المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حزنك - حزني - دراسة نقدية وتحليلية لخاطرة الكاتبة المبدعة / حنان



هـمس المـشاعر
06-02-2003, 08:02 PM
http://www.sfsaleh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=706


((حزنك – حزني))
- تعانق الأرواح في حزنها- هذا هو حال هذه الخاطرة، فلا يتم التوافق إلا وقت الحزن، حتى إن لحظات الفرح تستحيل بوجوده إلى نبرة حزينة تخط الدموع فيها خيوطاً ملتهبة من فرط الحزن.
((قادما" أنت من عالمي متشحا" بسواد !!))
هنا إشارة تُلمح من بين تزاحم الحروف إلى الفراق الذي أحدثته نبرات الحزن الدامعة، وسعي الكاتبة لانتزاع شوكة الحزن من قدم الحب، ومداواتها بضمادة الإخلاص والوفاء والحب المتسامي.(( متشحاً بسواد)) : كأنه يجر خلفه غمامة من حزن أسود مقيت، يريد أن يظللها معه في حزنه، تغرقها لحظات الحزن، تريد أن تتنفس الحب الصافي، فيغمرها بأمواج من الحزن يجلبها معه كلما أتى، أفٍ له من عاشق للحزن.
((أشعر بحزني معك ...))إنني أتلمس تلك المقطوعات الحزينة تمجها أسماعي، تحاول التشويش عليها بالتحليق في سماء صافية من غمامته الحزينة، فما تلبث حتى يتلها بكل قوة نحو غمامته، يتلذذ برؤية دموعها المحرقة، يسبح في أعماق نفسها يقتلع كل وتد للحب الصافي، يريدها فورة من حزن، يريدها غلياناً يسمع أنينه في كل عالمه الحزين، كي يبرهن للناس جميعاً أنه قادر على رد كل نسمة رقيقة، فإن أعيته أمطرها بغمامته الحزينة فتستحيل نسمة حزن تستجلب الدموع.
(( كلماتي الملونه الندية حولتها إلى حجارة صلدة ))
ما أقساك وما أعنف مشاعرك، آتيك بكل رقة بألفاظ تسرق من الوردة رحيقها، ومن الندى نضارته وترقرقه في العيون، آتيك بنفسي مستسلمة للاحتواء الذي أسمع به وأتخيل أنه يحلق بالنفس ، حتى يستقر فوق نجمة اكتسبت ضياءها من حبنا.
أريد أن أبقى على هذا التخيل أبد الدهر، لا أريد أن أصحو من هذا العالم الجميل، أريد أن أبقى سابحة في فضاء صافٍ من كل لحن حزين تعزفه على أوتار حبي.
يرسل لي شواظاً من حزن؛ ليبدد الأحلام الهانئة، ويحيلها إلى حجارة صلدة، تمطرها غمامته الحزينة، لا أسلم من قساوتها، ولا أستطيع الحياد عنها، فهي تحتويني من كل جانب، لا يريد أن ترى نفسي نوراً تبعثه التخيلات السامية، كأني به يسحب غطاءه في كل ناحية حتى لا يتسرب النور من خلال مسامه.

((معك لا أعرف إلا لغة واحدة
لغة الدموع !!))حينما تسري إلى نفسي نسائم الشوق، أنقل لك معي كل أحلام نابضة بالحب والرقة، أحاول أن أحدثك باللغة الدارجة لدى المحبين، فلا أستطيع أن أوصل إليك مقصدي، تلك اللغة لا تعشقها ولا تفهمها، تدور حول فهمك علامات تعجب استنكارية، فترد علي بلغة هي أشبه بلغة الكوابيس، لغة تسيطر عليها الدموع، ليس هذا ما أريده، ما أسرع تبدد أحلامي وتحطمها على صخرة حديثك الصماء.
((.... أراك تتسلى بحزني ..
تستخرجه كفقاعات ملونه ..
وتنتشي طفل))في وقت أحاول فيه إفهامك ما أريده منك من لغة تنسج حلة قشيبة من الحب الجميل، فأسرح في خيالاتي مع تلك الكلمات المرجوة، فإذا بك تتسلل إلى نفسي، تفرك صابونة الحزن التي أخفيتها عنك، ولكن كيف أستطيع أن أخفيها عنك وأنت تستلذ بالحزن، تشتمه، تقتلعه من جذوره لتبذره من جديد في نفسي، فإذا بفقاعات الحزن تتطاير ، ألمح الفرح في عيونك، تتسلى بها، تنتظر حتى تستقر فوق عيوني ثم تعمد إلى نثر أشلائها، كي تسح دموعي حزناً وفرقاً. كل هذا أتحمله، إلا أن تتعالى ضحكاتك عندما تنهمر سحابة دموعي.
((فقاعه منفجره بنهر من الدموع
وتجري ودياني .. وشعابي
بسعادتك ....
أم بحزنك ؟؟؟))تفجرت فقاعة الحزن بوابل صيب من الدموع المحرقة، تلهب الجوف، وتبدد أحلام الصفاء، حتى جرت دموعي تملأ روحي حزناً ، بلغ سيلها أعالي هامات الفرح، حتى أثقلت كاهله، فانكفأ الجسد من ثقل الحزن.(( فقاعة منفجرة)) الفقاعة: توحي بالضعف والرقة.
والانفجار: يوحي إلى القوة في التدمير، والقسوة.
ضدان قد اجتمعا، ولعل الداعي لا جتماعهما، هو ما تحمله تلك الفقاعة على ضعفها من عذابات الأسى، ونيران الحزن، فهي تستحق التفجير، أيضاً لعل الكاتبة تريد بهذا الإشارة إلى ما أحدثته تلك الفقاعة من انفجارات بركانية تمطر حمماً من غمامة الحزن.
((لا أعرف لماذا قررت يوما" أن أحزن عنك - عندما توهمت أن أصنع سعادتك))هل الحزن يسعدك؟! إذن سأتصنع الحزن ولولم يتلبسني، حتى تبقى السعادة تعزف على أوتار قلبك.
عجيب أمره يسعد لحزنها، وتحزنه سعادتها.
سأغترف إذن الحزن من غمامتك لعل ذلك يسعدك، بل سأفتعل الحزن، حتى لو بقيت سعيدة بلقائك، كي أسعدك، ولتصب مياه سعادتي في بحر أحزانك.
((أنت وحزني رفيقان تجاوره في قلبي
في المقعد الأمامي ..
تأمره بالتحرك في جميع المقاعد ..وأنت تتسلى ..
و تدخن فقاعاتك)).تصوير جميل لذلك القلب الذي حوى الحب جميعه، واصطفت معاني الحب الجميلة في صفوفه الأمامية، تتابع مشاهد اللقاءات المحمومة بحرارة اللقاء ونيران الأشواق.
وضعتك بكل اقتدار في صفوف قلبي الأمامية، وإذا بك تصطحب معك أحزاني، وكأنك تشترط لاحتلالك تلك المكانة أن تصطحب الأحزان معك، ما أشقاني بك. بدأت معاني الحب الجميلة تتراجع ، حتى لا تكاد ترى، زيادة على إمطارها بغمامة الحزن، فتلبدت بغيوم الحزن الكئيبة.
أحس الحزن بأنه يحظى بمكانة مهمة في قلب المحبوبة، فبدأ يعيث في القلب إفسادها وتلطيخاً له باللون الأسود، والمحبوب يتسلى بفقاعات الحزن التي تتعالى من حركة الحزن داخل مسرح القلب.
((غريب أنت وغريب حزنك الصديق
الذي لم تخنه أبدا"
وعرفتني عليه ..
وحاولتُ التفريق بينكما
لكنه تعرف على حزني
واتحد معه ومعك
وجلست أنت وحزنك _حزني في المقعد الأمامي
داخل قلبي .. ))أستطيع أن أطلق على هذا المحبوب لقب(( مؤلف الأحزان- جالب الأحزان))، فالحزن يباريه أينما حل وارتحل، بل يزيد على هذا أن حزنه يستطيع جلب القلوب ناحيته، ويبذر فيها بذرة من حزن تكبر كلما بقيت مغروسة داخل القلب.
تبذل المحبوبة قصارى جهدها كي تنتزع تلك البذرة الحزينة لكنها تعجز، وتفاجأ بأن حزن المحبوب قد جمع معه حزن المحبوب، فاتحدا بكل عنف واتشحا بالسواد المقيت، يلفان به جسد القلب المسكين.

آسف لقصوري في شرح هذه الخاطرة الدامية، وللكاتبة كل التقدير لما تملكه من أدوات قد غُمست في نهر الإبداع، وأمسكت بقلم يستدني النجم كي يستمد منها حبره.
أخوك/ فهد.

حنان
07-02-2003, 12:29 AM
استاذي الفاضل فهد
حروفي تتراجع وتتواري امام هذا الهرم من الافكار النيره .
لاول مره يقرأني شخص بهذه الطريقه
لاول مره اقف بدهشه واحاول ان احدد اتجاهاتي
اين أنا مما كتبت ..؟؟
وتلك القراءة اخترقت خلف السطور .
.وعاشت حدث وجداني لحاله انسانيه عشتها يوما" ما .
وأثر صاحبه في فكري وشغل منه مساحه كبيره ..
ثم اكتشف انه لا يستحقها ..فحط نفسه .. ورحل ..
ثم عاد ..ليجدني في فرح ..
....
لا املك لافكاراك
ومجهودك الخيالي
الا كلمة قليلة الحروف كبيرة المعني
شكرا" ..
عيد سعيد ..
تقديري واحترامي
تقبل حروفي البسيطه ..لانها لن توفيك ما تستحق..

أبوعبدالرحمن
07-02-2003, 09:20 PM
همس المشاعر

مبدع دوماً .... في كتابتك وفي تحليلك

لقد اضفت خاطرة آخرى لخاطرة المبدعة حنان

سلمت أناملك