المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصص بين الاتباع والابتداع؟؟!!



خيال فارس
10-12-2006, 06:23 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأله وصحبه ومن والاه وبعد

من المعلوم أن الدعوة إلى الله عبادة من أجل العبادات, ومن أعظم مايتقرب به العبد لربه قال تعالى:(ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)
قال ابن كثير رحمه في تفسيره : (أي دعا عباد الله إليه " وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين " أي هو في نفسه مهتدٍ بما يقوله فنفعه لنفسه ولغيره لازم ومتعد وليس هو من الذين يأمرون بالمعروف ولا يأتونه وينهون عن المنكر ويأتونه بل يأتمر بالخير ويترك الشر ويدعو الخلق إلى الخالق تبارك وتعالى وهذه عامة في كل من دعا إلى الخير وهو في نفسه مهتد... .)
وقد بين – سبحانه - أن أهل الدعوة الحقة إليه من المفلحين قال سبحانه : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون). وغيرها من الآيات التي جاءت تبين فضل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى .


وقد جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام ما يدل على ذلك فقد ثبت في الصحيحين من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه -
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (والله لئن يهدي الله بك رجلا واحد خيرا لك من حمر النعم.)
قال النووي - رحمه الله - في شرح مسلم : (وحمر النعم : هي الأبل الحمر ,وهي من أنفس أموال العرب, يضربون بها المثل في نفاسة الشيء, وأنه ليس هناك أعظم منه). وغير ذلك من الأدلة التي بينت فضل هذه العبادة, والتي لايتسع المقام لذكرها.

أقول: ومن المعلوم أن جميع العبادات لابد من شرطين لقبولها وهما :
1 - إخلاص النية لله .
قال سبحانه : (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة(.
وفي الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ...... ) إلى أخر الحديث.

2- موافقتها لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال سبحانه : (وأن هذا صراطي مستقيما فأتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله.)
وفي الصحيحين من حديث عائشة - رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (من أحدث من أمرنا ما ليس منه فهو رد .)
وفي رواية مسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد.)

والأدلة على هذين الأصلين كثيرة في الكتاب والسنة.

وللإختصار فقد خرج الآجري – رحمه الله - في كتاب الشريعة عن علي وابن مسعود - رضي الله عنهما – أنهما قالا : (لاينفع قول إلا بعمل, ولا عمل إلا بقول, ولا قول ولا عمل إلا بنية, ولانية إلا بموافقة السنة).
قال ابن قاسم – رحمه الله – في "شرح كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب" : ولا بد في الدعوة إلى الله تعالى من شرطين:
أن تكون خالصة لوجه الله تعالى.
وأن تكون على وفق سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
فإن أخل بالأول كان مشركا وإن أخل بالثاني كان مبتدعا".


فإذا تقرر لدينا هذا علمنا أن وسائل الدعوة إلى الله توقيفيه أي لابد أن تكون على وفق ماجاء بالسنة النبوية المطهرة وقد انتشرت في زماننا هذا وسائل محدثة في الدعوة إلى الله بدعوى أن فيها صلاح للناس, وقد قال الإمام مالك – رحمه الله - : (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به آخرها).

ومن الوسائل التي جاءت في الشرع في الدعوة إلى الله القصص.
قال تعالى : (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون).
ولكن قد جاء في السنة أحاديث أخرى عن النبي - صلى الله عليه وسلم – وعن صحابته - رضوان الله عليهم – ما تفيد النهي عن إتخاذ القصص من وسائل الدعوة ومن ذلك :
ما رواه الطبراني عن خباب بن الأرت – رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال : (إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا).
وروى ابن ماجه بسند حسن عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما – قال : (لم يكن القصص في زمن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا في زمن أبي بكر ولا زمن عمر ).
وروى الإمام أحمد عن السائب بن يزيد قال : (أنه لم يكن يقص على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا زمن أبي بكر ولا زمن عمر).
وروى الطبراني عن عمرو بن زرارة قال : (وقف عليََّ عبدالله بن مسعود وأنا أقص. فقال : يا عمرو! لقد ابتدعت بدعة وضلالة, أو إنك لأهدى من محمد - صلى الله عليه وسلم – وأصحابه ).
فكيف الجمع بين هذه الأدلة المتضاربة نقول :


حاشا أن يكون في كتاب الله أو سنة رسول الله مايخالف أحدهما الآخر والجمع بينهما قد ذكره العلماء ومن هؤلاء العلماء الحافظ أبي الفرج بن الجوزي – رحمه الله – فقد ذكر في كتابه "القصاص والمذكرين" قال : (سأل سائل فقال : نرى كلام السلف يختلف في مدح القصاص وذمهم فبعضهم يحرض على الحضور عندهم وبعضهم ينهى عن ذلك ونحن نسأل أن تذكر لنا فصلا يكون فصلا فهذا الأمر.
فأجبت : إنما كره بعض السلف القصص لأحد ستة أشياء :
1- أن القوم كانوا على الإقتداء والإتباع فكانوا إذا رأوا ما لم يكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أنكروه.
2- أن القصص لأخبار المتقدمين يندر صحته.
3- أن التشاغل بذلك يشغل عن المهم من قراءة القرآن ورواية الحديث والتفقه في الدين.
4- أن في القرآن من القصص وفي السنة من العظة ما يكفي عن غيره مما لا يتيقن صحته.
5- أن أقواما قصوا فأدخلوا في قصصهم ما يفسد قلوب العوام.
6- أن عموم القصاص لا يتحرون الصواب ولا يتحرزون من الخطأ لقلة علمهم وتقواهم.
ثم أخرج بسنده عن جرير بن حازم قال : سأل رجل محمد بن سيرين عن القصص فقال : بدعة إن أول ما أحدث الحرورية القصص – الحرورة هم الخوارج - )


قلت : وقد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع ). والحديث خرجه مسلم من حديث أبي هريرة.
وكثير من الوعاظ والدعاة الذين يتخذون هذه الوسيلة طريقة في دعوتهم يذكرون القصص بلا تحري ولاسند فتكون داخلة في هذا الحديث.
وقد ذكر الإمام مسلم في مقدمة صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : (سيكون في آخر الزمان أناس من أمتي يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا أباؤكم فإياكم وإياهم ). وهو صحيح على شرط الشيخين.

فإذا خلت القصص من الأمور السابقة الذكر جاز إستخدامها وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله.
والواجب على الدعاة أن يعلموا ا الناس ما ينفعهم في دينهم وأن يذكروهم بالكتاب والسنة لا بالقصص والواقع أن بعض الدعاة هداهم الله قد يخرج شريطا كاملا كله في القصص .
قال الإمام محمد ناصر السنة الألباني في السلسلة الصحيحة "ج/3" بعد أن ذكر حديث النبي – صلى الله عليه وسلم - : (إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا). قال رحمه الله : (وأقول ومن الممكن أن يقال : أن سبب هلاكهم اهتمام وعَّاظهم بالقصص والحكايات دون الفقه والعلم النافع الذي يعرَّف الناس بدينهم فيحملهم ذلك على العمل الصالح. لما فعلوا ذلك هلكوا وهذا شأن كثير من قصاص زماننا الذين جل كلامهم في وعظهم الاسرائيليات والرقائق والصوفيات نسأل الله العافية).

بعض الآثار التي وردت في التشنيع على القصاص



أخرج ابن وضاح في كتابه "البدع والنهي عنها" بسنده إلى الضحاك أنه قال : (رأيت عمر بن عبدالعزيز يسجن القصاص, ومن يجلس إليهم).
وفيه أيضا عن همام بن الحارث التيمي قال : ( لما قصَّ إبراهيم التيمي أخرجه أبوه من داره وقال : ما هذا الذي أحدثت).
وفيه أيضا أن عمر بن العلاء اليماني سأل سفيان الثوري, قال : (يا أبا عبدالله أستقبل القاص قال ولوا والبدع ظهوركم) .
وأخرج المروزي عن سالم أن ابن عمر – رضي الله عنهما – كان يلقى خارجا من المسجد فيقول : (ما أخرجني إلا صوت قاصكم هذا).
وأخرج الإمام أحمد في كتابه الزهد عن أبي المليح قال : ( ذكر ميمون القصاص فقال : لا يخطئ القاص ثلاثاً:
إما أ، يسمن قوله بما يهزل دينه أو أن يعجب بنفسه أو أن يأمر بما لا يفعل ).

وأخيرا :


أعلم أن هذا الموضوع قد يثير إستغراب البعض لإنتشار القصص في الدعوة بلا تحري !!!
ولكن ليس العبرة فيما عليه الناس وإنما العبرة فيما كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم ثم لننظر هل كانت طريقة علمائنا كذلك مثل الشيخ عبدالعزيز بن باز و الشيخ ابن عثيمين و الشيخ الألباني وغيرهم ؟؟؟
أم أن هؤلاء لم يكونوا حريصين على ما ينفع الناس ويهدي به الله الناس ؟؟؟
حاشاهم ذلك ولكن كان عندهم قوة تمسك بالسنة و إتباع لسلف الأمة – رحم الله علماء المسلمين –


هذا ما أحببت بيانه و إيضاحه.


منقوول


وأنتظر مشاركات الأخوة الأعضاء .

سعد البراق
10-12-2006, 06:58 AM
قال الله تعالى مخاطباً نبيه { واقصص القصص لعلهم يتفكرون }

وقال تعالى {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى}

والمقصود في هذا هي قصص الامم التي كانت قبل عهد النبي صلى الله عليه وسلم والتي ذكرها الله في القران

القصه غالباً تترك اثر في نفوس الناس فهو اسلوب نبوي تربوي وكثيراً ما كان النبي يقصص على اصحابه

مثل حديث من قتل ما ئة نفس .

ولكن بالاونة الاخيره كثرت القصص في الاشرطه الاسلامية وقل ما تجد شريط الا فيه قصه حدثنا فلان عن فلان

ولا يعلم من هو فلان الاول ولا فلان الثاني بعضها نضنه صحيح وبعضها من سياق القصه تشك بصحتها

ونحن هنا لا ننكر على المشائخ اللذين انتهجوا هذا النهج فهم مجتهدين فجزاهم الله خيرا ولا نقول انهم مبتدعه

ولم اسمع ان احدٍ انكر عليهم ومع هذا كله فيجب على الداعي ان يتثبت من صحة القصه قبل ذكرها

سعد البراق
10-12-2006, 07:00 AM
نسيت ههههههه

ساري الليل الله يجزاك خير

سندهم
10-12-2006, 10:17 AM
الله همى ارحم ابن باز وكل من اتبعه الى يومنا هذا


مشكور خذ فنجال اقلط

صدى المشاعر
10-12-2006, 04:19 PM
جزاك الله خير

السماهر سامي ساري
10-12-2006, 04:46 PM
الله يجزاك الخير ويكثر من امثالك

ويجعل ماتقدم في ميزان حسناتك

خيال فارس
11-12-2006, 06:00 AM
أسامة سعد

أشكر مرورك

والله يجزاك خير

وأول كلامك رائع

لكن


لكن


لكن


آخره ما أدري وشلون داخل


المهم:

أخي أسامة بورك فيك


هل سألت المشايخ - كذا هو الصحيح في اللغة - عن حكم القصاص؟

وهل القصاص في هذا العصر يخالفون القصاص في العصر الماضي, وقد سبق بيان حكمهم؟


وما رأيك بأحد المشايخ - كذا قال عنه الناس - افرد شريطا كاااااااااااااااااملا لقصة قال عنها الذهبي: (موضوعة)!!!

هل هذا يستحق حقيقة أن يكون شيخاً!!!

خيال فارس
11-12-2006, 06:03 AM
سندهم

هلا فيك من جديد

لكن اللهم ارحم الصحابة ومن سار على نهجهم

أليس هذا أولى

ولا أقدح في ابن باز عليه رحمة الله

لكن الصحابة خير

أليس كذلك !!!!!!!1

خيال فارس
11-12-2006, 06:06 AM
صدى المشاعر

وجزاك الله خيرا

خيال فارس
11-12-2006, 06:08 AM
السماهر سامي ساري

اللهم آمين

وشكرا لمرورك