المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جلسة التشهد .. حديث من أعماق القلب



أهــل الحـديث
02-10-2013, 09:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم


بينما كنت في سفر طويل فصفا البال وراق .. وربما كنت أتأمل في السفر من صفاء الذهن ما لا أتأمله إن كنت في شغل الدنيا ومكابدة الحياة .. وكلنا ذلك الشخص .. تأملت في عمل روتيني نقوم به تسع مرات يوميا على الأقل .. ومنا من يفعله تطوعا أكثر من 200 مرة .. ولكن عند التأمل والإمعان فالجميع حالهم واحدة تقريبا .

أنا وأنت وهو وهي وهم وهن .. لما نجلس لجلسة التشهد ماذا نقرأ ؟ وهل نعرف ما الذي نقرأه ؟


نعم أعرف أنك تقول : التحيات لله والصلوات والطيبات الخ .. أنا أيضا مثلك ألوك هذه الكلمات أركض بها عدْوَا .. وربما بدأت الدعاء وفوجئت بأنك انتهيت .. وربما أحيانا جلست وسلمت ولا تدري ما الذي حصل بين الرفع من السجود والتسليم .. المهم أنك سلمت وقضيت ما عليك .


هل تأملت في الدعاء الذي تتلوه كل يوم ما معناه وما دلالاته الجميلة ؟ .. هات يدك نمشي سوية أخبرك بما ربما لم يخطر ببالك من قبل .. معاني جميلة ربما حق لعينك أن تبتل .


التحيات لله .. قف هنا لأنها جملة ابتدائية كاملة منتهية لا علاقة لها بما قبلها .. وما بعدها إنما هو معطوف عليها .. معناه أن هاتين الكلمتين جملة تامة المعنى .. ألا ترى ؟ أولا قبل كل شئ .. التحيات لله .. التحيات جمع تحية .. والتحية أمر قلبي رائع إنما يُصرف على وجه المودة لكل محبوب .. يا عيني يا عيني ! .. ألا تتأمل معي ؟ .. هل سبق أن حييت تبرعا من عندك لشخص لا تحبه ؟ .. لا يمكن أن يحيي الواحد إلا من يحبه ويواده .. إنما بدأ الله تعالى قبل كل شئ في إيذان انتهاء العبادة والتحرر من ربقة الواجب المحتم أداءه - لو كإسقاط للكلفة وتحصيل للإجزاء - .. في نهاية راحتك من الحكم التكليفي يعلمنا ربنا دروسا جميلة ولكننا نقرأها ولا نتأمل بل نهذها هذا كالهاربين من المسؤولية .. يقول ربنا مبتدءا في معنى مستقل جميل .. وبصيغة نادرة راقية .. التحيات لله .. قبل كل شئ .. وقبل كل كلام .. وقبل أي طرح .. التحيات لله .. كل الحب .. كل المودة .. كل الإجلال .. كل الإحترام .. لله .. هو المستحق للحب .. ورضاه متقدم على كل رضا .. قبل أن تقول أي شئ .. وتسأل أي شئ .. التحيات لله .. حيي الله أولا أهل التحية والحمد وكمال الحب والتقدير .. أهل التحية حقا وصدقا .. ثم بعد أن تحييه تبارك وتعالى .. قل ما بدا لك واطلب ما بدا لك .. ولكن سُق التحية والتقدير بين يدي كلامك أولا في الوقت الذي أنت تهم بالخروج من معيته وتقوم من أمامه .. عظمته بالتكبير بداية .. ثم حييه في النهاية .. ما أجملها من بداية لما هو في النهاية .. في آخر الصلاة .. بعد الإرتياح من الركوع والسجود والتكليف الصعب .. يذكرك الله أن لا تنساه ولا تنسى حبه لك وحبك له كعلاقة بين اثنين يفهمان بعضهما .. وأنت في آخر ثوان تنتهي من مشقة التكليف .. يُذكرك .. يُنبهك .. لا تقم من هذه الجلسة ناسيا جاحدا بل كن وفيا صالحا حتى لو قمت من أمامه .. يقول لك : التحيات لله .



للحديث بقية إن شاء الله