المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إضاءات حول نقد المعيني لأنثى السحاب1ـ3



محمد الشدوي
15-12-2006, 08:12 PM
مدخل

منذ نشاط الأبحاث الأدبية في البلاغة وخصائصها(القرن الثالث)الهجري مازالت حركة البحث فيها تقدم حتى القرن الخامس وما يليه وبلغت أوجها، ومن أعلام هذا البحث: الجاحظ 250هـ وابن قتيبة 276هـ وقدامة بن جعفر 277 وأبا الحسن الجرجاني 266، والآمدي 370، وأبا هلال العسكري 395، والباقلاني 402، وابن رشيق 463، وابن سنان 466، وعبدالقاهر الجرجاني 471.
ثنائية اللفظ والمعنى
في القرن الثالث أسس الجاحظ الثنائية بين اللفظ والمعنى يقول الجاحظ «المعاني مطروحة في الطريق، يعرفها العربي والأعجمي، والقروي والبدوي، وإنما الشعر صياغة وضرب من النسج وجنس من التصوير».

ما ذهب إليه الجاحظ من أن المعاني مطروحة في الطريق ، وإنما الشأن في إقامة الوزن ، وتمييز اللفظ ، وإنما الشعر صناعة ، وجنس من التصوير] ، ومنهم من يمزج الكلمات المألوفة بغير المألوفة ويرون رأي أرسطو أن فن الشعر مزيج من الألفاظ المألوفة وغير المألوفة ، والتغير أو العدول عن الألفاظ الواضحة الأصلية إلى غيرها يعد تجديدًا في اللغة [ ، ومنهم من يكون غامضًا ، ولعل سبب الغموض أن الألفاظ غريبة ، أو مشتركة المعنى ، وهذا يقتضي تبسيط اللغة ، وخاصة إذا كان المعنى مبنيًا على مقدمات غير معلومة للقارئ [. وأصحاب مدرسة ( شعر ) اللبنانية الذين قلدوا الشعر الأوروبي بكل (موداته ) قدموا لنا محاولات تركيبــية جديدة لنظام الجملة وطبيعة اللفظة فيها فالشعر هنا صور ….. ويحدد أدونيس الكلمة فيها - أنها تزخر بأكثر مما تعد ،وتشير إلى أكثر مما تقول [ فالشعر عنده ثورة ، والكلمة معول هدم يجب أن تفرغ من الماضي ، وهو يعني بثورة اللغة أن تصبح الكلمة - وبالتالي الكتابة قوة إبداع وتغير تضع العربي في مناخ البحث والتساؤل والتطلع

الشعر العربي في خصيصة صياغته، وطريقة تشكيله وتقديمه، وإن براعة الشاعر الخاصة هي الشكلية أو الأسلوبية وفرادة الطريقة التي يتميز بها، ولم تعد أهمية للمعاني فهي ميسرة ومطروحة في الطريق.
اللفظ والمعنى عند ابن قتيبة
الفصل بين اللفظ والمعنى في الشعر ظهر عند ابن قتيبة أيضا حيث يقسم النص الشعري الى أربعة اضراب:
1 حسن لفظه وجاد معناه. ( النزق لدى المعيني مستقبح
2 حسن لفظه وحلا، وإما معناه فليس فيه فائدة.
3 جاد معناه وقصرت الفاظه.
4 تأخر معناه وتأخر لفظه.
والمراد باللفظ كل ما يتعلق بالصياغة أو طريقة تشكيل المعنى والصور البلاغية والفنية، فهو هنا يفصل بين اللفظ والمعنى، وأن المعاني كما يرى تتفاوت وليست كما يعتبرها الجاحظ بأنها «مطروحة في الطريق».
القول بثنائية اللفظ والمعنى في الشعر أضرت بالنقد الأدبي عند العرب وأدت إلى الفصل الكامل بين شكل العمل الأدبي ومحتواه، والنظر إلى الصور الفنية، وكل أشكال الأسلوب باعتبارها من أشكال الزينة الطارئة على معنى سابق عليها.
وممن انتقد الفصل بين اللفظ والمعنى من النقاد عبدالقادر الجرجاني صاحب كتاب دلائل الاعجاز وأسرار البلاغة، فقد أثبت مبدأين:
الأول: أن البلاغة لاتقوم على اللفظ بذاته ولا على المعنى بذاته بل على طريقة نظمها معاً في الجملة.
الثاني: النظم العالي لايعني مجرد الإجادة في رصف الألفاظ والعبارات كقول أحدهم «لله درّ خطيب قام عندك يا أمير المؤمنين: ما أفصح لسانه، وأحسن بيانه، وأمضى جنابه، وأبل ريقه، وأسهل طريقه، أو كقول الجاحظ «جنبك الله الشبهة وعصمك عن الحيرة، وجعل بينك وبين المعرفة نسباً، وبين الصدق سبباً، وحبب إليك التثبت وزين في عينيك الانصاف، الخ فهذا عند الجرجاني كلام حسن الرصف سبيل صاحبه في ضم بعضه إلى بعض سبيل من عمد إلى لآل فخرطها في سلك لا يبتغي أكثر من أن يمنعها من التفرق».
فالبلاغة عند الجرجاني لاتقف عند الاجادة في رصف الألفاظ.

وركز معي هنا ياحسن فاللآليء من جمس واحد والمفردات كاللآلي عندما يمتهنها شاعر نظام يكون بمثابة الجامع لها من التفرق

فهذا عند الجرجاني كلام حسن الرصف سبيل صاحبه في ضم بعضه إلى بعض سبيل من عمد إلى لآل فخرطها في سلك لا يبتغي أكثر من أن يمنعها من التفرق.

محمد الشدوي
15-12-2006, 08:49 PM
2ـ3

لست أدري لماذا توظيف مصطلح ( النزق ) وماذا تعني به ؟
لأن النزق في العربية يطلق على الكذب والدجل وسوء الطباع
فيقال : فلان نزِقٌ – بكسر الزاي - أي كاذب وسيء طبع
فإن كان هناك من معنى آخر فلست أدري !!
غير أني لا أرى مناسبتها هنا بتاتاً وكان هناك من البدائل
ما هو أجمل مما يتوافق مع رقة النص وروعته
،http://www.sfsaleh.com/vb/showthread.php?t=85702


وهنا أقول لأستاذنا الناقد الفذ(رب كلمة قالت لصحابها دعني, فأنا أجدك افتأت على ابن منظور والفيروز أباد وصاحب تاج العروس بإضافة كلمة الكذب والدجل ,وكأني بك تشويهيا ياحسن وهذه سننتزق أنا وأنت ردحا طويلا حولها
وهنا أضع للجميع تعريفات النزق تم نسخها نسخا من قواميس اللغة إلا إذا كان لحسن المعيني (قاموسا خاصا) يستقي منه مفرداته اللغوية)


لسان العرب والقاموس المحيط وتاج العروسوكذلك الرجلُ. أو تقدّم خِفّةً ووثَب، فهو نَزِقٌ، وهي نزِقَةٌ، قال زُهيْر:
فضْلُ الجوادِ علَى الخيْلِ البِطاءِ فلا يُعطي بذلك ممْنوناً ولا نزِقا
وأنزقَه، ونزّقَه غيرُه إنْزاقاً، وتنْزيقاً: ضرَبه حتى ينْزوَ وينْزَقَ. وفي التّهذيب: حتى يثِبَ
نهْزاً. ونزِق كفرِح، وضرَب نزَقاً ونزْقاً: طاشَ
وخفَّ عنْدَ الغَضَب، وقيل: النَّزَق: خِفّةٌ في
كلِّ أمر وعجَلة في جهْل وحُمْق. قال رؤبة يصِف حِماراً:
مُماتِنٌ غايتَها بعد النّزَقْ



ونزِقَ الإناءُ والغَديرُ: امتلأ إلى رأسِه. وناقٌَ نِزاقٌ مثل مِزاق ككِتاب: سَريعة. ونازَقَا نِزاقاً
ومُنازَقَة، وتنازَقا: إذا تَشاتَما، كما في العُباب. وفي اللِّسان: تنازَق الرّجُلان تنازُقاً ونِزاقاً
ومُنازَقَةً: تشاتَما، الأخيرَتان على غيْر الفِعْل. ومكانٌ نزَقٌ، مُحرّكة أي: قريبٌ، نقَله
الصاغانيّ. ونازَقَه: قارَبَه. وقال أبو زيْد: أنزَقَ الرجلُ: إذا أفْرَطَ في ضَحِكِه وأكْثَر،
وكذلك أهْزَقَ. وقال ابنُ الأعرابيّ: أنْزَقَ الرّجُلُ: إذا سفِهَ بعدَ حِلْمٍ. ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:
المُنازِقُ: الكثيرُ الكلام. والنّزَقُ والنّيْزَق: لُغة في النّيْزَك، قال الشاعر:
وثَدْيانِ لولا ما هُما لم تكدْ تُرَى على الأرْضِ إن قامَتْ كمِثْلِ النّيازِقِ
كأنّما عِدْلا جُوالِقٍ اصْبَحا وحشْوُهُما تِبْنٌ على ظهْرِ ناهِقِ
ونازَقَه نِزاقاً: سابقَه في العدْو، وكذا في النّوادِر.

النًزَق: خِفًةٌ في كل عَمَل وعَجَلَةٌ في جَهْل، رَجُلٌ نَزِق، نَزِقَ يَنْزَقُ، وقيل: نَزَقَ يَنْزُقُ.
ونَزقْتُ الفَرَسَ: ضَرَبْته حتّى يَنْزُوَ. وكُنا بمَكانٍ نَزَقٍ: أي قَرِيبِ.
ونازَقْتُ الرَّجل مُنازَقَةً: أيَ قارَبْته. والنَزَقُ: الإسْرَاعُ في الكلام.

أين الكذب والدجل ياحسن مما ورد في القواميس, علما أني قاموس محمد الشدوي الذي يستقي منه مفرداته هو قاموس (الحسن بن علي بن الحسن الهنائي الزهراني) وهو أول من ألف في اللغة ويلقب بكراع النمل وهو الذي تجده لدى بن منظور منعوت بالشاذوالعملية ليس لها علاقوة باللغة بل سيسية بحته لامجال لذكرها هنا فهي تتعلق بالأباضية وأتباعها


تبغي النجاة ولم تسلك مسالكها..................... إن السفينة لاتجري على اليبس

وهنا تعال معي أيها الناقد المبدع لتأخذ درسا مجانيا فيعلم الدلالة وبعدها سننتوق حول التأويل ونظرية التأويل عند المعتزلة. والدراسات الأسلوبية وعلم لغة النص
وخذ عني مايلي
ماذا لو سمع المعيني طرقة الباب,, ينتقل ذهنك إلى أنّ شخصاً ما على الباب يدعوك فالطرقة دال، ووجود الشخص مدلول، والصفة الحاصلة هي الدلالة. والسبب في الانتقال في مثل هذا الموارد هو أنَّ الرنّة والطرقة وضعتا لهذا الغرض، فلو كانت الرنَّة صادرة من جهازٍ لم يوضع لهذا الغرض، مثلاً لم يكن مُتصلاً بالخط أو كان لعبةً للأطفال، فهي حينئذٍ لا تدلُّ على شيء أصلاً.
إذن الدلالة لم تحدث إلاّ بعد الوضع، فلولا الوضع لما تحقَّقت الدلالة.
ومن هنا عُرِّفت الدلالة بالتعريف التالي:
"كون الشيء بحالة إذا علِمت بوجوده انتقل ذهنك إلى وجود شيء آخر".
تنقسم الدلالة إلى أقسام ثلاثة:
1-الدلالة العقلية.
2-الدلالة الطبعية.
3-الدلالة الوضعية.
1-الدلالـة العقليـة:
هي الدلالة التي تنشأ من الملازمة بين الشيئين ملازمةً ذاتية في وجودهما الخارجي "كالأثر والمؤثِّر" و"كضوء الصبح الدال على طلوع الشمس". وتتميَّز هذه الدلالة بأنَّها: وهكذا كانت النزق ياحسن وليس الكذب والدجل التي أخترعتها وجعلتني في منازقة مع ابن منظور وأصحاب القواميس.
فعند مراود سناء الطيف يرقص القل خفة وولها وطربا

لا تختلف باختلاف الأشخاص والأمصار، فهي تحصل لأيِّ إنسانٍ مهما كان سواء العالم أو الجاهل، القروي أو الحضري.
2-الدلالـة الطبعيـة:
وهي فيما إذا كانت الملازمة بين الشيئين ملازمة طبعيَّة أي يقتضيها طَبْعُ الإنسان، وقد تختلف حسب طباع الناس. كدلالة "آه" على التوجع، "آخ" على الألم و"أُف" على التأسف والتضجر، فعندما تسمع كلمة "أف" من إنسان أو تشاهد اصفرار لونه، تعرف بأن هذا الإنسان مريض، ومادام أنَّ طبائع الناس مختلفة، فربَّ أمرٍ يدلُّ على حالةٍ عند جماعة من الناس ولا يدلُّ عند آخرين فمثلاً نشاهد أنَّ البعض عندما يفكر، يضع يده على جبهته أو يعبث بما يحمل من أشياء والبعض الآخر يمشي أو يسكت.
3-الدلالـة الوَضعيـة :
هي فيما إذا كانت الملازمة بين شيئين ناشئة من التواضع والاصطلاح، وذلك باتفاق جماعة على وضع شئٍ لشئ.
اللفظيَّـة وغير اللفظيَّـة :
ثم إنَّ الدلالة الوضعيَّة تنقسم إلى قسمين:
- دلالة وضعية لفظية.
- دلالة وضعية غير لفظية.
الدلالة الوضعية غير اللفظية:
وهي ما إذا كان الدال الموضوع غير لفظ، كإشارات المرور.
الدلالة الوضعية اللفظية:
وهي الدلالة التي تنشأ من اللفظ الموضوع.
أقسام الدلالة الوضعيَّة اللفظيَّة :
وهذه تنقسم إلى أقسام ثلاثة : مطابقية، تضمنية و إلتزامية.
الدلالة المطابقيّة :
فيما إذا كان اللفظ يدل على تمام معناه الموضوع له ويطابقه، مثل لفظ "الكتاب" الدال على تمام معنى الكتاب، أو لفظ "الحرم" الدال على تمام الحـرم المكِّي أعني البلد الحرام.
الدلالة التضمنية :
فيما إذا كان اللفظ يدل على جزء من معناه الموضوع له الداخل ذلك الجزء في ضمنه. مثل دلالة لفظ "الكتاب" على الورق وحده أو الغلاف فقط، أو دلالة "الحرم" على المسجد الحرام خاصة.
الدلالة الإلتـزامية :
فيما إذا كان اللفظ يدل على معنى خارج عن معناه الموضوع له، لازم له، يستتبعه استتباع الرفيق اللازم الخارج عن ذاته، فالإرتباط بينهما عقلي لا لفظيٌّ كما في الدلالة التطابقية أو التضمنية.
ولكن هذا الإرتباط لوضوحه ولزومه البَيِّنْ(سوف نوضح المقصود من اللزوم البين، راجع ص125) صيَّر الدلالة واضحة وكأنَّها مستفادة من اللفظ، ولهذا صارت الدلالة الإلتزاميَّة من جملة الدلالات الوضعيَّة اللفظية، رغم أنَّها في الحقيقة عقليَّة بحتة.
مثلا حينما تقول: "اشتريت داراً"، فكلمة "الدار" هذه تشمل الطريق الذي هو خارج عنه لازم له، فالطريق غير داخلٍ في الدلالة التطابقية ولا الدلالة التضمنية بل هو من الدلالة الإلتزامية. وكلمة "الحاسب الآلي" غير دالة على "الفأرة"، بالمطابقة أو التضمُّن، ولكنَّها دالة عليها بالدلالة الالتزامية.
إذن الدلالة الإلتزامية هي ليست دلالة لفظية بل عقلية بَيِّنـة، ومن شدة وضوحها سميت دلالة لفظية، ومن هنا اشترطوا في الدلالة الإلتزامية وجود التلازم الذهني بين معنى اللفظ والمعنى الخارج اللازم، وينبغي أن يكون التلازم راسخاً في الذهن، بحيث ينتقل الذهن من سماع اللفظ إلى لازمه مباشرةً.
هل الشعر فن قومي أم فن أممي ؟ وهل هو فن لغوي أم فن بصري..؟ وهل القيم الجمالية في الشعر هي رديفة للقيم الفكرية الأخرى كالسياسة والحقوق والأخلاق..؟ أم أن جمال الشعر يختلف جملة وتفصيلا عن جمال الفكر..؟ ولماذا اصطرعت الثقافة الحديثة حول الشعر ونقده بصورة مأساوية ولا نجد اصطراعها ذلك حول الفنون البصرية أو حول فن المسرح ، أو حتى حول فن القصة القريبة من الشعر رغم أن القصة هي بنت الأدب الصحفي كما يقولون، مع أن فن القصة يرجع الى الحكاية والى التاريخ؟.
قال الأدباء، منذ ابن سلام الجمحي والجاحظ وحتى علي أحمد سعيد (أدونيس) أن الشعر ظاهرة لغوية أصلا . ومماثلته بالفنون البصرية كالرسم والنحت أو بفن المسرح الأوروبي ، هي مماثلة خاطئة أو هو من التشبيه الرديء، فليست أدوات البناء الشعري وموضوعاته أو الوسائل التوصيليه هي نفس الأدوات والموضوعات والوسائل في الفنون الأخرى أدبية كانت أو فنية.
فاللوحة التي تعتبر وسيلة لإيصال الرسم وموضوعه ، لا تستخدم الريشة والألوان إلاّ على رقعه ورقية أو خرقة محددة المساحة ، وتنفذ إلى الوعي ليس عبر حاسة السمع ، وإنما عبر حاسة البصر ، أما الشاعر فأنه يستخدم الكلمة والوزن والقافية لإيصال المعنى إلى الوعي عبر حاستي السمع والبصر ، عبر الكلام المنشود أو عبر الكلام المكتوب ، وكذلك نجد أن معنى اللوحة تستنبطها الأبصار بأحاسيس سطحية لا تنفذ إلى الوعي إلا بالتخمين والتأويل فتكون الظنون والشكوك محور الوعي الحسي المباشر ، أما معنى الشعر فيدرك بالأذن وبالعقل وبحاسة الإدراك الداخلية، وتسمى الحس المشترك، ومن هذا كله يكون الوعي الجمالي بالمعنى الشعري، ويكون اليقين وإن تعددت التصورات.
هناك من قال أن الشعر صورة بلاغية يبلغ بها الشاعر وعي المتلقي أو صورة بيانية يعبر بها الشاعر عن أحاسيسه الجمالية إزاء هذه الظاهرة الجمالية أو تلك ، وقالوا إن الشعر صورة فنية محكمة البناء من حيث اللغة والوزن والقافية وصحة المعنى وسلامته ، وما يلازم ذلك من تناظر وتألف وتناسب بين أجزاء الصورة . ولكن كلمة (الصورة] هنا كلمة مجازية ويقصدون بها الصياغة اللغوية للمعنى الشعري.
ومن هنا قالوا إن جمال الشعر في جمال الصياغة وتآلف النسيج بصورة يكون جمال الموضوع جزءاً من جمال الشكل الشعري ، ولهذا الشكل عناصر بنيوية ، ونسق شعوري هما ما يجعلان الشعر شعرا .. وإلا فلا شعر بدون صورة بلاغية واضحة، وفي شكل جميل يجذب المستمع أو القارئ إلى ذلك المضمون الجمالي.
والألفاظ في صورتها المكتوبة وفي صياغتها اللغوية ونسيجها هي كلها ألفاظ مجازية وليست حقيقية وغرضها بيان وحدة القصيدة، وتناسب أجزائها اللغوية والشعورية والموسيقية ، كتناسب أجزاء المادة أو الكائن.

شوق الجنوب
15-12-2006, 09:52 PM
استاذي الفاضل :

محمد الشدوي

شكرا لتوضيحك المسهب ولعلنا نقتات من فيض علمك

فقد اتضحت الرؤيا وابتعد الالتباس

فلك شكري وامتناي



شوق الجنوب