المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي



أهــل الحـديث
26-09-2013, 10:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد, فلي أكثر من ستة أشهر اقرأ في المجلات الأكاديمية العالمية الطبية وأوثّق ما أجد حول المستجدات في موضوع موت الدماغ, وقد قرأت المئات من الأبحاث والملخصات العميقة في الموضوع بفضل الله وحده, مبتعدا تماما عن المواد غير العلمية التي تنشر في وسائل الإعلام أو الكلام العاطفي والإنشائي والمبالغات ونحو ذلك, بل اعتمادي في المادة العلمية والتوثيق كان حصرا على المجلات الأكاديمية.

وقد كتبت قبل أربعة أشهر تغريدات سريعة عن الموضوع من باب تنبيه الباحثين وإثارة النقاش في الموضوع, ورغم أني وقفت على الكثير بعدها مما سأوثقه في رسالتي للدكتوراة, والتي لا تختص بموضوع موت الدماغ ( انظر ورقة عن موضوع رسالتي: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=292176 ), رغم ذلك سأكتفي هنا بإيراد تلك التغريدات مجموعة, بهدف إطلاع المهتمين على الحاجة الماسة لإعادة دراسة الموضوع؛ لأن المعلومات الطبية التي بني عليها خاطئة أو ناقصة بشكل فاجع, وقد نشر - خصوصاً - في السنوات الأخيرة ما ينقض بعضها ويشكك في آخر, أو يثبت عدم اطراده, وهناك كلام كثير لا يتسع وقتي لسرده عن الخلل في سبب اعتبار الحالة التي اشتهرت بموت الدماغ موتاً للإنسان, وعن قصور المعايير الطبية التي وضعت لتحقيق وجود هذا السبب في الحالة, وعن الفحوص التي تهدف لتثبيت تشخيص الحالة حسب التعريفات الطبية التي تحدّد حقيقتها, وعن كثير من الدراسات سواء كانت تشريحية أو من قبيل الملاحظة تثبت نقيض ما شاع من معلومات بني عليها هذا الموضوع.

أرجو أن يكون هذا الموضوع مجالا للتفاعل بيني وبين المهتمين وتبادل النقاش والاستفسارات والانتقادات بصدر رحب, بموضوعية ومنهج علمي دقيق بإذن الله. وسأترككم مع التغريدات, على أن أضيف لها بعض الأشياء في مشاركات قادمة تحت نفس الموضوع حسب اتساع الوقت.

#موت_الدماغ: جدل طبي عالمي مستمر وتجاهل محلي وتغييب لأبعاد مهمة ! #الشريعة #الفقه #الطب

(1) القول بأن اعتبار #موت_الدماغ موتاً للإنسان متفقٌ عليه طبيا, وأن الجدل حوله مصدره الفلاسفة والأخلاقيون وليس الأطباء غير صحيح أبدا

(2) ظهر الخلاف الطبي قديما من مثل بايرن وأوريلي وإيفانز وغيرهم, ومن أقوى المعارضين المعاصرين شومون, وقد تحول منذ 1997م لمعارض شرس #موت_الدماغ

(3) لاحظ شومون عدة ظواهر في الميت دماغيا دفعته لنشر عدة دراسات أثبتت وجود الخلل بمفهوم ومقومات تشخيص #الموت_الدماغي , واستطاع إثارة جدل كبير

(4) وصل الجدل إلى حد صدور تقرير في أكثر من 160 صفحة من اللجنة الرئاسية الأمريكية للأخلاق الحيوية, بعنوان: جدليات في تحديد الموت #موت_الدماغ

(5) اعترف التقرير الصادر عام 2007 بالخلاف الطبي ووجاهة بعض الاعتراضات الطبية إلى حد تغييره المصطلح من #موت_الدماغ إلى الفشل الكامل للدماغ

(6) لكن شومون رد على التقرير ليستمر الجدل الطبي. وعندما عقدت ندوة موت الدماغ بالرياض في 2012 أنكر د البار وجود خلاف طبي! #الموت_الدماغي

(7) جاء إنكار د البار بعد سؤال أحد الفقهاء وسط صمت الأطباء الحاضرين! وفي ظل وضوح الخلاف الطبي سأشير لنقطة هامة تتعلق بما يسمى:الخلاف الفلسفي

(8) يدعي كثير من الأطباء المسلمين أن الخلاف في #موت_الدماغ فلسفي لايلتفت له, وأن المعول هو على قول الأطباء فقط, وهذه الدعوى فيها خلل كبير

(9) يتبين الخلل من تقسيم الجدل الدائر لثلاث مستويات: مستوى تعريف الموت -مستوى مقومات تحقّق الموت - مستوى التشخيص بناء على المقومات #موت_الدماغ

(10) لا يمكن الاستغناء عن أي من هذه المقومات الثلاث, ولنبدأ بالعكس لنبين ذلك, أي من التشخيص إلى المقومات فالتعريف

(11)يشخص #موت_الدماغ بعدة فحوص للمريض ذي الغيبوبة العميقة على سريره,وتهدف لإثبات انقطاع التنفس التلقائي كلية وعدم استجابة جذع الدماغ للإثارة

(12) بعد استبعاد بعض الحالات القابلة للتشافي, إذا ثبت عدم استجابة جذع الدماغ للتنبيهات يستنتج من ذلك أن وظائفه توقفت, وبالتالي بقية الدماغ

(13) نظرا لتحمل جذع الدماغ وقدرته على التعافي يفترض أنه إذا توقفت وظائفه فمن باب أولى أن يكون بقية الدماغ تدمر, وتلزم بعض الدول فحوص تأكيدية

(14)يجرى تخطيط كهربائي لإثبات غياب الكهرباء عن الدماغ, وتصوير شعاعي لإثبات عدم تدفق الدم للدماغ, وذلك لتأكيد تدميره

(15) لاتعتبر هذه الفحوص أساساً في التشخيص بكثير من الدول, فالمعول على الفحص السريري, وأظهر كثير من الدراسات أن هذه الفحوص غير دقيقة ولا تثبت تدمير كل الدماغ

(16) الخلاصة أن التشخيص يفترض على أساسه أن كامل وظائف الدماغ قد توقفت, ومن هنا يتبين أن مقومات موت الدماغ هي التوقف الكامل لوظائفه

(17) ولذلك يعرّف موت الدماغ بأنّه التوقف الكامل الذي لارجعة فيه لوظائف الدماغ, والخطوة الأخيرة هنا أن نثبت أن توقف وظائف الدماغ موت للإنسان

(18) هنا مكمن هام الخلل, فتعريف الموت كمفهوم ليس مهمة طبيّة محضة, وهي أساس لكي يتم الربط بين التوقف الكامل لوظائف الدماغ وبين موت الإنسان

(19) وقد تجاهلت لجنة هارفرد عام 1968 التي وضعت مقومات معايير تشخيص موت الدماغ بيان هذا الرابط, والذي يسمى بالأساس الفلسفي لـ #موت_الدماغ

(20) واستمر تجاهل هذا الربط فترة, حتى بدأت الانتقادات تتكاثر, وبدأ الأطباء في محاولة الربط في مقالات ومساجلات نشرت بالمجلات الطبيّة الشهيرة

(21) اضطرب الأطباء في التبرير وظهرت عدة اتجاهات, فمن قائل أن الموت نهاية الحياة الواعية, وانتقد بأن ذلك يدخل حالات حية كالحالات النباتية..

(22)فالحالة النباتية تدمر فيها المراكز العليا في الدماغ ويبقى الجذع حيا وتعيش سنين, والتزم بعض الأطباء بذلك وطالبوا باعتبار هذه الحالات موتا

(23)ركز أطباء آخرون على وصول الميت دماغيا لللاعودة وحتمية الموت, وهذا التوجه لايبين كيف تستبعد كثير من حالات الأمراض النهائية من هذا التعريف

(24)عرّف التوجه الأقوى والأكثر شيوعا الموت بأنّه فقدان دائم لوظيفة الكائن الحي ككل,ويرتكز التوجه على وظيفة ترابط الأعضاء التي يحقّقها الدماغ

(25)انتقد هذا التعريف بأنّ الترابط نسبي, وكثير من صور الترابط توجد في الموتى دماغيا كما أثبته شومون, ولذلك وثقت حالات حمل وولادة

(26)استمر أحدها 107 أيام تحت الدعم العلاجي المكثف,والخلاصة من هذا العرض المختصر أن الخلاف الطبي موجود بقوة, وأن أساس موت الدماغ ليس طبيا محضا

(27) وأن تبرير مساواة #موت_الدماغ جاء متأخرا عن وجوده,على طريقة اعتقد ثم استدل! فأحببت بيان هذه النقاط لما حدث فيها من خلط مؤسف لبعض الأطباء

(28)علما بأن هناك انتقادات طبيّة كثيرة لامجال لتفصيلها هنا, فحتى لو أقرّت مقومات الموت على أنّها فشل كامل الدماغ, فتحقّقها محل نقد كبير

(29) فالطرق التي يتم بها الفحص لاتختبر كل الوظائف بل بعضها وتفترض الأكثر, كما أصبح من المسلم تقريبا بقاء وظائف الغدة النخامية في بعض الحالات

(30) وتم رصد إشارات كهربية في أخرى, وأجريت دراسات تشريحية أثبتت عدم التدمير الشديد بل ولا المتوسط لكل أجزاء الدماغ في كثير من الحالات

(31)وبيّن شومون وجود كثير من الترابط بين أجزاء الجسد في الميت دماغيا في ظل غياب دور الدماغ, داحضا نظرية سيطرة الدماغ على الترابط #موت_الدماغ

(32) وهذه النقطة تحتاج انتباه من المهتمين بـ #الإعجاز_العلمي, حيث أظهر شومون بالأدلة ترابط الأعضاء ببعضها, وقد قال صلى الله عليه وسلم..

(33) (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ) مسلم #إعجاز_التداعي

(34) وأقول لأساتذتنا الأطباء, هذه دراسات منشورة من سنوات عن الموضوع فكيف تغفلونها وأنتم تشرحون الموضوع للفقهاء, وقد اشترط كثير من الفتاوى..

(35) وقد اشترطت الفتاوى موت كل الدماغ بل ذكر بعضها وجوب بدأ تحلله, وقد اعترف تقرير اللجنة الرئاسية الأمريكية بأن ذلك أمر تقريبي غير متحقق

(36) بل إن تقرير تعريف الموت في عام 1981م الصادر من اللجنة الرئاسية لدراسة مشكلات الأخلاق في الطب صرحت بأنّ موت الدماغ يعني توقف الوظائف..

(37) ولا يعني بالضرور التدمير, وأن النشاط الأيضي والكهربائي قد يستمر لفترة في أجزاء من الدماغ بعد تشخيص موت الدماغ.وهذا ما أثبتته الدراسات..

(38) الحديثة بوضوح, وأقرّ به التقرير الأخير في 2007, وحاول تقليل أهمية تلك الحياة ضمن الدماغ بأنّها لا تساند عمل الكائن الحي ككل! ثم عاد..

(39) ثم عاد فأقر بأن هناك استثناءات أوضحها عمل الغدة النخامية, حيث يفترض إصابة الميت دماغيا بمرض السكري الكاذب نتيجة لتوقف إفرازاتها, وهو..

(40) وهو ما لم يحدث في كثير من الحالات, وتم قياس مستويات عادية لإفرازات الغدة النخامية. ثم عاد ليشكك قائلا: هل إفراز تلك الهرمونات يعني أن..

(41)يعني أن الكائن ككل (كمجموع) لا زال موجوداً. انتهى, وهذا التقرير والدراسات الحديث تمثّل توجها واضحا للعودة لمعالجة تعريف الموت وربطه بالحالة

(42) وذلك بهدف تقديم تبرير فلسفي يبرر الحكم بالموت مع وجود أدلة علمية متزايدة على بقاء حياة بالدماغ فضلا عن الحياة العضوية الموجودة في الجسد

(43) والكلام في هذا يطول جدا, وهو جزء صغير من رسالة الدكتوراة يسر الله تمامها. والله الهادي وهو المستعان.