المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .. ولكنّه نثرُ القبائل



د/مصطفى الشليح
07-12-2006, 09:49 PM
.. ولكنّه نثرُ القبائل








نبا السيفُ والهامُ العنيدةُ تَصطفّ = وقد أيْنعتْ لكن نبا دونها السَّيفُ
كأنْ لم يكنْ عَضبًا يُدوِّنُ مقطعا = من الشعر، والهَيجاءُ يُنشدها الكفُّ
وما كان بتّارًا وأجذمَ مخذمٍ = إذا الضارياتُ الغُمضُ عاج بها العسفُ
ولا كان هنديًّا ظباتُه رحلةٌ = بأروعَ خنذيذٍ إلى حيثما الرَّجفُ
ولا سفرًا بالمُعتدين إلى الردى = وقد وجمتْ عينٌ وما صدَّقَ الطرفُ
ولا عبرًا والحادثاتُ هواتفٌ = بأخبارها الجُلَّى، فما نزلتْ سجْفُ
نبا السيفُ، والتاريخُ عريٌ، وما نبا = كلامٌ من التاريخ بالوهم يلتفُّ
كأنَّ الذي قد كان مجدا مؤثلا = على عَمدٍ شمَّاءَ لم يعرُه كسفُ
ولم تغتمضْ شمسٌ ولم يخْبُ عمرُها = ولمْ تغدُ نثرًا أمةٌ ما لها صفُّ
زمانٌ وقدْ دارَ الزمانُ كما ترى = على العربِ " الأمجادِ " واستحكمَ الخلفُ
موانعُ، ما بينَ الحدودِ، قواطعٌ = ولا إلف.َ هلْ يدنو منَ المُديةِ الإلفُ ؟
وهلْ يطرقُ المهوى وقدْ أوقد الغضى = مجامرَه تلهو، ومحجرُها كهفُ
أم الوحدة الكبرى منازلُ درَّسٌ = وقدْ وقفَ الباكون وانصرفَ الوصفُ ؟
" لخولة أطلالٌ " هل اسْتنوقَ العلى = وما برحتْ أعناقُه مائلةً تغفو ؟
تراها تغضُّ الطرفَ تكتنهُ المدى = أم الشعرُ يدعو أنْ يُغضّ لها طرفُ ؟
" وقوفا بها صحبي " وللنخل آيةٌ = وآيلة أعْجازُها حينما تقفـو !
ولا خطوَ تقفو غير ما ترك النوى = من الهذي في صحراءَ ضاعَ بها الخُفُّ
حفاةٌ من الأحلام تَمضي عصائبٌ = تحفُّ بها الأوهامُ منْ حيثما تهفو
ولا نعلَ .. للأطلال ذاكرةُ السدى = جدارٌ من الأسْمال يعلو ويلتفُّ
ولا أيكَ يشتارُ الهديلُ أريَّه = مُنادمةً، والأيكُ رُمته كهفُ
فما نرتدي إلا كهوفا من البلى = وإلا صروفا صبَّها الراقدُ الصِّرفُ !
تئنُّ الجباهُ الناضراتُ منَ الونى = ويَسودُّ في إطراقِها البارقُ الرفُّ
قتادُ الأسى زادٌ ألا حبذا الطوى = إذا ما سِنادُ الأمر أعْوزه الثقفُ
ولا رُقيةٌ ، كلُّ الكلام مدائنٌ = إذا سلسلتْ معنى تَشرَّبه الزَّيفُ
كلامٌ، وقد طارَ الحمامُ وأقفرتْ = مرايا، ولم يعبرْ حواشيَها حرفُ
لكم خطبة عجماء سامرها الصَّدى = كأن الصدى، من خطبةٍ ، عربٌ تغفو!
يطيرُ الحمامُ الحرُّ منْ غبش هَمى = يحط حمامُ القلب في نبرةٍ تصفو
على وتر يحنو وقد شدَّ قوسَه = إلى وتر، في القلب، بالعزِّ يلتفُّ
وغنىَّ بأقدام البطولةِ شارعٌ = له الصدرعمرٌ، ما الغناءُ؟ وما الدفُّ ؟
فلولا انحراقُ الذاتِ معنىً وسطوةً = لما انسربتْ نارٌ، ولا غمغمَ الكشفُ !
خرائبُ غرثى ذاتُنا ومفازةٌ = تَعاورها الإبلاسُ واليأسُ والنزفُ
إذا لم يُتوِّجْها انحراقٌ بنوره = ولم يَستبقْ شوقٌ إلى حيثما الشوفُ
خرائبُ تعوي أم هيَ الذاتُ لا تني = عن اللغو أم بيداءُ غرَّبَها الطوفُ ؟
كأنَّ الحديثَ المَحْلَ غِربيبُ نخلةٍ = توغَّلَ تاريخا تطاوحَه العقفُ
فمِنْ كلِّ حِقْفِ السارياتِ تذكرًا = معالمُ منْ طخياءَ يعدو بها حقفُ
على الأفق والذكرى تَمائمُ صِرفةٍ = إلى خَبر ترنو وقد همهمَ الطرفُ
هنالكَ آياتٌ ، وثمة دارةٌ = منَ العزِّ سُقياها غَمائمُها الوُطفُ
عَمائمُها زُهرٌ ولا نجمَ غيرها = إذا المُدلهمَّاتُ اسْتعرَّ بها الحِلفُ
وحوَّم حولَ الدار منْ باشق الذُّرى = دَعيٌّ تَغشَّاه حجارتُه الرَّصفُ
أتى ضاريا فانهارَ مسعى ومخلبا = وقام خطيبا في مضاربه السيفُ
" ألا ما لسيفِ الدولةِ اليوم عاتبا " = وما ظفرت رومٌ ولا استحكمَ الخُلفُ
" فداه الورى أمْضى السيوفِ مضاربا " = وهَبَّ إليه الشعرُ والبشرُ والرَّفُّ
تولتْ فلولٌ والدمستقُ خرقةٌ = منَ الرُّعبِ خرقاءٌ وقد ولولَ الحتفُ
أموقعةٌ ما راء أم أسدُ الشرى = إليه سرى والمَوجُ بالموج يلتفُّ ؟
أتيٌّ من الإيمان عمَّ زئيرُه = وأنشبَ ظفرا عزمُه فانجلى الكسفُ
وحملقَ خبلا ذا الدمستقُ وانثنى = يُحاوره عند انثناءتِه الخفُّ
قتامٌ من الإرجافِ ينهشُ قلبَه = سوادا إذا ما شابَ خضَّبه الرجفُ
وثقَّفه حتى ثمالة أمْته = وما اعوجَّ من أمر له الرجلُ الثقفُ
وخبَّره أن المجنَّ مهلهلٌ = وأهونُ منه غزو قوم همُ الأنفُ
وأن سيوفَ العربِ مشبوبةُ الظبى = إذا جرِّدتْ يصحو ... ولا يغفو
فيا ليتَ شعري والقصيدةُ واحةٌ = إليها يُولي وجهةً شاعرٌ صرفُ
" ألا ما لسيف الدولة اليوم عاتبا " = أراء دويلاتٍ وما راءه السيفُ
أمَ انه وارى القصيدة غاضبا = وما راقه الإقواءُ يندى به الوقفُ
ورابه منها ما تشظى وما برى = وأعمدةٌ معقوفةٌ أسُّها الحذفُ ؟
فخلِّ " مفاعيلن " يرجُّ خباءَها = وخُذكَ سرى والليلُ للمُنتهى طرفُ
لعلَّ ديار القلب تبدو ضواحيا = فلا حجبٌ والسَّمهريَّةُ تصطفُّ
ألا " فاعلن " يغشى الكريهة باسما = يُناجزُ صرفا والمهامزُ تلتفُّ
ويأتي النواصي و " المنايا مواثل " = وللنقع ألهوبٌ تداوله الحتفُ
فمنْ عجبٍ أنَّ الدُّمستقَ ما قضى = رمادا وقد وافى دمارا له عسفُ
وأمَّ ديارَ العربِ يلهثُ قاصفا = ومن عجبٍ أنَّ الحصارَ له سيفُ
ومنْ تعبٍ أنَّ القبائلَ ما درتْ = وما عبرتْ خوفا يُدثره خوفُ
هي الرومُ سيفَ الدولةِ اليوم أقبلتْ = بأبرهةٍ، لا فيلَ، لكنَّه القصفُ
شواظ سعير يصطليه أحبةٌ = فما ترتئي يا ابنَ الحسين وما تقفو؟
أنحرقُ ديوانَ الفروسيةِ التي = أتتها القوافي منكَ مادحةً تهفو؟
أتَشرَقُ بالماء الذي حاكَ غصةً = أم القصة الثكلى تهمُّ ولا تصفو ؟
وفيمَ رحيلُ الشعر عنكَ إلى الصَّدى = كأنكَ ما قلتَ افتخارا ولم تقفُ
وما الشارداتُ الآبداتُ شواهدٌ = ولا الهادياتُ الغادياتُ لها ردفُ ؟
أحقا عيونُ الشعر تلكَ أم القذى = تعقَّبها، يا ابن الحسين، ولم يطفُ ؟
وكيفَ مدارُ العمر ليسَ قصيدةً = تؤلفُ ما يربدُّ مِنْ دونه الصفُّ ؟
ولكنه نثرُ القبائل ما درى = وماءُ عراق الخير يشربُه القصفُ
وماءُ عراق الخير ينهلُّ قامةً = منَ الكبرياء الحرِّ لم يعْره حرفُ
هي القامة الشمَّاء لا تنحني إذا = عواصفُ أرغتْ واستبدَّ بها العسفُ
وإما صدورُ " الأهل " ضاقتْ فأرَّختْ = مباذلَ من خُلفٍ إذا ذكرَ الحلفُ
هيَ النخلة / التاريخ تنشدُ مقطعا = من القافياتِ البابليَّاتِ إذ تصفو
هو الشعرُ من نخل العراق قصيدةٌ = تعالى، إباءً ، ذلك النخلُ والعرفُ
تعالى على عزفِ النوائب قدرُه = وأربى سُموًّا، من تمنعِه ، العزفُ
جناحاه سـرٌّ : عزة ومهابةٌ = وذكرٌ: صمودُ الصخر ما هزه الرجفُ
وقد سافرتْ، في الجرح، أشلاءُ وحدةٍ = وسُلَّ، لكي ينكي جراحاتِها، السيفُ
إذا حَملقتْ ، بالبتْر، عَينُ أخُوةٍ = تَوزَّعها الغافون منذ ابتدا القصفُ
فما جمَّعتْها قافياتٌ لأحْمدٍ = لتصفو كأنْ عينُ العروبةِ لا تصفو!
زمانٌ، وقد عاد الزمانُ بغربةٍ = مَدائنُها خُرسٌ وأجراسُها نزفُ
هو البحرُ فاحذرْه " إذا كان مُزبدا " = وما زبدٌ، يا ابنَ الحُسين، إذا يطفو ؟
تكسَّر ماءُ البحر وانفلقَ الصدى = فراغا، فلا بحرٌ، هناك، ولا طيفُ
وما قد ترى، يا ابنَ الحُسين، بوارجٌ = تُحيلُ الندى نارا إذا انهمرَ القذفُ
حرائق تردي أم زنابق مثلة = تمورُ بها الدنيا ويأخذها النزفُ ؟
كأنَّ الليالي فاقداتٌ نجومَها = سوى شُهبٍ ضاءتْ يُضرِّجُها الحتفُ
وبغدادُ ليلٌ مُطبقٌ بحصاره = تخاوصَ حتىَّ فارقَ الغلةَ الرَّشفُ
" تطاولَ حتىَّ قلت ليسَ بمنقضٍ " = وأن الذي يرعاه همَّ به الكهفُ
وإذ جئتُ بغدادا أسائلها الرؤى = تأوَّه صوتٌ لا يغيم له حرفُ
ألا إنما بغدادُ أمُّ حضارةٍ = وبابلُ للدنيا عَجائبُها الألفُ
ومنها الصُّعودُ المولويُّ أصالة = تحفُّ بها " الأعرافُ " و" الرومُ" و" الصفُّ "
هنالكَ فجرٌ والسَّواعدُ أهبةٌ = ولا يدَ إلا دونَها تنْطوي السُّجفُ
هنا ماردٌ ، منْ أول الشعر، خالدٌ = وإنْ زحفتْ رومٌ وحاصَره الزحفُ
تَلاحقتِ الآهاتُ والطودُ شامخٌ = مدارَ عقودٍ بابليتُه أنفُ
وأرسلتِ الأيامُ منْ حدثانِها =غرابيبَ لكنْ غالها فارسٌ ثقفُ
ومهما يكنْ ظلُّ الدمُستُق شاخصًا = يُؤازره بغيٌ وينصرُه حيفُ
فإنا الحصارُ الحَقُّ للأمَم التي = إذا اتحدتْ أسرى إلى يدِها الصَّرفُ
عراقَ صُمودِ الحقِّ ألفُ تحيةٍ = سَلمتَ منَ الأرزاء ما تُليَ اللطفُ
وما رقرقَ الماءَ الفراتُ ودجلةٌ = ليطلعَ مِنْ رقراقكَ الفارسُ العِفُّ
يُجرِّدُ من ذاتِ العروبةِ ذاتَها = ويُلقي حديثـًا، بَعدَ بسْملةٍ، سَيفُ

صهيل الصمت
07-12-2006, 10:05 PM
تَلاحقـتِ الآهــاتُ والـطـودُ شـامـخٌ
مــدارَ عـقــودٍ بابلـيـتُـه أنـــفُ
وأرسـلـتِ الأيــامُ مــنْ حدثـانِـهـا
غرابيـبَ لكـنْ غالهـا فــارسٌ ثـقـفُ
ومهمـا يكـنْ ظـلُّ الدمُستُـق شاخـصًـا
يُــؤازره بـغـيٌ وينـصـرُه حـيــفُ
فإنـا الحصـارُ الـحَـقُّ لـلأمَـم الـتـي
إذا اتحدتْ أسـرى إلـى يدِهـا الصَّـرفُ
عـراقَ صُمـودِ الحـقِّ ألــفُ تحـيـةٍ
سَلمـتَ مـنَ الأرزاء مـا تُلـيَ اللـطـفُ



.
.
.


هنا جرح وهناك جرح


أنبكي العراق ..


فويلاه ماذا صنع بها الجاني ..


ضاعت هويتها // وتاهت عروبتها // واغتصبت وحدتها ...



د/ مصطفى الشليح


تعزف الكلمات على اوتار قلوبنا


لتنزف دماً من افئدتنا



دمت ودام قلمك شامخاً

علي الغبيشي
07-12-2006, 11:56 PM
جمالية الوصف وإبداع القصيدة لكبير من كبراء الشعر لا شك يستوقف المعاني
ويتنزف التحديق ويأجج غريزة الاندهاش هكذا استمتعت بالقراءة لهذه المدرسة الشعريه
أكثر من مرة إبداع آسر لك مني كل امتنان يامنبر الفصيح العذب

أخوك علي الغبيشي

آخر النساء
08-12-2006, 12:41 AM
الفاضل مصطفى الشليح

لله درك من مبدع
انك يا سيدي حين تنزل قصيدة هنا
تراهن على ابهارنا وتفردك
وتكسب الرهان
وانا الان مبهورة بما قرات هنا
ولا اعرف هل اكتب عن قوة اللفظ ام عن غنى اللغة
ام عن انبعاث القصيدة العمودية من سباتها على يديك
بقوة تزلزل كيان القارئ
ام عن الموضوع في حد ذاته
الذي يمس منا شغاف القلب حيث العروبة جرح غائر ينزف
فاسمح لي سيدي ان اقف اجلالا لقلم انت راعيه

آخر النساء

محمد الشدوي
08-12-2006, 03:28 AM
.. ولكنّه نثرُ القبائل








نبا السيفُ والهامُ العنيدةُ تَصطفّ = وقد أيْنعتْ لكن نبا دونها السَّيفُ
كأنْ لم يكنْ عَضبًا يُدوِّنُ مقطعا = من الشعر، والهَيجاءُ يُنشدها الكفُّ
وما كان بتّارًا وأجذمَ مخذمٍ = إذا الضارياتُ الغُمضُ عاج بها العسفُ
ولا كان هنديًّا ظباتُه رحلةٌ = بأروعَ خنذيذٍ إلى حيثما الرَّجفُ
ولا سفرًا بالمُعتدين إلى الردى = وقد وجمتْ عينٌ وما صدَّقَ الطرفُ
ولا عبرًا والحادثاتُ هواتفٌ = بأخبارها الجُلَّى، فما نزلتْ سجْفُ
نبا السيفُ، والتاريخُ عريٌ، وما نبا = كلامٌ من التاريخ بالوهم يلتفُّ
كأنَّ الذي قد كان مجدا مؤثلا = على عَمدٍ شمَّاءَ لم يعرُه كسفُ
ولم تغتمضْ شمسٌ ولم يخْبُ عمرُها = ولمْ تغدُ نثرًا أمةٌ ما لها صفُّ
زمانٌ وقدْ دارَ الزمانُ كما ترى = على العربِ " الأمجادِ " واستحكمَ الخلفُ
موانعُ، ما بينَ الحدودِ، قواطعٌ = ولا إلف.َ هلْ يدنو منَ المُديةِ الإلفُ ؟
وهلْ يطرقُ المهوى وقدْ أوقد الغضى = مجامرَه تلهو، ومحجرُها كهفُ
أم الوحدة الكبرى منازلُ درَّسٌ = وقدْ وقفَ الباكون وانصرفَ الوصفُ ؟
" لخولة أطلالٌ " هل اسْتنوقَ العلى = وما برحتْ أعناقُه مائلةً تغفو ؟
تراها تغضُّ الطرفَ تكتنهُ المدى = أم الشعرُ يدعو أنْ يُغضّ لها طرفُ ؟
" وقوفا بها صحبي " وللنخل آيةٌ = وآيلة أعْجازُها حينما تقفـو !
ولا خطوَ تقفو غير ما ترك النوى = من الهذي في صحراءَ ضاعَ بها الخُفُّ
حفاةٌ من الأحلام تَمضي عصائبٌ = تحفُّ بها الأوهامُ منْ حيثما تهفو
ولا نعلَ .. للأطلال ذاكرةُ السدى = جدارٌ من الأسْمال يعلو ويلتفُّ
ولا أيكَ يشتارُ الهديلُ أريَّه = مُنادمةً، والأيكُ رُمته كهفُ
فما نرتدي إلا كهوفا من البلى = وإلا صروفا صبَّها الراقدُ الصِّرفُ !
تئنُّ الجباهُ الناضراتُ منَ الونى = ويَسودُّ في إطراقِها البارقُ الرفُّ
قتادُ الأسى زادٌ ألا حبذا الطوى = إذا ما سِنادُ الأمر أعْوزه الثقفُ
ولا رُقيةٌ ، كلُّ الكلام مدائنٌ = إذا سلسلتْ معنى تَشرَّبه الزَّيفُ
كلامٌ، وقد طارَ الحمامُ وأقفرتْ = مرايا، ولم يعبرْ حواشيَها حرفُ
لكم خطبة عجماء سامرها الصَّدى = كأن الصدى، من خطبةٍ ، عربٌ تغفو!
يطيرُ الحمامُ الحرُّ منْ غبش هَمى = يحط حمامُ القلب في نبرةٍ تصفو
على وتر يحنو وقد شدَّ قوسَه = إلى وتر، في القلب، بالعزِّ يلتفُّ
وغنىَّ بأقدام البطولةِ شارعٌ = له الصدرعمرٌ، ما الغناءُ؟ وما الدفُّ ؟
فلولا انحراقُ الذاتِ معنىً وسطوةً = لما انسربتْ نارٌ، ولا غمغمَ الكشفُ !
خرائبُ غرثى ذاتُنا ومفازةٌ = تَعاورها الإبلاسُ واليأسُ والنزفُ
إذا لم يُتوِّجْها انحراقٌ بنوره = ولم يَستبقْ شوقٌ إلى حيثما الشوفُ
خرائبُ تعوي أم هيَ الذاتُ لا تني = عن اللغو أم بيداءُ غرَّبَها الطوفُ ؟
كأنَّ الحديثَ المَحْلَ غِربيبُ نخلةٍ = توغَّلَ تاريخا تطاوحَه العقفُ
فمِنْ كلِّ حِقْفِ السارياتِ تذكرًا = معالمُ منْ طخياءَ يعدو بها حقفُ
على الأفق والذكرى تَمائمُ صِرفةٍ = إلى خَبر ترنو وقد همهمَ الطرفُ
هنالكَ آياتٌ ، وثمة دارةٌ = منَ العزِّ سُقياها غَمائمُها الوُطفُ
عَمائمُها زُهرٌ ولا نجمَ غيرها = إذا المُدلهمَّاتُ اسْتعرَّ بها الحِلفُ
وحوَّم حولَ الدار منْ باشق الذُّرى = دَعيٌّ تَغشَّاه حجارتُه الرَّصفُ
أتى ضاريا فانهارَ مسعى ومخلبا = وقام خطيبا في مضاربه السيفُ
" ألا ما لسيفِ الدولةِ اليوم عاتبا " = وما ظفرت رومٌ ولا استحكمَ الخُلفُ
" فداه الورى أمْضى السيوفِ مضاربا " = وهَبَّ إليه الشعرُ والبشرُ والرَّفُّ
تولتْ فلولٌ والدمستقُ خرقةٌ = منَ الرُّعبِ خرقاءٌ وقد ولولَ الحتفُ
أموقعةٌ ما راء أم أسدُ الشرى = إليه سرى والمَوجُ بالموج يلتفُّ ؟
أتيٌّ من الإيمان عمَّ زئيرُه = وأنشبَ ظفرا عزمُه فانجلى الكسفُ
وحملقَ خبلا ذا الدمستقُ وانثنى = يُحاوره عند انثناءتِه الخفُّ
قتامٌ من الإرجافِ ينهشُ قلبَه = سوادا إذا ما شابَ خضَّبه الرجفُ
وثقَّفه حتى ثمالة أمْته = وما اعوجَّ من أمر له الرجلُ الثقفُ
وخبَّره أن المجنَّ مهلهلٌ = وأهونُ منه غزو قوم همُ الأنفُ
وأن سيوفَ العربِ مشبوبةُ الظبى = إذا جرِّدتْ يصحو ... ولا يغفو
فيا ليتَ شعري والقصيدةُ واحةٌ = إليها يُولي وجهةً شاعرٌ صرفُ
" ألا ما لسيف الدولة اليوم عاتبا " = أراء دويلاتٍ وما راءه السيفُ
أمَ انه وارى القصيدة غاضبا = وما راقه الإقواءُ يندى به الوقفُ
ورابه منها ما تشظى وما برى = وأعمدةٌ معقوفةٌ أسُّها الحذفُ ؟
فخلِّ " مفاعيلن " يرجُّ خباءَها = وخُذكَ سرى والليلُ للمُنتهى طرفُ
لعلَّ ديار القلب تبدو ضواحيا = فلا حجبٌ والسَّمهريَّةُ تصطفُّ
ألا " فاعلن " يغشى الكريهة باسما = يُناجزُ صرفا والمهامزُ تلتفُّ
ويأتي النواصي و " المنايا مواثل " = وللنقع ألهوبٌ تداوله الحتفُ
فمنْ عجبٍ أنَّ الدُّمستقَ ما قضى = رمادا وقد وافى دمارا له عسفُ
وأمَّ ديارَ العربِ يلهثُ قاصفا = ومن عجبٍ أنَّ الحصارَ له سيفُ
ومنْ تعبٍ أنَّ القبائلَ ما درتْ = وما عبرتْ خوفا يُدثره خوفُ
هي الرومُ سيفَ الدولةِ اليوم أقبلتْ = بأبرهةٍ، لا فيلَ، لكنَّه القصفُ
شواظ سعير يصطليه أحبةٌ = فما ترتئي يا ابنَ الحسين وما تقفو؟
أنحرقُ ديوانَ الفروسيةِ التي = أتتها القوافي منكَ مادحةً تهفو؟
أتَشرَقُ بالماء الذي حاكَ غصةً = أم القصة الثكلى تهمُّ ولا تصفو ؟
وفيمَ رحيلُ الشعر عنكَ إلى الصَّدى = كأنكَ ما قلتَ افتخارا ولم تقفُ
وما الشارداتُ الآبداتُ شواهدٌ = ولا الهادياتُ الغادياتُ لها ردفُ ؟
أحقا عيونُ الشعر تلكَ أم القذى = تعقَّبها، يا ابن الحسين، ولم يطفُ ؟
وكيفَ مدارُ العمر ليسَ قصيدةً = تؤلفُ ما يربدُّ مِنْ دونه الصفُّ ؟
ولكنه نثرُ القبائل ما درى = وماءُ عراق الخير يشربُه القصفُ
وماءُ عراق الخير ينهلُّ قامةً = منَ الكبرياء الحرِّ لم يعْره حرفُ
هي القامة الشمَّاء لا تنحني إذا = عواصفُ أرغتْ واستبدَّ بها العسفُ
وإما صدورُ " الأهل " ضاقتْ فأرَّختْ = مباذلَ من خُلفٍ إذا ذكرَ الحلفُ
هيَ النخلة / التاريخ تنشدُ مقطعا = من القافياتِ البابليَّاتِ إذ تصفو
هو الشعرُ من نخل العراق قصيدةٌ = تعالى، إباءً ، ذلك النخلُ والعرفُ
تعالى على عزفِ النوائب قدرُه = وأربى سُموًّا، من تمنعِه ، العزفُ
جناحاه سـرٌّ : عزة ومهابةٌ = وذكرٌ: صمودُ الصخر ما هزه الرجفُ
وقد سافرتْ، في الجرح، أشلاءُ وحدةٍ = وسُلَّ، لكي ينكي جراحاتِها، السيفُ
إذا حَملقتْ ، بالبتْر، عَينُ أخُوةٍ = تَوزَّعها الغافون منذ ابتدا القصفُ
فما جمَّعتْها قافياتٌ لأحْمدٍ = لتصفو كأنْ عينُ العروبةِ لا تصفو!
زمانٌ، وقد عاد الزمانُ بغربةٍ = مَدائنُها خُرسٌ وأجراسُها نزفُ
هو البحرُ فاحذرْه " إذا كان مُزبدا " = وما زبدٌ، يا ابنَ الحُسين، إذا يطفو ؟
تكسَّر ماءُ البحر وانفلقَ الصدى = فراغا، فلا بحرٌ، هناك، ولا طيفُ
وما قد ترى، يا ابنَ الحُسين، بوارجٌ = تُحيلُ الندى نارا إذا انهمرَ القذفُ
حرائق تردي أم زنابق مثلة = تمورُ بها الدنيا ويأخذها النزفُ ؟
كأنَّ الليالي فاقداتٌ نجومَها = سوى شُهبٍ ضاءتْ يُضرِّجُها الحتفُ
وبغدادُ ليلٌ مُطبقٌ بحصاره = تخاوصَ حتىَّ فارقَ الغلةَ الرَّشفُ
" تطاولَ حتىَّ قلت ليسَ بمنقضٍ " = وأن الذي يرعاه همَّ به الكهفُ
وإذ جئتُ بغدادا أسائلها الرؤى = تأوَّه صوتٌ لا يغيم له حرفُ
ألا إنما بغدادُ أمُّ حضارةٍ = وبابلُ للدنيا عَجائبُها الألفُ
ومنها الصُّعودُ المولويُّ أصالة = تحفُّ بها " الأعرافُ " و" الرومُ" و" الصفُّ "
هنالكَ فجرٌ والسَّواعدُ أهبةٌ = ولا يدَ إلا دونَها تنْطوي السُّجفُ
هنا ماردٌ ، منْ أول الشعر، خالدٌ = وإنْ زحفتْ رومٌ وحاصَره الزحفُ
تَلاحقتِ الآهاتُ والطودُ شامخٌ = مدارَ عقودٍ بابليتُه أنفُ
وأرسلتِ الأيامُ منْ حدثانِها =غرابيبَ لكنْ غالها فارسٌ ثقفُ
ومهما يكنْ ظلُّ الدمُستُق شاخصًا = يُؤازره بغيٌ وينصرُه حيفُ
فإنا الحصارُ الحَقُّ للأمَم التي = إذا اتحدتْ أسرى إلى يدِها الصَّرفُ
عراقَ صُمودِ الحقِّ ألفُ تحيةٍ = سَلمتَ منَ الأرزاء ما تُليَ اللطفُ
وما رقرقَ الماءَ الفراتُ ودجلةٌ = ليطلعَ مِنْ رقراقكَ الفارسُ العِفُّ
يُجرِّدُ من ذاتِ العروبةِ ذاتَها = ويُلقي حديثـًا، بَعدَ بسْملةٍ، سَيفُ


ويحك يارجل مسعر حرب أنت

والله وتالله وبالله لوجدت سيفيات المتنبي هنا

دمت لي أستاذا وموجها

أمل عبدالعزيز
08-12-2006, 04:42 PM



الاستاذ القدير مصطفى الشليح
بصدق حينما نقرأ قصائدك فكأنني أقرأ في تلك القصائد التى كانت منذُ عصرٍ كأنَّه لم يكُن ..

تكتب بابداع ولديك لغة فارِهة للغاااية
بل أحتاج إلى قاموس كي أصل لبعض المعاني اللغوية لمفرداتك التى تضرب في عمق اللغة العربية القُح
.
.
.ماسأشي لك به هنا ليس نقد ولكن وجهة نظر وهي:

استاذي أنت شاعر لديك موهبة قوية للغاية وقوة وجزالة لانظير لها في القصيدة العربية الفصحى لكن ألست معي أنَّك تكتُب لبني عصرك وليس لمن عاش في تلك الأزمِنة العامِرة , وبعض المفردات القوية الغائبة عن فهمنا البسيط معانيها لها مرادِفات قوية وعربية وقريبة يتم التعامل بها مع الكثير من خلال الدراسات الأكاديمية فماذا لو أنَّك يسَّرت علينا وكتبت عبيرك ونشرت شذى قلمك بمعاني يسهل علينا التوصل لها والإستشعار من بعدها لمعاني القصيدة!!
هذا ليس توجيه البتَّة من قلم صغير مثلي ولكن أنت تعلم استاذي أن القصيدة هي ذات طرفين أحدُهما الوزن والقاف وهذا معنى مادي وآخر هو الموسيقى الروحية وهذا شعور انسيابي تعكِسُه القصيدة على قلب القاريء , فحينما تكون لغة القصيدة سهلة وقريبة من فهم القاريء المحِب للفصيح وتأتي بروح رقيقة تنسكِب بكل أريحية على مشاعر القلب قبل العين فحينها يكون الأثر المطلوب قد حصل والقاريء استشعر كل نبسة تخللت هذا النص!!!
لذا ياعزيزي قلت لعلِّي أحدِثُك بما دار في خلدي البسيط وهو أنني بصدق كلما كانت لغة القصيدة قريبة مني أشعر بلذة أكبر في قراءة القصيدة والتمعُن في روحها وتصبح كأعذب معزوفة يتم عزفها على وتر القلب...
.

وأخرى كذلك وهو الطول الرهيب في قصائدك والتى إلى الآن لم أقرأ لك سوى هاتين الرائعتين , وهي بالفعل طويلة بشكل رهيب ولعلَّك عنيت بذلك سرد الحال وذكر حال الأمَّة لكن مالضير في أن يكون لكل قصيدة فكرة معينة ولاتزيد أبيات كل واحدة على أكثر تقدير عن 20 بيت!!
هذا فقط مجرد رؤية ووجهة نظر لطالِبة محبِّة للشعر الفصيح بل تعشَّقُه حدَّ الإغراق وقد سكبت لك وجهة نظري وأتوق لأن أسمع مالديك من وجهة نظر والتى أنا على ثقة أنها بكل تأكيد تروم لأمر آخر أكبر من فكري البسيط بيدِ أنني فقط أقول ماأشعر به وأتمنى أن أجد صداه بكل صدق في قلبك..
..
.
تلميذتك : أمل بنت عبدالعزيز..
.

د/مصطفى الشليح
08-12-2006, 06:41 PM



الاستاذ القدير مصطفى الشليح
بصدق حينما نقرأ قصائدك فكأنني أقرأ في تلك القصائد التى كانت منذُ عصرٍ كأنَّه لم يكُن ..

تكتب بابداع ولديك لغة فارِهة للغاااية
بل أحتاج إلى قاموس كي أصل لبعض المعاني اللغوية لمفرداتك التى تضرب في عمق اللغة العربية القُح
.
.
.ماسأشي لك به هنا ليس نقد ولكن وجهة نظر وهي:

استاذي أنت شاعر لديك موهبة قوية للغاية وقوة وجزالة لانظير لها في القصيدة العربية الفصحى لكن ألست معي أنَّك تكتُب لبني عصرك وليس لمن عاش في تلك الأزمِنة العامِرة , وبعض المفردات القوية الغائبة عن فهمنا البسيط معانيها لها مرادِفات قوية وعربية وقريبة يتم التعامل بها مع الكثير من خلال الدراسات الأكاديمية فماذا لو أنَّك يسَّرت علينا وكتبت عبيرك ونشرت شذى قلمك بمعاني يسهل علينا التوصل لها والإستشعار من بعدها لمعاني القصيدة!!
هذا ليس توجيه البتَّة من قلم صغير مثلي ولكن أنت تعلم استاذي أن القصيدة هي ذات طرفين أحدُهما الوزن والقاف وهذا معنى مادي وآخر هو الموسيقى الروحية وهذا شعور انسيابي تعكِسُه القصيدة على قلب القاريء , فحينما تكون لغة القصيدة سهلة وقريبة من فهم القاريء المحِب للفصيح وتأتي بروح رقيقة تنسكِب بكل أريحية على مشاعر القلب قبل العين فحينها يكون الأثر المطلوب قد حصل والقاريء استشعر كل نبسة تخللت هذا النص!!!
لذا ياعزيزي قلت لعلِّي أحدِثُك بما دار في خلدي البسيط وهو أنني بصدق كلما كانت لغة القصيدة قريبة مني أشعر بلذة أكبر في قراءة القصيدة والتمعُن في روحها وتصبح كأعذب معزوفة يتم عزفها على وتر القلب...
.

وأخرى كذلك وهو الطول الرهيب في قصائدك والتى إلى الآن لم أقرأ لك سوى هاتين الرائعتين , وهي بالفعل طويلة بشكل رهيب ولعلَّك عنيت بذلك سرد الحال وذكر حال الأمَّة لكن مالضير في أن يكون لكل قصيدة فكرة معينة ولاتزيد أبيات كل واحدة على أكثر تقدير عن 20 بيت!!
هذا فقط مجرد رؤية ووجهة نظر لطالِبة محبِّة للشعر الفصيح بل تعشَّقُه حدَّ الإغراق وقد سكبت لك وجهة نظري وأتوق لأن أسمع مالديك من وجهة نظر والتى أنا على ثقة أنها بكل تأكيد تروم لأمر آخر أكبر من فكري البسيط بيدِ أنني فقط أقول ماأشعر به وأتمنى أن أجد صداه بكل صدق في قلبك..
..
.
تلميذتك : أمل بنت عبدالعزيز..
.


الأستاذة المبدعة الرائعة
أمل بنت عبد العزيز

.. والله لإنك الأستاذة في الطرح النقدي الذي شرفت به الفائية النائية عن السباطة اللغوية.
ولست أراني إلا مسايرا لك في كلّ ما تكرمت بإثارته.
ليس المعجم اللغوي متخيرا بالعمد، ولكن السياق الموضوعاتي أورده على ذلك النحو

إن التواصل مع المتلقي مطلب إنساني قبل أن يكون شعريا، ولكن له أشكالا ذوات عدد
أعتقد أن الليونة في اقتراف اللغة مفضية إلى ليونة معرفية / ثقافية

من ثمة ما الأفيد لشخصيتنا الثقافية العربية ؟
هل ننعم في مداناة المتداول اللغوي شعرا أو أننا نعدل عنه انزياحا إلى حيث الترقي بالمتلقي ؟
لا أزعم بيانا لدينامية العلاقة بين المبدع والمتلقي منحنيات وتموجاتٍ
لكن الكلام الفني مختلفٌ.
يحكك الشاعر أدواته الفنية ويفرك المتلقي يديه إعمال الذهن ولقدح زناد القريحة في التدبر القرائي

أما الطول فلعمري إنه من غواية الشعر

لست مختلفا مع سيادتك في اعتماد وسطية لغوية بين الجساوة والنداوة في الكتابة الإبداعية

لذلك أقدم إليك هذا النص، قبل نشره في المنتدى، آملا قراءة تعقيب لك عليه :



لغتي
تتأملُ، منْ شرَقٍ، لغتي

أورقَ الصمتُ
حرفا يُؤولُ صمتيَ حرفا
بنافذتي

عبرتْ كلماتٌ
كأنَّ العصافيرَ، مبهورةً، عبرتْ
عمرَ أزمنتي

وشوشتْ بالقليل
القليل منَ الأغنياتِ إذا خطرتْ
بينَ أوردَتي

وإذا أجْهشتْ
بالرحيل إلى الكلماتِ مُكابِرةً
سفرتْ
بينَ أحْنائِها كِلْمتي

للبيان حِجابٌ
أكانَ السُّفورَ سِفارًا
فما سَفرتْ
لغتي ؟

أيُّهذِي القَصيدةُ
أمْكنتي
ليسَ تُمسكُ أمْكنتي
للمسافةِ
ليلُ الذَّهابِ إلى صبوةِ
والمسافةُ
قوسٌ تثاءبَ منْ غفوةِ

سأنامُ قليلا
على وترٍ كانَ أغْنيتي

وأنام قليلا
لأني تعبتُ قليلا
من العُمْر يأخذ أشرعتي

وتعبتُ
من البحر قُرصانَ ليلٍ
تعقبَ
ليلي وخَفّ إلى مَوجتي

سأنامُ قليلا
من الشِّعر حتى أرى
خطوتي

لنْ أنامَ
تركتُ على شفةِ الليل
قافيتي

لغتي
تتأملُ، منْ أرقٍ، لغتي

لنْ أنامَ
فقد يشربُ النجمُ
كأسي
ويسلبني النجمُ داليتي

لنْ أنامَ
سيتركُ لي البرقَ
خيلا
لأسْبقَ أخيلتي

وأنا ..
سأنامُ قليلا من الحبِّ
حتى أرى
لغتي
تكنسُ الليلَ عن لغتي

للحبيبةِ كلُّ الكلام
إلى لغتي ..

تحياتي وتقديري

محمد الشدوي
08-12-2006, 07:19 PM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا ليس أمرا بل رجاء

دمت بخير

المملوووحة
08-12-2006, 11:34 PM
راااااااائعه

سلمت استاذي ,,,

زبن بن عمير
09-12-2006, 10:48 AM
دكتورنا

الفاضل


مررنا فتشرفنا


تقبل تحيتي

زهرة الخزاما
09-12-2006, 10:39 PM
رائعه من روائع المتنبي وابو نواس والفرزدق


بربي لم استمتع بكلمات كما أستمتعت بها
شعرا نادرا في أيامنا ولغة افتقدناها في كثير من الشعر


دمت ودام قلمك نابضا بكل رائعه

د/مصطفى الشليح
11-12-2006, 06:30 PM
تَلاحقـتِ الآهــاتُ والـطـودُ شـامـخٌ
مــدارَ عـقــودٍ بابلـيـتُـه أنـــفُ
وأرسـلـتِ الأيــامُ مــنْ حدثـانِـهـا
غرابيـبَ لكـنْ غالهـا فــارسٌ ثـقـفُ
ومهمـا يكـنْ ظـلُّ الدمُستُـق شاخـصًـا
يُــؤازره بـغـيٌ وينـصـرُه حـيــفُ
فإنـا الحصـارُ الـحَـقُّ لـلأمَـم الـتـي
إذا اتحدتْ أسـرى إلـى يدِهـا الصَّـرفُ
عـراقَ صُمـودِ الحـقِّ ألــفُ تحـيـةٍ
سَلمـتَ مـنَ الأرزاء مـا تُلـيَ اللـطـفُ



.
.
.


هنا جرح وهناك جرح


أنبكي العراق ..


فويلاه ماذا صنع بها الجاني ..


ضاعت هويتها // وتاهت عروبتها // واغتصبت وحدتها ...



د/ مصطفى الشليح


تعزف الكلمات على اوتار قلوبنا


لتنزف دماً من افئدتنا



دمت ودام قلمك شامخاً


الأستاذة عنود الصيد

أنبكي
على الأطلال
أم يشتكي النزفُ ؟

دمٌ عربيٌّ
بالخباء، ولا وصفُ

دمٌ عربيٌّ
لا يميلُ ولا يغفو

ينزُّ
وللبيداءِ
ما صنع الخلفُ

على جنباتِ الروح
جرحٌ إذا يقفو

أنبكي
كما الأطلال
أم أننا القصفُ ؟

تحياتي

دفا المشاعر
11-12-2006, 08:45 PM
سيدي و أستاذي المبدع القديــر /

مصطفى الشليـح

لا أنكر أني انبهرت بكل شدة لــ شعرك
المتأجج بمفردات اللغة العربية المُكلفة ،،

وأنا فعلاً من عاشقات اللغة العربية الفُصحى
والتي أجد نفسي هائمة بينها شعراً ونثراً ،،

ولكن ...

وجهة نظري مطابقة فعلاً لــ الأخت أمل عبد العزيز
وخجلي منك منعني عن البوح بذلك ،،

أنتَ مدرسة نتعلم منها كيفية توظيف المفردات
ومعجم كامل للغة العربية ،،

ويكفي شعورنا بأنك تسبح وتسبح في شعرك
بكلماتك وحروفك بلا كلل فينسيك ذلك طول القصيدة
لسباحتك الماهرة ، بحروفك الباهرة والساحرة ،،

لله درك ما أقوى شعرك وأجزله ،،

دمتَ نبضاً وروحاًً شعرية لا تفتر ،،

0
0
0

أصدق مـودة

السُّلمي
11-12-2006, 10:18 PM
يطيرُ الحمـامُ الحـرُّ مـنْ غبـش هَمـى
يحـط حمـامُ القلـب فـي نبـرةٍ تصفـو
علـى وتـر يحنـو وقـد شـدَّ قـوسَـه
إلـى وتـر، فـي القلـب، بالعـزِّ يلتـفُّ
وغـنـىَّ بـأقـدام البطـولـةِ شـــارعٌ
له الصدرعمرٌ، ما الغنـاءُ؟ ومـا الـدفُّ ؟
فلـولا انحـراقُ الـذاتِ معنـىً وسطـوةً
لما انسربـتْ نـارٌ، ولا غمغـمَ الكشـفُ !
خـرائـبُ غـرثـى ذاتُـنـا ومـفــازةٌ
تَعاورهـا الإبـلاسُ واليـأسُ والـنـزفُ
إذا لــم يُتوِّجْـهـا انـحـراقٌ بـنـوره
ولم يَستبقْ شـوقٌ إلـى حيثمـا الشـوفُ
خرائـبُ تعـوي أم هـيَ الـذاتُ لا تنـي
عن اللغـو أم بيـداءُ غرَّبَهـا الطـوفُ ؟




الدكتور الفاضل مصطفى الشليح

لاتحتاج شهادة من أحدِ

فأنت هنا تجاوزت كل الإبداع والروعة .

وما أقلامنا هنا إلا لتسجيل إعجابنا بما تطرح .

رعاك الكريم دوماً


اخوك : السُّلمي