المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا اخترت المنهج السلفي؟



أهــل الحـديث
15-09-2013, 01:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


لماذا اخترت المنهج السلفي؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
فإن المنهج السلفي هو دين الله الذي ارتضاه لعباده , وهو الطريق الوحيد الموصل إليه منذ بعثة نبينا (صلى الله عليه وسلم) , لا طريق موصل لله من غير سبيل السلف الصالح , ولا طريق مرضي عند الله إلا ما كان على وفق طريقة السلف الصالح , ولهذا كان كثير من المسلمين يزعم أنه على طريقتهم سائر , ولمنهجهم سالك , وبه عارف , وإليه داع [قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ] ؛ فعند التحقيق تتساقط الدعاوى , وتتهاوى العبارات , ولا يثبت إلا من حقق دعواه بالعمل المبني على البراهين .
ولهذا جاء مقالنا ليوضح حقيقة معنى(المنهج السلفي) فنقول وبالله والتوفيق:
المنهج السلفي : لفظ مركب من مفردتين (المنهج , السلفي) , ولا يستقيم العلم بمعنى اللفظ المركب إلا من خلال الوقوف على معنى كل مفردة على حدة , فنقول : المنهج تعريفه :
لغتاً: الطريق البين الواضح.
جاء في "صحيحِ البُخاريِّ" -في مُعلَّقاتِه-: قال ابنُ عباسٍ: {شِرعةً ومِنهاجًا}؛ أي: سَبيلًا وسُنَّةً"
قال الإمام ابن حجر العسقلاني في فتح الباري:
"قَوْلُهُ وَقَالَ بن عَبَّاسٍ وَصَلَ هَذَا التَّعْلِيقَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي تَفْسِيرِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ وَالْمِنْهَاجُ السَّبِيلُ أَيِ الطَّرِيقُ الْوَاضِح"
فـ (المنهاجُ) -إذًا-: الطريقُ الواضحُ
والإمامُ ابنُ كثيرٍ في »تفسيرِه« ذكرَ (المنهاجَ) وقال: "هو الطريقُ الواضِحُ السَّهلُ، والسُّننُ الطرائقُ" أي: البيِّنةُ والواضحةُ.
وقال القرطبي في تفسيره (6\211) : "والمنهاج الطريق المستمر، وهو النهج والمنهج، أي البين".
والمنهج باختصار "هو الطريق المنضبِط الذي نُطبِّق -مِن خلالِه- دينَ الله؛ في عقيدتِه، في أحكامِه، في سلوكِه، في معاملاتِه".أُصُول في المَنْهَجِ للشيخ علي الحلبي.
وقال العلامة الفوزان في الأجوبة المفيدة (ص\131) في جواب جامع مانع لا مزيد عليه على وجازته : "المنهج يكون في العقيدة وفي السلوك والأخلاق والمعاملات وفي كل حياة المسلم ، كل الخطة التي يسير عليها المسلم تسمى المنهج" .
وبناء على ما تقدم نقول المنهج هو الطريقة العملية في فهم الدين ، وتطبيقه على الواقع ، والتعامل مع متغيرات الزمان والأحوال والأشخاص ، كمسائل الدعوة إلى الله وبيان طرقها وتحديد الأولويات في ذلك ، وطرق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والتعامل مع المخالفات الشرعية في باب أصول الدين وما دونها ، ومنهجية التعامل مع فئات الناس على اختلاف أحوالهم وأشخاصهم ، من مسلمين سنيين ومبتدعين وكفار حربيين وغيرهم من الأصناف ، ومن حاكم ومحكوم ، وعالم وجاهل ، ونحو ذلك ، ويدخل في ذلك التعامل مع الواقع بحسب اختلاف أحواله ، من حال قوة وضعف ، وستة وبدعة ، وطاعة ومعصية . ونحو هذه الأمور التي تتعلق بالجانب العملي للدين ، وهذا ما يُصطلح عليه باسم " المنهج " أي منهج السلف . وهذا يُعرف بتتبع أحوال النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحوال أصحابه فيما يتعلق بهذه الأمور ، وكيف تعاملوا مع مختلف الأحوال والأشخاص والمتغيرات . وقد قال سبحانه وتعالى : ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( طريقاً وسنة ) .
وأما لفظ (السلفي) : فمصدره ثلاثي –سلف- , وهو -لغة- : الجماعة المتقدمون كما قال ابن منظور في لسان العرب (6\330) : "والسلف والسليف والسلفة: الجماعة المتقدمون".
وسمي الصحابة والتابعون سلفا لنا لأنهم قد تقدمونا في السن والفضل , كما قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (2\390) : "وقيل سلف الإنسان من تقدم بالموت من أبائه وذوي قرابته ولهذا سمي الصدر الآول من التابعين السلف الصالح".
وأما السلف –اصطلاحا- : فهم الصحابة والتابعون وتابعوهم –حصرا- , ودليل تقييد وصف السلف بمن سبق ذكرهم قوله تعالى{والسابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم{
وما صح من حديث ابن مسعود , وعمران بن حصين , وجعدة بن هبيرة , وأبي هريرة , وابن عمر , وعائشة (رضي الله عنهم أجمعين) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال [سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أي الناس خير , قال : قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ قوم تبدر شهادة أحدهم يمينه وتبدر يمينه شهادته[.
قال ابن بطال : ((القرون الثلاثة الصحابة والتابعين وتابعيهم ))
قال الحافظ ابن حجر "وأشار ابن بطال إلى أن المراد بالناس في الحديث من يأتي بعد القرون الثلاثة الصحابة والتابعين وتابعيهم" الفتح كتاب الرقاق/ باب رفع الأمانة
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ((فَإِنَّ الِاعْتِبَارَ فِي الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ بِجُمْهُورِ أَهْلِ الْقَرْنِ وَهُمْ وَسَطُهُ وَجُمْهُورُ الصَّحَابَةِ انْقَرَضُوا بِانْقِرَاضِ خِلَافَةِ الْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعَةِ حَتَّى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَقِيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ إلَّا نَفَرٌ قَلِيلٌ وَجُمْهُورُ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانِ . انْقَرَضُوا فِي أَوَاخِرِ عَصْرِ أَصَاغِرِ الصَّحَابَةِ فِي إمَارَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَعَبْدِ الْمَلِكِ ، وَجُمْهُورُ تَابِعِي التَّابِعِينَ انْقَرَضُوا فِي أَوَاخِرِ الدَّوْلَةِ الْأُمَوِيَّةِ))
وبناءً على ما سبق من النصوص , فقد حصر العلماء السف في اصطلاحهم بالقرون الثلاثة الخيرية الأولى , وهم الصحابة والتابعون وتابع التابعين , وكما قال ملا علي القاري : " مرقاة المفاتيح (1\84) : "السلف : وهم أهل القرون الثلاثة الذي هم خير الأمة بشهادة نبيهم صلى الله عليه وسلم" . وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (6\35) : "أهل الحديث : وهم السلف من القرون الثلاثة , ومن سلك سبيلهم من الخلف" .
فالسلف هم القرون الثلاث الخيرية الأولى , وإذا أطلق هذا اللفظ في عبارات العلماء فلا يتوجه إلا إليهم , كما قال ابن حجر فيما حكاه عنه ابن بدران في المدخل (ص\422): "الصدر الأول : لا يقال إلا على السلف , وهم أهل القرون الثلاثة الأول الذين شهد لهم النبي (صلى الله عليه وسلم) بأنهم خير القرون , وأما من بعدهم فلا يقال في حقهم ذلك" ولهذا قالت اللجنة الدائمة في الفتوى المرقمة (1361) : "السلفية : نسبة إلى السلف والسلف هم صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى (رضي الله عنهم) الذين شهد لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالخير في قوله : [خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته] رواه البخاري ومسلم .
والسلفيون : جمع سلفي نسبة إلى السلف ، وقد تقدم معناه وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة".
وكذلك قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- كما في فتاوى نور على الدرب (ش\175) : "السلف : معناه المتقدمون، فكل متقدم على غيره فهو سلف له، ولكن إذا أطلق لفظ السلف فالمراد به القرون الثلاثة المفضلة: الصحابة، والتابعون، وتابعوهم، هؤلاء هم السلف الصالح، ومن كان بعدهم وسار على منهاجهم فإنه مثلهم على طريقة السلف، وإن كان متأخراً عنهم في الزمن؛ لأن السلفية تطلق على المنهاج الذي سلكه السلف الصالح (رضي الله عنهم)، كما قال النبي (عليه الصلاة والسلام): [إن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة ،كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة] , وفي لفظ: [من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي[ .
وبناء على ذلك تكون السلفية هنا مقيدة بالمعنى، فكل من كان على منهاج الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان فهو سلفي وإن كان في عصرنا".
وأنت إما أن تفهم الإسلام على فهم نافع بن الأزرق الخارجي فتكون من الخوارج أو تفهمه على فهم الجهم بن صفوان فتكون من الجهمية أو على فهم واصل بن عطاء فتكون من المعتزلة .. أو على فهم أبي بكر وعمر والصحابة فتكون سلفي.
الهداية والخير في إتباع نهج السلف:
والأدلة على تقرير التلازم بين الهداية واتباع نهج السلف كثيرة،منها قوله تعالى: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا . وإن تولوا فإنما هم في شقاق) حيث ربط الله عز وجل الهداية بمماثلتهم في الإيمان ، والمماثلة كما هو معلوم تكون من كل وجه ، وليس من وجه دون وجه ، وعلى هذا فقدر الهداية للتابع بعدهم بقدر المماثلة لهم في الإيمان .
فلا بد من التمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم ووزن الأمور المختلف عليها في هذا الميزان من أقوال وأعمال واعتقادات وعبادات ومناهج ..الخ فما وافقه قبل وما خالفه رد قال تعالى:((فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق..)) ومعناها : فإن آمنوا من بعدكم يا أصحاب محمد  بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا وخالفوا سبيلكم فإنما هم في شقاق أي سيضلون في شقاق واختلاف وتفرق.
ومن الأدلة : قوله تعالى:  لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً .. [المائدة (48)]
وقال: ((..ثم تكون خلافة على منهاج النبوة..))[رواه أحمد (4/273) عن النعمان بن بشير،وصححه الألباني في الصحيحة رقم (5)].
فالمنهاج قسم من أقسام الدين وهو محوره الذي يجب السير عليه.
قال تعالى : }وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{ سورة التوبة : الآية 100.
فهذا نص صريح في إيجاب إتباع سبيلهم وأنهم الطائفة المنصورة المرضي عنها ، وفي قوله تعالى : }وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ{ إشارة إلى تاريخ بدء هذه الجماعة وفي قوله تعالى : } وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ{ إشارة إلى استمرارية هذا الوجود وعموميته وعدم انقطاعه ، وأن ثمة رجالاً مستمرون على هذا الطريق وأن قوام هذا الاستمرار هو الإتباع " اتَّبَعُوهُمْ" فإذا فُقد حملة المنهج أو انعدم شرط الإتباع فقد فقدت الجماعة هذه الصفة وبالتالي فليست هي الفرقة الناجية ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم :" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين…" أخرجه مسلم عن ثوبان ونحوه في الصحيحين عن معاوية والمغيرة بن شعبة ، وبناء على هذا فأي جماعة نشأت بعد رسول الله بمنهج جيد أو فكر جديد أو تحزب أو خرجت عن الجماعة الأم بعقيدة أو فكر أو منهج فهي جماعة مقطوعة السند غير ناجية المآل.
وقال تعالى :  ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنيـن نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ، إذا كانت الآية السابقة زكت المتبعين للصحابة وأنهم الناجين يوم القيامة فإن هذه الآية بينت ضلال كل من خالف سبيلهم ولو رأيناه ميسوراً قريب المنال فالعبرة بالإقتداء والإتباع لا بالوصول والإسراع.
ومعنى قوله:"نوله ماتولى" أي لايكون الله له ولياً ولاناصراً ولامعيناً ولكن يجعل الله وليه الأمر الذي سلكه فإذا أعرض عن سبيل المؤمنين تخلى الله عن نصرتهم وجعل هذه الطرائق المحدثة هي مولاه وناصرته ، ولعل هذا سر عدم انتصار تلك الدعوات التي خالفت منهجهم وعدلت عن طريقتهم وإذا قدر الله انتصاراً لبعضهم فليس دليل على صحة منهجهم إذ قد يكون انتصاراً تفضلياً لا استحقاقياً أو يكون غلبة كونية لاشرعية فليس كل من انتصر كان على الحق ولاحجة بالنتائج ولا فيمن خالف.
وفي حديث حُذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- بيان لذلك أيضاً حيثُ قال: كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدركني؛ فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهليّة وشر، وجاء الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ((نعم))، قلت: وهل بعد هذا الشر من خير قال: ((نعم؛ وفيه دخن)) قلت: وما دخنه؟ قال: ((قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر ..)) متفق عليه
إذاً هذا الدخن انحراف يعتري المنهج الحق الذي كان يسود مرحلة الخير الخالص؛ فيؤدي إلى تشويه المحجّة البيضاء التي ليلها كنهارها، ألم يقل –صلى الله عليه وسلم- في تفسير الدخن كما جاء في الحديث نفسه عندما سأله حُذيفة –رضي الله عنه-: ((قومٌ يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر)).
هذا هو أصل الداء وجذر البلاء، أنه انحرافٌ عن السنّة في المنهج، وانصراف عن السمت النبوي في السلوك والعمل.
س- من هم أعلم الناس بمسائل النوازل العامة والتي تتعلق بمصير الأمة؟
ج- هم أعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) وما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم ، وعلى قدر رسوخ القدم في العلم والعمل بمقتضاه يكون الرسوخ في المسائل العامة والنوازل كما قال ابن حزم فيما نقله عنه الحافظ الذهبي في طبقات الحفاظ (1\289) وغيره من مصنفاته : "أعلم الناس : من كان أجمعهم للسنن وأضبطهم لها وأذكرهم لمعانيها وأدراهم بصحتها وبما أجمع عليه الناس مما اختلفوا فيه"
ومن هنا يتضح بطلان زعم البعض أن فلانا من أعرف الناس بالواقع بسبب سعة معرفته بالاتجاهات الفكرية والواقع الدولي إن صح أن علمائنا لايعرفون هذا الواقع الذي له تأثير في الأحكام وليس عندهم من طلبة العلم والمشايخ الذين يطلعونهم على هذا الواقع أقول إن صح ذلك مع مافيه من سؤ ظن بالعلماء والعياذ بالله ، فالواجب عليهم حينئذ هو نقل صورة الواقع الذي وقفوا عليه إلى أهل العلم الكبار الراسخين لمعرفة أحكام هذه الوقائع.
فهناك فرق بين أعلم الناس بالواقع وبين أعلمهم بأحكام الواقع فالثاني هم الراسخون في العلم العالمون بالأحكام الشرعية والذين أمرنا بالرجوع إليهم عند الفتن والنوازل. قال تعالى وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ فمسائل الأمن و الخوف يجب أن يرد أمرها إلى أهل الاستنباط الراسخين في العلم.
والله أعلم.