سيف الله المسلول
28-01-2007, 09:25 PM
كن ذكيَّـاً
جـامل الناس تحُـز رقَّ الجـميع ............. رُبَّ قـيـد مـن جميل و صنيع
اطلـب الـحق بـرفـقٍ تُحـمـد ............. طـالب الـحـق بعـنف معتـد
إن الذكي هو من يستطيع إيصال دعوته ، وإيضاح الحق الذي لديه ، بأحسن أسلوب ، وأجمل عبارة ، وأروع طريقة .. فـهذا أحد الوعاظ دخل على المأمون ووعظه فأغلظ له في القول .. فما كان من المأمون إلا أن قال له : مهلاً يا هذا فإن الله قد أرسل من هو خير منك [ يعني : موسى وهارون ] لمن هو شر مني [ يعني : فرعون ] ؛ وقال له : ( فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى ) !!
فالبشر - يا أكارم – مخلوقات عاطفية ، تروق لسماع الكلمة الجميلة ، وتنفر من سماع التوبيخ والتقريع ، فالإنسان كتلة من المشاعر - كما يقال - ، والله تعالى يقول في محكم آي الكتاب : ( ولقد كرمنا بني آدم ) .
ولكن لا يُحمل كلامي هذا على غير محمله ؛ فقد يقول قائل : إن هذه دعوة لتمييع الخطاب الدعوي ، وتسخيفٌ لموقف من أراد إنكار المنكرات ، ومناصحة المخالفين .. فأقول : إن مثل هذه المعاني لا مزايدة عليها ولا مشاحة فيها .. فالله تعالى يقول : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) ..
فخيرية أمتنا مقرونة بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلا يعني هذا أن نجنب الأسلوب الحسن ، والطريقة الحكيمة ، والعبارة الجميلة ، فهذا هو فقه الدعوة ؛ يقول الحق - تبارك وتعالى - : ( ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) ، ويقول عن مجادلة أهل الكتاب ودعوتهم - وهم كفار - : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) ..
وبعد هذا ؛ أقول : لعل من دواعي تفشي هذا البلاء العقيم السقيم - أعني : الغلظة والفظاظة - الاستعجال المذموم لنتائج الأمور ، وانعدام النظر الثاقب البعيد لما سيؤول إليه واقع الدعوة ؛ فالدعوة – أخي الحبيب ، رعاك الله – لا تتأتى إلا بالصبر والرفق ..
والحبيب - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نُزع من شيء إلا شانه " [ صححه الألباني : صحيح الجامع ] ؛ أما الفظاظة والغلظة فلا نتيجة لها إلا الخسارة ، يقول تبارك وتعالى : ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ..
وكما قيل : ما تستطيع نيله بالإرهاب يسهل عليك بالابتسام .. فليتدبر هذا وبورك فيكم ..
ومضة :
النفوس بيوت أصحابها فإذا طرقتموها .. فاطرقوها برفق ..
جـامل الناس تحُـز رقَّ الجـميع ............. رُبَّ قـيـد مـن جميل و صنيع
اطلـب الـحق بـرفـقٍ تُحـمـد ............. طـالب الـحـق بعـنف معتـد
إن الذكي هو من يستطيع إيصال دعوته ، وإيضاح الحق الذي لديه ، بأحسن أسلوب ، وأجمل عبارة ، وأروع طريقة .. فـهذا أحد الوعاظ دخل على المأمون ووعظه فأغلظ له في القول .. فما كان من المأمون إلا أن قال له : مهلاً يا هذا فإن الله قد أرسل من هو خير منك [ يعني : موسى وهارون ] لمن هو شر مني [ يعني : فرعون ] ؛ وقال له : ( فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى ) !!
فالبشر - يا أكارم – مخلوقات عاطفية ، تروق لسماع الكلمة الجميلة ، وتنفر من سماع التوبيخ والتقريع ، فالإنسان كتلة من المشاعر - كما يقال - ، والله تعالى يقول في محكم آي الكتاب : ( ولقد كرمنا بني آدم ) .
ولكن لا يُحمل كلامي هذا على غير محمله ؛ فقد يقول قائل : إن هذه دعوة لتمييع الخطاب الدعوي ، وتسخيفٌ لموقف من أراد إنكار المنكرات ، ومناصحة المخالفين .. فأقول : إن مثل هذه المعاني لا مزايدة عليها ولا مشاحة فيها .. فالله تعالى يقول : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) ..
فخيرية أمتنا مقرونة بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلا يعني هذا أن نجنب الأسلوب الحسن ، والطريقة الحكيمة ، والعبارة الجميلة ، فهذا هو فقه الدعوة ؛ يقول الحق - تبارك وتعالى - : ( ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) ، ويقول عن مجادلة أهل الكتاب ودعوتهم - وهم كفار - : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) ..
وبعد هذا ؛ أقول : لعل من دواعي تفشي هذا البلاء العقيم السقيم - أعني : الغلظة والفظاظة - الاستعجال المذموم لنتائج الأمور ، وانعدام النظر الثاقب البعيد لما سيؤول إليه واقع الدعوة ؛ فالدعوة – أخي الحبيب ، رعاك الله – لا تتأتى إلا بالصبر والرفق ..
والحبيب - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نُزع من شيء إلا شانه " [ صححه الألباني : صحيح الجامع ] ؛ أما الفظاظة والغلظة فلا نتيجة لها إلا الخسارة ، يقول تبارك وتعالى : ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ..
وكما قيل : ما تستطيع نيله بالإرهاب يسهل عليك بالابتسام .. فليتدبر هذا وبورك فيكم ..
ومضة :
النفوس بيوت أصحابها فإذا طرقتموها .. فاطرقوها برفق ..