المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيء من الطرف والملح المتعلّقة بأكلة جزائية شهيرة, تسمّى : "الحريرة"



أهــل الحـديث
02-10-2013, 01:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



مستل من موضوع للشيخ بعنوان: حوار شيق و نقاش رائق




1- الأصل اللغوي للحريرة:

الحريرة اسم مولّد ن مادة: "حرر", والأصل في الحرّ, هو الطبخ, ومنه حديث عُمر : " ذُرى وأَنا أَحُرُّ لكِ " يقول : ذُرِّى الدَّقِيقَ لأَتَّخِذَ لكِ منه حَرِيرَةً.
والحريرة كما ذكر أهل القواميس هي:
الحِسَاءُ مِن الدَّقيق والدَّسَمِ وقيل : دَقِيقٌ يُطْبَخُ بلَبَنٍ أو دَسَمٍ, يضاف إليه الحم, وأنواع من الخضار تطحن.

2- أسماء الحريرة عند العرب:

الحريرة أكلة مشهورة عند العرب, ولها ألقاب عديدة, كالنخيرة, والخزيرة, والعصيدة, والحسو, والتلبينة, وغيرها.

3- الحريرة من أحبّ الطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يهوى الحريرة ويفضلها على كثير من صنوف الطعام – كذا صاحبكم, فهو من أشد عشّاق الحريرة-, ويدلّ على ذلك:
ما رواه أحمد في مسنده، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها حريرة، فدخلت بها عليه، فقال : " ادعي لي زوجك وابنيك "، قالت : فجاء علي وحسن وحسين ، فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة".

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في (البداية والنهاية): "وقد ورد أنها كانت تطبخ للنبي صلى الله عليه وسلم الحريرة فتعجبه".

4- من فوائد الحريرة:

الحريرة عند بعضهم هي التلبينة, وصفتها , فهي تذهب الحزن, وتشدّ القلب, ولذلك من السنّة أن يطبخ لأهل الميت حريرة أو تلبينة, لأنها تذهب عنهم الحزن والهمّ.
روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها: أنها كانت إذا مات الميت من أهلها ، فاجتمع لذلك النساء ، ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها ، أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت، ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها ، ثم قالت : كلن منها ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " التلبينة مجمة لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن ".

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "التلبينة: هي حساء كالحريرة يتخذ من دقيق أو من نخالة".
فوصيتي لمن كان به همّ أو غمّ أن يكثر من أكل الحريرة فهي مذهبة للأحزان والأشجان.

5- الحريرة وغيرة النساء:

الغيرة جبلة في النساء, لا تنفك عنها أنثى مهما حاولت, ولكن إن زانتها بالحلم والروية, وكسرت حدتها بالإيمان والتقوى غدت كالملح في الطعام.
وأشدّ م تكون الغيرة بين الضرائر, وهي حادثة لا محالة, لم ينفك عنها حتى خير النساء وهنّ زوجات النبي صلى الله عليه وسلم, ولكن كن رضي الله عنها غاية في الصفاء والنقاء, ولذلك لم تؤثر غيرتهنّ من بعضهن على بيت النبوّة.

والآن أترككم مع هذه الحادثة الطريفة.

أخرج النسائي في كتابه عشرة النساء بسند حسن عن أبي سلمة قال: قالت عائشة: زارتنا سودة يوماً, فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينها إحدى رجليه في حجري، والأخرى في حجرها، فعملت لها حريرة، أو قال: " خزيرة " فقلت: كلي، فأبت فقلت: " لتأكلي، أو لألطخن وجهك ، فأبت ، فأخذت من القصعة شيئا فلطخت به وجهها، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها تستقيد مني، فأخذت من القصعة شيئا فلطخت به وجهي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك، فإذا عمر يقول: يا عبد الله بن عمر، يا عبد الله بن عمر فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قوما فاغسلا وجوهكما، فلا أحسب عمر إلا داخلا".


6- الحريرة في المنام:

الحريرة تصغير حرّة وهي الجارية الصغيرة.
فمن رأى في المنام أنه يحتسي الحريرة فإنه إن كان متزوجاً رزق ببنت بهية الطلعة بيضاء.
وإن كان عازباً تزوج بفتاة, تجمّ فؤاده وتسعد أيامه.


هذا وبالله التوفيق.
كتبه وحرّره: أبو يزيد المدني
في المدينة النبويّة, يوم: 26 رجب 1431 هـ