د/مصطفى الشليح
31-12-2006, 02:43 AM
عِراقَ العِـزِّ ..
سَلاما
عراقَ الشعر والمعنى سلاما = إليك أتيتُ أستبقُ الغمامـا
تراودني القصائدُ شائقــاتٍ = فأحضنها وأنشرهـا حَماما
وترشفني القوافي دامعـاتٍ = فأرشفني وأرسلني سجاما
وتطوينـي المسافاتُ امحاءً = فأطويها وأسألنـي كلاما
كأن الحرفَ منتهب سفارا = إذا بغداد باديــة أقاما
كأنه طيفُ سائلــةٍ مراما = تماوج لونه وهمى رهاما
كأنه ممتط ، أبدا ، كميتـا = من الأضواء تنسجمُ انسجاما
كأنه من كميت الوقتِ كافٌ = وعرجونٌ إذا اختمرا مداما
تسامى من دنٍ ما تسامـى = وشف النخلُ فاستلم الخياما
ورب فجاءةٍ كانت حراما = تسنَّمها فما عادت حـراما
ومائـلةٍ، عـن اللقيـا دلالا = إذا خطرتْ تعطرها الخزامى
تذكرتِ الأصائلَ شاحبـاتٍ = كأن بها اعتلالا أو غرامـا
وما قالت لشاعرها : سلاما = إذا بغداد بادلت السلاما
على قدر تهادى الذكر موجا = وضيءَ الماء منفرجا ترامى
ولا زبدٌ يعم ولا غثـاءٌ = يهم بما إلى العلياء قاما
فراتٌ، والأجاج سرابُ قــول = من الكلمات لم ترقَ احتلاما
ودجلة، أضرم الحساد صـدرا = بنار الغيظ، والتموا انتقامـا
وبابلُ، ما الذي أملى بيـانٌ = من التاريخ ؟ ما خبرٌ تنامى ؟
أمن رحم الحضارات اشرأبـتْ = عراقُ الفيض أم فاضت دوامـا ؟
إلى قدر حبا التاريخ فيهـا = وباح بغرةٍ ، وشدا حساما
مذهبة من التاريخ ترقى = مآثر بابل تضع النظامـا
فلا فوضى. قد اصطفَّ ائتلافا = كتابُ المجد لا يشكو اختراما
وما اخترمتْ حضارة بابليٍّ = إذا زمنٌ تجاذبها اقتحامـا
ولكن سلسلتْ عهدا بهيـا = وللعربيِّ فيه مدى تسامى
وللشعراء باذخة القوافـي = وأشردُها عيونا وانسجاما
عكاظ الشعر لا يفد انتسابا = ولا من حوله الإيقاعُ حاما
وأوقد، من ملاحنه ، شموعا = تكاد تكون ، من طرب، حماما
وبغداد القصيدة رهن قيـد = تمطى عجبه صلفا وقامـا
وبغداد الرشيد فراش حلـم = بأجنحة مراقصةٍ كلامـا
حمامتها نواسية اصطبـاح = إذا اغتبقتْ فقد طابت مقاما
على ثغر الزمان لها شمـولٌ = من البسماتِ ما انكدرتْ جهاما
يطوف العطر ُ مرتديا قصيـدا = ويندف قطن قافيةٍ غرامـا
يحلقُ .. لا يحلقُ ، بل تماهى = وبغدادا بآفاق النشامى
تمد غمامة لهما يديهـا = بحبلى الوطف ترتعش انسجاما
ألا انسجمي بمونقةٍ دواما = وكوني حيثما كنت الجماما
خراجك لي ، وقهقه ذو حسام = إلى يده سرى الحسم انتظامـا
فسُحي حيثما التطمتْ عيونٌ = إذا ما الأفقُ أرهقها التطاما
وقهقة ذو حسـام ألمعـيٍّ = وراح، فلا غماما أو حساما
خراج أم عروجٌ للمنافـي = لغيرك أسلس الغيم الزماما
وغيرك ذو اغتصاب واجترام = إذا عربٌ تشرذمتِ انقساما
وضاع في متاهتها دليـلٌ = فلم يعرفْ جدارا أو خيامـا
ولم يأنسْ رمالا شاخصاتٍ = وأطلالا وقد خلدتْ مقامـا
ولكن هجِّر الرمل اختلاسا = ومال العربُ ما انتبهوا قياما
عراقَ العز آنست انتكاسا = وحام الحزن منتضيا حساما
يحاصرني، فمن أين التفاتي ؟ = وكيف يجمع القلب الحطامـا ؟
دروبٌ واجماتٌ مطرقـاتٌ = أمرُّ بها، وقد ألقي السلاما
ولا أحد، كثيرٌ هم عبـورٌ = ولا خطوٌ ينازعني الكلاما
كأن الرومَ حاصرتِ القوافي = فلم تهدرْ قواصفها حِمامـا
كأني بالعراق وقد تحـدى = عكاظ الشعر يهتز احتداما :
" أنا البازي المدلُّ على " خصــوم = عراقُ العز يأبى أن يضاما
سَلاما
عراقَ الشعر والمعنى سلاما = إليك أتيتُ أستبقُ الغمامـا
تراودني القصائدُ شائقــاتٍ = فأحضنها وأنشرهـا حَماما
وترشفني القوافي دامعـاتٍ = فأرشفني وأرسلني سجاما
وتطوينـي المسافاتُ امحاءً = فأطويها وأسألنـي كلاما
كأن الحرفَ منتهب سفارا = إذا بغداد باديــة أقاما
كأنه طيفُ سائلــةٍ مراما = تماوج لونه وهمى رهاما
كأنه ممتط ، أبدا ، كميتـا = من الأضواء تنسجمُ انسجاما
كأنه من كميت الوقتِ كافٌ = وعرجونٌ إذا اختمرا مداما
تسامى من دنٍ ما تسامـى = وشف النخلُ فاستلم الخياما
ورب فجاءةٍ كانت حراما = تسنَّمها فما عادت حـراما
ومائـلةٍ، عـن اللقيـا دلالا = إذا خطرتْ تعطرها الخزامى
تذكرتِ الأصائلَ شاحبـاتٍ = كأن بها اعتلالا أو غرامـا
وما قالت لشاعرها : سلاما = إذا بغداد بادلت السلاما
على قدر تهادى الذكر موجا = وضيءَ الماء منفرجا ترامى
ولا زبدٌ يعم ولا غثـاءٌ = يهم بما إلى العلياء قاما
فراتٌ، والأجاج سرابُ قــول = من الكلمات لم ترقَ احتلاما
ودجلة، أضرم الحساد صـدرا = بنار الغيظ، والتموا انتقامـا
وبابلُ، ما الذي أملى بيـانٌ = من التاريخ ؟ ما خبرٌ تنامى ؟
أمن رحم الحضارات اشرأبـتْ = عراقُ الفيض أم فاضت دوامـا ؟
إلى قدر حبا التاريخ فيهـا = وباح بغرةٍ ، وشدا حساما
مذهبة من التاريخ ترقى = مآثر بابل تضع النظامـا
فلا فوضى. قد اصطفَّ ائتلافا = كتابُ المجد لا يشكو اختراما
وما اخترمتْ حضارة بابليٍّ = إذا زمنٌ تجاذبها اقتحامـا
ولكن سلسلتْ عهدا بهيـا = وللعربيِّ فيه مدى تسامى
وللشعراء باذخة القوافـي = وأشردُها عيونا وانسجاما
عكاظ الشعر لا يفد انتسابا = ولا من حوله الإيقاعُ حاما
وأوقد، من ملاحنه ، شموعا = تكاد تكون ، من طرب، حماما
وبغداد القصيدة رهن قيـد = تمطى عجبه صلفا وقامـا
وبغداد الرشيد فراش حلـم = بأجنحة مراقصةٍ كلامـا
حمامتها نواسية اصطبـاح = إذا اغتبقتْ فقد طابت مقاما
على ثغر الزمان لها شمـولٌ = من البسماتِ ما انكدرتْ جهاما
يطوف العطر ُ مرتديا قصيـدا = ويندف قطن قافيةٍ غرامـا
يحلقُ .. لا يحلقُ ، بل تماهى = وبغدادا بآفاق النشامى
تمد غمامة لهما يديهـا = بحبلى الوطف ترتعش انسجاما
ألا انسجمي بمونقةٍ دواما = وكوني حيثما كنت الجماما
خراجك لي ، وقهقه ذو حسام = إلى يده سرى الحسم انتظامـا
فسُحي حيثما التطمتْ عيونٌ = إذا ما الأفقُ أرهقها التطاما
وقهقة ذو حسـام ألمعـيٍّ = وراح، فلا غماما أو حساما
خراج أم عروجٌ للمنافـي = لغيرك أسلس الغيم الزماما
وغيرك ذو اغتصاب واجترام = إذا عربٌ تشرذمتِ انقساما
وضاع في متاهتها دليـلٌ = فلم يعرفْ جدارا أو خيامـا
ولم يأنسْ رمالا شاخصاتٍ = وأطلالا وقد خلدتْ مقامـا
ولكن هجِّر الرمل اختلاسا = ومال العربُ ما انتبهوا قياما
عراقَ العز آنست انتكاسا = وحام الحزن منتضيا حساما
يحاصرني، فمن أين التفاتي ؟ = وكيف يجمع القلب الحطامـا ؟
دروبٌ واجماتٌ مطرقـاتٌ = أمرُّ بها، وقد ألقي السلاما
ولا أحد، كثيرٌ هم عبـورٌ = ولا خطوٌ ينازعني الكلاما
كأن الرومَ حاصرتِ القوافي = فلم تهدرْ قواصفها حِمامـا
كأني بالعراق وقد تحـدى = عكاظ الشعر يهتز احتداما :
" أنا البازي المدلُّ على " خصــوم = عراقُ العز يأبى أن يضاما