د/مصطفى الشليح
04-12-2006, 03:09 AM
أبو الطيّب المُتنبِّي
مالتْ عليّ كأنها تـتـنهد = لغـة، ولا لغة إذا تتـنهد
تتعابث الكلماتُ في كلماتـها=خفـرًا لتعبثَ بي إذا تتأود
تأتي على قدر كما رقراقـها=يأتي إلى خبر هـنا يتعدد
والمبهماتُ حكـاية مائيـة= تأويـلها في سـرِّها يتمدد
فكأنها، والنخلتـان كنايـة،= تمحو المعاني حينما تتفرد
وكأنها، وعسيبُهـا لا ينجلي=إلا مدى، وعسيبُهـا يتمرد
وكأنني بستـانُ قافـيةٍ إذا=مالتْ عليّ بدوحها أتـوحّد
لأكونَ جرحًا للقصيدة جامحًا=أو لا أكون أنـا ولا أتحدد
فأنـا الذي قرأته كلّ قصيدةٍ=طيّ المتاهةِ واقفـًا يتصعد
يا صاحبيّ قفا على طلل هنا=كان الغرابة بالسدى تتعمد
كانَ الليالي و العراجينَ التي=كتبتْ طواسينَ الأنا تتردد
والرمل ذراتٌ إلى ذراتِـها=تسري وهذا الليلُ لا يتمرد
فكأنّ ليـلي مستبـد لا يني=وكأنني، في ليلـه، أتـبدد
فقفا قليلا، صاحبيّ، لنبتـني=بعضَ الكلام هنا فلا نتشرد
وقفا لنسألَ عن حقيبتنا هنـا=وعن الحبيبة، والذي يتمدد
وقفا لنبذلَ للمسافـات التي=تركتْ مسافتها، لنا، تتعدد
ما كانَ منا عنفوانَ قصيـدةٍ=وكأنـه ما كانَ إذ يتفــــرد
وكأنني ما كان لي عنـوانه=وأنا الذي عنـوانه أترصد
بالذاهبات إلى الطلا أقداحها=الذاهباتِ عن المدى تتجدد
الشارباتِ حدوسَها بكؤوسها = الواهباتِ شموسَها تتوقـد
الناهباتِ طروسَها بشَموسها=عنْ أطلس المعنى إذا يتبدد
الساحباتِ على الكلام ذيولها=من كلّ ذي أثـر لها يتعهــد
الكاتباتِ على الأقاصي سيرة=عنْ خفقة الورد الذي يتأود
السالباتِ من الشذا كلماتـه=ليكونَ روحا بالشـذا يتنهـد
الذاهبـاتِ إليَّ بين قصائدي=لتكـونَ قافـــية فلا تتحــدد
لنكونَ ما شئنا ونسكنَ ذاتـنا=طللا إذا الأطلالُ لا تتجرد
لنكونَ حتى لا نكونَ سرابنا=والبيد واحتنـا التي تتحرد
حتى نكـون كتابــــنـا رائيـة=ورقاتـه مرئيـة تتـــمـرد
تلهو بنا، يا صاحبيّ, وما لنا=يا صاحبيّ حكايـة تتعدد
نحنُ الحكاية نحتمي ببيـانها=وبيـانها مختـومُه يتــنهـد
ومدامـه مسفوحة، ودنانـه=مطروحة، وكلامه يتعبـد
ومرامـه متجدد، ومقامـه=متهجد، وسلامـه يتصعد
فمن الذي ترك المساءَ بريدَه=يا شهـرزاد كأنه يتشهد ؟
ومن الذي مالتْ عليه حديقة=المعنى ومالَ بها إذا يتمدد؟
مالتْ عليّ كأنها لغـة رأتْ=ما لا يرى وحروفها تتأود
ورنتْ إليّ وما رنتْ فكأنما=من علييـن رنوّها يتسرمد
ورمتْ، فكلّ هائم متوسِّـم=حلمـًا وكلّ للرؤى يتصعد
كلّ سبوح، والحكايـة لثغة=عنْ واصل يلغو ولا يتعمد
مالتْ عليَّ حكاية لتقول لي :=يا أيهـذا ما الحكاية مربــد
فالقافــياتُ لوامـح و لوائـح=وخباؤها بين الجذى يتجدد
والغافياتُ مراوح وقـوادح=فأفقْ لتقـرأ ما أتى يتحدد
وأرقْ على أوراقها رقراقها=لتكونَ أنتَ بـراقها يتجرد
إني قرأتكَ، والقصيدة شاعرٌ=متواجـد، و بذاته يتوحـــد
وأكاد أسأله وإنْ سالَ النوى=تـــنهـادَ رابـــيـةٍ به تتشهـد
لأمُـرّ، ما بين البراري، كلمة=تعـــطو إلى متـنبئ يتسهـد
ليرى إذا ما نام ملء جفونه=عن كلّ شاردةٍ، فلا يتقصد
وسـواه واردة تضمُّ إزارها=دونَ الوفــادة، ثم لا تتعهـد
وسواه ينتقب السوادَ قصيدة=والقـولُ طالَ سواده يتمدد
ما أنتَ إلاكَ التفاتة شاعـر=والنبل يمرح، والقنا يتسدد
فاسأل وقوفكَ سيدا متـفردا=بين القـوافي سيدا يتـفــــرد
عني وعنكَ إذا أتيتَ كلامنا=ورأيتَ ثـمّ حمامنا يتجلـــد
واسألكَ أندلسًا، فما حلبٌ هنا=وهناكَ أسئلة ودونك فدفـد
وأسنة عبث الزمانُ بنورها=فظباتـها عميـاء لا تتوقد
وشبـاتها مفلـــولـة مفلـوجـة=وقـنـاتها مبـذولة تتـأود
فاسألْ قصيدتكَ التي ما كنتها=إلا رويـًا راويـًا يترصد
والسيفُ ملحمة على ألواحِها=تأتي حكايـاتٍ إذا تتـعدد
عربيـة تعطو إلى أرواحها=أرواحُـها والمنتهى يتنهد
والرملُ يجنح باذخا من عزةٍ=والنخلُ يسرح شامخا يتمدد
والخيلُ تجمح لا تني مزهوة=بالفارس العربيِّ لا يتردد
والدالياتُ سوابـحٌ لا تنثني=والدانيـاتُ قطوفها تتعهــد
والرائياتُ الرانياتُ إلى مدى=ما كاد يُلمح منك أو يتجرد
حتى أبحتَ له جنونَ قصيدةٍ=وقدحتَ منه زنادها يتوقـد
وجرحته بالشاعريّ متاهـة=وطرحتَ عنه متاهة تتلبد
بارحْـته لتـلوحَ دالــــــيـة به=مكلـومة ملمــومـة تتوحــد
يا جرحَها اللغويّ ما أقداحها=يثبُ الحبابُ بها إذا يتمرد؟
ما ألواحها مدحـوة مطوية=وكأنهـا في حضرةٍ تتعبد؟
ياجرحيَ الشعريّ ما أدواحها=مالَ الحمامُ عليّ لا يتجسد
وكأنه لغـة ولا لغـة هــنـا=مالتْ عليّ فلا أنـا أ تحــدد
وأنا القصيدة والكلام هويتي=وحكايتي الأولى وما يتعدد
وأنا المعلقة البعيـدة مقصدا=أستـارها أسوارَها تتصعد
وأنا الكنايـة والكتابة قرطها=والليلُ جيد بالصَّدى يتوحد ؟
تتباعد الأشيـاء عن أشيائها=في سكرة الكلماتِ إذ تتردد
لتمجد الأسمـاء منْ أسمائها=وترى بلاغتها مدى يتمجد
وترى صهيلا ذاهلا متقـلدا=من ذاتِـــه ما ذاتـــه تتقــلــد
وترى صليلا سائلا متوسدا=عتماتِه جبلا سرى يتوسد
وعلى الأقاصي نعله مطوية=وجلا، وخرقته رؤى تتبدد
فكـأنه ما كـان إلا سَـورة=وكأنكَ المطويّ حينَ تجسَّد
وكأنني ألـوي بكلِّ تنـوفةٍ=مني إليكَ ولا صوى تتحدد
وكأنك الآتـي على آيـاته=في منتـــــهى آياتـه يتجـدد
وكأننـا مبسـوطة أقدارُنـا=لغـة إذا أقــــــدارُنا تتجــرد
وكأنمـا منسوخة أقمارُنـا=لتطلّ منك عليّ إذ تتوقــد
وكأنّ معجزَ أحمدٍ في جبتي=جذلا يقولَ ولا مقالَ وأحمد
لا خيلَ عندكَ فاستبقكَ مسافة=لتكونَ خلا، وانثنى يتصعد
حيثُ الفرائد موجة منسوجة=من حكينا زبـدا به يتلـبـــد
حيث المرايا من مرايانا التي=قرأتْ على الدنيا إذا تتعدد
ما كانَ من كلماتنـا مبهورة=أنفاسُهـا من حيثما تترصد
وكأنما التاريخ أفرد جانحـًا=لقصيدة أخرى بها يتفـرد
وكأنما حلب تخبّ مسيـرَها=ديوانَ شعر، والقوافي تنشد
وسـلا تضم نظيمها ونثيرها=وتهـمّ بالمعنى، فلا يتسهــد
وأبو المعالي أحمد رقراقـها=عبَر المـــرايا، دفقة، تتخلـد
وانزاح مشتاقا إلى عتباتـها=يترصد الرؤيا إذا يترصد
ما لاح منها عسجدا قسماته=نسماته فاحتْ فلاحَ العسجد
وسماته باحتْ بكل مليحـةٍ=حوراءَ تحلم بالندى يتـأود
وبأحمدِ الكلماتِ ساح بحلمها=ما راحَ منه سؤاله يتعهـد
بالقافيـاتِ النادفاتِ وشاحَها=من جرحه بقصيدةٍ تتفـرد
الغافيـاتِ على نديّ قداحها=محـوًا رأى لمحاته تتعدد
فهنا الحكاياتُ التي لا تنتهي=وهناك، منها، هدهد يتفقـد
فهنا هناك .. وخيمة عربية=مخذولـة أوتــادها تتشـرد
مبذولـة آبرادها ومـدادها=مسدولـة آمـادها تتقــــيـد
فاقرأ كتابك قبلما يثبُ الغضا=جمرا بثوبكَ صاعدا يتجدد
واكتبْ لأ قرأني على أردانه=فأنا الذي لا برّ لي يتهدهـد
وأنا الذي ما أسرجتْ لغة له = قـنديلها ليكـونها تتســــود
ورقاتهـا رقراقـة ورقاتهـا=وأنا الذي لا بحْر لي يتمدد
يا خيمـة عربيـة مطويـة=.. الآهاتِ في آهاتها تتبدد
حتى إذا ناحتْ على أيامـها=بكلامها، وكلامُها يتـردد
وحسامُها شابَ الزمانُ بحَده=فــــحِـداده أيـامـــه تتـمــــدد
مالتْ بغربتها على أطلالـها=وكأنهـا أطلالـها تتجســــد
من كلّ رسم دارس مسبيـةٍ=آسمـاؤه ما وسمه يتبـلــــد
يعرى لتلبسَه الغرابة واقفـًا=بين الأثافي خرقة تتوقـــد
وترى الشبيه سؤالها متواقفا=عند الطوافِ شبيهَه يتفقـــد
فكأنما أرجوحـة مجروحة=طيّ الفيافي ما نماها مشهد
تتطاوح الأسماء في أسمائها=عند الهتاف، وما بها يتحدد
ما يرتدي عريا رآكَ شبيهَه=.. اللغويّ إما ذاتـــه تتعـدد
يا كِلمـة عــــربيـة منسيـة=مالـتْ عليّ كأنها تتجســد
قالتْ وما قالتْ. ألا تأويلـها=يمحو بلاغتها، فلا تتـأود
سالَ البيانُ مقـامة مختومة=ببيانهـا، وسحابُها يتجمـــد
يا خيمـة عربيـة منفـــــيـة=عن ذاتِ أعمدةٍ رآها هدهد
وأنا الذي بلقيسُ ما قالتْ له=إلا انتباهَ الساق حينَ تجرَّد
فتركتُ للماء الحييِّ قصيدتي=يلهو المساء بها إذا يتسرمد
مالَ المساءُ بنا على نايـاته=لغـة كمــــا ناياتـه تتـــنهـد
فكأنها تزهو بديـوانِ الفتى=وكأنه بين القـــوافي أحــمـد
مالتْ عليّ كأنها تـتـنهد = لغـة، ولا لغة إذا تتـنهد
تتعابث الكلماتُ في كلماتـها=خفـرًا لتعبثَ بي إذا تتأود
تأتي على قدر كما رقراقـها=يأتي إلى خبر هـنا يتعدد
والمبهماتُ حكـاية مائيـة= تأويـلها في سـرِّها يتمدد
فكأنها، والنخلتـان كنايـة،= تمحو المعاني حينما تتفرد
وكأنها، وعسيبُهـا لا ينجلي=إلا مدى، وعسيبُهـا يتمرد
وكأنني بستـانُ قافـيةٍ إذا=مالتْ عليّ بدوحها أتـوحّد
لأكونَ جرحًا للقصيدة جامحًا=أو لا أكون أنـا ولا أتحدد
فأنـا الذي قرأته كلّ قصيدةٍ=طيّ المتاهةِ واقفـًا يتصعد
يا صاحبيّ قفا على طلل هنا=كان الغرابة بالسدى تتعمد
كانَ الليالي و العراجينَ التي=كتبتْ طواسينَ الأنا تتردد
والرمل ذراتٌ إلى ذراتِـها=تسري وهذا الليلُ لا يتمرد
فكأنّ ليـلي مستبـد لا يني=وكأنني، في ليلـه، أتـبدد
فقفا قليلا، صاحبيّ، لنبتـني=بعضَ الكلام هنا فلا نتشرد
وقفا لنسألَ عن حقيبتنا هنـا=وعن الحبيبة، والذي يتمدد
وقفا لنبذلَ للمسافـات التي=تركتْ مسافتها، لنا، تتعدد
ما كانَ منا عنفوانَ قصيـدةٍ=وكأنـه ما كانَ إذ يتفــــرد
وكأنني ما كان لي عنـوانه=وأنا الذي عنـوانه أترصد
بالذاهبات إلى الطلا أقداحها=الذاهباتِ عن المدى تتجدد
الشارباتِ حدوسَها بكؤوسها = الواهباتِ شموسَها تتوقـد
الناهباتِ طروسَها بشَموسها=عنْ أطلس المعنى إذا يتبدد
الساحباتِ على الكلام ذيولها=من كلّ ذي أثـر لها يتعهــد
الكاتباتِ على الأقاصي سيرة=عنْ خفقة الورد الذي يتأود
السالباتِ من الشذا كلماتـه=ليكونَ روحا بالشـذا يتنهـد
الذاهبـاتِ إليَّ بين قصائدي=لتكـونَ قافـــية فلا تتحــدد
لنكونَ ما شئنا ونسكنَ ذاتـنا=طللا إذا الأطلالُ لا تتجرد
لنكونَ حتى لا نكونَ سرابنا=والبيد واحتنـا التي تتحرد
حتى نكـون كتابــــنـا رائيـة=ورقاتـه مرئيـة تتـــمـرد
تلهو بنا، يا صاحبيّ, وما لنا=يا صاحبيّ حكايـة تتعدد
نحنُ الحكاية نحتمي ببيـانها=وبيـانها مختـومُه يتــنهـد
ومدامـه مسفوحة، ودنانـه=مطروحة، وكلامه يتعبـد
ومرامـه متجدد، ومقامـه=متهجد، وسلامـه يتصعد
فمن الذي ترك المساءَ بريدَه=يا شهـرزاد كأنه يتشهد ؟
ومن الذي مالتْ عليه حديقة=المعنى ومالَ بها إذا يتمدد؟
مالتْ عليّ كأنها لغـة رأتْ=ما لا يرى وحروفها تتأود
ورنتْ إليّ وما رنتْ فكأنما=من علييـن رنوّها يتسرمد
ورمتْ، فكلّ هائم متوسِّـم=حلمـًا وكلّ للرؤى يتصعد
كلّ سبوح، والحكايـة لثغة=عنْ واصل يلغو ولا يتعمد
مالتْ عليَّ حكاية لتقول لي :=يا أيهـذا ما الحكاية مربــد
فالقافــياتُ لوامـح و لوائـح=وخباؤها بين الجذى يتجدد
والغافياتُ مراوح وقـوادح=فأفقْ لتقـرأ ما أتى يتحدد
وأرقْ على أوراقها رقراقها=لتكونَ أنتَ بـراقها يتجرد
إني قرأتكَ، والقصيدة شاعرٌ=متواجـد، و بذاته يتوحـــد
وأكاد أسأله وإنْ سالَ النوى=تـــنهـادَ رابـــيـةٍ به تتشهـد
لأمُـرّ، ما بين البراري، كلمة=تعـــطو إلى متـنبئ يتسهـد
ليرى إذا ما نام ملء جفونه=عن كلّ شاردةٍ، فلا يتقصد
وسـواه واردة تضمُّ إزارها=دونَ الوفــادة، ثم لا تتعهـد
وسواه ينتقب السوادَ قصيدة=والقـولُ طالَ سواده يتمدد
ما أنتَ إلاكَ التفاتة شاعـر=والنبل يمرح، والقنا يتسدد
فاسأل وقوفكَ سيدا متـفردا=بين القـوافي سيدا يتـفــــرد
عني وعنكَ إذا أتيتَ كلامنا=ورأيتَ ثـمّ حمامنا يتجلـــد
واسألكَ أندلسًا، فما حلبٌ هنا=وهناكَ أسئلة ودونك فدفـد
وأسنة عبث الزمانُ بنورها=فظباتـها عميـاء لا تتوقد
وشبـاتها مفلـــولـة مفلـوجـة=وقـنـاتها مبـذولة تتـأود
فاسألْ قصيدتكَ التي ما كنتها=إلا رويـًا راويـًا يترصد
والسيفُ ملحمة على ألواحِها=تأتي حكايـاتٍ إذا تتـعدد
عربيـة تعطو إلى أرواحها=أرواحُـها والمنتهى يتنهد
والرملُ يجنح باذخا من عزةٍ=والنخلُ يسرح شامخا يتمدد
والخيلُ تجمح لا تني مزهوة=بالفارس العربيِّ لا يتردد
والدالياتُ سوابـحٌ لا تنثني=والدانيـاتُ قطوفها تتعهــد
والرائياتُ الرانياتُ إلى مدى=ما كاد يُلمح منك أو يتجرد
حتى أبحتَ له جنونَ قصيدةٍ=وقدحتَ منه زنادها يتوقـد
وجرحته بالشاعريّ متاهـة=وطرحتَ عنه متاهة تتلبد
بارحْـته لتـلوحَ دالــــــيـة به=مكلـومة ملمــومـة تتوحــد
يا جرحَها اللغويّ ما أقداحها=يثبُ الحبابُ بها إذا يتمرد؟
ما ألواحها مدحـوة مطوية=وكأنهـا في حضرةٍ تتعبد؟
ياجرحيَ الشعريّ ما أدواحها=مالَ الحمامُ عليّ لا يتجسد
وكأنه لغـة ولا لغـة هــنـا=مالتْ عليّ فلا أنـا أ تحــدد
وأنا القصيدة والكلام هويتي=وحكايتي الأولى وما يتعدد
وأنا المعلقة البعيـدة مقصدا=أستـارها أسوارَها تتصعد
وأنا الكنايـة والكتابة قرطها=والليلُ جيد بالصَّدى يتوحد ؟
تتباعد الأشيـاء عن أشيائها=في سكرة الكلماتِ إذ تتردد
لتمجد الأسمـاء منْ أسمائها=وترى بلاغتها مدى يتمجد
وترى صهيلا ذاهلا متقـلدا=من ذاتِـــه ما ذاتـــه تتقــلــد
وترى صليلا سائلا متوسدا=عتماتِه جبلا سرى يتوسد
وعلى الأقاصي نعله مطوية=وجلا، وخرقته رؤى تتبدد
فكـأنه ما كـان إلا سَـورة=وكأنكَ المطويّ حينَ تجسَّد
وكأنني ألـوي بكلِّ تنـوفةٍ=مني إليكَ ولا صوى تتحدد
وكأنك الآتـي على آيـاته=في منتـــــهى آياتـه يتجـدد
وكأننـا مبسـوطة أقدارُنـا=لغـة إذا أقــــــدارُنا تتجــرد
وكأنمـا منسوخة أقمارُنـا=لتطلّ منك عليّ إذ تتوقــد
وكأنّ معجزَ أحمدٍ في جبتي=جذلا يقولَ ولا مقالَ وأحمد
لا خيلَ عندكَ فاستبقكَ مسافة=لتكونَ خلا، وانثنى يتصعد
حيثُ الفرائد موجة منسوجة=من حكينا زبـدا به يتلـبـــد
حيث المرايا من مرايانا التي=قرأتْ على الدنيا إذا تتعدد
ما كانَ من كلماتنـا مبهورة=أنفاسُهـا من حيثما تترصد
وكأنما التاريخ أفرد جانحـًا=لقصيدة أخرى بها يتفـرد
وكأنما حلب تخبّ مسيـرَها=ديوانَ شعر، والقوافي تنشد
وسـلا تضم نظيمها ونثيرها=وتهـمّ بالمعنى، فلا يتسهــد
وأبو المعالي أحمد رقراقـها=عبَر المـــرايا، دفقة، تتخلـد
وانزاح مشتاقا إلى عتباتـها=يترصد الرؤيا إذا يترصد
ما لاح منها عسجدا قسماته=نسماته فاحتْ فلاحَ العسجد
وسماته باحتْ بكل مليحـةٍ=حوراءَ تحلم بالندى يتـأود
وبأحمدِ الكلماتِ ساح بحلمها=ما راحَ منه سؤاله يتعهـد
بالقافيـاتِ النادفاتِ وشاحَها=من جرحه بقصيدةٍ تتفـرد
الغافيـاتِ على نديّ قداحها=محـوًا رأى لمحاته تتعدد
فهنا الحكاياتُ التي لا تنتهي=وهناك، منها، هدهد يتفقـد
فهنا هناك .. وخيمة عربية=مخذولـة أوتــادها تتشـرد
مبذولـة آبرادها ومـدادها=مسدولـة آمـادها تتقــــيـد
فاقرأ كتابك قبلما يثبُ الغضا=جمرا بثوبكَ صاعدا يتجدد
واكتبْ لأ قرأني على أردانه=فأنا الذي لا برّ لي يتهدهـد
وأنا الذي ما أسرجتْ لغة له = قـنديلها ليكـونها تتســــود
ورقاتهـا رقراقـة ورقاتهـا=وأنا الذي لا بحْر لي يتمدد
يا خيمـة عربيـة مطويـة=.. الآهاتِ في آهاتها تتبدد
حتى إذا ناحتْ على أيامـها=بكلامها، وكلامُها يتـردد
وحسامُها شابَ الزمانُ بحَده=فــــحِـداده أيـامـــه تتـمــــدد
مالتْ بغربتها على أطلالـها=وكأنهـا أطلالـها تتجســــد
من كلّ رسم دارس مسبيـةٍ=آسمـاؤه ما وسمه يتبـلــــد
يعرى لتلبسَه الغرابة واقفـًا=بين الأثافي خرقة تتوقـــد
وترى الشبيه سؤالها متواقفا=عند الطوافِ شبيهَه يتفقـــد
فكأنما أرجوحـة مجروحة=طيّ الفيافي ما نماها مشهد
تتطاوح الأسماء في أسمائها=عند الهتاف، وما بها يتحدد
ما يرتدي عريا رآكَ شبيهَه=.. اللغويّ إما ذاتـــه تتعـدد
يا كِلمـة عــــربيـة منسيـة=مالـتْ عليّ كأنها تتجســد
قالتْ وما قالتْ. ألا تأويلـها=يمحو بلاغتها، فلا تتـأود
سالَ البيانُ مقـامة مختومة=ببيانهـا، وسحابُها يتجمـــد
يا خيمـة عربيـة منفـــــيـة=عن ذاتِ أعمدةٍ رآها هدهد
وأنا الذي بلقيسُ ما قالتْ له=إلا انتباهَ الساق حينَ تجرَّد
فتركتُ للماء الحييِّ قصيدتي=يلهو المساء بها إذا يتسرمد
مالَ المساءُ بنا على نايـاته=لغـة كمــــا ناياتـه تتـــنهـد
فكأنها تزهو بديـوانِ الفتى=وكأنه بين القـــوافي أحــمـد