المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول قول الله تعالى (وما يعلم تأويله إلا الله)



أهــل الحـديث
01-10-2013, 11:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم
في شرح لمعة الاعتقاد للشيخ صالح آل الشيخ ذكر الشيخ أن قول الإمام موفق الدين بن قدامة

وَمَا أَشْكَلَ مِنْ ذَلِكَ وَجَبَ إِثْبَاتُهُ لَفْظًا, وَتَرْكُ اَلتَّعَرُّضِ لِمَعْنَاهُ, وَنَرُدُّ عِلْمَهُ إِلَى قَائِلِهِ, وَنَجْعَلُ عُهْدَتَهُ عَلَى نَاقِلِهِ, اِتِّبَاعًا لِطَرِيقِ اَلرَّاسِخِينَ فِي اَلْعِلْمِ, اَلَّذِينَ أَثْنَى اَللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي كِتَابِهِ اَلْمُبِينِ بِقَوْلِهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا)(آل عمران: من الآية7) وَقَالَ فِي ذَمِّ مُبْتَغِي اَلتَّأْوِيلِ لِمُتَشَابِه تَنْزِيلِهِ ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّه)(آل عمران: من الآية7) فَجَعَلَ اِبْتِغَاءَ اَلتَّأْوِيلِ عَلَامَةً عَلَى اَلزَّيْغِ, وَقَرَنَهُ بِابْتِغَاءِ اَلْفِتْنَةِ ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّه) ([1]) قَالَ اَلْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ حَنْبَلٍ فِي قَوْلِ اَلنَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم ) (( إِنَّ اَللَّهَ يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ اَلدُّنْيَا )) ([2]) و ( إِنَّ اَللَّهَ يُرَى فِي اَلْقِيَامَةِ ) وَمَا أَشْبَهَ هَذِهِ اَلْأَحَادِيثِ نُؤْمِنُ بِهَا, وَنُصَدِّقُ بِهَا, لَا كَيْفَ, وَلَا مَعْنَى, وَلَا نَرُدُّ شَيْئًا مِنْهَا, وَنَعْلَمُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ اَلرَّسُولُ حَقٌّ, وَلَا نَرُدُّ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صلى الله عليه وسلم )

قال: قول الموفق قول باطل ولا يصح، إذ كيف يقال أن علم المتشابه مردود على قائله. قال: بل له معنى وليس له كيفية، ثم فسر الآية بتفسير آخر يختلف عما فسرها به ابن قدامة، حيث قال يصح الوقوف في الآية على (والراسخون في العلم) على أن الراسخين في العلم أيضا يعلمون متشابهه لكنهم لا يعلمون كيفيته، ونسب هذا القول بجواز الوقوف لبعض السلف. قال: وإلم يصح الوقوف عليها، صار معنى التأويل حينئذ: ما تؤول إليه حقيقة تلك الأخبار عن صفات الله تعالى.
حتى قال الشيخ عن قول الإمام أحمد بن حنبل أعلاه بأنه ليس على إطلاقه (لا كيف ولا معنى)!

وسؤالي: كيف يصح أن يقال بأن أهل العلم يعلمون معنى المتشابه مع كونهم لا يعلمون كيفيته؟ بل وقد قال الله (وما يعلم تأويله إلا الله)، فإن قيل: قد قال بعض السلف بجواز الوقوف على (والراسخون في العلم)، قلت: فكيف يسوغ الابتداء بـ (يقولون آمنا به): هل هذه الطريقة في الكلام من لغة العرب؟

ثم أليست (ألم) مما لا يعلم معناها إلا الله - كما ذكر ابن كثير في تفسيره وغيره-، و(ثم استوى على العرش) إلخ ؟

كيف والشافعي نفسه قال (قَالَ اَلْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ اَلشَّافِعِيُّ آمَنْتُ بِاَللَّهِ وَبِمَا جَاءَ عَنْ اَللَّهِ عَلَى مُرَادِ اَللَّهُ, وَآمَنْتُ بِرَسُولِ اَللَّهِ, وَبِمَا جَاءَ عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ, عَلَى مُرَادِ رَسُولِ اَللَّهِ) كما ذكر صاحب اللمعة؟

فقد أصابتني الحيرة لتعارض كلام الإمام أحمد والشافعي بل وصريح القرآن مع ما قال الشيخ.
جزاكم الله خيرا