المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «تُحفة الأَنام» في حديث «إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّام».



أهــل الحـديث
06-10-2013, 10:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


«تُحفة الأَنام» في حديث «إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّام».




روى أبو داود الطيالسي في «مسنده» (ص145) قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ، لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ».

ورواه الترمذي في «الجامع» (4/485) قال: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ– هو الطيالسي- قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، به.

قال الترمذي: "وهذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ".

ورواه علي بن الجعد في «مسنده» (ص166) عن شُعْبَة، به.

ورواه ابنُ أبي شيبة في «مصنفه» (6/409) عن يَزِيد بن هَارُونَ، عَنْ شُعْبَةَ، به.

ورواه أحمد في «مسنده» (3/436) برقم (15634)، و(5/34) برقم (20377) عن يزيد بن هارون، وفي (3/436) برقم (15635)، و(5/34) برقم (20383) عن يحيى بن سعيد، كلاهما عن شعبة، به.

ورواه البزار في «مسنده» (8/243) برقم (3303) عن عمرو بن عليّ، عن يحيى بن سعيد، عن شعبة، به.

ثمّ قال البزار: "وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم رواه عن النبيّ إلا قرة بن إياس!".

ورواه ابن ماجة في «سننه»(1/4) عن مُحَمَّد بن بَشَّارٍ، عن مُحَمَّد بن جَعْفَرٍ، عن شُعْبَة، به.

ورواه سعيد بن منصور في «سننه»(2/178) عن عَبْدالرَّحْمَنِ بن زِيَادٍ، عن شُعْبَة، به.

ورواهُ يعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» (2/170) عن سليمان بن عبدالرحمن الدمشقيّ، عن عيسى بن يونس، قال: حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه - وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.

ثمّ رواه عن الرَّبيع بن يحيى قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت معاوية بن قرة يُحدِّث عن أبيه - وقد رأى النبي ومسح النبي برأسه – فقال: إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم.

ورواه الطبراني في «المعجم الكبير» (19/27) من طريق أَسَد بن مُوسَى وعَاصِم بن عَلِيٍّ وعَلِيّ بن الْجَعْدِ، ثلاثتهم عن شُعْبَة، به.

ورواه ابن حبان في «صحيحه» (16/292) برقم (7302) عن أبي يعلى، عن المقدمي، عن يحيى، عن شعبة، به.

ثم قال: "ذكر الإخبار على أن الفساد إذا عمَّ في الشام يَعُم ذلك في سائر المدن"، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن شعبة، به.

وعقد ابن عساكر باباً في «تاريخه» (1/305): "باب نفي الخير عن أهل الإسلام عند وجود فساد أهل الشام".

ثم ساق الحديث من طرق عن شعبة، ثم قال: "وهذا حديث انفرد به شعبة بن الحجاج عن أبي إياس معاوية بن قرة. وقد رواه أبو عتبة إسماعيل بن عياش العنسي الحمصي - وهو من أقران شعبة - عن رجل عن شعبة".

· مَن صحح الحديث من أهل العلم.

والحديث صححه الترمذي وابن حبان وكثير من المعاصرين كالشيخ الألباني وغيره.

فقد أورد الشيخ الألباني في «سلسلته الصحيحة» برقم (403) وقال: "وهو على شرط الشيخين، وقد أخرج الخطيب (8/417 - 418، 10/282) الشطر الأول منه من هذا الوجه، ورواه أبو نعيم في "الحلية" (7/230). والشطر الثاني أخرجه ابن ماجه (2/6-7) ، وله شواهد كثيرة فراجع بعضها فيما تقدم برقم (270، 1108)" انتهى كلامه.

وقال الشيخ شعيب ورفاقه في تعليقهم على «مسند أحمد» (ط الرسالة: 24/362) حاشية (3): "إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد أخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن".

قلت: أما لفظ «لا تزال طائفة...» فهو مشهور ومعروف وقد صحّ من عدة طرق. وأما لفظ «إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم» فهذا لم يأت إلا في هذا الحديث!!

ومن صحح الحديث فقد اعتمد على إثبات صحبة قرّة والد معاوية. فإن ثبتت صحبته فالحديث صحيح لا شك فيه! ولكن هل ثبتت صحبته؟

· هل لقرّة بن إياس صحبة؟!

أثبت صحبته البخاري وأبو حاتم الرازي وابنه وغيرهم.

قال البخاري في «التاريخ الكبير» (7/180): "قرة بن إياس بن رئاب المزني، له صحبة. روى عنه ابنه معاوية بن قرة البصري".

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/129): "قرة بن إياس، ويقال: قرة بن الأغر بن رئاب المزني، له صحبة. روى عنه ابنه معاوية بن قرة. سمعت أبي يقول ذلك".

وقال ابن حبان في «الثقات» (3/346): "قُرَّة بن إِيَاس بن رِئَاب الْمُزنِيّ وَالِد مُعَاوِيَة بن قُرَّة، وَقد قيل: قُرَّة بْن الْأَغَر الْمُزنِيّ، لَهُ صُحْبَة، سكن الْبَصْرَة. مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ، وَهُوَ قُرَّة بن إِيَاس بْن هِلَال بن رِئَاب بن عبيد بن سَواد بن سَارِيَة بن ذبيان بن ثَعْلَبَة بن سليم بن أَوْس بن مُزينة".

وقال الحاكم في «المستدرك» (3/676): "ذكر قرة بن إياس أبو معاوية المزني رضي الله عنه"، ثم ساق نسبه عن خليفة بن خياط قال: "قرة بن إياس بن هلال بن رئاب بن عبيدالله بن ذؤيب بن أوس بن سوارة بن عمرو بن سارية بن ثعلبة بن دينار بن سليمان بن أوس بن عثمان بن عمرو، هو أبو معاوية بن قرة، وله دار بالبصرة بحضرة العوفة، قتلته الأزارقة مع ابن عبيس سنة أربع وستين".

وقد نفى صحبته شعبة بن الحجاج.

قال العلائي في «جامع التحصيل» (ص256): "قرة بن إياس والد معاوية بن قرة، أنكر شعبة أن يكون له صحبة، والجمهور أثبتوا له الصحبة والرواية، وهو الأظهر، والله أعلم".

قلت: إنما أنكر شعبة صحبته لأنه سأل ابنه معاوية عن ذلك فقال: لا صحبة له.

قال يحيى بن معين (كما في تاريخه - رواية الدوري: 3/58): حَدثنَا حجّاج بن محمّد قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة عَن أَبى إِيَاس قَالَ: "جَاءَ أَبى إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ غُلَام صَغِير فَمسح رَأسه واستغفر لَهُ". قَالَ شُعْبَة: فَقلت، لَهُ صُحْبَة؟ قَالَ: "لا، وَلَكِنَّهُ كَانَ عَلَى عَهْدِهِ قَدْ حَلَبَ وَصَرَّ".

ورواه ابن أبي حاتم في «المراسيل» (ص167) عن العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين، به.

ورواه أبو نُعيم في «معرفة الصحابة» (4/2350) من طريق عَبْدِاللهِ بن أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حدثنا حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، قال: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: "جَاءَ أَبِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غُلَامٌ صَغِيرٌ، فَمَسَحَ رَأْسَهُ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ"، قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْنَا لَهُ: أَصَحِبَهُ؟ فَقَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ كَانَ عَلَى عَهْدِهِ قَدْ حَلَبَ وَصَرَّ"- أي: صَرَّ وَحَلَبَ لأَهْلِهِ.

وروى البغوي في «معجم الصحابة» (5/86) من طريق أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا أبو داود، قال: أخبرنا شعبة، عن معاوية بن قرة قال: "كان أبي يحدّثنا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أدري أكان سمعه منه أو يُحدّث عنه".

قلت: ما جاء في رواية حجاج عن شعبة أصرح في أنه نفى صحبة أبيه، ولو كان صحب النبيّ صلى الله عليه وسلم لذكره وصاح به، وقد صرّح أيضاً بأنه أدركه ورآه ومسح رأسه وهو صغير.

وقد روى عبدالله بن أحمد في «العلل» (2/561) قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبدالصمد، قال: حدثنا سوادة - يعني ابن حيان - عن معاوية بن قرة قال: "أدركت من أهل بيتي ثلاثة كلهم قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم".

قلت: ولو كان أبوه منهم لسمّاه؛ لأن هذا شرف عظيم له.

فشعبة الذي تفرد بهذا الحديث عن معاوية عن أبيه قد أنكر صحبته، فقوله هو المعتمد، فيكون الحديث مرسلاً. ويؤيده أن الحديث عن الطائفة مشهور ومعروف، ولكن لفظ «إذا فسد أهل الشام..» لا يوجد من يتابعه عليه، وهو مرسل. وعادة ما تكون الزيادات على الأحاديث الصحيحة من المراسيل.

وهذه الزيادة لا يُحكم لها بالصحة على ما ثبت في حديث ثوبان ومعاوية وجابر وعقبة وغيرهم، فكلّهم روى الحديث دون هذه الزيادة، وهم الذين صحبوه صلى الله عليه وسلم، فلا نثبت هذه الزيادة لأن الذي رواها ليس بصحابي – وإن كان له رؤية، فحديث قرّة هذا حديث ضعيف.



وكتب: خالد الحايك
http://www.addyaiya.com/uin/arb/View...?ProductId=400 (http://www.addyaiya.com/uin/arb/Viewdataitems.aspx?ProductId=400)