المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاقة المسلم مع ذاته ومع خالقه وخلقه



عميد اتحادي
27-09-2013, 05:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


عن أبي ذر الغفاري، وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله r قال: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

في هذا الحديث يوصينا رسولنا الكريم r في كلام جامع بثلاث وصيا عظيمة ينبغي على المسلم انتهاجها والعمل بمقتضاها في علاقته مع ربه، وعلاقته مع ذاته، وعلاقته مع غيره، الوصية الأولى: (اتق الله حيثما كنت) وتقوى الله أي خشية الله بفعل ما أمرك الله به؛ إخلاصا لله وإتباعا لسنة رسول الله r وترك ما نهى الله عنه امتثلا لنهي الله عز وجل، وتنزها عن الوقوع في المحارم، وهو ما يقتضي مراقبة الله في جميع أحوالك وأعمالك، سواء كنت خاليا أو مع الناس، في بلدك أو غريبا عن وطنك، في الليل أو في النهار، في السر أو في الجهار. الوصية الثانية:(أتبع السيئة الحسنة تمحها) أي إذا فعلت ذنبا أو معصية فألحقها بطاعة وعمل خير، أو بصدقة لتمحوا ذلك الذنب، وهذا موافق لقول الله عز وجل {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ} هود:114، وفي رواية للإمام أحمد ورد نص الحديث بلفظ مختلف، عن أبي ذر t عن النبي r قال: (اتق الله حيثما كنت، وخالق الناس بخلق حسن، وإذا عملت سيئة فأعمل حسنة تمحها) أخرجه الإمام أحمد. أما الوصية الثالثة قوله: (خالق الناس بخلق حسن) والوصيتان الأوليان في معاملة الخالق والثالثة في معاملة الخلق أي عامل الناس كما تحب أن يعاملوك؛ بخلق حسن، تحمد عليه ولا تذم فيه وذلك بطلاقة الوجه، وصدق القول، وحسن المخاطبة، وغير ذلك من الأخلاق الحسنة، وحسن الخلق من صفات النبيين والمرسلين وخيار المؤمنين، لا يجزون بالسئة السيئة، بل يعفون ويصفحون ويحسنون مع الإساءة إليهم. وقد وردت نصوص كثيرة في فضل الخلق الحسن حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا) كما أخبر أن أولى الناس به r وأقربهم منه منزلة يوم القيامة أحاسنهم أخلاقا. هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.




للمزيد من الفائدة حول هذا الموضوع مراجعة الكتب التالية:
جامع الترمذي
مسند الإمام أحمد
مختصر سنن الترمذي
الأربعين حديثا النووية/ شرح ابن دقيق العيد
رياض الصالحين للإمام محي الدين النووي/ شرح الشيخ الصابوني