المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تريد معرفة ما المقصود بالتوبة ومتى تكون شركا؟ وما هي حقيقة التوبة والخذلان والتوفيق؟ وما هي شروطها الستة؟ وما الفرق بينها وبين الاستغفار؟وما أثرها



أهــل الحـديث
08-10-2013, 09:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


1) التوبة:

فالتوبة عبادة من العبادات القلبية وتعنى الرجوع إلى الله ، والندم على فعل الذنوب بعد الإقلاع عنها ، ومن ثم لا تكون التوبة إلا لله وهي كالصلاة والصيام والحج فمن تاب لغير الله فقد أشرك شركا أكبر مخرج من الملة ، كمن يتوب لشيخ الطريقة الصوفية وخلافه ، فالتوبة لا تكون إلا لله فهو التواب وحده الذي يقبل التوبة من عباده.

ولأهمية التوبة سوف نتناولها بشيء من التفصيل فيما يلي:

أولا : ما المقصود بالتوبة ؟

المقصود بالتوبة: الرجوع فإذا اقترف الإنسان الكفر أو الشرك أو النفاق أو العصيان رجع عنه وعاد إلى طريق الله المستقيم وعاد إلى طريق الإسلام .

وباب التوبة هو الملجأ الذي لا مفر منه لمن أراد النجاة: من الكافرين والمشركين والمنافقين والظالمين والفاسقين وأصحاب الكبائر المسرفين .

وكذلك هو ملجأ المقتصدين والمقربين السابقين بالخيرات : قال تعالى (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)النور31.

وقال تعالى (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)الحجرات11.

فقسم الله تعالى العباد إلى ظالم وتائب فإن لم يتب فهو الظالم لنفسه .

وعنه (إنه لَيُغانُ على قلبي . وإني لأستغفرُ اللهَ ، في اليومِ ، مائةَ مرةٍ)صحيح مسلم.

والغين : شيء يعترى القلب مما يقع من حديث النفس أو هفوات الطباع البشرية التي لا يسلم منها أحد .

فلا يخلو واحد من البشر من الخطأ والذنب ، وخير هؤلاء هو من يسارع إلى التوبة ، فعن أنس أن النبي صصص قال ( كلُّ ابن آدم خطَّاء وخير الخطائين التوابون) الترمذي وحسَّنه الألباني .

وأوجب الله سبحانه وتعالى التوبةَ على عباده فقال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ )التحريم8.

وأخبر الله تعالى أنه يقبل التوبة من عباده ، وأنه يعفو عنهم ، بل يبدل سيئاتهم حسنات ، قال الله تعالى ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) الشورى25 ، وقال : ( إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الفرقان70 .

ثانيا : حقيقة التوبة والخذلان والتوفيق:

الخذلان: يكون بأن يزيغ قلب العبد فيقع في المعصية ويكله الله إلى نفسه .

والتوفيق : يكون بألا يكلك الله إلى نفسك ويلهمك ويوفقك إلى التوبة.


ثالثا : ما هي شروط التوبة ؟

شروط التوبة هي :

1- الإخلاص في التوبة:

فيجب أن يكون العبد خالصا في توبته يبتغي بذلك وجه الله فلا يبتغي بها وجه أحدا.

2- الإقلاع عن ذنبه:

وذلك لأنه تستحيل التوبة مع مباشرة الذنب.

3- ****الندم على ذنبه:

فلابد في التوبة من الندم لأن من لم يندم فهذا دليل على رضا العبد بالذنب وإصرارة عليه.

4- العزم على عدم رجوعه إلى الذنب.

5- ****التوبة في الوقت الذي تقبل فيه التوبة :

فلا يقبل الله التوبة عند الغرغرة قبل قبض الروح ، ولا بعد طلوع الشمس من مغربها .

6- ****إرجاع الحقوق إلى أهلها إن كانت معصيته تتعلق بحقوق الآدميين أو طلب البراءة منهم .

[* ولا تنسى أموراً أخرى مهمة في التوبة النصوح ومنها :

1- أن يكون ترك الذنب لله لا لشيء آخر : كعدم القدرة عليه أو على معاودته ، أو خوف كلام الناس مثلاً .

× فلا يسمى تائباً من ترك الذنوب لأنها تؤثر على جاهه وسمعته بين الناس ، أو ربما طرد من وظيفته .

× ولا يسمى تائباً من ترك الذنوب لحفظ صحته وقوته ، كمن ترك الزنا أو الفاحشة خشية الأمراض الفتاكة المعدية ، أو أنها تضعف جسمه وذاكرته .

× ولا يسمى تائباً من ترك أخذ الرشوة لأنه خشي أن يكون معطيها من هيئة مكافحة الرشوة مثلاً .

× ولا يسمى تائباً من ترك شرب الخمر وتعاطي المخدرات لإفلاسه .

× وكذلك لا يسمى تائباً من عجز عن فعل معصية لأمر خارج عن إرادته ، كالكاذب إذا أصيب بشلل أفقده النطق ، أو الزاني إذا فقد القدرة على الجماع ، أو السارق إذا أصيب بحادث أفقده أطرافه ، بل لابد لمثل هذا من الندم والإقلاع عن تمني المعصية أو التأسف على فواتها ولمثل هذا يقول الرسول صصص ( الندم توبة ) ابن ماجه وصححه الألباني .

2- أن تستشعر قبح الذنب وضرره :

وهذا يعني أن التوبة الصحيحة لا يمكن معها الشعور باللذة والسرور حين يتذكر الذنوب الماضية ، أو أن يتمنى العودة لذلك في المستقبل .

وقد ساق ابن القيم رحمه الله في كتابه الداء والدواء والفوائد أضراراً كثيرة للذنوب منها :

حرمان العلم - والوحشة في القلب - وتعسير الأمور - ووهن البدن - وحرمان الطاعة - ومحق البركة - وقلة التوفيق - وضيق الصدر - وتولد السيئات - واعتياد الذنوب - وهوان المذنب على الله - وهوانه على الناس - ولعنة البهائم له - ولباس الذل - والطبع على القلب والدخول تحت اللعنة - ومنع إجابة الدعاء - والفساد في البر والبحر- وانعدام الغيرة - وذهاب الحياء - وزوال النعم - ونزول النقم - والرعب في قلب العاصي - والوقوع في أسر الشيطان - وسوء الخاتمة - وعذاب الآخرة .

وهذه المعرفة لأضرار الذنوب تجعلك تبتعد عن الذنوب بالكلية ، فإن بعض الناس قد يعدل عن معصية إلى معصية أخرى لأسباب منها :

× أن يعتقد أن وزنها أخف .

× لأن النفس تميل إليها أكثر ، والشهوة فيها أقوى .

× لأن ظروف هذه المعصية متيسرة أكثر من غيرها ، بخلاف المعصية التي تحتاج إلى إعداد وتجهيز وأسبابها حاضرة متوافرة .

× لأن قرناءه وخلطاؤه وأصدقائه مقيمون على هذه المعصية ويصعب عليه أن يفارقهم .

× لأن الشخص قد تجعل له المعصية المعينة جاهاً ومكانة بين أصحابه فيعز عليه أن يفقد هذه المكانة فيستمر في المعصية .

3- أن تبادر إلى التوبة : ولذلك فإن تأخير التوبة هو في حد ذاته ذنب يحتاج إلى توبة .

4- استدرك ما فاتك من حق الله إن كان ممكناً : كإخراج الزكاة التي منعتها في الماضي ولما فيها من حق الفقير كذلك .

5- أن تفارق موضع المعصية: إذا كان وجودك فيها قد يوقعك في المعصية مرة أخرى .

6- أن تفارق من أعانك على المعصية :

والله يقول ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) الزخرف67 .

وقرناء السوء سيلعن بعضهم بعضاً يوم القيامة ، ولذلك عليك أيها التائب بمفارقتهم ونبذهم ومقاطعتهم والتحذير منهم إن عجزت عن دعوتهم ولا يستدرجك الشيطان فيزين لك العودة إليهم من باب دعوتهم وأنت تعلم أنك ضعيف لا تقاوم ، وهناك حالات كثيرة رجع فيها أشخاص إلى المعصية بإعادة العلاقات مع قرناء الماضي .

7- إتلاف المحرمات الموجودة عندك: مثل المسكرات وآلات اللهو كالعود والمزمار ، أو الصور والأفلام المحرمة والقصص الماجنة والتماثيل ، وهكذا فينبغي تكسيرها وإتلافها أو إحراقها ، فإن إبقاء هذه المحرمات عند التائبين سبباً في نكوصهم ورجوعهم عن التوبة وضلالهم بعد الهدى وعودتهم إلى المعصية مرة آخرى.

8- أن تختار من الرفقاء الصالحين من يعينك على نفسك: بحيث يكون بديلاً عن رفقاء السوء وأن تحرص على حِلق الذكر ومجالس العلم وتملأ وقتك بما يفيد حتى لا يجد الشيطان لديك فراغاً ليذكرك بالماضي .

9- أن تعمد إلى البدن الذي ربيت بالسحت فتصرف طاقته في طاعة الله وتتحرى الحلال حتى ينبت لك لحم طيب .


10- الاستكثار من الحسنات فإن الحسنات يذهبن السيئات.


رابعا : ما الفرق بين التوبة والإستغفار؟

تأمل قوله تعالى ( وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ) هود 3 .

فتجد أن التوبة هي أمر زائد على الاستغفار .

وسئل الشيخ بن باز عن الفرق بين التوبة والإستغفار فأجاب:

التوبة الندم على الماضي والإقلاع منه والعزيمة أن لا يعود فيه ، هذه يقال له التوبة ، أما الاستغفار فقد يكون توبة وقد يكون مجرد كلام ، يقول: اللهم اغفر لي ، أستغفر الله ، لا يكون توبة إلا إذا كان معه ندم وإقلاع يعني من المعصية وعزم أن لا يعود فيها ، فهذا يسمى توبة ويسمى استغفار، فالاستغفار النافع المثمر هو الذي يكون معه الندم والإقلاع من المعصية والعزم الصادق أن لا يعود فيه ، هذا يسمى استغفار ويسمى توبة ، وهو المراد في قوله جل وعلا:( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) آل عمران135-136.

فالمقصود أنه نادم غير مصر، يعني يتكلم يقول: اللهم اغفر لي أستغفر الله وهو مع هذا نادم على السيئة يعلم الله من قلبه ذلك ، غير مصر عليها بل عازم على تركها ، فهذا إذا قال أستغفر، أو اللهم اغفر لي ، وقصده التوبة والندم والإقلاع والحذر من العودة إليها فهذا توبته صحيحة.

وقال الامام ابن القيم في كتابه القيم مدارج السالكين :

(وأما الاستغفار فهو نوعان:

1- مفرد :

2- ومقرون بالتوبة :

فالمفرد: كقول نوح عليه السلام لقومه (استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا)نوح: 10. وكقول صالح لقومه (لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون)النمل: 46. وكقوله تعالى (واستغفروا الله إن الله غفور رحيم)البقرة: 199. وقوله:(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)الأنفال: 33.

والمقرون: كقوله تعالى (استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله)هود: 3. وقول هود لقومه (استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا)هود: 52.وقول صالح لقومه (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب)هود: 61. وقول شعيب (واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود)هود: 90.

فالاستغفار المفرد كالتوبة ، بل هو التوبة بعينها: مع تضمنه طلب المغفرة من الله ، وهو محو الذنب ، وإزالة أثره ، ووقاية شره ، لا كما ظنه بعض الناس أنها الستر، فإن الله يستر على من يغفر له ومن لا يغفر له ، ولكن الستر لازم مسماها أو جزؤه ، فدلالتها عليه إما بالتضمن وإما باللزوم.

وحقيقتها وقاية شر الذنب ، ومنه المغفر، لما يقي الرأس من الأذى ، والستر لازملهذا المعنى ، وإلا فالعمامة لا تسمى مغفرا ، ولا القبع ونحوه مع ستره ، فلا بد في لفظ المغفر من الوقاية ، وهذا الاستغفار هو الذي يمنع العذاب في قوله(وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)الأنفال: 33.

فإن الله لا يعذب مستغفرا، وأما من أصر على الذنب ، وطلب من الله مغفرته ، فهذا ليس باستغفار مطلق ، ولهذا لا يمنع العذاب ،فالاستغفار يتضمن التوبة ، والتوبة تتضمن الاستغفار، وكل منهما يدخل في مسمى الآخر عند الإطلاق.

وأما عند اقتران إحدى اللفظتين بالأخرى: فالاستغفار: طلب وقاية شر ما مضى ، والتوبة: الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله.

فهاهنا ذنبان: ذنب قد مضى ، فالاستغفار منه: طلب وقاية شره ، وذنب يخاف وقوعه ، فالتوبة: العزم على أن لا يفعله ، والرجوع إلى الله يتناول النوعين رجوع إليه ليقيه شر ما مضى ، ورجوع إليه ليقيه شر ما يستقبل من شر نفسه وسيئات أعماله.

وأيضا فإن المذنب بمنزلة من ركب طريقا تؤديه إلى هلاكه ، ولا توصله إلى المقصود ، فهو مأمور أن يوليها ظهره ، ويرجع إلى الطريق التي فيها نجاته ، والتي توصله إلى مقصوده ، وفيها فلاحه.

فهاهنا أمران لا بد منهما: مفارقة شيء ، والرجوع إلى غيره ، فخصت التوبة بالرجوع ، والاستغفار بالمفارقة ، وعند إفراد أحدهما يتناول الأمرين ، ولهذا جاء - والله أعلم - الأمر بهما مرتبا بقوله: (استغفروا ربكم ثم توبوا إليه)هود: 3.

فإنه الرجوع إلى طريق الحق بعد مفارقة الباطل.

وأيضا فالاستغفار من باب إزالة الضرر، والتوبة طلب جلب المنفعة ، فالمغفرة أن يقيه شر الذنب ، والتوبة أن يحصل له بعد هذه الوقاية ما يحبه ، وكل منهما يستلزم الآخر عند إفراده ، والله أعلم).

خامسا :أسباب دفع العذاب عن العبد في الآخرة:

الذنوب هي سبب العذاب في الآخرة لكن العقوبة لا تدفع إلا بأسباب منها ما يلي:

1- التوبة :

فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له ، والتوبة مقبولة من جميع الذنوب الكفر والفسوق والعصيان ، قال تعالى (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ)الأنفال38.

وقال تعالى(فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)التوبة5.

وقال تعالى (إنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ)البروج10.

2- الإستغفار:

هو طلب المغفرة وهو من جنس الدعاء والسؤال وهو في الغالب مقرون بالتوبة ولكنه لا يشترط ذلك فقد يستغفر العبد من ذنب فعله ولم يتوب منه فيمكن أن يستغفر ويطلب أن يمحو الله هذه الخطيئة وهم لم يندم عليها ولم يقلع عن مثلها فالإستغفار بدون توبة لا يستلزم المغفرة ولكن هو سبب من الأسباب.

3- الأعمال الصالحة:

قال تعالى (إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)هود141.

فعن سلمان الفارسي أن رسول اللهصصصقال (لا يغتسِلُ رجلٌ يومَ الجمُعةِ ، ويتطَهَّرُ ما استطاع من طُهرٍ، ويدَّهِنُ من دُهنِه ، أو يَمَسُّ من طِيبِ بيتِه ، ثم يَخرُجُ فلا يُفَرِّقُ بين اثنين ، ثم يصلِّي ما كُتِبَ له ، ثم يُنصِتُ إذا تكلَّمَ الإمامُ ، إلا غُفِرَ له ما بينه وبين الجمُعة الأخرَى )صحيح البخاري.

وعن أبي هريرة أن رسول اللهصصصقال (الصَّلواتُ الخمسُ والجمُعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ ما بينَهنَّ إذا اجتنَبَ الْكبائرَ)صحيح مسلم.

وفي الحديث دلالة على أن الكبائر لا بد فيها من التوبة فلا تكفرها الأعمال الصالحة .

4- دعاء المؤمنين للمرء بعد موته:

فعن عبد الله بن عباس أن رسول الله صصصقال (ما من رجلٍ مسلمٍ يموتُ في قوم على جنازتِه أربعون رجلًا ، لا يشركون بالله شيئًا إلا شفَّعهم اللهُ فيه)صحيح مسلم.
5- الإبتلاء والمصائب:
فعن أبي سعيد الخدري أن رسول اللهصصصقال(مايصيبُ المؤمنَ من وصبٍ ، ولا نصبٍ ، ولا سقمٍ ، ولا حَزنٍ ، حتَّى الهمَّ يُهمُّه ، إلَّا كفَّر به من سيِّئاتِه)صحيح مسلم.

وصب :تعب وضعف وفتور البدن.

نصب:التعب والإعياء.

سقم:المرض.

وعن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صصصقال(ما يصيبُ المؤمنَ من شوكةٍ فما فوقها ، إلَّا رفعه اللهُ بها درجةً ، أو حطَّ عنه خطيئةً)صحيح مسلم.

6- ما يُعمل للميت من أعمال البر بعد موته:

وذلك كالصدقة والصيام و والعتق والحج والعمرة.

فعن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صصصقال (من مات وعليه صيامٌ, صام عنه وليُّه)متفق عليه.

7- شفاعة النبي وغيره في أهل الذنوب:

عن جابر بن عبدالله أن رسول اللهصصصقال (شفاعتي لأهلِ الكبائرِ من أمَّتي)الترمذي وصححه الألباني.

8- ما يحصل في القبر من الضغطة والروعة والعذاب :

9- أهوال وشدائد وكربات يوم القيامة:

10- رحمة الله وعفوه ومغفرته بلا سبب من العباد:

سادسا: هل يرجع التائب من الذنب إلى ما كان عليه من الدرجة؟

هذا يختلف بحسب حال التائب بعد توبته وجده وعزمه وتشميره فمنهم من يكون أعلى درجة من الدرجة التي كانت قبل الذنب ومنهم من يكون في نفس الدرجة ومنهم من يكون في درجة أقل .

سابعا :أثر التوبة:

تتمثل أثر التوبة فيما يلي:

1- محو الذنوب.

2- عدم المؤاخذة على الذنوب:

فلا يؤاخذ الله العبد إذا أذنب ثم تاب ، قال تعالى (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)الأنفال 33.

3- إزالة أثر الذنب من القلب :

عن أبي هريرة أن رسول اللهصصصقال (إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفرصقلقلبه فإن زاد زادت فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)بن ماجة وحسنه الألباني.

صقل قلبه : أي أجلي قلبه أي أزيل ما به من النكت السوداء وصار كالمغسول النقي المجلي ، وإذا زادت الذنوب ذادت النكت السوداء حتى علت على القلوب و أصبحت ران وصدأ عليها.

4- إسقاط الحدود:

لا خلاف بين الفقهاء في أنّ حدّ قطّاع الطّريق والرّدّة يسقطان بالتّوبة إذا تحقّقت توبة القاطع قبل القدرة عليه ، وكذلك حدّ ترك الصّلاة عند من اعتبره حدّا ، وذلك لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إلاّ الّذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم، فاعلموا أنّ اللّه غفور رحيم‏}‏‏.‏

واختلف الفقهاء في غير ذلك من الحدود .

5- تبديل السيئات إلى حسنات بشرط الإيمان الجازم والإستقامة على العمل الصالح:

قال تعالى (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا* وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا)الفرقان70-71.



من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الإسلامية



لتحميل الكتاب أدخل على الرابط التالي - في الملتقى - المرفقات أسفل الموضوع



http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807)