المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تريد أن تعلم متى تكون محبة غير الله شركا ؟ومتى يكون الخوف والرجاء والإنابة والتوكل والدعاء شركا؟؟؟



أهــل الحـديث
06-10-2013, 07:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


المطلب التاسع :مظاهر الشرك في توحيد الإلوهية ( العبادات):

القاعدة في العبادات جميعها سواء كانت قلبية أو بدنية أو مالية أوقولية :

أنها يجب أن تصرف لله وحده ولا تصرف لغيره ولا يشاركه أحداً من خلقه في أي منها سواء كان ملكاً مقربا أو نبيا مرسلاً، فمن أشرك في أي نوع من أنواع العبادة فإن هذه العبادة تكون مردودة وغير مقبولة ، فعن أبي هريرة أن رسول الله صصصقال(قال اللهُ تباركَ وتعالَى : أنا أغنَى الشركاءِ عن الشركِ . مَن عمِل عملًا أشرك فيه معِي غيرِي ، تركتُه وشركُه) صحيح مسلم.

للشرك في توحيد الألوهية مظاهر كثيرة سوف نذكرها في النقاط التالية ، وسوف نبين أولاً العبادة ثم نبين مظهر الشرك فيها وهي على سبيل المثال لا الحصر:

1) الإعتقاد بأنه لا رب إلا الله ولا معبود بحق سواه والإيمان بالكتب والرسل والملائكة واليوم الأخر والقدر خيره وشره :

·هذا الإعتقاد عبادة قلبية من أعمال القلب فمن اعتقد خلاف ذلك فهو كافر مشرك.
·فمن اعتقد أن هناك ربا لهذا الكون غير الله فهو كافر بالربوبية والإلوهية معا ، قال تعالى(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)المائدة 73.

·ومن اعتقد أن هناك إلها يعبد من دون الله فهو كافر بالإلوهية ومن اعتقد أن هناك من يُشرك بالعبادة مع الله فهو مشرك في توحيد الإلوهية ، كأن يعتقد أنه يجوز صرف أنواع من العبادة لغير الله سواء كان وليا أو شيخا ، فمجرد الإعتقاد بذلك شرك في توحيد الإلوهية حتى ولو لم يفعل ذلك.

·ومن لم يعتقد بنبوة الرسل وعلى رأسهم محمدأو لم يؤمن بالقدر أو الملائكة أو لم يؤمن باليوم الأخر والبعث والحساب والجنة والنار فهو كافر كفرا أكبر مخرج من الملة.


2) محبة الله سبحانه وتعالى:

والمحبة بصفة عامة نوعين :

× النوع الأول : محبة الله .

محبة الله سبحانه وتعالى عبادة من أعمال القلب.

ومحبة الله تعني : حب الله تعالى ، وكذا حب من يحب من عباده ، وما يحب من عقائد عباده وأقوالهم وأفعالهم ، وهي المحبة الخاصة التي تقتضي كمال الذل والتعظيم والطاعة لله.

قال تعالى (وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)البقرة165.

فمن أحب غير الله حبا يقتضي التعظيم والخضوع والذل والطاعة فقد أشرك باللهشركا أكبر مخرج من الملة ، لأن هذا الحب لا يكون إلا لله ومن ذلك ما يلي :

1- حب ما يعبد من دون الله كالصنم أو شيخ الطريقة أو الإمام الرافضي.

2- حب الرؤساء والخضوع والذلة لهم وتعظيمهم وطاعتهم في تحريم الحلال وتحليل الحرام وهذا شركا في عبادة الحب وشركا في عبادة الطاعة أيضا.

× النوع الثاني : المحبة الفطرية الطبيعية الجبلية .

وهذه المحبة لا تعد شركاً : وهي المحبة التي لا تقتضي الطاعة والذل والتعظيم والخضوع ، كالمحبة الطبيعية الفطرية كحب الطعام والشراب والوالد والزوجة والولد والصديق وغير ذلك.

3) الخوف والخشية من الله:

الخوف بصفة عامة نوعين:

× الأول :الخوف والخشية من الله:

فالخوف والخشيةمن العبادات القلبية.

قال تعالى (فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)أل عمران175.

وقال تعالى(فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ) المائدة44.

ولكن ما هو الفرق بين الخوف والخشية ؟

الفرق بين الخوف والخشية أن الخشية تكون مع تعظيم المخشي منه ، أما الخوف يكون بدون تعظيم.

فمن خاف من غير الله خوفا يقتضي الذل والخضوع والطاعة له في معصية الله وهو غير مكره على تلك الطاعة فقد أشرك بالله في هذه العبادة شركاً أكبر مخرج من الملة ، كمن خاف من جنيا أو صنما أو طاغوت أو ميت أو غائب معتقداً أنهم قد يصيبوه بما يكره من دون الله.

والخوف الذي يكون شركا أكبر: هو الخوف الذي يتضمن الذل والخضوع والطاعة في معصية الله.

والخوف الذي يكون شركا أصغر :هو الخوف الذي يترتب عليه ترك الواجبات فمن خاف من الناس فترك ما هو واجب عليه فقد أشرك بالله شركا أصغر ، وهو الذي قال الله فيه (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)أل عمران173.

ولذلك تجد القبوريين يحلفون بالله كذبا ولا يحلفون بصاحب القبر أو صاحب المقام إلا إذا كان صادقا لأنه يخاف من صاحب المقام أكثر من خوفه لله ، سبحانه وتعالى عما يشركون.

× النوع الثاني: الخوف الطبيعي الفطري:

كالخوف من عدو أو سبع أو نحو ذلك وهذا لا شيء فيه فالخوف الذي يعد شركا هو الخوف الذي يتضمن الذل والخضوع والطاعة في معصية الله أو الخوف الذي يؤدي إلى ترك واجب من الواجبات ، أما الخوف الطبيعي فلا شيء فيه ، فقد قال الله في حق موسى عندما خرج من المدينة بعدما كاد له المصريون أن يقتلوه (فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ)القصص21.

4) الرجاء والرغبة:

فالرجاء فيما عند الله والرغبة فيما عند الله عبادة من العبادات القلبية التي لا تصرف إلا لله سبحانه وتعالى.

والرجاء: هو الأمل في الخير وترقب حصوله وانتظاره فالمؤمن يرجوا ما عند الله من جزيل الثواب في الدنيا و الأخرة ففي الدنيا يرجوا من الله الستر والعافيه والرزق وغير ذلك وفي الأخرة يرجوا رحمته ورضوانه وجنته ونعيمه..

والرغبة : هي حب الخير وإرادته.

قال تعالى (لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ)الممتحنة6 .

وقالى تعالى(وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) الانبياء90.

والرجاء والرغبة عبادة لاتكون إلا لله لأن الذي يملك الخير وبيده الخير كله هو الله وحده ولذلك كان رجاء الخير ورغبته من غير الله تعالى شركا أكبر مخرج من الملة ، كغلاة الرافضة الذي يرجون من أئمتهم المعصومين الرزق والجنة وغير ذلك.

5) الإنابة :

هي الإقبال على الله والتوبة إليه وهي عبادة قلبية ، قال تعالى (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ)الزمر54.
لذلك كان الإقبال والإنابة إلى غير الله طمعا في السعادة أو النفع والعطاء وغير ذلك كان ذلك شركاً أكبر، فمن أقبل على الحسين رضي الله عنه طمعا في أن يدخل الجنة كان بذلك مشركا لأن الذي يملك الجنة هو الله والذي يكون الإقبال إليه والإنابة إليه هو الله وحده.

6) التوكل:

هو الإستسلام لله وتفويض الأمر له إعتمادا ووثوقا به ، وهو عبادة من العبادات القلبية ، قال تعالى (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا) الأحزاب3 ، وقال تعالى(وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) المائدة23.

لذا فالتوكل على غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله كالتوكل على الطواغيت والأموات والغائبين ونحوهم في تحقيق مطالب النصر والحفظ والرزق والشفاء والشفاعة وغير ذلك شركاً أكبر.

7) الدعاء:

هو عبادة من العبادات القولية ، وهو عبارة عن سؤال العبد ربة فيما يرغب فيه وطلب الحاجات من جلب نفع أو دفع ضر، لذا كان الدعاء موجه لمن يملك ويقدر.

قال تعالى (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)الجن18.

وعن النعمان بن بشير أن رسول الله صصصقال(الدُّعاءُ هو العبادةُ ثمَّ قرأ { وَقال رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ})سنن أبي داود وبن ماجة والتزمذي وصححه الألباني.

فمن دعا غير الله من إنس أو جن فيما لا يقدر عليه إلا الله فقد أشرك بالله شركا أكبر مخرج من الملة.

ومن دعا غائبا أو ميتا وهو بعيد عن قبره وظن أن هذا الغائب أو ذلك الميت يسمع دعاؤه فقد أشرك بالله شركا أكبر، كمن قال يا حسين أشفني أو ارزقني أو بارك لي في أولادي أو يا بدوي نجح لي أولادي وبارك لي في مالي واشفني أو يا جيلاني إفعل لي كذا وكذا.


من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الإسلامية

لتحميل الكتاب أدخل على الرابط التالي - ملتقى أهل الحديث - الكتاب بالمرفقات أسفل الموضوع

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807)