المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التواضع سيد الأخلاق



ريف العين
15-01-2007, 02:01 PM
http://www.9m.com/upload/15-01-2007/0.9583801168859514.gif


التواضع خلق حميد، وجوهر لطيف يستهوي القلوب، ويستثير الإعجاب والتقدير وهو من أخصّ خصال المؤمنين المتّقين، ومن كريم سجايا العاملين الصادقين، ومن شِيَم الصالحين المخبتين. التواضع هدوء وسكينة ووقار واتزان، التواضع ابتسامة ثغر وبشاشة وجه ولطافة خلق وحسن معاملة، بتمامه وصفائه يتميّز الخبيث من الطيب، والأبيض من الأسود والصادق من الكاذب.



نعم.. فاقد التواضع عديم الإحساس، بعيد المشاعر، إلى الشقاوة أقرب وعن السعادة أبعد، لا يستحضر أن موطئ قدمه قد وطأه قبله آلاف الأقدام، وأن من بعده في الانتظار، فاقد التواضع لا عقل له، لأنه بعجبه وأنفته يرفع الخسيس، ويخفض النفيس، كالبحر الخضم تسهل فيه الجواهر والدرر، ويطفو فوقه الخشاش والحشاش. فاقد التواضع قائده الكبر وأستاذه العجب، فهو قبيح النفس ثقيل الطباع يرى لنفسه الفضل على غيره.

إن التواضع لله تعالى خُلُق يتولّد من قلب عالم بالله سبحانه ومعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله وتعظيمه ومحبته وإجلاله. إن التواضع هو انكسار القلب للرب جل وعلا وخفض الجناح والذل والرحمة للعباد، فلا يرى المتواضع له على أحد فضلاً ولا يرى له عند أحد حقاً، بل يرى الفضل للناس عليه، والحقوق لهم قبله. فما أجمل التواضع، به يزول الكِبَرُ، وينشرح الصدر، ويعم الإيثار، وتزول القسوة والأنانية والتشفّي وحب الذات.

أخي المسلم، أختي المسلمة.. إن من نبذ خلق التواضع وتعالى وتكَبَّر، إنما هو في حقيقة الأمر معتدٍ على مقام الألوهية، طالباً لنفسه العظمة والكبرياء، متناسياً جاهلاً حق الله تعالى عليه، من عصاة بني البشر، متجرِّئٌ على مولاه وخالقه ورازقه، منازع إياه صفة من صفات كماله وجلاله وجماله، إذ الكبرياء والعظمة له وحده. يقول سبحانه في الحديث القدسي: «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، من نازعني واحداً منهما ألقيته في جهنم» [رواه مسلم].



التواضع نوعان..

1-محمود، وهو ترك التطاول على عباد الله والإزراء بهم.
2-مذموم، وهو تواضع المرء لذي الدنيا رغبة في دنياه.
فالعاقل يلزم مفارقة التواضع المذموم على الأحوال كلها، ولا يفارق التواضع المحمود على الجهات كلها.



من التواضع..

1-اتّهام النفس والاجتهاد في علاج عيوبها وكشف كروبها وزلاتها {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا.وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}.


2-مداومة استحضار الآخرة واحتقار الدنيا، والحرص على الفوز بالجنة والنجاة من النار، وإنك لن تدخل الجنة بعملك، وإنما برحمة ربك لك.


3-التواضع للمسلمين والوفاء بحقوقهم ولين الجانب لهم، واحتمال الأذى منهم والصبر عليهم {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِين}.


4-معرفة الإنسان قدره بين أهله من إخوانه وأصحابه ووزنه إذا قُورن بهم «ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً». رواه مسلم.


5-غلبة الخوف في قلب المؤمن على الرجاء، واليقين بما سيكون يوم القيامة {وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ}.


6-التواضع للدين والاستسلام للشرع، فلا يُعارض بمعقول ولا رأي ولا هوى.


7-الانقياد التام لما جاء به خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، وأن يُعبد الله وفق ما أمر، وأن لا يكون الباعث على ذلك داعي العادة.


8-ترك الشهوات المباحة، والملذّات الكمالية احتساباً لله وتواضعاً له مع القدرة عليها، والتمكن منها «من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيّره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها». رواه أحمد والترمذي.


9-التواضع في جنب الوالدين ببرّهما وإكرامهما وطاعتهما في غير معصية، والحنو عليهما والبِشْرُ في وجههما والتلطّف في الخطاب معهما وتوقيرهما والإكثار من الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}.


10-التواضع للمرضى بعيادتهم والوقوف بجانبهم وكشف كربتهم، وتذكيرهم بالاحتساب والرضا والصبر على القضاء.


11-تفقّد ذوي الفقر والمسكنة، وتصفّح وجوه الفقراء والمحاويج وذوي التعفف والحياء في الطلب, ومواساتهم بالمال والتواضع لهم في الحَسَب، يقول بشر بن الحارث: "ما رأيت أحسن من غني جالسٍ بين يدي فقير".



تواضع الخليل صلى الله عليه وسلم

1- سُئلت عائشة رضي الله عنها: ما كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَصنعُ في بَيْتِهِ؟ قالت: "كان يَكُون في مِهْنَةِ أَهْلِهِ -يَعني: خِدمَةِ أَهلِه- فإِذا حَضَرَتِ الصَّلاة، خَرَجَ إِلى الصَّلاةِ". رواه البخاري.


2- "كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته". رواه الترمذي.


3- "كان بشراً من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه". رواه الترمذي.


4- "ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لما يعلمون من كراهيته لذلك".


5- «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله». رواه البخاري.


6- "كان يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم ". رواه أبو يعلى.


7- "كان يتخلّف في المسير فيزجى الضعيف ويردف ويدعو لهم". رواه أبو داود.


8- "كان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير". رواه الطبراني.


9- "كان يزور الأنصار ويسلّم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم". رواه النسائي.


10- "كان لا يُسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت". رواه الحاكم.


11- "إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِن إِمَاءِ المَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيثُ شَاءَتْ". رواه البخاري.


12- « يا عائشة، لو شئت لسارت معي جبال الذهب، جاءني ملك، إن حجزته لتساوي الكعبة -أي موضع شد الإزار-، فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول: إن شئت نبياً عبداً، وإن شئت نبياً ملكاً، فنظرتُ إلى جبريل -عليه السلام- فأشار إلى أن ضع نفسك فقلت: نبياً عبداً ». رواه أبو يعلى.


13- عن أبي رِفَاعَةَ تَميم بن أُسَيدٍ رضي اللَّه عنه قال: "انْتَهَيْتُ إِلى رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وهو يَخْطُبُ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّه، رجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عن دِينِهِ لا يَدري مَا دِينُهُ؟ فَأَقْبَلَ عَليَّ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وتَركَ خُطْبتهُ حتى انتَهَى إِليَّ، فَأُتى بِكُرسِيٍّ فَقَعَدَ عَلَيهِ، وجَعَلَ يُعَلِّمُني مِمَّا عَلَّمَه اللَّه، ثم أَتَى خُطْبَتَهُ، فأَتمَّ آخِرَهَا". رواه مسلم.


14- «لَوْ دُعِيتُ إِلى كُراعٍ أَوْ ذِرَاعٍ لقبلتُ، وَلَوْ أُهْدي إِليَّ ذِراعٌ أَو كُراعٌ لَقَبِلْتُ». رواهُ البخاري.


وأخيراً..

فإن المتواضع يبدأ من لقيه بالسلام، ويجيب دعوة من دعاه، كريم الطبع، جميل العشرة ، طلق الوجه، باسم الثغر رقيق القلب، متواضعا من غير ذلة، جواداً من غير سرف .

http://www.9m.com/upload/15-01-2007/0.15871168859861.gif

منقوووول

نور الإيمان
15-01-2007, 10:24 PM
نعم.. فاقد التواضع عديم الإحساس، بعيد المشاعر، إلى الشقاوة أقرب وعن السعادة أبعد، لا يستحضر أن موطئ قدمه قد وطأه قبله آلاف الأقدام، وأن من بعده في الانتظار، فاقد التواضع لا عقل له، لأنه بعجبه وأنفته يرفع الخسيس، ويخفض النفيس، كالبحر الخضم تسهل فيه الجواهر والدرر، ويطفو فوقه الخشاش والحشاش. فاقد التواضع قائده الكبر
اختى
لقد سطر قلمك أروع الكلمات والاسطر على حسن التواضع
فالتواضع كان من صفة الرسول الكريم
والقرا الكريم يحثنا على التواضع والبعد عن التكبر
(فالله يرفع عباده المتواضعين (من تواضع لله رفعه)
سبحان الله صفات حسنه وتعود علينا بالنفع والاجر والثواب ونتهاون بها
لله درك
لافض فوك
تحيتى لك
اختك نور الايمان

ريف العين
15-01-2007, 10:27 PM
نور الإيمان

مشكورة يالغاليه على حضورك وردك

إبراهيم الحارثي
15-01-2007, 10:57 PM
http://www.shwil3.com/vb/images/threadbag/3losh10.gif
ولكن أحب أن أضيف إضافة صغيرة جدا

التواضع في طليعة القيم الاخلاقية النبيلة والتي تمهد للانسان طريقه الى المقامات الروحية الرفيعة.
ويمكن أن نكتشف قيمته والتواضع يكون أمام الحق وأمام الخلق والتواضع للحق هو في تنفيذ الاحكام الالهية سواء في الشؤون الدنيوية أو الاخروية وأن تكون عبادته نابعة من صميم القلب، بحيث تخف الجوارح للقيام بالأعمال العبادية وانجازها في نشاط وحيوية وخلوص نيّة.
والتواضع أمام الخلق هو الاّ يشعر المرء انه أفضل من إخوانه المؤمنين فيتعالى عليهم وينظر اليه نظرة فيها شيء من الاحتقار. ومشاعر التواضع تجاه الناس تتجسد في طريقة تعامله وتسامحه مع الآخرين كما تتجسد ايضاً في الاحترام الكامل لهم والاحسان والتودد اليهم.
القرآن والتواضع
القرآن الكريم يدعو المؤمنين ليس الى التواضع أمام الحق فحسب بل والتواضع للناس المؤمنين ومن خلال كثير من الآيات التي خاطبت النبي « تكتشف قيمة التواضع الاخلاقية.
فالنبي « الذي هو سيد الخليقة وآخر الانبياء في تاريخ البشرية وهو حبيب الله عزوجل نجد القرآن الكريم يخاطبه قائلاً:
«وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ««324».
كما تعبر هذه الآية عن سمو التواضع الذي يوصل الانسان الى أعلى مرتبة يمكن أن يبلغها بشر؛ قال تعالى:
«تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ««325».
ونجد القرآن الكريم نفوراً من الاستكبار والمستكبرين في كثير من الآيات:
«إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ««326».
«أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ««327».

ودمتم لي
تقبلو تحياتي
ومروري

طيف
15-01-2007, 11:06 PM
ريف العين ...



بــــاركـ الله فيكـ ..

وجزاكـ الله الخير ..


أختي الغاليه ..

*أهداب*
16-01-2007, 12:40 AM
التواضع نوعان..

1-محمود، وهو ترك التطاول على عباد الله والإزراء بهم.
2-مذموم، وهو تواضع المرء لذي الدنيا رغبة في دنياه.
فالعاقل يلزم مفارقة التواضع المذموم على الأحوال كلها، ولا يفارق التواضع المحمود على الجهات كلها.

هذا هو الجوهر ...

فجزاك الله كل خير وبلغك أجر ما نقلتي

ناصر الراشد
16-01-2007, 01:25 AM
والله كلام جميل




وكل الشكر لك


وجزاك الله خيرا"

بـنـت الـشـيـوخ
16-01-2007, 06:13 AM
عزيزتي

ريف العين, يعطيكـ العافيه

وجزاكـ الله خير

نقل موفق وراااائع

لاعدمناكـ

دفء البوح
16-01-2007, 01:12 PM
يعطيكِ العافيه


على هالطرح الرائع !


وجزيتي خيراً


وجعله الله في موازين حسناتك !

:

ريف العين
16-01-2007, 01:39 PM
استاذ الأحياء

جزاك الله الف خير على الإضافه الرائعه

وشاكرة لك حضورك وردك اخوي

ريف العين
16-01-2007, 01:40 PM
جوري بريدة

مشكورة يالغاليه على حضورك

ريف العين
16-01-2007, 01:42 PM
أهداب

شاكرة لك حضورك وردك اختي

ريف العين
16-01-2007, 01:43 PM
السفير ل2007

شاكرة لك حضورك وردك اخوي

(* الوفـاء طبعي *)
16-01-2007, 01:44 PM
موضوع أكثر من رائع.
بارك الله فيك.

ريف العين
16-01-2007, 01:45 PM
بنت الشيوخ

شاكرة لك يالغاليه على حضورك

ريف العين
16-01-2007, 01:48 PM
دفء البوح

مشكور اخوي على حضورك ورد

ريف العين
16-01-2007, 01:50 PM
الوفاء طبعي

مشكور اخوي على حضورك وردك

المحتـــار
16-01-2007, 10:03 PM
ريف العين

بارك الله فيك

وجزاكِ الله خير على هذا الطرح الجميل


محبكم//المحتـــــار

امجاد نجد
16-01-2007, 10:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


ريف العين


جزاك الله خير على كل كلمة كتبتيها

ريف العين
16-01-2007, 10:12 PM
المحتار

شاكرة لك حضورك اخوي

ريف العين
16-01-2007, 10:13 PM
امجاد نجد

شاكرة لك حضورك يالغاليه

فوووووشي
16-01-2007, 11:50 PM
ريووووفه وربي انك خطيره

وانا اقوول وش فيها اخلاقك سكر زيااده

هههههههههههههههههههههه


فإن المتواضع يبدأ من لقيه بالسلام، ويجيب دعوة من دعاه، كريم الطبع، جميل العشرة ، طلق الوجه، باسم الثغر رقيق القلب، متواضعا من غير ذلة، جواداً من غير سرف .

كلام سليم وبلسم على القلب..وصدقيني انا من اللي يكره التكبر وامقت هذه الصفد حد الجنون

والله يبعدنا عن كل هذه الامور المشينه ..لقوله تعالى ..في وصايا لقمان لابنه ..ذكر صفة الكبر

(ولا تصعر خدك للناس ولا تمشي في الارض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخوور )

انما الامم الاخلاق ما بقيت**** فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا

والاخلاق قبل كل شي هي اخلاق الرسووول عليه افضل الصلاة والسلام .,

(انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق)

وتعتبر الاخلاق من شيم العرب..ومن تواضع لله رفعه

وصح بووحك يا قلبي .ومشكوووره على هذا الموضوع الاكثر من راااائع

ريف العين
17-01-2007, 12:04 AM
فش فاشه

يسلمووو حبيبتي لتشريفك موضوعي

وتسلمين على كلامك العسل يالغلا

][aJgJI pJLc][
18-01-2007, 01:31 PM
ريف العين

موضوع رائع

بل في غاية الروعه

كم هو جميل هذا الخلق

بل هو من سيد الاخلاق

(( من تواضع له رفعه ))

ويقول البآري عز و جل في الحديث القدسي :

(( العظمة ردآئي والكبرياء , من نازعني فيهما ادخلته نآري ثم لا أبالي ))

بآرك الله فيك وجزآك الجنة

ريف العين
18-01-2007, 01:36 PM
عالم الوله

شاكرة لك اخوي على ردك