الفطر.
الباب الثاني: ذكر الأدلة على ذلك ومن فعله من السلف .
الباب الثالث: ردّ قول من خالف السلف ولم ير التكبير فرادى أصلا إلا أن يكبر مع الإمام:
الباب الرابع: تحقيق مناط الخلاف بين السلف في التكبير،
الباب الخامس: ذكر أقوال أصحاب المذاهب من أهل السنة وأهل الحديث في التكبير الجماعي:
الباب السادس: التكبير المقيد ليلة العيد:
الفصل الرابع: في التكبير في خطبتي العيدين.

المقدمة:
ونظرا لطول هذا البحث ورغبة البعض عنه ، وخاصة بعض المبدعين لهذا التكبير، فإنهم اعتقدوا بالتبديع أوّلا قبل أن يستدلوا ، ثم أن هذا الاعتقاد السالف منهم جعلهم لا يستطيعون التأمل في الأدلة رغم كثرتها وتنوعها وصراحتها ، حيث ذكرت العديد من الأدلة الشرعية والسنن النبوية والآثار السلفية وأقوال عامة الصحابة والتابعين وأتباعهم ومن بعدهم من القرون المفضلة ، ثم نقلت هذا المذهب عن جميع مذاهب أهل السنة من مالكية وشافعية وحنفية وحنابلة وغيرهم، ولا زال عمل المسلمين على هذه السنة طيلة أزمنة عديدة ودهور مديدة، حتى أتى هذا الزمن الذي أخطأ فيه بعض الفضلاء وخالف الإجماعات الكثيرة، ووافقه على خطئه قوم آخرون، ثم تعصب المقلدة لهذا القول المحدث وبدعوا ما عليه المسلمون ،
ولئن كان القوم حقا على مذهب السلف فها هو مذهب السلف فليتأملوه وليعلموا بأنه لا يحل لهم مخالفة إجماع السلف لأخطاء تبع القوم بعضهم بعضا عليها من غير تحقيق .
فأحببت أن أكتب هذا البحث نصيحة لهم ونصرة لمذهب السلف، لكني لاحظت أن المقلدة المتعصبة المخالفة لإجماع السلف وفهمهم، لا يقرأون هذه السنن ولا تلكم الآثار، ثم يتعقبون بأن لا دليل صريح على المشروعية ، مع أنني ذكرتها ، لكن لشدة تقليدهم لم يروها، رغم كثرتها، والشأن فيهم :{ وإن يروا كل آية لا يومنوا }،
ولقد كان من أعاجيب الدنيا وضلالات المتعصبة أن أتى بعضهم لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في نقله اتفاق السلف على هذا ثم تعقبه هذا المذكور وقال :" لا دليل على ما يقوله "، وقد كان من الواجب عليه لو كان يعقل شيئا من العلم أن يبين المخالف من السلف حتى ينقض به الإجماع ، وإلا كان هو ومن قلده هم المخالفون لسبيل المؤمنين .
ونظرا لزيادة بيان الحجة عليهم وإرادة نصحهم فقد ارتأيت أن أختصره جدا مقتصرا على أصرح الأدلة وأهم المسائل :
الفصل الأول: في التكبير في أيام ذي الحجة ويوم عرفة والعيد وأيام التشريق: وفيه أبواب:
الباب الأول: الذكر والتكبير المطلق أيام العشر من ذي الحجة وعرفة: ومعنى المطلق هو الذي لا يكون فيه تخصيص التكبير بدبر الصلوات، بل هو مطلق في سائر الأوقات، كما قال البخاري في الصحيح: بَاب فَضْلِ الْعَمَلِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ" أَيَّامُ الْعَشْرِ وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا"... "، وهذه الآثار ظاهرة في التكبير الجماعي، لأن الباء في لغة العرب للمصاحبة والمعية ، ولئن لم تكفهم لغة العرب أو لم يعرفوها فليتأملوا في الآثار:
الأثر الأول والثاني: أثر أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهما: فقد وصلهما الفاكهي في أخبار مكة بلفظ أصرح فقال: باب ذكر التكبير بمكة في أيام العشر وما جاء فيه والتكبير ليلة الفطر، حدثني إبراهيم بن يعقوب عن عفان بن مسلم ثنا سلام بن سليمان أبو المنذر القارئ ثنا حميد الأعرج عن مجاهد قال: «كان أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما يخرجان أيام العشر إلى السوق فيكبران ، فيكبر الناس معهما، لا يأتيان السوق إلا لذلك », وهذا نص منطوق في المعية وتوحد التكبير،
الأثر الثالث : وجاء توحيد التكبير عن عامة الصحابة: فقال أبو بكر: باب في التكبير أيام التشريق، حدثنا أبو أسامة عن مسكين أبي هريرة قال: سمعت مجاهدا وكبر رجل أيام العشر فقال مجاهد: أفلا رفع صوته فلقد أدركتهم وإن الرجل ليكبر في المسجد فيرتج بها أهل المسجد ، ثم يخرج الصوت إلى أهل الوادي حتى يبلغ الابطح فيرتج بها أهل الابطح، وإنما أصلها من رجل واحد"، والرجة هي المبالغة في اجتماع الأصوات كصوت رجل واحد كما قال ابن حجر.

ومن الباب الثاني: الذكر والتكبير المطلق جماعات وفرادى أيام التشريق: وهي أيام العيد ،
الأثر الأول: خرج المروزي عن الزهري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر أيام التشريق كلها" وهو مرسل،
الأثر الثاني: خرجه مالك عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أن عمر بن الخطاب خرج الغد من يوم النحر بمنى حين ارتفع النهار شيئاً، فكبرَّ، وكبرَّ الناس بتكبيره، ثم خرج الثانية في يومه ذلك بعد ارتفاع النهار، فكبرَّ وكبرَّ الناس بتكبيره حتى بلغ تكبيرهم البيت، ثم خرج الثالثة من يومه ذلك حين زاغت الشمس فكبرَّ، وكبرَّ الناس بتكبيره"،
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الْأَيَّامَ وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ وَعَلَى فِرَاشِهِ وَفِي فُسْطَاطِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الْأَيَّامَ جَمِيعًا ".
الأثر الثالث : قال البخاري في الصحيح:" بَاب التَّكْبِيرِ أَيَّامَ مِنًى وَإِذَا غَدَا إِلَى عَرَفَةَ, وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الْأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا ".
وقد وصله ابن المنذر في الأوسط قال: حدثنا سهل بن عمار ثنا محمد بن عبيد الله ثنا طلحة عن عبيد بن عمير قال:« كان عمر يكبر في قبته بمنى فيكبر أهل المسجد، فيكبر بتكبيرهم أهل منى، ويكبر بتكبيرهم أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا»، والرجة هي المبالغة في اجتماع الأصوات معا كما في حديث الرجة ب: آمين"، هذا بدلالة المفهوم ، وقد ورد بدلالة المنطوق وهي أقوى الدلالات :
الأثر الرابع : قال البيهقي في السنن (3/312): اخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن اسحق قال قال أبو عبيد فحدثني يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عمر رضي الله عنه كان يكبر في قبته بمنى فيسمعه اهل المسجد فيكبرون فيسمعه أهل السوق فيكبرون حتى ترتج منى تكبيرا واحدا". وهي رواية صحيحة صريحة في الموافقة في التكبير الجماعي حتى يصير تكبيرا واحدا ،

ومن الباب الثالث: التكبير المقيد بأدبار الصلوات:
المطلب الأول: ذكر الأدلة والإجماع على مشروعية التكبير المقيد: ......