المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النظر إلى النساء (( أهمية غض البصر))



عميد اتحادي
07-10-2013, 12:50 PM
أهمية غض البصر:


قـــال الله تبارك وتعالـــى:{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}.


و"مِن" هنا على رأي كثير من المفسرين للتبعيض،لأن للمسلم أن يرسل طرفه وناظره إلى ما أحل الله، ولأن أول نظرة للمحرم لا يملكها الإنسان، وإنما يغض فيما بعد ذلك، فقد وقع التبعيض بخلاف الفروج، فلم يقل: يحفظوا من فروجهم، وقال تعالي:{وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ}، إذ حفظ الفرج عام.
ثم تأمل كيف بدأ بالأمر بحفظ البصر ثم أتبعه بحفظ الفرج، وذلك لأنَّ البصر الباب الأكبر إلى القلب وطريق الفساد واتباع خطوات الشيطان الداعية للفحشاء.

{ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ}أي: أطهر لقلوبهم وأنقى لدينهم وأشرح لصدورهم، كما قيل: "مَنْ حفظ بصره، أورثه الله نورًا في بصيرته".

وقد جعل النبي عليه الصلاة السلام النظرات الجائعة الشرهة من أحد الجنسين إلى الآخر زنى للعين ففي الصحيح، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُتِبَ على ابن آدم حَظّه من الزنى، أدرَكَ ذلك لا محالة، فَزنى العينين النظر، وزنى اللسان النطقُ، وزنى الأذنين الاستماع، وزنى اليدين البطش، وزنى الرجلين الخطى، والنفس تمَنّى وتشتهي، والفرج يُصَدِّق ذلك أو يُكذبه" (مسلم 2657).



واقع البلدان الكافرة:

مع انتشار الفساد والعري في البلاد الكافــــرة والسقوط الأخلاقي الذي يضرب بأطنابه في كل نواحي الحياة فإن الرجل سيلقى مشاهد مزعجة وصورًا عارية أينمـــا ذهـــب، في السوق، وفي المطعم، وفي الحديقة، والحافلة، والقطار، وكل مكان يذهب إليه، فيحتار كثير من الناس فيما عليه أن يفعله تجاه ذلك.





وهذه بعض القواعد والضوابط التي تحكم بصر المسلم في الخارج.

قواعد في النظر للنساء:



1- إذا نظرت نظــــر الفجـــأة فاصرف بصرك:

في صحيح مسلم عن جرير بن عبدالله البجلي قال: "سألت رسول الله عن نظرة الفجأة، فأمرني أن أصرف بصري" (مسلم 2159).

قال النووي في شرح مسلم: "ومعنى نظر الفجأة أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد فلا إثم عليه في أول ذلك، ويجب عليه أن يصرف بصره في الحال" (14/139).

وقال عليه الصلاة والسلام: "يا علي! لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى و ليست لك الآخرة"(أحمد 22991 وأبوداود 2149 وهو حديث حسن).

وهي قاعدة ذهبية في غض البصر وحفظه عن الحرام، لا سيما في تلك البلاد.

قال ابن الجوزي‏:‏ "وهذا لأن الأُولى لم يحضرها القلب‏،‏ ولا يتأمل بها المحاسن،‏ ولا يقع الالتذاذ بها‏،‏ فمتى استدامها مقدار حضور الذهن كانت كالثانية في الإثم" (التبصرة 1/158).‏

قـال ابــن القيـم: "ونظرة الفجأة هي النظرة الأولى التي تقع بغير قصد من الناظر، فما لم يتعمده القلب لا يعاقب عليه، فإذا نظر الثانية تعمّدًا: أثم، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم عند نظرة الفجأة أن يصرف بصره، ولا يستديم النظر؛ فإن استدامته كتكريره" (روضة المحبين 1/96).


2- تجنب مواطن الخلاعة والمجون والعري في الشواطئ والتجمعات بل وحتى الطرق والممرات إلا بقدر الحاجة:

في الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها, قالوا: وما حق الطريق؟ قال: غض البصر وكف الأذى ورد السلام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر" (البخاري 2333، مسلم 2121).

فقد نهاهم الرسـول صلى الله عليه وسلم عن الجلوس في الطرقات لأنها مظنة التعــــرض للنظر المحرم.

فينبغي الابتعاد عن كل مظنة لظهور العري والفتنة فلذلك قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن كان لابد، فأعطوا الطريق حقه"، وذكر من حق الطريق غض البصر. ولاشك أن أماكن العري والتفسخ تدخل في النهي عن الجلوس والبقاء من باب أولى.


3- الحاجة تقدر بقدرها:

فإذا احتاج المسلم النظر إلى المرأة في معاملة وغير ذلك فإنه ينظر بقدر الحاجة ولا يكرر أو يتمعن.

ولا نقول له: احبس نفسك في غرفتك ولا تخرج، بل انطلق إلى مهامك، واشتر حاجياتك، ونزه نفسك وأولادك ولكن بقدر الحاجة، وباختيار الأوقات والأماكن الأبعد عن الفتنة قدر المستطاع.

قال الإمام النووي: "أصل الحاجة كاف في النظر إلى الوجه واليدين، وفي النظر إلى سائر الأعضاء يعتبر تأكد الحاجة" (روضة الطالبين 5/376).


4- تذكــــر أن الله مطلع على ســـرك ونجواك:

{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}. وليس من قبيل الصدفة أن تختم آية غض البصر بـ}إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ{ فراقب الله في نظراتك والتفاتاتك وغض بصرك عما حرم الله لتجد الأنس والانشراح والنور.


5- فاتقوا الله ماستطعتم:

يقول الله تبارك وتعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}. واختلاف الأحوال والظروف وتباين قدرات الناس على القيام بأمر الله يتفاوت تفاوتًا كبيرًا، لا يجد المفتي له حكمًا تفصيليًّا يغطّيها.

وتأتي هذه الآية لتمثل المنطلق الرحب والقاعدة الحاكمة في حياتنا وتفيدنا من جانبين:

تُشعِرُ المسلم الذي وقع في ظروف حرجة ضاغطة بالطمأنينة والسلامة من الإثم ما دام اتقى الله ما استطاع.

تستنهض المسلم وتستحثه لمقاومة الظرف الطارئ وبذل الوسع في الاقتراب من الحكم الشرعي أكثر فأكثر، وهو إذ يفعل كل ذلك يشعر برقيب ذاتي منبعه خشية الله سبحانه وتعالى.