مشاهدة النسخة كاملة : إلى الأخت " لمياء الديوان " الإعلام
newone_01
23-11-2006, 10:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله
الاخت لمياء الديوان هذا موضوعات مختارة عن الإعلام
اتمنى انك تحصلي فيها ولو شي بسيط من الفائدة
تمنياتي لك بدوام التوفيق
newone_01
23-11-2006, 10:14 PM
وسائل الإعلام
مدخل :
إن أبرز مظاهر العصر الراهن هي ثورة المعلومات ووسائل الاتصال، هذه الثورة التي تسعى لتكون أداة بناء المستقبل على سطح كوكبنا وربما الاتصال بكواكب أخرى .
ففي ظل التطورات الحالية المتسارعة التي تجري في العالم وتجاوز وسائل الاتصال للحدود الجغرافية والسياسية وتحول العالم إلى قرية صغيرة، يمكن لأي شخص أن يعلم ما يجري في أقاصي الأرض وهو في غرفته . في ضوء هذه المستجدات التي سترسم موقع ودور أي مجتمع في عالم الغد، حيث التنافس يأخذ طابعاً اقتصادياً وثقافياً . الأمر الذي يزيد من أهمية الإعلام ودوره لأن أية سلعة حتى تصبح عالمية " مبدأ العولمة " لا بد أن تقنع المستهلك وتحقق رغباته سواء أكانت السلعة مادية أم فكرية، وبمقدار ما نملك إعلاماً قوياً ومقنعاً بمقدار ما نستطيع ترويج سلعتنا وبالتالي تعزيز موقعنا في عالم الغد .
والإعلام القوي والمقنع يحتاج إلى وسائل متطورة ترتبط بشكل مباشر بتطور تقني مطلوب، ومن هذا المنطلق تبرز أهمية تقنية الإعلام في الوقت الحاضر ومستقبلاً .
مفهوم الإعلام والتقنية :
ليس هنالك تعريف محدد لمفهوم الإعلام وذلك لاتساع مجاله وارتباطه وتداخله في مجالات واسعة من النشاط الإنساني وأنواع مختلفة من العلاقات البشرية . ولكن بشكل عام يمكن أن نعتبر أن الإعلام هو عبارة عن نشاط إنساني يهدف إلى التواصل مع الآخرين والتأثير فيهم والتأثر بهم عبر وسائل اتصال محددة، وعلى هذا الأساس يمكن أن نحدد الأركان التالية للإعلام :
1- المادة الأولية(خبرـ موضوع ـ فكرة.....الخ ).
2- العنصر البشري (الفاعل والمنفعل)، لأن الإعلام هو عبارة عن نشاط إنساني يهدف إلى التأثير والتأثر.
3- العنصر الآلي:الوسيلة الإعلامية أوتقنية الإعلام.
والتقنية هي عبارة عن الآليات والوسائل التكنولوجية وتعني في مجال الإعلام وسائل الإعلام باختلاف أنواعها بدءاً من المحادثة وانتهاء بالأقمار الصناعية.
وسائل الإعلام " تقنيات الإعلام " :
الإعلام ليس نشاطاً إنسانياً حديثاً أو محدثاً وإن كان قد تصاعد دوره في الآونة الأخيرة بشكل كبير. فقد مارست المجتمعات القديمة نشاطاً إعلامياً محدداً، واستخدموا وسائل معينة نذكر منها : (التجارة ـ البعثات الدينية ـ المناداة ـ استخدام وسائل المناداة كقرع الطبول ـ الأعياد والندوات ـ القصائد الشعرية ـ الوسائل التعبيرية كالكتابات والنقوش والرسوم... الخ . وقد شهدت هذه المجتمعات أشكال عديدة لوسائل الاتصال والإعلام نذكر على سبيل المثال، أنه في عهد يوليوس قيصر (60 ق.م) في روما تم تأسيس " الأعمال اليومية " وهي أول نشرة رسمية تعلق في ساحة الفورم وتحمل للمواطنين أخبار الدولة الرسمية. وتطورت وسائل الإعلام مع تطور الحياة الإنسانية، فظهرت الكتب والرسائل ثم الصحافة... الخ .
في الوقت الحاضر هنالك وسائل إعلام لا حصر لها، وقد وصلت بعضها إلى درجة متطورة جداً من التعقيد والدقة والسرعة كالأقمار الصناعية ووسائل الاتصال بالكون الخارجي " خارج نطاق الكوكب الأرضي "، وبشكل عام يمكن تقسيم وسائل الإعلام إلى قسمين :
1- وسائل إعلام رئيسية (أساسية) : وتشمل : الصحافة ـ الإذاعة ـ التلفزيون ـ المحطات الفضائية ـ شبكات الأنترنيت ـ وكالات الأنباء ـ... الخ .
2- وسائل إعلام ثانوية : وتشمل : السينما ـ المسرح ـ الكاسيت ـ أقراص الكمبيوتر ـ الملصقات ـ اللافتات ـ الصور ـ الكتب ـ... الخ .
ويتبع لذلك أساليب متعددة فقد يكون الإعلام مقروءاً كالصحافة المطبوعة أو سمعياً كالإذاعة والندوات أو بصرياً كالنحت والرقص أو سمعياً ـ بصرياً كالتلفزيون والمسرح والسينما .
إن وسائل الاتصال في الوقت الحاضر تتطور باتجاه " مجتمع المعلومات " حيث تصبح المعلومة هي عصب الاقتصاد وليست الزراعة أو الصناعة، فالمجتمع الذي يملك المعلومة وتقنياته هو الذي يسيطر على زمام الأمور في العالم . " تكنولوجيا الإعلام في المجتمع الحديث نهر عظيم يغذي الأرض التي يلتمسها متبعاً خطوط التضاريس الحالية لكنه يمهد الطريق للتغيير على مدى طويل... " .
دور التقنية في الوصول إلى إعلام ناجح :
يلمس الإعلام جوانب متعددة ويعالج قضايا وموضوعات متفرقة، وهنالك وسائل متعددة للإعلام، فكيف يمكن أن نختار الوسيلة المناسبة التي تجعل إعلامنا ناجحاً ؟ لتحديد وسيلة الإعلام المطلوبة يجب الأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل أهمها :
1- الموضوع : وهنا يجب أن نجيب على : ماذا نريد أن نعلم هل هي ( فكرة ـ مبدأ ـ خبر ـ دعاية لمنتج ـ... الخ ) .
2- المدى : إلى من نريد توجيه الإعلام ؟ هل الإعلام على مستوى فردي، محلي، وطني، إقليمي، دولي ؟ هل هو موجه إلى أشخاص محددين، فئة محددة، أم إلى العموم ؟.
3- الظروف المحيطة: ويقصد بها الظروف التاريخية والمرحلية التي نمر بها، ويمر بها الوسط من حولنا والواقع ضمن المدى الذي نريد إعلامه، وكذلك الظروف والأحوال الطبيعية والجوية .
4- الهدف : ما الذي نريده من الإعلام ؟ هل نريد نشر فكرة أو مبدأ؟ هل نريد الحصول على تضامن وتأييد؟ هل نريد توضيح أو تفسير موقف؟ هل نريد نشر الذعر والخوف... الخ ؟.
5- الإمكانيات المتوفرة : ويقصد بذلك الإمكانات المادية والتقنية والبشرية المتوفرة لدينا .
6- المجال الزمني : ويقصد به فترة استمرارية العمل الإعلامي وسرعة النشر .
إن لتحديد وسيلة الإعلام دوراً جوهرياً في نجاح العمل الإعلامي فصورة واحدة لمجزرة حلبجة استطاعت أن تهز العالم وتوقفه عند بشاعة الجريمة أكثر من آلاف المقالات التي كتبت عن وصف المجزرة . والتغطية الإعلامية التلفزيونية للهجرة المليونية من كردستان العراق أعطت نتائج أكبر من سنوات عديدة من النشاط الإعلامي الكردي في أوروبا والعالم.
إذاً تحديد وسيلة الإعلام يلعب دوراً جوهرياً في الوصول إلى الهدف، فمن المعلوم أن المبادئ والأفكار الفلسفية والفكرية تحقق فهماً ووضوحاً أكبر عندما يتم نشرها عبر كتاب، وإقامة ندوات نقاش حولها أكثر مما هي عليه الحال في نشرها عبر كاسيت أو حلقات إذاعية أو تلفزيونية. ومن المعلوم أن سرعة انتشار الخبر باستخدام الإذاعة أو التلفزيون أكبر بكثير من استخدام الصحف المطبوعة، في حين أن الصحافة تعطي انطباعاً أكثر وضوحاً وديمومة. كما أن استخدام الأقراص الكمبيوترية تساعد على حفظ معلومات أكبر ضمن حجم صغير من تلك المحفوظة ضمن كتاب ضخم. على العموم فإن للجانب الاقتصادي دوراً محورياً في تحديد وسيلة الإعلام، وذلك للاختلاف الهائل للكلفة بين وسيلة وأخرى. لكن العامل الاقتصادي يجب دراسته بدقة، فكثير من الوسائل التي تبدو للوهلة الأولى مجدية اقتصادياً لا تكون كذلك بعد الدراسة من مختلف الجوانب وبشكل كاف .
newone_01
23-11-2006, 10:15 PM
تعريف الإعلام
الإنسان فضولي بطبعه يرغب في معرفة كل جديد ، ولقد تطورت وسائل نقل المعلومة من الخطاب المباشر للأفراد ومن الرسومات والنقوش الأثرية إلى الشعر والمسرح فإلى الكتابة الورقية فإلى المطابع ( الصحف والمجلات … ) فظهور الإذاعة المسموعة فالمرئية ثم أخيرا إلى عالم الحاسوب والانترنت الذي حمل في طياته كل ما عرفه البشر من وسائل إعلامية بالنص والصوت والصورة مع إمكانية تخزينها ونقلها كيفما شئت . فعصرنا بلا شك هو عصر الإعلام ، فما هو الإعلام ؟ .. الإعلام باختصار هو فن توصيل المعلومة إلى الناس .. ومن هنا نلاحظ أن الإعلام يعتمد على قاعدتين : أولاهما : وجود معلومة يراد إيصالها إلى الناس ، والمعلومة لابد أن تكون صادقة و إلا فهي خيال ، لان المعلومة مشتقة من العلم وهو معرفة الشيء على ما هو عليه .
ثانيهما : فن التوصيل : وهذا أمر عظيم التعقيد لان النفس البشرية تستهويها طريقة العرض الفنية فيتحصل الإنسان على المعرفة والمتعة معا . وهذا الفن يتطلب اختيار المذيع من حيث شكله وهندامه ونبرة صوته الخ …
وإذا كان الناس يعشقون الشعر فليس من طريقة أفضل في نقل المعلومة من وضعها في قالب شعري لطيف كما هو الحال عند العرب قبل الإسلام وبعده ، فان كانوا يعشقون التمثيل فليس أفضل من المسرح لنقل المعلومة بطريقة ممتعة وهلم جرا ، ولكل شعب طريقة تستهويه إعلاميا .
وإذا اقتصر الإعلام على نقل المزايا وأخفى العيوب فهو دعاية وإعلان غرضه كسب عواطف الجمهور وكسب أموالهم ، فافهم الفرق بين الإعلان ( الدعاية ) وبين الإعلام .
وقد تستغل بعض الجهات الإعلام بحيث تسرد بعض الحقائق وتمزجها بأباطيل و اختلاقات لغاية في نفس يعقوب وهذا إعلام مضلل وكم من شعوب انطلى عليها هذا الإعلام المضلل ومثاله تشويه الغرب لصورة الإسلام والمسلمين لدى المواطن الغربي معتمدين في ذلك قاعدة " أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره " فهم يشوهون صورة الإسلام ليسوء الحكم عليه ، مستغلين في ذلك أحدث الأساليب المدروسة بعلم النفس مع وجود الإخراج والعرض ، وقد قال رسولنا " ان من البيان لسحرا " .
ان الدعوة إلى الله من اهم أعمالنا كمسلمين ، ولا شك أن الإعلام ميدان واسع للدعوة إذا عرفنا فن توصيل المعلومة فنحن من حيث المعلومة لا مشكلة عندنا ولكن مشكلتنا في فن توصيلها للناس ، وهذا يتطلب معرفة الآخرين وأساليب تفكيرهم ليتم عرض القضايا المطلوبة بطريقة فنية تجمع بين صدق المقال وحسن العرض .
ان معظم الناس تحكمهم عواطفهم وليس عقولهم ، ومن هنا كان الإعلام يستغل هذا الضعف البشري ويتلاعب بالحقائق او يشغل الناس عن قضاياهم المهمة عن طريق لفت انتباههم إلى ما يحبون ولو كان في واقع الامر لا يقدم لهم أي فائدة لهم ، ولهذا تجد المادة الإعلامية العاطفية رواجا بين الناس .. ويسمى هذا النوع اعلاما غير هادفا .
لان الإعلام الهادف يهدف لتحقيق المنافع للناس في حالتي السل والحرب ، اما الهاء الناس عن منافعهم فهو عبث ولهو وضلال .
فكل شيء يحتاج الى الإعلام بداية من التجارة وانتهاء بالعقائد والمثل . ونحن المسلمين لنا خصوصيات إعلامية ينبغي مراعاتها في إعلامنا سواء كان موجها للمسلمين او لغير المسلمين وهذا من أهم ادوار أهل الفقه والفكر والتربية فرجال الإعلام هم أعلى طبقات المجتمع لان دورهم هو التأثير على الناس ليهتدوا فاذا تسلط العلمانيون على الإعلام فإن المراد هو علمنة الناس ، واذا تسلط أهل الفسق والمجون فان المراد اشاعة الفواحش وقس على ذلك .
والحقيقة اننا نحن المسلمين مازلنا في أمس الحاجة للوصول إلى إعلام جيد داخليا وخارجيا ، فأغلب إعلامنا مقتصر على الخطاب الداخلي وبطريقة تبعث على الملل واقل ما يقال عنها أنها تجعل المتلقي في حيرة وشك بدل الوصول به إلى اليقين .. وحتى لا نطيل نختصر فنقول : اذا كانت الدعوة إلى الله تتلخص في صدق القول والعمل فإن الإعلام الجيد يعتبر أعظم جسر لعبور الدعوة إلى الناس.
قال تعالى : (( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ))
وقال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم (من دعا إلى هدى كان له أجره واجر من عمل به إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلال فان له وزره و وزر من عمل به إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا ) … فليتق الإعلاميون ربهم وليدركوا خطورة عملهم فان الأمر خطير والأمة في حاجة لمعرفة المفيد في الدنيا والآخرة . والدفاع عن الإسلام والمسلمين هو من أهم أوليات الإعلام المسلم .
newone_01
23-11-2006, 10:15 PM
وظائف وسائل الإعلام:
دور وسائل الإعلام في المجتمع هام جدا إلى درجة خصصت الحكومات أقساما ودوائر ووزارات إعلام تتولى تحقيق أهداف داخلية وخارجية عن طريق تلك الوسائل، من تلك الأهداف رفع مستوى الجماهير ثقافيا، وتطوير أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية، هذا داخليا.
أما خارجيا فمن أهداف دوائر الإعلام تعريف العالم بحضارة الشعوب ووجهات نظر الحكومات في المسائل الدولية.
ولم يقتصر اهتمام وسائل الحكومات بوسائل الإعلام، بل أن مؤسسات اجتماعية وسياسية واقتصادية اهتمت بها، ووجدت ان تلك الوسائل تخدمها وتخدم اهدافها وتساعد في ازدهارها.
وليس أدل على أهمية الإعلام ووسائله مما أصبح معروفا في العالم، من ان الدولة ذات الإعلام القوي تعتبر قوية وقادرة، فلقد أصبح الإعلام رئيسيا في بقاء بعض الدول وخاصة تلك التي وجدت فيه احدى دعاماتها الرئيسية الأولى، وقدمته على باقي دعائم الدولة.
وسبب كل ذلك هو ان وسائل الإعلام مؤثرة في الجماهير وفاعلة سلبا أو ايجابا؛ فما هي وظائف تلك الوسائل؟
للإعلام خمس وظائف رئيسية هي:
أولا: التوجيه وتكوين المواقف والاتجاهات.
ثانيا: زيادة الثقافة والمعلومات.
ثالثا: تنمية العلاقات البينية وزيادة التماسك الاجتماعي.
رابعا: الترفيه وتوفير سبل التسلية وقضاء أوقات الفراغ.
خامسا: الاعلان والدعاية.
أولا: التوجيه وتكوين المواقف والاتجاهات:
من المتعارف عليه ان المدرسة تولى مهمة التوجيه، باعتبار ان الطالب يقضي قسما مهما من حياته فيها؛ لكن المجتمع بجميع مؤسساته الاسرية والعائلية والاجتماعية والدينية والاقتصادية له دور كبير في مجال التوجيه، وتكوين المواقف والاتجاهات الخاصة بكل فرد.
من هنا تتلاقى تلك المؤسسات مع المدرسة في مهمة التوجيه وتكوين المواقف والاتجاهات، خاصة وان المجتمع ليس كله طلابا، ولا يتاح عادة لكل افراد المجتمع دخول المدارس أو الاستمرار في الدرس والتحصيل.
وإذا كانت المدرسة تقوم بمهمتها تلك عن طريق الهيئة التعليمية والكتاب، فإن توجيه المجتمع يمارس بشكل مباشر وغير مباشر على السواء عن طريق وسائل الإعلام المنتشرة عادة، فكلما كانت المادة الإعلامية ملائمة للجمهور لغة ومحتوى، ازداد تأثيرها، فلا يعقل مثلا ان تخاطب الذين لا يجيدون اللغة العربية باللغة الفصحى، ولا الذين ليس لديهم مستوى ثقافي معين بالمنطق وعلم الكلام والحجج الفكرية والفلسفية.
ثانيا: زيادة الثقافة والمعلومات:
التثقيف العام هدفه هو زيادة ثقافة الفرد بواسطة وسائل الإعلام وليس بالطرق والوسائل الاكاديمية التلعيمية، والتثقيف العام يحدث في الإطار الاجتماعي للفرد أكان ذلك بشكل عفوي وعارض أو بشكل مخطط ومبرمج ومقصود.
والتثقيف العفوي هو مواجهة دائمة من جانب وسائل الإعلام للفرد، هذه المواجهة تقدم له ـ بدون أن يكون هو المقصود بالذات ـ معلومات وافكار وصور وآراء، وهذا يحدث عندما يتجول الطالب في ساحة ملعب جامعته فيفاجأ بجريد حائط أو بتلفزيون نادي الجامعة أو باللافتات المرفوعة في أماكن من الجامعة، وكلها تحمل عبارات تلفت نظره، فيندفع في قراءتها أو متابعتها فتعلق بعض الكلمات في ذهنه ويأخذ ببعض الآراء.
أما التثقيف المخطط فهو حصيلة وظيفتي التوجيه والتبشير؛ لكن هناك بعض الحالات تقع في دائرة التثقيف المخطط كالبرامج الزراعية التي هي عبارة عن حلقات ارشاد للمزارعين يدعون إليها أو تبث إليهم عبر الاذاعة أو التلفزيون.
ثالثا: الاتصال الاجتماعي والعلاقات البينية:
ويعرف الاتصال الاجتماعي عادة بالاحتكاك المتبادل بين الأفراد بعضهم مع بعض، هذا الاحتكاك هو نوع من التعارف الاجتماعي يتم عن طريق وسائل الإعلام التي تتولى تعميق الصلات الاجتماعية وتنميتها.
فعندما تقدم الصحف كل يوم اخبارا اجتماعية عن الأفراد او الجماعات او المؤسسات الاجتماعية والثقافية فإنها بذلك تكون صلة وصل يومية تنقل أخبار الافراح من مواليد وزيجات، وأخبار الاحزان من وفيات وفشل وخسارة، وليست صفحة الولادات والوفيات والشكر بصفحة عابرة وغير مهمة في الصحف، بل انها وسيلة للاتصال الاجتماعي اليومي بين جميع فئات الجماهير.
وأمر ثان هو قيام وسائل الإعلام كلها تقريبا بتعريف الناس ببعض الاشخاص البارزين أو الذين هم في طريق الشهرة سواء في مجال السياسة او الفن او المجتمع او الادب.
رابعا: الترفيه عن الجمهور وتسليته:
وتقوم وسائل الإعلام بما تقوم به من وظائف بمهمة ملء أوقات الفراغ عند الجمهور بما هو مسل ومرفه؛ وهذا يتوقف بواسطة الابواب المسلية في الصحف أو كالبرامج الكوميدية في التلفزيون.
في الحالتين تأخذ وسائل الإعلام في اعتبارها مبدأ واضحا وهو ان برامج الترفيه والتسلية ضرورية لراحة الجمهور ولجذبه اليها؛ وحتى في مجال الترفيه هناك برامج وابواب ترفيه موجه يمكن عن طريقها الدعوة إلى بعض المواقف ودعم بعض الاتجاهات او تحويرها وحتى تغييرها، وهذا يتطلب بالطبع اساليب مناسبة من جانب وسائل الإعلام.
خامسا: الاعلان والدعاية:
تقوم وسائل الإعلام بوظيفة الاعلان عن السلع الجديدة التي تهم المواطنين، كما تقوم بدور هام في حقول العمل والتجارة عندما تتولى الاعلان عن وجود وظائف شاغرة او وجود موظفين مستعدين للعمل ، او عندما تتولى الاعلان عن اجراء مناقصة او وضع التزام موضع التنفيذ…الخ.
ولهذا استطاعت وسائل الإعلام على تنوعها من صحافة وتلفزيون وسينما وأحيانا إذاعة، أمام تعقيد الحياة وتعدد ما فيها من اختراعات وصناعات واكتشافات ان تقوم بمهمة التعريف بما هو جديد وتقديمه إلى الجمهور وعرض فوائده واسعاره وحسناته بشكل عام.
هذه هي الوظائف الاجتماعية لوسائل الإعلام ، وهي وان جرى حصرها في خمس وظائف، لكن تبقى هناك مهمات تفصيلية أيضا لوسائل الإعلام تندرج تحت هذه الوظائف، فوسائل الإعلام في الواقع أصبحت تقوم مقام المعلم والمربي وحتى الاب والام في حالات كثيرة، فالبرامج التربوية والمدرسية وبرامج الاطفال وبرامج الطلاب وغيرها من برامج تبثها وسائل الإعلام انما تلتقي بوظيفة التثقيف ، لكنها تتعدى تلك الوظيفة إلى ما هو اعمق وأعم واشمل، إلى درجة يمكن القول معها ان الفرد يولد وينمو قليلا حتى تتولاه وسائل الإعلام وترعاه وتقدم إليه ما يلزم من تثقيف وتوجيه وترفيه واعلان وغير ذلك، وأحيانا تقدم إليه ما يسيء إلى نمو شخصيته وآرائه، فتنحرف بها او تشوهها.
newone_01
23-11-2006, 10:18 PM
نظريات الإعلام:
مفهوم نظريات الإعلام:
يقصد بنظريات الإعلام خلاصة نتائج الباحثين والدارسين للاتصال الإنساني بالجماهير بهدف تفسير ظاهرة الاتصال والإعلام ومحاولة التحكم فيها والتنبؤ بتطبيقاتها وأثرها في المجتمع ، فهي توصيف النظم الإعلامية في دول العالم على نحو ما جاء في كتاب نظريات الصحافة الأربع لبيترسون وشرام.
علاقة نظريات الإعلام بفلسفة الإعلام:
هناك علاقة بين نظريات الإعلام وفلسفة الإعلام ففلسفة الإعلام هي بحث العلاقة الجدلية بين الإعلام وتطبيقاته في المجتمع ، أي تحليل التفاعل بين أسس الإعلام كعلم وبين ممارساته الفعلية في الواقع الاجتماعي، ويرى النظريون أن نظريات الإعلام جزء من فلسفة الإعلام، لأن فلسفة الإعلام أعم واشمل من النظريات ، وكثيرا ما شاع استخدام نظريات الإعلام باعتبارها فلسفة الإعلام أو مذاهب الإعلام، ولكن في واقع الأمر أن استخدام تعبير نظريات الإعلام كان في مجمله انعكاسا للحديث عن أيديولوجيات ومعتقدات اجتماعية واقتصادية أو الحديث عن أصول ومنابع العملية الإعلامية(مرسل، ومستقبل، ووسيلة …الخ)
وترتبط النظريات بالسياسات الإعلامية في المجتمع، من حيث مدى التحكم في الوسيلة من الناحية السياسية، وفرص الرقابة عليها وعلى المضمون الذي ينشر أو يذاع من خلالها، فهل تسيطر عليها الحكومة أم لها مطلق الحرية أم تحددها بعض القوانين.
1-نظرية السلطة
ظهرت هذه النظرية في إنجلترا في القرن السادس عشر ، وتعتمد عل نظريات أفلاطون وميكافيللي، وترى أن الشعب غير جدير على أن يتحمل المسؤولية أو السلطة فهي ملك للحاكم أو السلطة التي يشكلها.
وتعمل هذه النظرية على الدفاع عن السلطة، ويتم احتكار تصاريح وسائل الإعلام، حيث تقوم الحكومة على مراقبة ما يتم نشره، كما يحظر على وسائل الإعلام نقد السلطة الحاكمة والوزراء وموظفي الحكومة؛ وعلى الرغم من السماح للقطاع الخاص على إصدار المجلات إلا انه ينبغي أن تظل وسائل الإعلام خاضعة للسلطة الحاكمة.
وتمثل تجربة هتلر وفرانكو تجربة أوروبية معاصرة في ظل هذه النظرية ، وقد عبر هتلر عن رؤيته الأساسية للصحافة بقوله:
"انه ليس من عمل الصحافة أن تنشر على الناس اختلاف الآراء بين أعضاء الحكومة، لقد تخلصنا من مفهوم الحرية السياسية الذي يذهب إلى القول بأن لكل فرد الحق في أن يقول ما يشاء".
ومن الأفكار الهامة في هذه النظرية أن الشخص الذي يعمل في الصحافة أو وسائل الإعلام الجماهيرية ، يعمل بها كامتياز منحه إياه الزعيم الوطني ويتعين أن يكون ملتزما أمام الحكومة والزعامة الوطنية.
2-نظرية الحرية:
ظهرت في بريطانيا عام 1688م ثم انتشرت إلى أوروبا وأمريكا، وترى هذه النظرية أن الفرد يجب أن يكون حرا في نشر ما يعتقد انه صحيحا عبر وسائل الإعلام، وترفض هذه النظرية الرقابة أو مصادرة الفكر.
ومن أهداف نظرية الحرية تحقيق اكبر قدر من الربح المادي من خلال الإعلان والترفيه والدعاية، لكن الهدف الأساسي لوجودها هو مراقبة الحكومة وأنشطتها المختلفة من أجل كشف العيوب والفساد وغيرها من الأمور، كما انه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمتلك الحكومة وسائل الإعلام؛ أما كيفية إشراف وسائل الإعلام في ظل نظرية الحرية فيتم من خلال عملية التصحيح الذاتي للحقيقة في سوق حرة بواسطة المحاكمة.
وتتميز هذه النظرية أن وسائل الإعلام وسيلة تراقب أعمال وممارسات أصحاب النفوذ والقوة في المجتمع، وتدعو هذه النظرية إلى فتح المجال لتداول المعلومات بين الناس بدون قيود من خلال جمع ونشر وإذاعة هذه المعلومات عبر وسائل الإعلام كحق مشروع للجميع.
نقد النظرية:
لقد تعرضت نظرية الحرية للكثير من الملاحظات والانتقادات ، حيث أصبحت وسائل الإعلام تحت شعار الحرية تُعرض الأخلاق العامة للخطر، وتقحم نفسها في حياة الأفراد الخاصة دون مبرر، وتبالغ في الأمور التافهة من أجل الإثارة وتسويق المادة الإعلامية الرخيصة، كما أن الإعلام اصبح يحقق أهداف الأشخاص الذين يملكون على حساب مصالح المجتمع وذلك من خلال توجيه الإعلام لأهداف سياسية أو اقتصادية ، وكذلك من خلال تدخل المعلنين في السياسة التحريرية ، وهنا يجب ان ندرك ان الحرية مطلوبة لكن شريطة ان تكون في إطار الذوق العام، فالحرية المطلقة تعني الفوضى وهذا يسيء إلى المجتمع ويمزقه.
3- نظرية المسؤولية الاجتماعية:
بعد ان تعرضت نظرية الحرية للكثير من الملاحظات لابد من ظهور نظرية جديدة في الساحة الإعلامية ، فبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت نظرية المسؤولية الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقوم هذه النظرية على ممارسة العملية الإعلامية بحرية قائمة على المسؤولية الاجتماعية ، وظهرت القواعد والقوانين التي تجعل الرأي العام رقيبا على آداب المهنة وذلك بعد ان استُخدمت وسائل الإعلام في الإثارة والخوض في أخبار الجنس والجريمة مما أدى إلى إساءة الحرية أو مفهوم الحرية.
ويرى أصحاب هذه النظرية ان الحرية حق وواجب ومسؤولية في نفس الوقت، ومن هنا يجب ان تقبل وسائل الإعلام القيام بالتزامات معينة تجاه المجتمع، ويمكنها القيام بهذه الالتزامات من خلال وضع مستويات أو معايير مهنية للإعلام مثل الصدق والموضوعية والتوازن والدقة - ونلاحظ ان هذه المعايير تفتقد إليها نظرية الحرية – ويجب على وسائل الإعلام في إطار قبولها لهذه الالتزامات ان تتولى تنظيم أمورها ذاتيا في إطار القانون والمؤسسات القائمة، ويجب ان تكون وسائل الإعلام تعددية تعكس تنوع الآراء والأفكار في المجتمع من خلال إتاحة الفرصة للجميع من خلال النشر والعرض، كما ان للجمهور العام الحق في ان يتوقع من وسائل الإعلام مستويات أداء عليا، وان التدخل في شؤون وسائل الإعلام يمكن ان يكون مبرره تحقيق هذه المصلحة العامة؛ أضف إلى ذلك ان الإعلاميين في وسائل الاتصال يجب ان يكونوا مسؤولين أمام المجتمع بالإضافة إلى مسؤولياتهم أمام مؤسساتهم الإعلامية.
وتهدف هذه النظرية إلى رفع مستوى التصادم إلى مستوى النقاش الموضوعي البعيد عن الانفعال، كما تهدف هذه النظرية إلى الإعلام والترفيه والحصول على الربح إلى جانب الأهداف الاجتماعية الأخرى .
ويحظر على وسائل الإعلام نشر أو عرض ما يساعد على الجريمة أو العنف أو ماله تأثير سلبي على الاقليات في أي مجتمع، كما يحظر على وسائل الإعلام التدخل في حياة الأفراد الخاصة؛ وبإمكان القطاع العام والخاص ان يمتلكوا وسائل الإعلام في ظل هذه النظريات ولكنها تشجع القطاع الخاص على امتلاك وسائل الإعلام.
4- النظرية السوفيتية(الاشتراكية):
ان الأفكار الرئيسية لهذه النظرية التي وضع أساسها ماركس وانجلوس ووضع قواعد تطبيقها لينين واستالين يمكن إيجازها في ان الطبقة العاملة هي التي تمتلك سلطة في أي مجتمع اشتراكي ، وحتى تحتفظ هذه الطبقة بالسلطة والقوة فإنها لابد ان تسيطر على وسائل الإنتاج الفكري التي يشكل الإعلام الجزء الأكبر منها، لهذا يجب ان تخضع وسائل الإعلام لسيطرة وكلاء لهذه الطبقة العاملة وهم في الأساس الحزب الشيوعي .
ان المجتمعات الاشتراكية تفترض أنها طبقات لا طبقية، وبالتالي لا وجود صراع للطبقات، لذلك لا ينبغي ان تنشأ وسائل الإعلام على أساس التعبير عن مصالح متعارضة حتى لا ينفذ الخلاف ويشكل خطورة على المجتمع.
لقد حدد لينين اختصاصات الصحافة وأهدافها :
* زيادة نجاح واستمرارية النظام الاشتراكي وبوجه خاص دكتاتورية الحزب الشيوعي.
· يكون حق استخدام وسائل وقنوات الاتصال لأعضاء الحزب المتعصبين والموالين أكثر من الأعضاء المعتدلين.
· تخضع وسائل الإعلام للرقابة الصارمة.
· يجب ان تقدم وسائل الإعلام رؤية كاملة للمجتمع والعالم طبقا للمبادئ الشيوعية ووجود قوانين موضوعية تحكم التاريخ.
· إن الحزب الشيوعي هو الذي يحق له امتلاك وإدارة وسائل الإعلام من أجل تطويعها لخدمة الشيوعية والاشتراكية.
5- النظرية التنموية:
نظرا لاختلاف ظروف العالم النامي التي ظهرت للوجود في منتصف هذا القرن هي بالتالي تختلف عن الدول المتقدمة من حيث الإمكانيات المادية والاجتماعية ، كان لابد لهذه الدول من نموذج إعلامي يختلف عن النظريات التقليدية الأربع التي استعرضناها، ويناسب هذا النموذج أو النظرية أو الأوضاع القائمة في المجتمعات النامية فظهرت النظرية التنموية في عقد الثمانينات، وتقوم على الأفكار والآراء التي وردت في تقرير لجنة "واك برايل" حول مشكلات الاتصال في العالم الثالث، فهذه النظرية تخرج عن نطاق بعدي الرقابة والحرية كأساس لتصنيف الأنظمة الإعلامية ، فالأوضاع المتشابهة في دول العالم الثالث تحد من إمكانية تطبيق نظريات الإعلام التي أشرنا إليها في السابق وذلك لغياب العوامل الأساسية للاتصال كالمهارات المهنية والمواد الثقافية والجمهور المتاح.
ان المبادئ والأفكار التي تضمنت هذه النظرية تعتبر هامة ومفيدة لدول العالم النامي لأنها تعارض التبعية وسياسة الهيمنة الخارجية.
كما ان هذه المبادئ تعمل على تأكيد الهوية الوطنية والسيادة القومية والخصوصية الثقافية للمجتمعات؛ وعلى الرغم من أن هذه النظرية لا تسمح إلا بقدر قليل من الديمقراطية حسب الظرف السائدة إلا أنها في نفس الوقت تفرض التعاون وتدعو إلى تظافر الجهود بين مختلف القطاعات لتحقيق الأهداف التنموية، وتكتسب النظرية التنموية وجودها المستقل من نظريات الإعلام الأخرى من اعترافها وقبولها للتنمية الشاملة والتغيير الاجتماعي.
وتتلخص أفكار هذه النظرية في النقاط التالية:
· ان وسائل الإعلام يجب ان تقبل تنفيذ المهام التنموية بما يتفق مع السياسة الوطنية القائمة.
· ان حرية وسائل الإعلام ينبغي ان تخضع للقيود التي تفرضها الأولويات التنموية والاحتياجات الاقتصادية للمجتمع.
· يجب ان تعطي وسائل الإعلام أولوية للثقافة الوطنية واللغة الوطنية في محتوى ما تقدمه.
· ان وسائل الإعلام مدعوة في إعطاء أولوية فيما تقدمه من أفكار ومعلومات لتلك الدول النامية الأخرى القريبة جغرافيا وسياسيا وثقافيا.
· ان الصحفيين والإعلاميين في وسائل الاتصال لهم الحرية في جمع وتوزيع المعلومات والأخبار.
· ان للدولة الحق في مراقبة وتنفيذ أنشطة وسائل الإعلام واستخدام الرقابة خدمة للأهداف التنموية.
6- نظرية المشاركة الديمقراطية:
تعد هذه النظرية أحدث إضافة لنظريات الإعلام وأصعبها تحديدا، فقد برزت هذه النظرية من واقع الخبرة العملية كاتجاه إيجابي نحو ضرورة وجود أشكال جديدة في تنظيم وسائل الإعلام، فالنظرية قامت كرد فعل مضاد للطابع التجاري والاحتكاري لوسائل الإعلام المملوكة ملكية خاصة، كما أن هذه النظرية قامت ردا على مركزية مؤسسات الإذاعة العامة التي قامت على معيار المسؤولية الاجتماعية وتنتشر بشكل خاص في الدول الرأسمالية.
فالدول الأوروبية التي اختارت نظام الإذاعة العامة بديلا عن النموذج التجاري الأمريكي كانت تتوقع قدرة الإذاعة العامة على تحسين الأوضاع الاجتماعية والممارسة العاجلة للإعلام، ولكن الممارسة الفعلية لوسائل الإعلام أدت إلى حالة من الإحباط وخيبة الأمل بسبب التوجه الصفوي لبعض منظمات الإذاعة والتلفزيون العامة واستجابتها للضغوط السياسية والاقتصادية ولمراكز القوى في المجتمع كالأحزاب السياسية ورجال المال ورجال الفكر.
ويعبر مصطلح "المشاركة الديمقراطية" عن معنى التحرر من وهم الأحزاب والنظام البرلماني الديمقراطي في المجتمعات الغربية والذي أصبح مسيطرا على الساحة ومتجاهل الاقليات والقوى الضعيفة في هذه المجتمعات، وتنطوي هذه النظرية على أفكار معادية لنظرية المجتمع الجماهيري الذي يتسم بالتنظيم المعقد والمركزية الشديدة والذي فشل في توفير فرص عاجلة للأفراد والاقليات في التعبير عن اهتماماتها ومشكلاتها.
وترى هذه النظرية ان نظرية الصحافة الحرة (نظرية الحرية) فاشلة بسبب خضوعها لاعتبارات السوق التي تجردها أو تفرغها من محتواها، وترى ان نظرية المسؤولية الاجتماعية غير ملائمة بسبب ارتباطها بمركزية الدولة ، ومن منظور نظرية المشاركة الديمقراطية فإن التنظيم الذاتي لوسائل الإعلام لم يمنع ظهور مؤسسات إعلامية تمارس سيطرتها من مراكز قوى في المجتمع، وفشلت في مهمتها وهي تلبية الاحتياجات الناشئة من الخبرة اليومية للمواطنين أو المتلقين لوسائل الإعلام.
وهكذا فإن النقطة الأساسية في هذه النظرية تكمن في الاحتياجات والمصالح والآمال للجمهور الذي يستقبل وسائل الإعلام، وتركز النظرية على اختيار وتقديم المعلومات المناسبة وحق المواطن في استخدام وسائل الاتصال من أجل التفاعل والمشاركة على نطاق صغير في منطقته ومجتمعه، وترفض هذه النظرية المركزية أو سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام ولكنها تشجع التعددية والمحلية والتفاعل بين المرسل والمستقبل والاتصال الأفقي الذي يشمل كل مسؤوليات المجتمع؛ ووسائل الإعلام التي تقوم في ظل هذه النظرية سوف تهتم أكثر بالحياة الاجتماعية وتخضع للسيطرة المباشرة من جمهورها، وتقد فرصا للمشاركة على أسس يحددها الجمهور بدلا من المسيطرين عليها.
وتتلخص الأفكار الأساسية لهذه النظرية في النقاط التالية:
· ان للمواطن الفرد والجماعات والاقليات حق الوصول إلى وسائل الإعلام واستخدامها ولهم الحق كذلك في أن تخدمهم وسائل الإعلام طبقا للاحتياجات التي يحددونها.
· ان تنظيم وسائل الإعلام ومحتواها لا ينبغي ان يكون خاضعا للسيطرة المركزية القومية.
· ان سبب وجود وسائل الإعلام أصلا هو لخدمة جمهورها وليس من أجل المنظمات التي تصدرها هذه الوسائل أو المهنيين العاملين بوسائل الإعلام.
· ان الجماعات والمنظمات والتجمعات المحلية ينبغي ان يكون لها وسائلها الإعلامية.
· ان وسائل الإعلام صغيرة الحجم والتي تتسم بالتفاعل والمشاركة افضل من وسائل الإعلام المهنية الضخمة التي ينساب مضمونها في اتجاه واحد.
· ان الاتصال أهم من ان يترك للإعلاميين أو الصحفيين.
newone_01
23-11-2006, 10:21 PM
الإعلام وتأثيره في المجتمع
وسائل الإعلام والعنف الأسري
تستحوذ وسائل الإعلام في وقتنا الحاضر على اهتمامنا وانتباهنا ، وتكاد تحاصرنا في كل مكان نذهب إليه، وفي جميع الأوقات، إذ أصبحنا عرضة لمضامين ما نشاهده أو نسمعه أو نقرأه يوميا في هذه الوسائل. ومن هنا فإنه يتحتم على الباحثين دراسة هذه المضامين لمعرفة آثارها ونتائجها علينا. ولا توجد قضية تستوجب اهتمام الباحثين وعنايتهم كقضية العنف الأسري الذي نشاهده يوميا في هذه الوسائل.
فإلى أي مدى نتأثر بالعنف الذي نشاهده في وسائل الإعلام؟ وهل لهذه الوسائل دور في التصدي أو الحد من هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة التي باتت تقلقنا وتؤرق نومنا، وتنغص علينا حياتنا، وتهدد كياناتنا الأسرية؟
هذا ما ستحاول هذه الورقة الإجابة عليه باختصار واقتضاب.
ولكن قبل الإجابة على هذه التساؤلات، يجدر بنا أن نحدد معنى العنف الأسري ونبين مظاهره وأشكاله التي يتبدى فيها.
** تعريف العنف
يكاد يكون من الصعب تقديم تعريف موحد للعنف وذلك لإختلاف اهتمامات وتخصصات الباحثين في هذا الصدد. فعلماء السياسة يعرفونه بطريقة مختلفة من علماء الاجتماع، وهؤلاء بدورهم يختلفون في تعريفهم له عن علماء النفس ، أو علماء الجريمة والقانون. كما أنه يعرف أحيانا بطرق تختلف باختلاف الأغراض التي يكون مرغوبا الوصول إليها، وباختلاف الظروف المحيطة أيضا .. مع ذلك سنقدم التعريف التالي للعنف ثم العنف الأسري لأنه يحتوي على العناصر الاساسية للعنف من جهة، ولكونه يهتم أيضا بالعنف الاسري الذي هو موضوع هذه الورقة من جهة أخرى.
يعرف العنف بأنه: (سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال واخضاع طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصاديا وسياسيا مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى).
وإذا ما أردنا تطبيق هذا المفهوم على الأسرة فإن العنف الأسري سيكون: ( أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج من وجود علاقات غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل الأسرة، وما يترتب على ذلك من تحديد لأدوار ومكانه كل فرد من أفراد الأسرة، وفقا لما يمليه النظام الاقتصادي، الاجتماعي السائد في المجتمع).
وإذا ما أردنا الدقة والتخصص بتعريف العنف ضد المرأة لقلنا بأنه: - (السلوك أو الفعل الموجه إلى المرأة على وجه الخصوص سواء أكانت زوجة أو أماً أو أختا أو ابنة ، ويتسم بدرجات متفاوتة من التمييز والاضطهاد والقهر والعدوانية الناجم عن علاقات القوة غير المتكافئة بين الرجل والمرأة في المجتمع والأسرة على السواء، نتيجة لسيطرة النظام الأبوي بآلياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية).
وإذا ما دققنا في التعريف السابق لوجدنا أن العنف يأخذ عدة أشكال تتدرج من الشكل البسيط إلى المعقد، وعليه فقط يكون العنف نفسيا أو جسديا أو تربويا أو اجتماعيا أو جنسيا. وهذه الأشكال من العنف تمارس بنسب متفاوتة في المجتمع العربي.
فإلى أي حد تؤثر علينا وسائل الإعلام بعرضها لمضامين عنيفة؟ وإلى أي حد أيضا يمكن استثمار وسائل الإعلام للتقليل من هذه المشكلة الاجتماعية أو محاربتها؟
** وسائل الإعلام والعنف
بدأ الاهتمام بدراسة العنف وآثاره على الفرد والمجتمع بعد الحرب العالمية الأولى حيث زادت نسبة الجرائم والعنف والمشكلات الاجتماعية بشكل ملحوظ بعد هذه الفترة مما دفع بالباحثين التي تقصي الأسباب ودوافع ذلك حيث حاولوا معرفة الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في التسبب بهذه المشكلات الاجتماعية من جهة، وتحديد الدور الذي تلعبه في التصدي لهذه المشكلات من جهة أخرى. وقد تمخضت دراساتهم عن نتائج كثيرة لخصت مسألة طبيعة الذي تحدثه وسائل الإعلام. ويمكن تلخيص هذه النتائج حسب تسلسلها كما يلي :
- نظرية التأثير القوي أو المطلق (نظرية الرصاصة الإعلامية):
يرى أصحاب هذه النظرية أو وسائل الإعلام لها تأثير قوي ومباشر على الفرد والمجتمع يكاد يبلغ حد السطوة والهيمنة وهذا التأثير قوي وفاعل مثل الرصاصة، ولايفلت منه أحد.
- نظرية التأثير المحدود لوسائل الإعلام:
اهتزت نظرية الرصاصة الاعلامية أمام نتائج الدراسات الميدانية التي قام بها باحثون في ميدان علم النفس الاجتماعي حيث تبين لهم تأثير وسائل الاعلام محدود جدا اذا ما قورن بالتأثير الذي تحدثه عوامل أخرى أطلقوا عليها العوامل الوسيطة كالأسرة، واتجاهات الفرد، وقادة الرأي، والاحزاب، وعوامل أخرى كثيرة، تحول هذه العوامل دون التأثير المطلق أو القوي لوسائل الاعلام على الفرد.
- نظرية التأثير المعتدل لوسائل الاعلام:
برز هذا الاتجاه في أواخر الستينات والسبعينات، ويعتقد أصحابه أن تأثير الوسائل الاعلامية على الفرد يتأثر بعوامل نفسية كثيرة ومتغيرات نفسية كثيرة، وكان التركيز القوي لهم على البعد النفسي. أي اسلوب الافراد أمام وسائل الاعلام أكثر قوة من عوامل ومتغيرات مما يجعل التأثير معتدلا نوعا ما.
- نظرية التأثير القوي:
يعترف أصحاب هذه النظرية بـتأثير وسائل الاعلام على الفرد والمجتمع. ولكنهم لا يقللوا من شأن هذه التأثير ولا يبالغوا فيه كثيرا. ولكنهم يقبولون بقوته وفاعليته اذا ما روعيت عوامل معينة، واذا ما اتبعنا أساليب معينة، في مواقف معينة مثل تكرار الرسالة الاعلامية، ثم شموليتها ثم انسجامها وتوافقها. ان هذه الظروف والعوامل اذا ما روعيت فأنها تجعل من التأثير قويا.
** آثار نشر العنف من خلال وسائل الإعلام :
يرجع الخوف من نشر العنف والجريمة من خلال وسائل الإعلام إلى أن المشاهدين والمستمعين والقراء يقبلون عليها بشكل أكثر من غيرها. وأكدت بعض البحوث وجود علاقة وثيقة بين السلوك العدواني والتعرض لهذه المضامين.
ومن أهم الآثار التي تتركها مشاهدة العنف ما يلي:
1. رفع حدة الآثار النفسية والعاطفية عند الفرد مما قد يقود إلى ارتكاب سلوك عنيف تجاه الآخرين. ويتوقف سلوك الفرد العنيف (أي استجابته للمشاهدة) على مدى إحساسه وشعوره بالإحباط والضيق والتوتر.
2. تعزيز السلوك القائم بالفعل داخل الفرد. حيث تعمل المشاهدة للعنف أو قراءتها على تعزيز وتدعيم السلوك الموجود أصلا عند المشاهد وذلك لأن الشخص العنيف يسبب دوافع العنف داخله – يرى السلوك العنيف المتلفز على أنه تجربة حقيقية.
3. التعلم والتقاليد: من المعروف أن إحدى طرق تعلم الإنسان هي التقليد والمحاكاة، من هنا تأتي خطورة عرض أفلام العنف لأن البعض قد يقلدها على غرارها.
** دور وسائل الاعلام في التصدي لظاهرة العنف :
تستطيع وسائل الاتصال بأشكالها المختلفة أن تتصدى لظاهرة العنف الاسري بأشكاله المختلفة. ولنبدأ بالدور التوعوي والتثقيفي لهذه الوسائل. في الواقع، فأن الحديث عن الجهود التوعوية – التثقيفية يقودنا للوقوف أمام فرضيتين أساسيتين هما:
الفرضية الاولى: وهي فرضية الاتجاه السلبي، تدعي هذه النظرية بأن وسائل الاعلام تساهم في انتشار العنف وذلك من خلال المضامين التي تضعها في متناول الجمهور من خلال التلفاز والصحف والمجلات والفيديو والافلام السينمائية – الخ.
لذا يطالب أصحاب هذه الفرضية برقابة مشددة على المحتويات الاعلامية العنيفة كالإساءة للمراة، أو الطفل، أو كبير السن، أو أي فرد من أفراد الاسرة، كما أنهم يرون أن التخطيط البرامجي الهادف مع الرقابة قادران على تحويل وسائل الاتصال الى ادوات فعالة لمواجهة العنف الأسري.
وأما الفرضية الثانية، وهي فرضية الاتجاه النشط أو المشارك، فيتعدى تصورها نطاق الرقابة والبرمجة البناءة ليصل الى حد مساهمة وسائل الاعلام ومشاركتها المباشرة والصريحة في التصدي لمشكلة العنف الاسري وذلك من خلال جهود توعوية مدروسة ومتكاملة يتم تنفيذها في إطار سياسة وطنية. وهذا يعني أن وسائل الاعلام يمكن استغلالها عن طريق الحملات الاعلامية التي تسعى الى استبدال المعلومات الخاطئة حول مفهوم العنف، ومخاطره وآثاره على الاسرة والمجتمع بمعلومات حقيقية ودقيقة وذلك باستخدام وسائل إعلامية مخصصة لهذه الغاية.
وعند الحديث عن استراتيجية إعلامية تحاول التصدي لهذه الظاهرة فأننا في الواقع نتحدث عن سياسة اتصالية تقوم على عدة مرتكزات حتى يتم لها النجاح. ولعل أهم هذه المرتكزات هو إعطاء حقائق رقمية عن طبيعة هذه المشكلة وحجمها ثم خصائص مرتكبيها النفسية والاجتماعية والعمرية والثقافية.
ثم بعد ذلك تحديد من هذه الحملة الجهات المقصودة بالتوعية؟ ما هي خصائصهم؟ ويدخل ضمن هدف أو أهداف هذه الحملة تحديد مدى الضرر أو الاثار السلبية التي يتركها العنف على الاسرة والمجتمع المحلي والمجتمع الكبير على حد سواء.
ويجب الا يغيب عن بال القائمين على هذه الحملة أنها يجب أن نرتكز في مضامينها وتوجهاتها على العناصر الاجتماعية والثقافية والنفسية التي تميز مجتمعنا الاردني عن سواه. ويلعب الدين دورا أساسيا في هذا المجال حيث أنه يمكن، بل يجب استثماره في توضيح الآثار السلبية للعنف على المجتمع، والاكثار من الآيات الكريمة التي تدعو الى التسامح والابتعاد عن التهور والجور والظلم. وهنا يستطيع الوعاظ ورجال الدين وائمة المساجد القيام بدور كبير في هذا المجال.
ويمكن لمديري هذه الحملة الوطنية ايضا أن يستعينوا بقادة الرأي في المجتمع ليكونوا بمثابة جماعات ضاغطة ومؤثرة في غيرهم. ويلعب قادة الرأي في مجتمعات العالم الثالث بشكل عام أدوار كبيرة في التأثير على بقية افراد المجتمع المحلي، شريطة، أن يكونوا هم انفسهم (أي قادة الرأي) مقتنعين بهذه الحملة.
ومن القضايا الاساسية التي تجب مراعتها في تصميم الحملات الاعلامية في مجال التصدي للعنف الاسري هو التصميم الدقيق للرسائل الاعلامية المستخدمة. اذ يستلزم الامر منهم أن يعرفوا كيف يستخدموا أساليب الاقناع المعروفة كالوضوح، والدقة والصحة، والكمال، واللطف ثم الايجاز.
وفي نهاية هذه الورقة فأنني أود أن أقدم بعض التوصيات في هذا الصدد:
- التقليل قدر الامكان من إذاعة أو نشر الاخبار التي تحث على العنف أو تتضمن مفاهيم ذات علاقة بالعنف او تشجع عليه.
- تصميم برامج إعلامية توضح فيها حقوق المرأة وحقوق الطفل وكبار السن.
- تدريب الصحافيين في مجال المسائل المتعلقة بالمرأة والاطفال والاسرة.
- تدعيم الرامج التي تعالج محتوياتها مسائل وموضوعات تتعلق بالمساواة بين الجنسيبن.
- العمل على تحسين صورة المرأة في وسائل الاعلام المختلفة من خلال برامج تثقيفية توضح ضرورة إلغاء التمييز الممارس ضدها وخطورة ذلك على ابنائها.
- الابتعاد عن عرض الافلام أو المسلسلات التي تصور المراة بأنها ذات عقلية دونية، إنها ذات عقلية كيدية تآمرية.
- ابتعاد وسائل الاتصال الجماهيري عن البرامج الاعلامية التي تتعامل محتوياتها مع حلول المشكلات والخلافات العائلية بالعنف والقسوة والقوة... والتركيز على حل المسائل الخلافية داخل الاسرة بالتفاهم والمنطق والاسلوب العلمي.
- (تسوية الخلافات بالابتعاد عن العنف.)
newone_01
23-11-2006, 10:23 PM
هل للعنف في وسائل الإعلام تأثير على الأطفال؟ ( الجزء الأول )
"بناء طفل خير من إصلاح إنسان." انطلاقًا من هذه المقولة يأتي التشديد على الاهتمام بالأطفال كبنية أساسية للمجتمع، حيث تشكِّل رعايةُ الطفولة وحمايتُها الاهتمامَ المحوري والجوهري في حياة الأسرة والمجتمع.
تؤدي وسائل الإعلام دورًا هامًا بتأثيرها على الأطفال (سلبًا أو إيجابًا) من خلال مساهمتها، بمضامينها الموجِّهة لهم وبفتحها آفاق العالم أمامهم، في بناء شخصية الطفل، وتوسيع مداركه، وإغناء علاقاته الاجتماعية، كما تساهم في تعميق القدرة الأدبية لديه، وتُرهِف حسَّه وذوقه السليم، وتنمِّي ثروته اللغوية. وبذلك فهي تؤدي دورًا مهمًا في التنشئة، إضافة إلى ما تقوم به قنوات التنشئة الأخرى في المجتمع. ولكل وسيلة من وسائل الإعلام دورها؛ ولا تلغي وسيلة إعلامية دور وسيلة إعلامية أخرى.
وتلعب وسائل الاتصال الحديثة دورًا هامًا في وقتنا الحاضر، كونها أصبحت اللغة المشتركة في كافة أنحاء العالم التي تجعل جميع الناس على اتصال، ومهتمين بعضهم ببعض في القرية الكونية الصغيرة.
سوف نستعرض في ورقة العمل هذه دور بعض وسائل الإعلام في تصعيد قضية العنف عند الأطفال.
** أولاً: العنف على الإنترنت:
أ. شريحة العمر التي تتعامل مع الإنترنت:
على الرغم من سهولة التعامل مع الإنترنت وازدياد نسبة المستخدمين، ما يزال الأطفال دون سن الثانية عشرة بعيدين عن استخدامها لعدة أسباب، منها عامل اللغة الذي يلعب دورًا أساسيًا في تفهم الأطفال لكيفية التعامل مع الإنترنت؛ وإلا فإنهم يتقيدون بالمواقع العربية الآمنة. كما أنه حتى في هذا العمر يمكن للأهل أن يتمكنوا من مراقبة أولادهم، أو حجب الاتصال عن الحاسب المتوفر في المنزل، وبالتالي عدم تمكين الأطفال من الدخول إلى الإنترنت.
ولكن مع التقدم المستمر وسعي الدول مع الأشخاص إلى تأمين هذه الخدمة لكل فرد في المجتمع، سوف يتمكن الأطفال، منذ سن الخامسة، من الدخول إلى الشبكات، سواء في المدارس أو في الـcafé Internet أو في أيِّ مكان للألعاب.
ب. الأطفال الذين يتعاملون مع الإنترنت:
لكي يتمكن الطفل حاليًا من دخول الإنترنت لا بدَّ من توفر حاسب في المنزل ومن وجود اشتراك في الشبكة؛ أي أن الأشخاص المثقفين أو المنتمين إلى الطبقة الوسطى فما فوق يمكن أن تتوفر لأطفالهم هذه الخدمة، وبالتالي ينعكس تأثيرها على نسبة 10% من المجتمع كحدٍّ أقصى، ابتداءً من سن الثانية عشرة. لكننا نعود ونؤكد أن هذه النسبة سوف تتزايد تزايدًا سريعًا وملحوظًا خلال السنين القادمة.
ج. نوعية البرامج ومدى تأثيرها على الأطفال:
عند دخول الأطفال إلى الإنترنت من الصعب الوصول مباشرة إلى أية مواقع عنف؛ وإنما المدخل الأساسي للأولاد هو الألعاب بشكل عام. ومن خلال هذه المواقع يتم اختيار الألعاب حسبما يرغب به الأولاد، لا من رقيب ولا من حسيب. قد تكون الألعاب عنيفة، أو قد تكون هادفة وسلسة، أو قد تكون موجَّهة بحيث تلعب دورًا نفسيًا يشد الأطفال إليها لتمرير الأفكار المرغوبة. كما نود التوضيح بأن عملية الدخول إلى مواقع الإنترنت واللعب café Internet عملية غير واردة نسبيًا، نظرًا لتكلفة الإنترنت وانخفاض أسعار الـCDs الخاصة بالألعاب.
هناك أيضًا المواقع الخاصة بالشخصيات التلفزيونية الكرتونية التي تشد الأطفال (مثل البوكيمون وغيرها) والتي تحوي عدة أنواع من الألعاب، بعضها مفيد مثل الـpuzzle.
نجد مما تقدَّم أن الإنترنت لا تشكل عاملاً أساسيًا حاليًا في عرض العنف، بل خطر من النواحي الأدبية للمستخدمين، حيث إن غالبية هذه المواقع تكون مبطَّنة المضمون وغير واضحة؛ وغالبيتها من صنع الهواة، مما يجعلها تشكل خطرًا على نظام الحاسب. ولكن نظرًا لعدم وجود رقيب ينبغي خلق رقيب ذاتي عند الأطفال لدى تجوالهم في هذا العالم الرقمي.
** ثانيًا: العنف في ألعاب الكومبيوتر:
أ. العمر الذي يتعامل مع الكومبيوتر:
يُقدَّر عدد مستخدمي الحواسب بنسبة لا تقل عن 50-60%، حيث يمكن للطفل أن يبدأ بالتعامل مع الحاسب منذ عمر الأربع سنوات، وذلك من خلال الألعاب التي يقدمها الأهل لأولادهم التي تكون مخصصة لهذه الأعمار (سنأتي على ذكرها لاحقًا).
ب. الأطفال (البيئة) الذين يتعاملون مع الكومبيوتر:
نبين نوعين من الأطفال الذين يتعاملون مع الحاسب:
1. أطفال توجد في بيئة مثقفة نسبيًا، يستطيع فيها الأهل أن يسايروا التكنولوجيا ويوجِّهوا أولادهم فيها. ويتفرع عن هذه الفئة الأهل غير الواعين لما تتركه الألعاب من أثر على الطفل.
2. أطفال توجد في بيئة غير مسايرة للتكنولوجيا، حيث يشعر الأهل بضرورة تعلم ولدهم استعمال الحاسب، ويعملون على تأمينه، ولكنهم غير قادرين على توجيه أطفالهم في هذا الموضوع.
في البيئة الأولى يكون من السهل التأكد من نوعية البرامج التي يتعرض لها الطفل لأن الأهل هم الذين يختارون؛ وهذا ممكن حتى سن الثانية عشرة أو حتى العمر الذي يبدأ فيه الطفل بأخذ مصروف معين من أهله (وهو عادة يكون في سن العاشرة).
أما البيئة الثانية فليس فيها من رقيب؛ وقد يكون المساعد على اختيار البرنامج أحد الأصدقاء أو المعارف أو صاحب محل البرامج الذي غالبًا ما يهتم بتسويق برامجه أكثر من الاهتمام المفرط بنوعية البرامج المقدَّمة للطفل.
ج. نوعية الألعاب:
إن كافة البرامج (وخاصة الألعاب) تعتمد على عناصر ومؤثرات ضوئية وصوتية تشد الصغار بشكل كبير وفعال (حتى إنها تشد الكبار أيضًا!)، نظرًا لتمكنها من إخراج صور وألوان معينة قد لا يتمكن مخرجو السينما والتلفزيون من تنفيذها. وهنا يكمن خطر البرامج؛ إذ إن التركيز العالي على البرنامج يجعل المتلقي يستقبل كل شيء منه، دون أن يفوته أي شيء. لذا وجب الاهتمام بما يقدمه البرنامج.
نستطيع أن نقسم ألعاب الحاسب إلى الأنواع التالية:
1. ألعاب تعليمية تعتمد على قصة أو شخصية كرتونية: هذا النوع من الألعاب مفيد جدًا للأطفال. فهو يبدأ في تثقيفهم بثقافة سهلة وسلسة تعتمد على شخصيات محببة للأطفال، مثل Dr Poo، الدب الذي يعلِّم القراءة والحساب وحتى بعض الأغاني. وضمن هذا المجال نجد أيضًا بعض البرامج باللغة العربية التي تدعم الثقافة العربية. وهذه البرامج (سواء الأجنبية أو العربية) يمكن أن يبدأ معها الطفل من سن الرابعة.
2. ألعاب فكرية (تقوية الملاحظة أو التركيز): عمليًا تُعتبَر هذه البرامج للصغار، ولكنها تشد الكبار أيضًا نظرًا لأنها تقوي المخيلة (تساقط المكعبات)، سرعة البديهة (الأوراق المتشابهة بشتى الأشكال)، الذاكرة، إلى ما هنالك من ألعاب ذهنية؛ ويبدأ بها الطفل من سن السابعة. إلا أننا نلاحظ أنه لا يستطيع التركيز معها طويلاً نظرًا لما تتطلبه من جهد، مهما كان بسيطًا، ولكن لا غنى عنه.
3. الألعاب التي تعتمد استراتيجيات حربية (تحتاج إلى وضع الخطط): هذا النوع من الألعاب يُعتبَر، بنوع ما، من المراحل المتقدمة التي تحتاج إلى نضج عقلي؛ ويبدأ بها من سن العاشرة والمراهقة، حتى الشباب وأكثر؛ إذ إنها تتدرج صعوبة مرحلة فمرحلة.
سندرس على سبيل المثال برنامج Edge of Empire الذي تعتمد فكرتُه على إمبراطور يبني مدينته، حيث يأمر العبيد بالزراعة، ومن بعدُ بصنع القوارب، ثم يعبئ خزاناته، ويستعد لغزو العدو، ينتصر أو يخسر، يوسِّع رقعة إمبراطوريته أو يقلِّصها. في هذه اللعبة نلحظ التالي:
- على الرغم من عدم وجود عنف مباشر ولوحات دموية، إلا أنها تكرس الأنا عند المستخدم وتضخِّمها، وتجعل البرنامج ملاذًا يهرب به من واقعه ومن إمكانياته الحقيقية، راسمًا لنفسه واقعًا ومدينة وعالمًا هو الحاكم الأوحد وله مطلق الحرية في التصرف فيه.
- صحيح أن هذه اللعبة تعتمد على التخطيط العقلي ورسم مستقبل للمدينة، إلا أن مبدأها يعتمد على المادة؛ إذ إن هدف الإمبراطور زيادة رقعة بلاده، وهو يخسر عندما تفرغ مخازنه من المؤن. ونظرًا للإقبال الشديد على هذا البرنامج تظهر تباعًا أجزاء جديدة تحمل درجات وإمكانيات قتالية جديدة.
- إن مبدأ اللعبة هو "إما أنا حي وإما الآخر حي"، ولا يمكن أن نحيا معًا بنفس الوقت؛ فلا بدَّ من أن يخطط كل منَّا للقضاء على الآخر! وهذه الفكرة، باعتقادي، هي قمة العنف الفكري.
مثال آخر لعبة تعتمد أيضًا على استراتيجيات قتالية، وتدعى "دم وشرف"، وتصاحبها واجهة حمراء وأشكال لشياطين والعياذ بالله!
مثال آخر لعبة "الكهف". تتلخص مقدمة البرنامج الخاصة في وجود عمليات إنقاذ لرجال الكهوف من الهياكل العظمية. للوهلة الأولى يتراءى لنا هدف نبيل: إنقاذ. ولكن عند البدء باللعب لا نشاهد سوى مناظر مفزعة، وعندما نموت إثر ضربات الهياكل العظمية المتكررة نرتمي على الأرض، والدم يتدفق من أصابع اليد بشكل لزج (يا له من منظر لطيف لولد في العاشرة من عمره!).
وقد نتساءل هنا عن لعبة الشطرنج العالمية؛ فهي أيضًا لعبة حربية قتالية تعتمد على حياة شخصية واحدة هي الملك. ولكن في الشطرنج تتوفر العوامل التالية:
- لا يمكن لعملية الشطرنج أن تضخِّم الأنا لأن اللعب له قوانين، وهناك دائمًا لاعب في المواجهة، وهو لاعب شرس، على الرغم من أن الإنسان هو الذي يحدِّد درجة صعوبة اللعبة (في حال كان يلعب مع الحاسب).
- تعتمد لعبة الشطرنج كثيرًا على التخيل، وهو أمر لا يمكن للاعب أن ينجح بدونه؛ إذ إن عليه أن يرسم المخطَّط في دماغه، وأن يتخيله، ثم يلعب ويعدِّل في مخططه طبقًا لتحرك الخصم. ولكن في جميع الأحوال لا يمكن لمقدار المؤن في المخازن أن يحدد مقدار قوة اللاعب، بل عليه السعي جاهدًا للربح. وفي حال "شاه مات" لا يمكن أن نرى دماءً تسيل على الأرض!
4. ألعاب تعتمد فقط على صراع البقاء: هذا النوع من الألعاب قد يكون عنيفًا وقد لا يكون، ولكنه يؤدي إلى تبلُّد الذهن؛ إذ إنه يعتمد على صيد معين (طائرات، مراكب فضائية، إلخ)، وهو يعتمد فقط على مبدأ تجميع أكبر عدد من النقاط.
د. مكمن العنف في الألعاب السابقة وسبب إقبال الأطفال والبالغين عليها:
بينَّا في بداية عرضنا للألعاب مدى تشويقها، كونها تعرض الأمور بمؤثرات عالية الجودة من ناحية الصوت والصورة والإضاءة. تكمن مشكلة العنف هنا في أن غالبية هذه الألعاب تسهِّل عمليات القتل أو تفرضها للوصول إلى الهدف. فكلما قتل اللاعب زومبي أو رجل أو أي شيء تجده يصيح من الفرح لأن هذا سيقرِّبه من هدفه. ورويدًا رويدًا لا يعود لموضوع القتل أهمية عنده؛ وفي لحظات أو في شطحات معينة قد ينجرف الإنسان وراء هذا الـ"لاإحساس" بإنسانية الآخر، فيسرق أو يقتل أو... وبأعصاب باردة! ناهيك عن كثرة الدماء التي يراها على الشاشة، ومنظر الخصوم وهم يتساقطون متألمين، إلى ما هنالك من إعطاء اللاعب لذة في القتل. وهنا مكمن الخوف: أن تتحول هذه اللذة الخيالية إلى الرغبة باللذة الحقيقة!
هـ. الألعاب القتالية المصنعة من قبل الهواة وخطرها:
هذا النوع من الألعاب هو أخطرها على الإطلاق لعدة أسباب: إن الشركات المصنِّعة للألعاب القتالية والاستراتيجية تسعى جاهدة لأن تقدم، بنوع ما، موضوعًا جيدًا للقصة؛ وهي غالبًا غالية الثمن (البرامج الأصلية). أما بالنسبة لبرامج الهواة فهي تعتمد على بعض البرامج السلسة للحاسب، ولا تهتم كثيرًا بالقصة، بل تضع، بشكل أساسي ومباشر، شرطيًا يلاحق لصًا، أو العكس. وهي غالبًا تتوفر بأسعار رخيصة، فتكون في متناول الجميع. لذلك تركز هذه الألعاب على إثارة اللاعب قدر الإمكان ليلعب، وتعطيه ما أمكن من مظاهر القوة. فإحدى الألعاب، مثلاً، عندما تنتهي تسألك: "هل تريد العودة لعالمك الممل؟" فإن قلت "نعم"، تبدأ الدماء تسيل من أعلى الشاشة إلى أسفلها حتى تصير الشاشة حمراء، ثم تخرج من اللعبة! فأية قيم نقدمها لأولادنا من خلال هذه الألعاب؟!
و. مقترحات حول كيفية الوقاية من هذه المشكلة:
إن التأثر بهذا النوع من الألعاب – والحق يقال – نسبي، وهو يختلف من فرد لآخر؛ ولا يمكننا أن نعتبر أن ما يراه أحدنا عنفًا يراه الجميع عنيفًا، والعكس بالعكس. ونتيجة لذلك لا يمكننا وضع ضوابط قانونية لمنع المشاهد العنيفة، وخاصة مع كثرة البرامج والألعاب. وإنما الحل الأفضل برأي هو:
- التوعية والتوجيه: ويكون على صعيد المستوردين لهذه الألعاب، وعلى صعيد الأهالي والمجتمع المحيط. إن عملية التوعية تهدف إلى إيجاد رادع داخلي في الإنسان تجاه هذه الألعاب، وخلق وعي لديه بعدم تسويقها. وهذا الأمر ضروري جدًا.
- تدريب الأولاد على ثقافة الحوار والابتعاد عن العنف، وعلى حلِّ النزاعات بالطرق السلمية، علمًا أن هناك برامج وألعابًا تعتمد على هذه الأساليب. كما أن إدخال هذه المفاهيم إلى المناهج التربوية في المدارس ضرورة ملحة للحدِّ من ظواهر العنف.
وفي كل الأحوال فإن المنع من مصدر ما لا ينفي إمكانية الحصول عليها من مصدر آخر؛ إذ لم تعد هناك حدود للاتصال في العالم. لذا علينا الاهتمام بشكل مكثف بالتوعية وتنمية القيم اللاعنفية، كما يهتم غيرنا بالترويج للعنف.
newone_01
23-11-2006, 10:25 PM
هل للعنف في وسائل الإعلام تأثير على الأطفال؟ ( الجزء الثاني )
** ثالثًا: العنف في الدعايات:
أ. دعايات الكبار:
إذا كان الكبار أقل تأثرًا بهذه المشاهد من الأطفال فهي، مع ذلك، تشوِّه وجهًا حضاريًا معينًا عند الإنسان. وكأمثلة، لا حصراً، نورد:
- دعاية لهاتف خلوي: شاب وفتاة يصرخان في وجه بعضهما بعضاً، ويجيء التعليق: "متعة الاتصال"!
- دعاية لزوجة تضرب زوجها بجرزة بقدونس، وتشده من ثيابه، وتطلب منه أن يحضر لها معكرونة من ماركة معينة.
- دعاية لإنسان يُضرَب "بوكس" لأنه يطلب أقوى نكهة "مسكة"!
إن هذه الدعايات تسيء إلى شفافية النفس إساءة غير مباشرة. ولو حاولنا أن نضع قانونًا لها نجد هذا مستحيلاً؛ إذ ليس فيها أي مشهد غير مهذب أو عنيف. وستكون المسألة مثارًا للجدل لعدم وجود مقياس محدد تقاس به الأمور. لذلك أكدنا على التوعية والتوجيه.
و يمكن للدعاية، على بساطتها، تقديم قيم اجتماعية. إذ نجد أن بعض المعلنين يأخذون منحى لفت النظر إلى بعض العادات غير المحببة في مجتمعنا بطريقة سلسة جدًا، فيتقبَّلها الإنسان بدون تفكير. وفي هذه الحالة يقوم الإعلان فعلاً بدور إعلامي إيجابي التوجيه، كمثال سلسلة دعايات Pampers التي تنتقد الحوار بين الزوجين بطريقة ذكية وبنَّاءة.
فالإعلان قد ينتقل بنا من مجتمع متحضر إلى مجتمع متخلف، أو من مجتمع متخلف إلى مجتمع متقدم. والأمر عائد لنا نحن، كمشاهدين وكإعلاميين وكمروِّجين لبضائعنا.
ب. دعايات الصغار:
هذه الدعايات تُبَثُّ في أثناء برامج الأطفال؛ وهي عادة ما لا يشاهدها الأهل أو لا يعرفونها. نأخذ كمثال عليها دعاية لمصَّاصات أطفال يطلب فيه الطفل مصاصة من نوع الدعاية، فيقدِّم له البائع نوعًا مختلفًا؛ يكتشف الطفل الذكي أن هذا ليس هو الطعم الذي طلبه، فيتحول عندها إلى وحش ويبدأ بالصراخ؛ يعرض عليه البائع مصَّاصة أخرى فيهدأ، وعندما يكتشف أنها ليست هي المطلوبة يتحول مجددًا إلى وحش هو وكل الأطفال؛ ثم يعطيه البائع نوعًا آخر، وهكذا دواليك حتى يحصل على النوع المطلوب!
نلحظ في هذا الموضع ما يلي:
- أشكال الوحوش المخيفة التي يتحول إليها الأولاد والتي تثير الاشمئزاز.
- الاستخفاف بإنسانية الإنسان؛ إذ إن المصاصة هي التي تجعله إنسانًا متحضرًا!
- اللهجة غير المهذبة التي يتكلَّم بها طفل الحادية عشرة مع البائع الذي هو بعمر والده. ونتيجة ذلك المباشرة قد تكون أن يصير الطفل عنيفًا في طلباته مع أهله حتى يحصل على ما يريد.
نورد الآن، كمثال آخر بنَّاء، شركة "كتاكيت" المصنِّعة للبسكويت التي كانت دعايتها لشهر تموز–آب 2002 لوحات طرقية كبيرة تحوي صور المتفوقين في الشهادة الثانوية مع تهنئة منها. هذا النوع من الإعلانات هادف وبنَّاء، ينمِّي في الطفل التوق إلى تحقيق أفضل، ومن ناحية أخرى، يرفع من اسم الشركة عاليًا، ويحمِّس الأهل لأن يشتروا من منتجاتها، لا أن ينفروا من الوحوش المخيفة!
ج. مدى تعلق الأولاد بالدعاية وأثرها السلبي:
إن الدعاية هي أكثر وسائل الإعلان التي يتأثر بها الطفل، نظرًا لما تستخدمه من صور متنوعة، بالإضافة إلى الموسيقى المصاحبة التي تشد الأطفال بدءًا من سن السنتين أو الثلاث. من هنا يأتي التأكيد على الاهتمام بنوعية ما تقدمه هذه الدعايات للأطفال من مواد. فمثال المصاصة لا أظن أن أحدًا يرغب أن يراه طفله أو يتأثر به، ولكنه في الحقيقة يراه.
والأمر هنا كذلك نسبي؛ ويجب توعية القيِّمين على وسائل الإعلام لتوجيه هذه الدعايات لمصلحة الطفل. فمثلاً، بدلاً من تحول الأطفال إلى وحوش، لا يحصل الطفل على المصاصة إلا بعد غسل يديه. هذه الصورة توجِّه الأطفال للعناية بأنفسهم وبالحفاظ على نظافتهم. وهناك العديد من الأفكار الواجب طرحها على لأطفال في السنين المبكرة كي نحصل، قدر الإمكان، على جيل لا تشوِّهه مختلف المفاهيم الغريبة عن مجتمعاتنا الأصيلة.
** رابعًا: العنف في الرسوم المتحركة:
لم يلتفت انتباه الناس في البداية إلى مدى العنف الذي تعرضه الرسوم المتحركة. ولكن بعد فترة من انتشار هذا الفن نتوقف للحظات لنستعرض التالي:
أ. اعتماد الرسوم المتحركة اعتمادًا كبيرًا على المواضيع القتالية:
إن أول فلم قتالي للرسوم المتحركة لاقى نجاحًا كبيرًا، وكان يعتمد على الخيال العلمي، وشدَّ انتباه جميع المشاهدين، هو مسلسل "غرندايزر". وعلى الرغم من أن بعض الأطفال حاولوا تقليده بالقفز من أماكن مرتفعة، إلا أنها كانت حالات استثنائية ونادرة، وانتهت الظاهرة.
بعد ذلك لم نعد نشاهد إلا أفلامًا قتالية، وحروب فضاء، ومواضيع لا معنى لها سوى القتال بين سكان الكواكب، ولم يعد هناك من موضوع سواه! ونعود هنا لنركز على موضوع الهواة والشركات الصغيرة، مع احترامنا للجميع. فالذي يحدث أن هذه الشركات تسعى للربح، وهذه الأفلام لها شعبية واسعة. لذلك تعمد على تكثيف إنتاجها، دون العمل على موضوعها؛ وللإتيان بالجديد تزيد المؤثرات الصوتية، وتزيد حدة النيران المتصاعدة واللهب وعدد الأشخاص الذين يموتون في كل حلقة (حتى ولو كانوا أشرارًا – نعود لفكرتنا عن التعود على القتل وعدم الإحساس بالآخر).
ولكن مع غمرة هذه الأفلام يجب ألا نهمل أن بعضها إيجابي. فمسلسل "ساسوكي"، مثلاً، كان يحمل، في كل حلقة منه، قيمة إنسانية معينة؛ كما أن أغنية الشارة كانت ذات معنى وطني وإنساني رائع.
أمام هذه الظاهرة نؤكد على أنه لا ضابط سوى الوعي والتوجيه. ونريد هنا أن نوضح نقطة هامة: في الرسوم المتحركة، شأنها شأن ألعاب الكومبيوتر، تنوع الصورة والكلام لا حدود له، وهي تُعرَض على شاشات التلفزيون؛ لذا فإن لها أوسع جمهور. وإضافة إلى ذلك فإن الكثير من الكبار يشاهدونها أيضًا، نظرًا لأنها تروِّح عنهم أعباء النهار بطرافتها، ويفرح الصغار جدًا عندما يشاركهم الأهل لهوهم – والرسوم المتحركة من عالمهم. لذلك من المهم جدًا الانتباه إلى المواضيع وتوجيهها.
كمثال على الرسوم المتحركة الموجَّهة نعرض لفيلم ديزني "الملك الأسد"Lion King . إن هذا الفيلم يعرض الصراع بين الخير والشر، فيحفز الإنسان على النضال من أجل استرداد حقوقه وعدم الاستسلام، ويشجعه على مواجهة ماضيه بشجاعة، مهما كان هذا الماضي، وذلك من أجل التقدم نحو المستقبل؛ كما أنه ليس بعيدًا عن الواقع الإنساني الذي يعيشه كل فرد، ولا نلمس فيه المواضيع العنيفة، كالقتل لمجرد القتل.
مثال آخر مسلسل علمي بشكل رسوم متحركة هو "كان يا مكان" الذي كان له حضور مميز جدًا، وكان يقدم المادة العلمية عن جسم الإنسان تقديمًا سلسًا ومفيدًا، بحيث ترسخ في ذهن الطفل.
ب. تحويل الألعاب الرياضية إلى ألعاب قتالية حربية:
هذه الظاهرة، باعتقادي، وسيلة لاستخدام غطاء الرياضة الجميل؛ ولكن الموضوع يبقى كما هو، قتالاً واقتتالاً، له مبرر حينًا، ولا مبرِّر له أحيانًا. كما أنها تعتمد على مفردات لا علاقة لها بالرياضة مثل: "الضربة الصاروخية"، "الضربة اللولبية الملتهبة"، إلخ، البعيدة جدًا عن الواقع الحقيقي للرياضة. أضف إلى ذلك إظهار أبطالها على هيئة "سوبرمان" لا يقاوَم، وهي المواصفات التي لا يمكن أن توجد في أي فرد بشري؛ لذا فإنها، بنوع ما، تحطم معنويات المشاهد؛ إذ إنه يحلم بأن يصير كالبطل. ولكن هذا مستحيل.
** خامسًا: القيم التي يتلقاها الأطفال من خلال الوسائل الإعلامية:
رسوم متحركة، ألعاب كومبيوتر، دعايات...
من خلال عرضنا السابق نجد أن الإعلام يسهم إسهاماً كبيرًا ومباشرًا في تكوين شخصية الطفل. لذا وجب أن نهتم بما نقدمه له، على كافة الأصعدة الفكرية النفسية الاجتماعية والثقافية.
نأخذ كمثال صورة إحدى شخصيات ألعاب الكومبيوتر، وهي Tumb Riddre، وهي لعبة معروفة جدًا ومتداولة تداولاً كبيرًا بين الأولاد والكبار، تظهر فيها شخصية فتاة مقاتلة ومقدامة جدًا؛ ولكن الشخصية الأنثوية مصوَّرة بطريقة لا علاقة لها بالأنوثة واحترام المرأة في مجتمعاتنا الأصيلة. فما هذه الشخصية التي نرغب لفتياتنا أن يتشبهن بها، ولا نرغب أن يعجب بها أولادنا؟! كما أن الفوز في هذه اللعبة يقدَّم لنا في صورة لهذه المقاتلة لا نرغب أن يراها أطفالنا أو شبابنا من الناحية العقلية الأدبية. ونؤكد هنا على المادتين 17 و29 من حقوق الطفل:
تشجَّع وسائط الإعلام على نشر المعلومات والمواد ذات المنفعة الاجتماعية والثقافية للطفل، وفقًا لروح المادة 29:
- توافق الدول الأطراف على أن يكون تعليم الطفل موجهًا نحو تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى أقصى إمكاناتها.
- تنمية احترام حقوق الإنسان والحريات والمبادئ المكرَّسة في ميثاق الأمم المتحدة.
- تنمية احترام ذوي الطفل وهويته الثقافية ولغته وقيمه الخاصة والقيم الوطنية للبلد الذي يعيش فيه الطفل والبلد الذي نشأ فيه في الأصل والحضارات المختلفة عن حضارته.
- إعداد الطفل لحياة تستشعر المسؤولية في مجتمع حرٍّ بروح من التفاهم والسلم والتسامح والمساواة بين الجنسين والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات الإثنية والوطنية والدينية والأشخاص الذين ينتمون إلى السكان الأصليين.
- تنمية احترام البيئة الطبيعية.
newone_01
23-11-2006, 10:27 PM
صورة المرأة في وسائل الإعلام
(يجب إخراج المرأة من قمقم المنزل...) (المرأة كالرجل تماماً لذا يجب تحقيق المساواة بين الجنسين) (علينا تحرير المرأة من سلطة الرجل ويجب اطلاق هذا المخلوق من أسر العبودية والتقاليد الدينية) هذه الشعارات التي تحولت الى انحطاط فكري وقوالب منمقة جاهزة نسجت صورة قاتمة عن المرأة (المكبلة بالأغلال والقيود والأعراف الإجتماعية والدينية)، هذه القوالب الجاهزة تدعو إلى تحرير المرأة من كل القيم والأعراف السائدة.
ان الجاهلية التي كانت تئد الأنثى ها هي تعود لتخنق المرأة قبل ولادتها. فهل تجد هذه الدعوات صدى في مجتمعاتنا؟
وهل كانت المرأة حقاً الإنسان الضعيف الذي يحاول دون هوادة الخروج من (سجن) الأديان والتقاليد المظلمة كما يزعمون؟
في الواقع نجد فرقاً وبوناً شاسعاً بين انواع الأنحطاط الفكرية السائدة والتي تطالب بالمساواة والحرية وبين القيم الإجتماعية السائدة في المرأة صفاتاً ونعوتاً، جمالاً وأنوثة ورقة مشاعر ووهج عواطف وقوة أحاسيس.
إن ما نعتقد به قد يخالف ما نحب ونهوى، وهكذا فصورة المرأة في مجتمعنا هي تلك الصورة التي نجدها في عالم المثل أو تلك التي تحدث عنها (شاتوبريان) في آدابه الرومانسية.
هي الخيال الذي ينسجه ويحبكه العاشق والحبيب. هي تلك الصورة التي تجدها الرعاية. هي تلك اللوحة التي يرسمها الفنان الغارق في خياله ومعارضه.
هي تلك الصورة التي تلبس لباس الأدب والفن وباسم الجمال والحب والأغراء واللذة الساقطة.
هي الخطيئة... هي الجسد.
هذه هي صورة المرأة في إعلامنا الذي تأثر بالغرب.
وهذه هي صورة المرأة في أدبنا، وندواتنا، وأحاديثنا و... إلخ.
وهكذا فالجنس والجمال والأنوثة اصبحت من القيم التي تجد مكاناً لها في قلب الجمهور والمجلة والكتاب والفلم السينمائي والـ (CD) وعذر المخرج ( إن الجمهور عاوز كدة) وحتى الصحيفة باتت تولي المرأة الأهمية الكبرى.
ولا يمكن في كثير من الأحيان الفصل بين سلسلة القيم هذه فتكون مترابطة فيما بينها. لحيث أنها تخلق صورة أخرى تبعث القراء والمشاهدين على الإستمتاع بها والتوق إليها. هذا بغض النظر عن القيمة الحقيقية التي تتجلى من وراء هذا الجمع للقيم الجمالية والمادية.. فما يحصل أو ما يأخذه القارئ أو الناظر من هذا الكم الهائل لا يتعدى الوهم.. وكل ما يغتذي به هو الإثارة والتشويق والبحث عن وسائل لإطفاء الغريزة. والإنتعاش المؤقت.
أما من حيث المعرفة فإن الأجزاء التي تدخل إلى الفكر تبقى نادرة وضحلة وقليلة بل ومعدومة امام الشوق والحب والميل.. الذي يدغدغ العواطف والنزعات. وإذا أردنا أن نعدل فنقول إن هذه النفس تنازع العقل وقد تمنعه كثيراً من ان يغرف من وعاء العلم.
وغالباً ما تكون المادة المعروضة في مثل هذه الحالات لا تحمل من القيمة إلا ما يطابق هوى النفس ونزعاتها. فالعلم فيها قليل والفضيلة غائبة. فالغاية الحقيقية هنا ليست في توجيه وإرشاد وتوعية وتثقيف القارئ أو المشاهد. وإنما الغاية هي في شده وجذبه ولفت إنتباهه. ومن ثم في اشباع حاجاته وميوله. وفي كل ذلك محاولة لكسب عدد من الزبائن ـ إذا صح التعبير ـ.
ويمكن القول أن الغاية هي الإثارة والمتعة الناقصة. التي تجعل المرء يبحث عن الأرتواء. والمتعة المقصودة هنا أو الامتاع هو بالمعنى الفرويدي أي الذي لا يضع حداً لما هو مقبول ومباح وصحيح في أشباع الغريزة وبين ما هو ممنوع ومحرم. ويؤدي إلى الإنحراف والإنحلال وظهور الأمراض الإجتماعية.
هذه هي الحقيقة.
فإن الجمال أو الأنوثة بالإضافة إلى الشهرة.. تحتل مكانة هامة وذو قيمة في الأعلام. وهنا يبرز دور نظرية فرويد التي تؤكد على أهمية استثارة الغرائز لتكوين الدوافع. وتحريك النوازع الشهوانية عند الفرد.
ودور وسائل الإعلام المرئية يكون غالباً خطيراً.
هذا بغض النظر عن بقية الوسائل غير المرئية التي تستطيع أن تساهم مساهمة جامحة في بناء صورة حالمة (خيال) وقد تكون صورة شيطانية يشارك في صنعها خيال المستمع أو القارئ أو المشاهد الذي يترك لخياله وأحلامه العنان.
أما في الشاشة المرئية فإن المشاهد وإن لم يشارك في صنع المرأة النموذج (المرأة المثال في الجمال والحب) حسب نظر وسائل الإعلام فإنه يرى في الكثير من الفاتنات كثيراً من الأغراء وقد يجد مثالاً يشده إليه ويهيم به ويعشقه.
وكثيراً ما عمدت المؤسسات والشركات إلى طبع صور الممثلات أو الجميلات على الملبوسات وحتى فوق بقية السلع الصغيرة والكبيرة.
فنجدها مثلاً في أوراق الطالب قد وجدت مكانها فوق قرطاسيته، وحتى فوق محفظته وحقيبته أو حتى في مسطرته.
وقد تتحول الصورة هنا إلى مصدر غني للخيال والأحلام. فهي كصورة جامدة قد تتحول إلى مادة قابلة الإشتعال. وتكون غنية بكل ما يميل إليه الطالب ويحبه.
في حين أن الصورة المرئية المتحركة صورة التلفاز مثلاً أو الأشرطة الممغنطة الـ ( CD) فهي تقدم قالباً جاهزاً غير قابل لأن تسقط عليه أحلامك.
في الوسائل المرئية تظهر المرأة بكامل أنوثتها، فالمفاتن وقسمات الوجه والإبتسام وبياض الأسنان وعرض الكتف ومقاس الخصر. كل ذلك يتم عرضه من قبل خبراء الموضة وخبراء الدعاية.
وقد تكون الصورة تحمل بين طياتها أو بين سطورها صورة أخرى غير مرئية. فحين تخفت الأضواء، ولا تظهر إلا الملامح أو بقايا ما يسقط عليه النور. فإن المشاهد هنا يرسم ويعرف ما يخفي الظلام. وفي رسمه لما خفي قوة في الإيحاء أكثر وقعاً وإثارة من رؤية العيان. (وما خفي كان أعظم) وهكذا فإن همسات المحبين التي لا تظهر في الصورة الا القليل والنزر اليسير تفوح منها رائحة الخيانة، حين تختفي الهمسات. وقد تنطلق الصور في المجلات وترتفع إلى مستوى الأسطورة. كل ذلك يعرض في وسائل الإعلام بأسم الثقافة والتحضر والحرية وتمشيا مع آراء فرويد. والأفضع من ذلك إن صورة المرأة تعرض مع الايحاء بأنها هي الصورة المثالية أو انها الأنموذج للمرأة العصرية. المرأة المتطورة. المرأة المثال. هذه هي صورة المرأة في وسائل الإعلام.
فقد تحولت المرأة الى مصدر للأغراء والإثارة الجنسية والأحلام. وتحمل وسائل الإعلام بين طياتها بأن صورة المرأة النجمة. هي الهالة، هي القداسة وهي في سطوعها أشبه بالأسطورة. هالتها تشبه النجوم في السماء. وبالإيحاء يحاولون تأكيد هذه المغالطة لتزييف الحقائق وإشاعة جو الميوعة والفساد والإنحلال وما ينتج عنها من أمراض خطيرة تصيب النفس والجسد. هذه الصورة (المثالية) عن المرأة. هذه الصورة الأسطورة لحواء لم تكن لتغري وتسحر الرجل فحسب. بل إن هذا (الجمال والسحر) كما يقول خبراء الدعاية يغري حتى النساء وهكذا تظهر المرأة في الدعاية الموجهة لبنات جنسها ـ في كثير من الأحيان ـ وهي في أبهى حللها وأجمل زينتها ويلجأ صانعو الدعاية السينمائية الى اختيار أشهر الوجوه السينمائية من الفاتنات.
ولذا فإن المرأة (العصرية) تخضع العبودية تكاد تكون مطلقة في بعض العادات المكتسبة. وقد ارتضت (الفتاة العصرية) هذا الإنحلال وسلكت سبيل الدعاية. واختارت هذا النمط الحياتي وتركت ذاك.
كما أنها تخلت عن كثير من القيم. واستسلمت لقيم أخرى. زينتها لها وسائل الإعلام والدعاية. حتى أصبحت المرأة سجينة اختيارها وهواها. سجينة اللون السائد لون الموضة التي جذبتها بقوة ولا تستطيع أن تخرج منها، لأنها ارتضتها وما ارتضت كان أمراً مفروضاً من صناع (الموهبة والفن) والدعاية، الذين ينسجون لها في كل يوم وفي كل عام الفستان الجديد ووسائل الزينة الحديثة والعادات (العصرية) والقيم الثقافية التي تحتل أرقى درجات الحداثة.
الحسناء في برجها العاجي من بنات الطبقة الارستقراطية هي الأقدر من غيرها التي تستطيع أن تشهر سيفها وبشكل سافر ضد الأخلاق السائدة وضد القيم في مجتمعها.
إن النساء من (الطبقة الراقية) هن أقدر على ذلك من نساء الضواحي والقرى.
وعلماء الإجتماع يؤكدون على ان هذه النخبة هي التي تبدأ بالتحدي الصارخ للقيم والأعراف السائدة قبل أي كان.
وهكذا يتم استعراض الأزياء الجديدة أو استعراض الأجساد في وسط اجتماعي مخملي. ومن هذا الوسط تنطلق شرارات التقليد الرعناء.
والفتاة التي لا تستطيع أن تقتني هذا الزي الجديد تعمد الى تقليده وتلبس الموضة الجديدة. وتتحدى ما استطاعت وسطها الإجتماعي لتكون امرأة (عصرية جداً ومنفقة) وتبعد عنها تهمة التخلف عن قيم (الحضارة والمدنية) ما العمل؟
إن وسائل الإعلام لها تأثير هائل على ابنائنا وبناتنا في كل شيء في الثقافة، في التربية، في اتخاذ الصديق، في آداب المعاشرة في الدراسة، في العلاقات الإجتماعية.
ولا ينتشر الهدى إلا من حيث انتشر الضلال.
طبعاً وسائل الإعلام ليست كلها شر وضرر محض. إنما تحمل ايجابيات كثيرة في قضايا التعليم ولكن لها سلبيات ذات ضرر كبير على أجيالنا.
ولتلافي ضرر وسائل الإعلام لابد من فتح قناة فضائية إسلامية خاصة بالمرأة، تهتم بمشاكل المرأة وقضاياها الملحة.
قضية اختيار شريك الحياة. قضية الحب في إطار إسلامي قضايا التربية وبناء الأسرة السعيدة. كيف يكون البيت سعيداً. حول الأزياء والموضة ووسائل الزينة وحفظ الصحة. والإهتمام بصحة المرأة وكل شؤون المرأة.
إن عدد المسلمين تجاوز المليار وأربعمائة مليون نسمة. والعالم الإسلامي يملك مواهب وطاقات بشرية خلاقة من النساء والرجال. ويملك الموارد المالية.
إن نشر الوعي فيما يخص جمال المرأة وزينتها وانوثتها ودقة مشاعرها وعواطفها يحتاج إلى دراسات وبحوث ومحاضرات تحمل زادا ثقافيا مناسباً لروح العصر. ومناسبة للعقل المعاصر.
الإسلام لا يعتبر المرأة انساناً من الدرجة الثانية ويريد لها التحرر والإنطلاق والكرامة والعزة_ وقد جاء في الحديث: (الدنيا قناع وخير قناعها المرأة الصالحة) وكذلك الرجل الصالح خير متاع للمرأة المؤمنة.
السعادة في الحياة الزوجية لا تتحقق بتقليد الغرب وبالإنحلال والميوعة والخروج عن العادات والتقاليد السائدة بل على العكس. إن الحرية الجنسية التي نادى به الغرب هي التي سببت المأسي والويلات ونشرت مرض الايدز وغيره حتى بين الأطفال. كما ان صورة المرأة في وسائل الإعلام أدت الى كثير من المشاكل الزوجية وأدت إلى الطلاق في كثير من الأحيان.
إن الأغاني الهابطة في وسائل الإعلام وصورة المرأة أدت إلى الكثير من الخيانة الزوجية. وهذا الأمر اكدته الإحصاءات والبيانات التي تصدر عن المنظمات الدولية التي تعنى بشأن المرأة.
فالزوج يطلب من زوجته أن تؤدي نفس ما تؤديه العشيقة في الفيلم الذي رآه وعلق في ذهنه. والزوجة ترى في زوجها نموذجا (مختلفا) بالنسبة لما رأته في وسائل الإعلام. مما يؤدي إلى الكثير من الخلافات العائلية وإلى الكثير من أسباب الشقاق والخلاف.
كما أن الزوج المثالي الذي تنتظره المرأة قد لا تجده إلا في الخيال. فقد لا يأتي.
كما يسبب تأخير بين الزواج ويؤدي إلى ظاهرة العنوسة التي تشكو منها مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
ففي مصر وحدها أربعة ملايين فتاة عانس الإسلام يقدم حلولاً لكل المشاكل وقضايا المرأة.
ولابد أن تعرض وسائل الإعلام الحالية العربية الإسلامية شيئاً من وجهة نظر الإسلام حول قضايا المرأة لوقف اثر الإعلام المضاد. والله الموفق وهو المستعان.
** سوتيترات
في الواقع نجد فرقاً وبوناً شاسعاً بين انواع الأنحطاط الفكرية السائدة والتي تطالب بالمساواة والحرية وبين القيم الإجتماعية السائدة في المرأة صفاتاً ونعوتاً، جمالاً وأنوثة ورقة مشاعر ووهج عواطف وقوة أحاسيس.
إن صورة المرأة تعرض مع الايحاء بأنها هي الصورة المثالية أو انها الأنموذج للمرأة العصرية. المرأة المتطورة. المرأة المثال. هذه هي صورة المرأة في وسائل الإعلام.
فإن المرأة (العصرية) تخضع العبودية تكاد تكون مطلقة في بعض العادات المكتسبة. وقد ارتضت (الفتاة العصرية) هذا الإنحلال وسلكت سبيل الدعاية. واختارت هذا النمط الحياتي وتركت ذاك.
إن وسائل الإعلام لها تأثير هائل على ابنائنا وبناتنا في كل شيء في الثقافة، في التربية، في اتخاذ الصديق، في آداب المعاشرة في الدراسة، في العلاقات الإجتماعية.
إن الحرية الجنسية التي نادى به الغرب هي التي سببت المأسي والويلات ونشرت مرض الايدز وغيره حتى بين الأطفال. كما ان صورة المرأة في وسائل الإعلام أدت الى كثير من المشاكل الزوجية وأدت إلى الطلاق في كثير من الأحيان.
newone_01
23-11-2006, 10:29 PM
وسائل الإعلام والدور السياسي للمرأة
ورقة عمل مقدمة من الدكتورة عايدة النجار/ خبيرة وباحثة مستقلة في المؤتمر الوطني التنمية السياسية والمرأة الأردنية: مرتكزات الخطاب وآليات الممارسة الذي نظمه الاتحاد النسائي الأردني بتاريخ 17/07/2004 عمان-الاردن
** مقدمة:
موضوع الإعلام والمرأة والتنمية، يناقش منذ ثلاثة عقود فى العالم الثالث ومنه الأردن وبعد أن أصبح كل محور له أهمية خاصة كعامل هام وأساسي من عوامل التنمية المستدامة.
هذه الورقة تلقي الضوء على وسائل الإعلام الحديثة في الأردن، وبشكل خاص (الصحافة المكتوبة والتلفزيون والاذاعة) كونها وسائل اتصال جماهيرية تصل أكثر سكان الأردن، بالإضافة للاهتمام بالتكنولوجيا الحديثة التي وضعت كأولوية على الأجندة التنموية، كتحد من جهة، وكآلية لتسريع عملية التنمية المستدامة، ومواجهة المستجدات والمتغيرات في " عصر العولمة " من جهة أخرى، فقطيع الالكترونيات التي ورد في وادي (السيلكون) في الولايات المتحدة الأمريكية، كما يسميها (فريدمان) الصحافي الأمريكي فى جريدة (نيويورك تايمز) والمتحمس للعولمة بمفهوم " الأمركة " أصبحت تتحكم بالعالم. وهذه الأدوات ومنها وسائل الإعلام والاتصال، التي أصبحت تخترق الحدود والقوميات ستؤدي إلى انحسار دور الدولة، ولعل هذه النقطة هي الأقوى لإثارة الخوف لدى " الدول " ذات سيادة، التي قد تتحول إلى جهاز لا يملك ولا يراقب ولا يوجه، لان الشركات متعددة الجنسيات ستحكم العالم وتجعله بلا حدود، كما وان ما تبثه وسائل الإعلام سيؤثر على ثقافة الشعوب وخصوصيتها، وقد يخلق صراع الحضارات إلى الصراعات الدينية والعرقية كما يتنبأ هننجتون في كتابه (صراع الحضارات 1990).
رد بعض المفكرين العرب على ذلك وسماه البعض بالغزو الثقافي وأكدوا على أهمية حماية الخصوصية لكل دولة ومجتمع وكما جاء فى أفكار صادق جلال العظم، وأسامة أمين الخولي وغيرهم (1).
وسائل الإعلام الحديثة التي ستناقشها هذه الورقة، تعد بحد ذاتها تحدياص والصناعة وسيلة لتفعيل التحديات الأخرى ومنها المساهمة في تغيير صورة المرأة التقليدية أو تكوين صورة جديدة للمرأة تتلاءم مع المستجدات والمتغيرات، وبهذا قد تحقق ذاتها كإنسان، وتحافظ على حقها في ممارسة نشاطها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة للمشاركة في عملية التغيير والإصلاح الذي نريده نحن وليس ما يريده لنا غيرنا.
فما هو دور الإعلام في ذلك ؟ هذا ما سنحاول في هذه الورقة من الإجابة عليه وفتح النقاش لاغناء البحث.
** ثورة التكنولوجيا ووسائل الاتصال والاعلام
أطلق على عصرنا هذا، عصر التكنولوجيا وثورة وسائل الإعلام والاتصال والمعلومات . فقد ربطت التكنولوجيا الحديثة العالم بأدوات اعتبرت الأهم في اتصال الناس مع بعض فى جميع أنحاء المعمورة وأهمها حتى يومنا هذا الاتصال السلكي واللاسلكي، والالكترونيات والفاكس والتلفون والراديو والصحافة المكتوبة والالكترونية، والحاسوب ومؤخرا الأقمار الصناعية والاطباق اللاقطة، وتطورت لتصبح اليوم " الرقمية " بالإضافة للإنترنت والتلفون النقال الذى أصبح يضم كل هذه الأدوات.
وهذه الأدوات الإعلامية جميعها يمكن وصفها "بالنعمة"، إذا ما أحسن استعمالها "والنقمة" إذا ما أسيء الاستعمال لكثير منها. يتفاوت استعمال وسائل الاتصال والإعلام من بلد لآخر بشكل واضح، وبفارق كبير بين الدول الصناعية والغنية ودول العالم، ويلاحظ أن لذلك علاقة بالمستوى الاقتصادي والتعليمي، فالدول الغنية التي تتوفر بها هذه الادوات بنسب اعلى من الفقيرة.
ويهمنا هنا من وسائل الإعلام الحديثة (الراديو، تلفزيون، صحافة مكتوبة) فمثلا عدد الصحف اليومية لكل ألف شخص من السكان فى مصر 40 لكل 1000 شخص، وفى الأردن 580 وسوريا 20، بينما فى الدول الغنية مثل السعودية 75، والكويت 374. وبالمقارنة نجد أن ذلك يرتفع بشكل كبير فى الدول الصناعية، إذ تبلغ في هونج كونج 792 لكل ألف شخص. و 578 في اليابان وألمانيا 311، وفرنسا 218 وانجلترا 329 على التوالي وينطبق ذلك على بقية وسائل الاتصال والإعلام وأدوات المعرفة التكنولوجية (الملحق (1)).
** أهمية وسائل الإعلام
بدأ الاهتمام بوسائل الإعلام والاتصال الجماهيري في العالم الصناعي الغربي في الخمسينيات من القرن الماضي، واستثمرت فى صناعتها وطورتها لتصبح هذه الصناعة من أكثر الميادين ضخامة ومردودا ماديا، وقد بلغ الناتج القومي للدول المتقدمة حوالي 80% في الثمانينات بينما بلغت حوالى 14% في الدول النامية. واعتبرت هذه السلع مصدرا للربح بعد أن وجدت لها أسواقا فى العالم الثالث ومنه العالم العربي وخاصة الغني من دوله والتى أرادت تسريع عملية التنمية. إذ اعتبر الخبراء أن تقدم الدول يقاس بمدى حجم استعمال هذه الوسائل، لتساهم على " التحديث " ، وبناء التنمية الوطنية بعد أن تحررت دول المنطقة من الاستعمار الذي كان عائقا لتقدمها السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
إلا انه في السبعينات، وبعد عقدين من الزمن، وجدت الدول العربية، ومنها الأردن إن الجهود المبذولة بدت مفككة وغير فاعلة وذلك لاعتمادها على الآلة فقط والسلعة دون تمكين القوى البشرية من بنائها أو إتقان توظيف الإعلام لمعالجة القضايا التي تمس حياة الناس، وتساهم في حل مشاكلهم اليومية.
كان سبب ذلك أنها ظلت تعتمد على المواد المنتجة فى الدول الغربية، حتى أن بعض الدول كانت ولا تزال، تعتمد في برامجها المحلية على أكثر من 70% من الإنتاج الغربي، ومن منابع البرامج الترفيهية (السينما) ومن وكالات الأنباء الأخبارية التي احتكرها الغرب لعقود من الزمن بكل ما فى أخبارها من تحيز مقصود أو غير مقصود ضد العرب الذين كانوا يستعملون أخبارها حتى دون تحرير وكما جاءت من المصدر، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والتحيز لإسرائيل أو الكتابة المشوهة لصورة العرب وقد تحسن الوضع بالنسبة لمصادر الأخبار اليوم مع إنشاء وكالات أنباء وطنية وفضائيات متخصصة بالأخبار مثل الجزيرة، وغيرها والتي تتنافس مع المحطات الأجنبية لتغطية الأخبار العربية وخاصة فلسطين والعراق.
** تأثير وسائل الإعلام
من ناحية علمية مدروسة، تؤكد نتائج الدراسات المتواصلة حول تأثير وسائل الإعلام بان لها تأثير فعال. وقد يكون التأثير سلبياً أو ايجابيا، والتأثير يحدث على سلوك الناس في المجتمع وتصرفاتهم، فالبرامج التي تعرض على التلفزيون والمواد التي تبث بالراديو، أو الصحافة المكتوبة تلعب دورا في التأثير بشكل مباشر أو غير مباشر على الذي يلتقط رسائلها.
كما وان الصحافي أو مدير البرامج أو المحرر والكاتب والمخرج الذي يقوم في إعداد المواد التي تعالج القضايا من نشر الصور إلى نشر وتحليل الحوادث والمشاكل والقضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، يعتبر قائداً للرأي العام، يلعب دورا كبيراً في تشكيل حياتنا الفكرية والسلوكية. كما وان الدراسات أشارت أن الجمهور عادة لا يتعلم فقط من وضع القضية للمناقشة بل أيضا يعزز ما يكتب ويؤكدها. وهذا يدل على أهمية المضمون للرسالة الإعلامية والصور الذهنية التي تخلقها لدى المتلقي وخاصة إذا ما كررت ووضعت على أولوية الأجندة (2).
بالإجمال تؤثر وسائل الإعلام في تغيير الانتباه، والمعلومات، والمهارات، والأذواق، والصور الذهنية، والتصرفات، والحوافز، وتؤكد النظريات فى هذا المجال انه يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دورا كبيرا فى ترتيب الأجندة للناس وتقودهم للتفكير والتصرف على ضوئها وكذلك نرى أن وسائل الأعلام والاتصال الغربية وخاصة الأمريكية فى عصر العولمة التي أصبحت الفضائيات تخترق السماء وتصل للدول دون حدود وتهدد هويتها، أصبحت تحرص على بث الأخبار والتحليلات والبرامج المختلفة لإيصال الرسائل التي تخدم مصالحا سواء أكانت سياسية أم تجارية أم اقتصادية أم تعدت ذلك إلى بث رسائل اجتماعية وسياسية وثقافية سميت " الغزو الثقافي " من الدول العربية التي ترفض التدخل في خصوصيتها من دين وثقافة وتقاليد خاصة هذه الأيام المفاهيم والكلمات والرسائل التي تتعلق "بالديمقراطية" "والإصلاح" وتشوه مفاهيم "النضال المشروع " التي تستبدله "بالإرهاب " كما تهتم بالترويج للمشاريع التى تخدم مصالحها باسم "الإصلاح".
إذن، ودون الاسترسال بالمزيد من نتائج الدراسات الجادة حول أهمية وقوة تأثير وسائل الإعلام، نسلّم بأن هناك أهمية كبيرة للإعلام في وقتنا هذا ولتأثيره وكيفية استعماله، لبث الرسائل التي تساعد الدولة أو المجتمع المدني لاستعمال هذه الاله للوصول للناس، سواء لإعلامهم أو تثقيفهم أو ترفيههم، كما أن هذه الآلة، أصبحت الأهم بالنسبة للقطاع الخاص من شركات، ومؤسسات خاصة تحاول أن تقدم خدمات وتجني ربحاً، من وراء الدعاية والاعلان أو من وراء التسلية، فيالبرامج الغنائية والتمثيليات، والأفلام السينمائية التي تحمل فى مضامينها رسائل، منه ما هو سلبي، ومنه ما هو ايجابي، تثقيفي ويساهم في دعم الأفكار والسياسات التى تستقطب الناس للمشاركة في عملية التنمية المستدامة.
وهنا لا بد من التطرق وباختصار لمفهوم التنمية والذي نوقش في العديد من المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية، ولا تزال تبحث من قبل على علماء الاجتماع، والاقتصاد و السياسة والثقافة والإعلام.
وسنركز هنا على موضوع المؤتمر وهو التنمية السياسية الذى هو محورهذه الورقة.
** المرأة والتحديات السياسية
من الصعب مناقشة احد عوامل التنمية الشاملة والمستدامة، (وفي هذه الورقة التنمية السياسية) بمعزل عن العوامل الأخرى المتكاملة وهي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتي لا زالت تعتبر تحديات.
وفي الواقع فقد استفادت المرأة الأردنية من الإنجازات والتحولات التي حصلت في الأردن في العقود الثلاث الأخيرة، وخاصة في المجالات الصحية والتعليمية، وان كان لايزال أمامها طودى طويل، وهناك حاجة ماسة لتحسين وضعها وإدماجها في العملية الإنتاجية الاقتصادية، لرفع مستواها المعيشي، ومحاربة البطالة والفقر (3) لتكون منتجة. بالإضافة هناك ضرورة لتفعيل دورها في عملية التنمية السياسية التي وضعت كأولوية على أجندة المؤسسات الحكومية، بدليل استحداث وزارة خاصة تسمى (وزارة التنمية السياسية) والتي تخطط لإدماج المرأة فى استراتيجياتها المقبلة، والسؤال ما هو دور المرأة السياسي الذى نبحث عن كيفية تفعيله أو استقطابه بواسطة وسائل الإعلام المتوفرة في الأردن ولا أقول إصلاحه، ذلك لان عملية "الإصلاح" اصبح ينظر اليها بشكل خاصة بعد مبادرة ( الشرق الأوسط الكبير ) وهي مبادرة الولايات المتحدة الأمريكية، ويتضمن المحاور الهامة مثل: الديمقراطية، والمجتمع المدني، وتبادل الزيارات البرلمانية، وتدريب النساء على القيادة، والمشاركة السياسية والمدنية، ومبادرة التعليم الأساسي وإصلاحه، وتدريس إدارة الأعمال، وتوسيع الفرص الاقتصادية، وتعزيز الشراكة من أجل نظام مالي جديد ومبادرة وسائل الإعلام المستقبلية إلى غير ذلك.
وكما ينص المشروع المقترح لمن يقرأه جيدا فهو للحفاظ على مصالح أمريكا في الشرق الأوسط، بالإضافة كونها عملية تحاول التركيز على الديمقراطية بمفهومها الخاص البعيد عن مبادىء الحرية وحقوق الإنسان؟ خاصة وهي تؤيد الاحتلال الإسرائيلي للعراق ولذلك فمفاهيمها الخاطئة لم تلاق ترحيبا واعتبرت تدخلاً في شؤون الدول بدل أن تكون عملية إصلاح ايجابي.
ما يهمنا هنا وكما نراه أن أمام المراة الأردنية "تحد" وهو كيفية تطوير دورها في العمل السياسي والمشاركة الفاعلة في تسريع العملية الديمقراطية بالإضافة للبحث عن الوسائل والآليات المتاحة لاستعمالها بجدارة.
** واقع المرأة والمشاركة السياسية
أصبح عمل المرأة في الحياة العامة ملموسا، في جميع المجالات ومنها النشاط السياسي، وهناك عدة مؤشرات لدراسة نشاطات المرأة في العمل السياسي وهي ما تقوم به من وظائف أو مراكز على المستوى الحكومي، أو فى مؤسسات المجتمع المدني من نقابات، والمؤسسات الدولية ذات الطابع السياسي والخارجية والسفارات والمؤسسات الإعلامية والصحافية.
وحيث أن أوراق المؤتمر قد ناقش هذه الموضوعات، إلا أن كون هذه الورقة تعتبر ما جاء في تلك الأوراق موادا ومضامين لوسائل الإعلام فلا بد من إلقاء الضوء عليها باختصار وكما يلي:
النشاط السياسي للمرأة على المستوى الحكومي، هناك ثلاث نساء في مراكز صنع القرار (وزيرات) وهي نسبة تعتبر عالية، كما وان الوزارات التي يترأسنها غير تقليدية (ناطق رسمي باسم الحكومة، وزارة البيئة، ووزارة البلديات).
مجلس الأمة، هناك (6) نساء " نائب " في البرلمان نجحن بواسطة "التحيز الايجابي" (الكوتا) من اجل التشجيع على إدماج المرأة في عملية الانتخاب والترشيح، ورغم انه لا يعتبر الأنسب لأنه لا يبنى على الكفاءة والقدرة أو باعتبار العملية ديمقراطية وعادلة كما كان في انتخابات عام 1989 حيث نجحت امرأة واحدة * بشكل تنافسي فى هذه التجربة الديمقراطية لتساهم في تعزيز دورها السياسي.
وتشارك النساء فى المجالس البلدية دورها ذات طابع محلي وتشارك في رسم السياسات للمحور المحلي وتلعب دورا فى التخطيط السياسي.
** منظمات المجتمع المدني:
ويتكون من مؤسسات غير حكومية، وجمعيات خيرية، تعمل أكثرها في المجالات الاجتماعية لتحسين نوعية الحياة، وتخفيف وطأة الفقر، وهناك حوالى (800) جمعية ومنظمة غير حكومية وهي ذات طابع خيري ورعائي تطوعي، تعمل منذ الخمسينات، ضمن قانون عتيق صدر في منتصف القرن الماضي وهو بحاجه ماسة لتطويره وتغييره. وتساهم أكثر هذه الجمعيات فى عملية التنمية المستدامة. وتقوم "اللجنة الوطنية لشؤون المرأة" التي أسست قبل مؤتمر بيجين (1995) بالتنسيق لنشاطاتها، وقد ساهمت في النشاط السياسي في فترة الانتخابات البرلمانية لتعزيز دور المرأة السياسي بالإضافة تقوم النقابات المهنية بدور سياسي ومن بين أعضائها نساء وان كن قلة من النشيطات ومن تلك النشاطات النقابية القيام بالمسيرات، والمهرجانات الوطنية والنشاط في التصدي للصهيونية والتطبيع.
لم تتبلور في الأردن نشاطات طلابية فاعلة كما كان النشاط الطلابي الذي شاركت فيه المدارس في الخمسينات، وفي اللجنة التنفيذية لمؤتمر الطلبة الأول (1954) وفى المظاهرات والمسيرات الوطنية الغيورة على مصلحه الوطن.
** الأحزاب:
يعتبر الانتساب للأحزاب والمشاركة فى نشاطاتها احد أهم المؤشرات للنشاطات السياسية والديمقراطية، ومع الأسف لا يزال الانتساب للأحزاب من النساء كالرجال أيضاً بعد أن سمح بتأليفها عام (1992) متدنيا، وفي دراسة قام بها مركز الدراسات الاستراتيجية في (يونيو 2004) تبين أن 65% من النساء لم يتعرفن على الأحزاب، و 4ر99% لم ينتخبن في حياتهن لحزب سياسي وان 4ر94% ليس لهن النية للانتساب.
ويمكن تفسير هذا العزوف، لأسباب عدة أهمها، أن الأحزاب التي يبلغ عددها (25) لم تتمكن من إثبات وجودها بالتأثير على مجريات الأمور، كون برامجها لم تعالج مسائل تهم المواطن، كما وان الأحزاب في أكثرها تعتمد على النفوذ العائلي والعشائري، بالإضافة لغياب ممارسة الديمقراطية، التى عطلت الأحزاب لزمن طويل والتي كانت ناشطة في الخمسينات، مما خلق التخوف من ممارسة العمل الحزبي وخلق نظرة سلبية لمن يعمل فيها، ولا ننسى العادات والتقاليد التي تضيف، للمعيقات أمام المرأة سببا إضافيا.ً
** واقع الإعلام في الأردن
لا ينقص الأردن وسائل إعلام واتصالات حديثة، ففي الأردن شبكة اتصالات سلكية ولاسلكية جيدة تتيح للمواطن اقتناء (راديو، تلفزيون، صحافة).
فبالنسبة للتلفزيون، فمن ينظر إلى أسطح المنازل يلاحظ انه ينتشر بشكل واسع في المدن والريف والبادية بالإضافة إلى التلفزيون (الرقمي) يربط المشاهدين بالفضائيات العربية والعالمية. ويمكن القول أن معدل إنتشار التلفزيون في الأردن تعدى المعدل الذي وضعته اليونسكو وهو (20) جهاز لكل 1000 شخص (4).
وفي دراسة أجراها مركز التنسيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية حول الشباب ومشاهدة التلفزيون تبين أن أكثر من 7ر99% من العينة التي اجريت عليها الدراسة يملكون اجهزة التلفزيون، ومعنى ذلك أنه أصبح جزء من حياة الناس.
وتبين أن 84% من العينة. يتوفر في منازلهم أجهزة استقبال بث فضائي وحوالي 53% من الشباب الجامعيين يشاهدون التلفزيون بشكل منتظم والنسبة بين الإناث 56% أعلى منها بين الذكور (1ر50%) ويمكن تفسير ذلك لمكوث الإناث في المنزل أكثر من الشباب ليلا بسبب التقاليد الاجتماعية.
ويمكن تفسير ذلك لطبيعة البرامج الترفيهية التي تجذبهم وتأتي (محطة الجزيرة) في الثالثة وهى تعالج القضايا والأخبار السياسية الجادة، ومنها برنامج متخصص "للنساء فقط " الموجه للمرأة العربية بشكل خاص، وأيضا نسبة المشاهدات من الإناث أكثر من الذكور.
وفي هذا السياق، يستمع الشاب الأردني للراديو بنفس النسبة كالتلفزيون 53%. ونسبة النساء اعلى، ونسبة الاستماع للمحطات الأجنبية أكثر من الأردنية (5) وهذا يفسر مدى اهتمام الولايات المتحدة لإنشاء (محطة سوا) التي توجه رسائلها للشباب سواء ببرامج ترفيهية أو أخبار للتأثير عليهم بشكل مباشر أو غير مباشر لنشر مفاهيم الديمقراطية وغيرها من المفاهيم كما يحلو لها.
** الصحافة المكتوبة
يصدر فى الأردن خمسة صحف يومية )الرأى والدستور والعرب اليوم والديار أربعة تصدر بالعربية (وجوردن تايمز) بالإنجليزية، كما يلاحظ العدد المتزايد من المجلات الموجهة للشباب وأصبح عددها عشرة منها نسائية اجتماعية (شرقيات) تعالج قضايا المرأة بأسلوب تقليدي لصورة المرأة وقضايا الأسرة والبيت، كونها متخصصة فهي لا تعالج القضايا السياسية. لا ينقص الأردن مطبوعات فى جميع المجالات إذ يبلغ عدد المطبوعات والدوريات والمجلات والصحف بجميع أنواعها (3669) مطبوعة، ويعزى ذلك لارتفاع نسبة التعليم والتخصصات وان كان الأردن لا يزال لا يقرأ كبقية العرب (6).
وفي دراسة حول قراءة الشباب الجامعي للصحف اليومية، تشير النتائج للعينة التي أجريت عليها الدراسة بان هناك 2ر63% يقرأون الصحف اليومية 2004.
وتعتبر هذه النسبة جيدة وأعلى من المعدل الذى وضعته اليونسكو وهو (100 نسخة لكل 1000) شخص ويرجع ذلك لانخفاض نسبة الأمية في الاردن، بالإضافة لاهتمام الناس بالحوادث السياسية المتفاعلة فى المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية والتطورات والمتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الأردن والتي تمس حياة الناس ومستوى معيشتهم. ويلاحظ أن الصحافة المكتوبة (الجرائد اليومية) أصبحت تهتم بالمرأة وقضاياها بشكل أكثر جدية وتفهما والتزاما سواء في توظيف المرأة كصحافية أو في معالجة قضاياها المتغيرة واذا ما قورنت بعام (1975) حيث كان هناك في الصحف اليومية الرئيسية (الرأى والدستور) " زاوية الأسرة " وكانت تبحث في مواضيع تخص المرأة. وخرجت جريدة الشعب اليومية في أول عدد بزاوية الأسرة وكانت هذه الزوايا تركز على صورة نمطية للمرأة.
أما اليوم فالصحف اليومية أصبحت تبرز دور المرأة وتضعها على أجندتها وتغطي إخبارها ومشاركتها في شتى المجالات ومنها السياسية، ولا يخلو عدد منها دون تسليط الضوء عليها، وكما ولعبت دورا في متابعة المعركة الانتخابية، ويلاحظ أيضا، ظاهرة مشاركة المرأة في كتابة المقالات الصحافية السياسية، وفي زوايا جادة، وهي زاوية التعليقات والآراء والتحليلات، وكانت مقصورة على "الرجال فقط " مما يدل على التزام الصحف بالدور السياسي المرأة السياسي ومساهمتها فى تغيير الصورة الخطية التقليدية، كأم وزوجة وربة بيت فقط دون الاهتمام بالأمور السياسية وان كان هناك متسع لتطوير مشاركة المرأة بحيث تتساوى فى الابداع دون تصنيف انتاجها (بالنسوي) كما يحلو للبعض وصفه.
ويلاحظ أيضا اهتمام الصحف اليومية بإصدار ملاحق خاصة تتعلق بالثقافة والشباب والاطفال وتعالج فيها القضايا الاجتماعية والرياضية والاقتصادية والسياسية المتعلقة بهم، وبمشاركتهم في التنمية المستدامة، ويلاحظ الاهتمام بمعالجة مشاكل الأسرة، بشكل عام.
ومن المفيد إجراء دراسات لمعرفة مدى تأثير مضامين مثل هذه الملاحق وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الموجهة للشباب من ذكور وإناث والذين هم " أولوية " أجندة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، لاستقطابهم في المشاركة الفاعلة في التنمية المتكاملة، وان كان الاهتمام يبدو موسميا فى كثير من الأحيان. الاستنتاجات ومن هذا العرض السريع لوسائل الإعلام والتنمية ودور المرأة السياسي في الأردن نستطيع استنتاج ما يلي إيجابا وسلبا من اجل وضع مقترحات عملية لتفعيل دور الإعلام.
** الايجابيات
أ- هناك التزام سياسي وقانوني وتشريعي من المؤسسات الحكومية في تطوير وسائل الإعلام لتكون أكثر فعالية وستصدر قوانين جديدة ومعدلة لتنظيم العمل الإعلامي بعد إلغاء وزارة الإعلام التي لا يزال الجدل مثارا حول الموضوع تكون أو لا تكون.
ب- هناك التزام حكومي وغير حكومي للنهوض بالمرأة وإشراكها في عملية التنمية المستدامة ومساواتها من حيث (النوع الاجتماعي) في المشاركة في العمل السياسي كما وان هناك جهود للتقوية الشراكة.. الضعيفة بين المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني السياسية.
ج- يتوفر في الأردن وسائل إعلام حديثة، تصل لأكثر شرائح المجتمع في المدينة والريف والبادية.
د- يتوفر فى الأردن كفاءات إعلامية نسائية مثل مذيعات نشرات الأخبار ومحرراتها. (وقد غابت مذيعات اللغة العربية عن الشاشة ليحتكرها الرجل فى القسم العربي للتلفزيون في ساعات الطفرة.)
هـ- هناك رؤى مستقبلة تتضح في الخطاب الرسمي وعلى جميع المستويات يتعلق بالمرأة وأهمية تغيير صورتها النمطية وتفعيل دورها في العمل التنموي والسياسي والذي يؤمل أن يتحقق.
** السلبيات والتحديات
أ- لا يزال هناك تحديات اجتماعية واقتصادية وثقافية تواجه المرأة كما الرجل مثل الفقر والبطالة ويواجه التحدي ونشاطها السياسي وقوف العادات والتقاليد المتأصلة فى بعض شرائح المجتمع وهي بحاجة للتغير بحيث يتلاءم مع المتغيرات والمستجدات والتي تخدم خصوصية مجتمعاتنا مع التأكيد برفض (الغزو الثقافي).
ب- هناك تناقضات فى معالجة دور المرأة السياسي في الاعلام إذ لا توجد استراتيجية واضحة وملزمة يعمل بها فى جميع وسائل الإعلام مما لا يساعد على التكامل وتعزيز دور المرأة. كما لا توجد برامج ذات نوعية جيدة تربط المشاهد بها بدل دفعه لمشاهدة البرامج الخارجية فى الفضائيات بشكل عام ومنها البرامج الموجهة للمرأة والأسرة.
ج- لا يستفاد من الخبرة والكفاءات الإعلامية للنساء المتمكنات فى اللجان الخاصة (بالاعلام، والثقافة) ولم تسبب فى خلق إحباطات وتشتيت الجهود ويساهم فى هجرة الكفاءات للخارج من الرجال والنساء القادرين على تطوير هذا المجال والذي نحن أولى به لقدرتهم وهناك نساء كفؤات يعملن في الفضائيات العربيات بكفاءة عالية.
د- هناك نقص في آليات التدريب والمساءلة في المؤسسات المتعلقة بالإعلام والنهوض بالمرأة كما ان هناك نقص في التنسيق بينها.
هـ- يلاحظ تهميش المرأة في البرامج السياسية الجادة ولا يستفاد من التجارب الايجابية في المنطقة فيما يتعلق بالإعلام والإنتاج التلفزيوني للتوظيفه في التثقيف السياسي بشكل عام وللمرأة ودورها بشكل خاص إذ كثيرا ما تبدو بعض البرامج غير عميقة وغير مقنعة.
مقترحات لوضع خطة لأجهزة الإعلام واستقطاب المرأة للعمل السياسي على ضوء ما تقدم، نتقدم بالمقترحات التالية العملية لأجهزة الإعلام كإحدى الآليات للتنمية السياسية.
التخطيط للبرامج المختلفة في التلفزيون والراديو بحيث ترتكز على دراسات وأبحاث تتوافق مع أسلوب التخطيط الجماعي، مثال ذلك مشاركة الجمهور المستهدف من المشاهدين والمستمعين والتي تجرى قبيل كتابة النصوص التلفزيونية والبرامج الإذاعية من قبل الرجل أو المرأة.
الالتزام بمفهوم تغيير الصورة النمطية والمشوهه "والتقليدية للمرأة" فى جميع البرامج الجادة، والترفيهية والتثقيفية، لكي تصل للجمهور المستهدف بشكل مباشر أو غير مباشر وبرامج متنوعة تتأثر بها شرائح المجتمع المختلفة ومنها الشعبية وعلى جميع المستويات الاجتماعية والتعليمية من اجل خلق صورة جديدة للمرأة ومنها العمل السياسي .
إبراز دور المرأة السياسي من خلال الآليات والتجمعات والأحزاب ومجلس الأعيان والنواب والوزراء والمراكز الثقافية وكذلك التعاون معها لرفد وسائل الإعلام بالمواد المتعلقة بالنشاط السياسي للمرأة لاستعمالها في الرسائل الإعلامية وكذلك لاستقطاب حركة الاتصال في النهوض بالمرأة ودورها المستقبلي.
ضرورة تطوير المجلات " المتخصصة" للمرأة والرجل بحيث تهتم بنشاط المرأة السياسي وتقدم مضامين سياسية بالإضافة لخصوصيتها، ولنشر القصص الناجحة والمتنوعة وعدم التركيز على " قلة " من النساء وكأنهـن انموذجا في جميع المجالات.
إعادة المذيعات المتخصصات فى دائرة نشرة الأخبار السياسية على القناة العربية مع التركيز على الشباب.
إنشاء شبكة المرأة والإعلام والإعلام بشكل مدروس ومتخصص للتعاون مع جميع الوسائل الإعلامية ولتكون مرجعاً يتلائم مع صورة المرأة الايجابية.
ولتبادل الخبرات الإقليمية في هذا المجال، وكذلك تأمين المعلومات لوكالة الأنباء الأردنية لتوزيعها بشكل يساهم فى نشرها في الداخل والخارج.
إعداد وإنتاج مواد إعلامية عن المرأة ودورها فى المشاركة في التنمية المستدامة ومنها التنمية السياسية، بشكل علمي بحيث تربط مسيرة المرأة في الماضي والحاضر وبرؤيا مستقبلية ومنها:- (ملاحق صحافة، مقابلات، دراسات، مقالات وآراء سياسية، برامج تلفزيونية، تعالج دور المرأة السياسي بأسلوب غير مباشر يجذب الجمهور، بث فقرات إذاعية تتضمن رسائل توعية وبرامج تصل الناس لمختلف الشرائح الاجتماعية، وتشجيع رجع الصدى، أو ردود الفعل من (رأي ورأى آخر) وخاصة من البرامج الترفيهية الأكثر شعبية.
تكوين (فرق متخصصة استشارية)، لدعم مضامين وسائل الإعلام وتطويرها في مجالات حقوق الإنسان، والعلوم الإنسانية والاجتماعية والإعلامية، للاستفادة في تطويرها.
تعزيز البرامج السياسية الموجبة للشباب، مثل (برلمان الشباب والمبادرات الأخرى والبرامج التي تخلق القيادات وتشجيع الطالب في المدارس والجامعات فى العمل السياسي (منذ الصغر) والمشاركة في النشاطات الجماهيرية الوطنية التي تدل على الانتماء الوطني ورفض التدخل الأجنبي وتقوية التعاضد الإقليمي العربي وخاصة القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والوقوف معه في نضاله تحت الاحتلال. وكذلك الدعوة للسلام العالمي المبني على العدالة وحقوق الإنسان وتفهم مفاهيم والديمقراطية والتنمية الوطنية بما يتلائم مع خصوصيتنا هذا مع تقبل الاخر والانفتاح على العالم.
newone_01
23-11-2006, 10:29 PM
دور الإعلام في تحقيق أهداف الألفية التنموية للمرأة
أظهرت دراسة تخصصية للعديد من التحديات التي تواجه دور المرأة في تحقيق الأهداف التنموية للألفية فيما بعضها داخلي والآخر خارجي ومن أهمها:
-تعدد المشاكل والقضايا المجتمعية الخاصة بفئات المجتمع المختلفة التي يتوقع من وسائل الإعلام تناولها والمشاركة في حلها.
-ميل بعض وسائل الإعلام، خاصة المملكة ملكية خاصة إلى الإثارة والمعالجات الأكثر جذباً للجمهور وتستخدم المراة في هذا الصدد كأنثى وجنس لإثارة الغرائز.
-الضغوطات الإقتصادية على وسائل الإعلام ومصادر تمويلها وتأثير الإعلانات ومتطلبات التسويق التجاري الخارجي للمسلسلات الدرامية في هذا الصدد.
-استمرار بعض الكتابات التي تحض على التعصب الفكري والتطرف وتدعو إلى التقهقر بالمرأة إلى قرون ماضية من التخلف.
-تعدد شرائح المرأة وفئاتها وتنوعها وضرورة اختلاف لغة الخطاب الإعلايم عند التوجه لأي منها، في وقت تغيب فيه أو تنقص المعلومة الصحيحة عن بعض الشرائح النسائية.
-ثقافة المجتمع وقيمه وتقاليده وبعض موروثاته الثقافية الجامدة التي لا يزال يتضمنها الوعي الاجتماعي العام، والتي لا تجعل من المقبول بسهولة اختلاف وجهات النظر بشأنها أو الدخول في حوار هادئ وصريح حولها وأشارت الدراسة إلى المداخل النظرية والمنطلقات الفكرية حول الإعلام والمرأة والتنمية، ومن أهمها مدخل الرفاهية الاجتماعية مدخل مكافحة الفقر، مدخل العدالة، مدخل الكفاءة، الذي يضيف إلى الأدوار الثلاثة التي تقوم بها المرأة الايجابي والإنتاجي والمجتمعي).
** وفي ضوء ما سبق تتحدد وظائف الإعلام في تنمية المرأة وذلك:
-تنمية الوعي بالحاجة إلى التغيير في وضع المرأة في المجتمع.
-إثارة الحوار والنقاش حول قضايا المرأة.
-تهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ برامج التنمية، وطرحت الدراسة عدداً من مداخل الاتصال التي يمكن الاعتماد عليها لتفعيل دور الإعلام في دمج المرأة في التنمية وهي الحق في الاتصال بما يتضمنه من الحق في المشاركة، الحق في الانتفاع بموارد الاتصال الحق في حرية التعبير عن الرأي، إلى جانب نظرية المسؤولية الاجتماعية من خلال تقديم نماذج إيجابية في كيفية التعامل مع الفتاة والمرأة داخل الأسرة وفي العمل، ونماذج لأهلية تعليم الفتاة ومساواتها بالولد ومقاومة الفقر.
-نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام كمصادر للمعلومات وطرح أفكار تتجاوز الرؤية التقليدية لقضايا المرأة.
وأوصت الدراسة لتفعيل مشاركة المرأة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بالمساهمة في الجهود المبذولة من أجل إزالة جميع المعوقات الاجتماعية والثقافية والقانونية التي تحول دون تطوير قدرات المرأة ومشاركتها تقديم صورة بديلة للمرأة لتؤكد جوانب الإيجابية والإنتاجية في حياتها تحفيز وسائل الإعلام وقنوات الاتصال المباشر على مخاطبة الاحتياجات الفعلية للمرأة بجميع قطاعاتها والتصدي لمشاكلها الحقيقية وترتيب الاوليات في ضوء الأهداف الالفية والعمل على تنمية الوعي لدى المرأة بواقعها وحقوقها وواجباتها وكيفية الاستفادة من الخدمات والتيسيرات المتاحة لها.
وطرحت الدراسة مجموعة من القضايا والموضوعات كأجندة الوسائل الإعلام مطلوب التركيز عليها وهي:
-تخفيف حدة العنف والحد من تأثيره.
-تحسين صحة المرأة والصحة الإيجابية (الزواج المبكر، والحمل المبكر، ختان الإناث).
-تعليم المرأة ومحو أميتها.
-حملات للتوعية البيئية للمرأة، وخاصة في مجال ترشيد استهلاك الموارد (الطاقة + المياه).
وطرحت الدراسة مجموعة المبادئ والأسس والأساليب لتحقيق الأهداف التنموية للألفية الخاصة بالمرأة منها التركيز على الخطاب الديني المستنير.
المعالجة النقدية للسياسات والخطط والمشروعات التنموية للألفية – فيما يتعلق بمكون المرأة بها مزيد من الحوار والتفاعل مع المبدعين والكتاب الدراما، التأكيد على المضمون الترفيهي في طرح قضية تنمية المرأة بأشكال مختلفة وقدرته على النجاح في جعل الجمهور يتبنى آراء وقيم متصلة بأهداف الألفية كالمساواة في النوع.
تكثيف الرسائل الإعلامية الموجه للنساء في الريف والمناطق النائية والبدوية والحضرية الفقيرة مع مراعاة خصوصية كل مجتمع وخصائص كل فئة نسائية 4- أهمية حشد جهود الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والتنسيق بينها.
newone_01
23-11-2006, 10:31 PM
صورة المرأة المسلمة في الإعلام الغربي
د. نوره بنت عبد الله بن عدوان / أستاذ المناهج وطرق التدريس المساعد - كلية التربية - جامعة الملك سعود - الرياض
تبرز المرأة المسلمة في الإعلام الغربي كأداة توظف في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وقد ساعد في ذلك اجتماع كل من مصالح الآلة الإعلامية الضخمة التي يسيرها النفوذ الصهيوني مع أهداف المنتميات للحركة الأنثوية الغربية في تقديم صور نمطية مشوهة للمرأة المسلمة.
وفي مناقشتنا لملامح الصورة النمطية للمرأة المسلمة في الإعلام الغربي بهدف التعرف على منطلقاتها ودلالتها الثقافية، وأسباب تعميمها فإننا نريد أن نتعرف:
-ما مدى مصداقية هذه الصورة وتمثيلها للواقع؟
-ما هي المعايير التي ينطلق منها الإعلام الغربي في تقديم هذه الصورة؟
وفي هذا السياق حول مصداقية الصورة والمعايير التي تسـتند إليــها، أرى أن أستعرض معكم مقالاً للباحثة أرزو ميرالي رئيسة هيئة الأبحـاث لحقوق المرأة المسلمة المنشور في صحيفة GUARDIN حيث تقول: "أصبحت المرأة المسلمة بالنسبة للصحافيات الغربيات نموذج التخـلف ونموذج الاضطهاد" واستشهدت ببعض الكـاتبات الغربيات وهجومهن المكثف على المرأة المسلمة، وتؤكد أن هذه الهجمة تتسم بالمبالغة والطـرح المـتشدد الذي يفـتقد الموضوعية بتصويره تلك المـرأة ضحية لما يسمى بالإرهاب الإسلامي، وتستطرد بقولها: "إن المرأة المسلمة في نظر هؤلاء الصحـفيين يجب أن تخلّص من هذا الـدين وعندما تتخلص منه فسوف تتخلص من الحجاب الذي يغطيها من رأسها إلى قدميها"، وتختتم الباحثة مقالها بتقرير أن هذا الهجــوم من قبل الغرب في الإعلام على المرأة المسلمة غير مبرر، وذلك كون المرأة الغربية تعاني الكثير من المشكلات، وتتساءل لماذا لا توجه الأقلام الغربية لحل مشاكل المرأة الغربية بدلاً من توجيه النقد والهجوم إلى المرأة المسلمة؟ (1)
ومن خلال المعطيات السابقة التي أوردتها هذه الباحثة، حيث تجسد بكل وضوح عدم المصداقية والنمطية، سوف أســتمد بعضاً من المعايير التي ينطلق منها هذا الإعلام في تناوله لقضـايا المـرأة المسلمة، وأرى أن تكون الأساس الذي أستند إليه في تحليلي لهذه الصورة النمطية.
** المعيار الأول: الدعوة إلى رفع وصاية الدين عن المرأة
إن من يطلع على معظم ما يحرر في هذا الجانب يلمس التعدي التام على الإسلام بهدف نقضه كدستور ومنهج وتشريع، واعتبار الدين حجر عثرة في طريق تقدم المرأة، وتزامن ذلك مع الحملة التي تنامت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ضد القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم وضد شعائر الإسلام.
والشواهد على ذلك كثيرة في ذلك الإعلام ومنها انتقاد إدوارد بكنغتون في صحيفة GUARDIN أحكام الشريعة ووصفها بالمتشددة، حيث تتيح للرجل الزواج من أربع في حين لا يُتاح ذلك للمرأة، وانتقـد حد الزنا، وأشار إلى أن منع الاختلاط وارتداء الحجاب يعبر عن الممارسات الخاطئة للعقيدة وذلك ليس من الإسلام وإنما تسلط من الرجال، وعبر عن استيائه من رجـال الحسبة في منعهم الشباب من الاختلاط بالفتيات في الأسواق والأماكن العامة. (2)
كما أعربت باربرا سلافن في صحيـفة يو إس إيه نيوز عن أملها في أن تكون أحداث سبتمبر سبباً في إحـداث تغييرات ثقافية واضحة في المملكة، وأن يعيد السـعوديون النظر في مسألة الفــصل بين الجنسين والقيود المفروضة على المرأة كالحجاب والسفر بدون محرم (3)
ويصف نيكولز كريستوف في صحيفة NEW YORK TIMES تطبيق المرأة للقيم الإسلامية في المملكة بالمعاملة غير الإنسانية(4 )
كما انتقدت قناة CNN حكومة كشمير في تطبيقها لأحكــام الشريعة وذلك بإغلاق محلات بيع الكحول ودور السينما ومطالبة النســاء بالالـتزام بالـحجاب الشرعي.
والأمثلة السابقة وغيرها العديد، تكشف الدعوة الصريحة لهذا الإعلام في معظم أدبياته إلى إلغاء الدين من حياة المرأة المسلمة (5)
** المعيار الثاني: عدم الموضوعية في عرض قضايا المرأة المسلمة
ولابد من التأكيد على أن معظم ما يقدم من تحقيقات ومقالات حول المرأة المسلمة لا يتجاوز التركيز فيها التبعية الثقافية ومحاربة القيم الإسلامية.
ولعلنا جميعاً لاحظـنا قنوات CNN، وBBC NEWS عندما سلطت الأضواء حول معاملة طالبان للمرأة في أفغانستان حيث كان محور اهتمامها الوضعية الثقافية والاجتماعية للمرأة المرتبطة بدينها وقيمها وتقاليدها حين احتفلت بالمرأة المحررة من الحجاب بعد ذهــاب الطالبان أما ما أفرزته الحرب الأمريكية في أفغانستان من معاناة مريرة لملايين النساء الأفغـانيات والحياة القاسية المثقلة بالخوف والمرض والجوع، وقضــاء فصل الشتاء بأكمله في مخيمات أشبه ما تكون بمخيمات الموت، كل ذلك لم يشكـل محور اهتمام لوسائل الإعلام الغربية، ومن ثم تناوله الأخبار بصورة سريعة وعابرة.
ونضيف شاهداً آخر في هذا السياق، خطاب الســيدة بوش الإذاعي، الـذي أوردته قناة CNN حيث وصفت حياة المرأة في أفـغانسـتان" بالقاسية والمهينة، حتى أن إظهار القليل من المتعة غير مسموح به، فالأطــفال لا ُيسمح لهم باللعب بالطائرات الورقية، والنساء يواجهن بالعقــاب عندما يضحـكن بصوت مرتفع، ولا يستطعن العمل خارج المنزل ولا حتى ترك البيـت بمـفردهن"(6)
ونعلم أن خطاب السيدة الأولى حول المرأة الأفغانية تزامن مع تقرير الحكومة الأمريكية المسمى (حرب طالبان ضد المرأة) المكون من تسع صفحات هو جزء من المعركة السياسة ضد طالبان.
ولنا أن نتساءل أين حقوق الإنسان التي يوظفها الإعـلام الغربي متى شاء ومع من يشاء؟ أين حقوق الإنسان عند تناول قضايا المرأة الأفغانية؟ أين حقوق المرأة الفلسطينية؟ لماذا لا تسلط الأضواء على حقـها في الأرض وحقها في الأمن، وحقها في العيش بكرامة تحت سطوة القهر والظلم الإسرائيلي؟ لمـاذا تستـخدم المرأة المســلمة كمدخـل للاحتلال، وعندما تكون تحت الاحتلال تتجاهل هذه الوسائل أبسط حقوقها المادية في عيش حياة آمنة كريمة.
وتشهد الوقائع المتتابعة أن مسألة الحقوق في المنظور الغربي لا تتجاوز تحقيـق التبعية الثقافية والقضاء على القيم الإسلامية، فهل نجد لدى الإعلام الغربي إجابة على هذه التساؤلات؟
ومن دلالات عدم الموضوعية استخدام المنـهج الانتقـائي في تحرير المقـالات والتحقيقات فهؤلاء الإعلاميون في الغالب يعتمدون المنهـج الانتقائي في اختــيار وتوثيق ما يتفق مع أطروحاتهم الشخصية، وفي حالة إثبات الآراء المخالفة تختتم المقالة أو التحقيق برأي من هو مؤيد للنموذج الغربي.
ويظهر المنهج الغربي الانتقائي غير الموضوعي بكل وضوح في الحالة السعودية عندما تهمل نتائج التنمية التي تحققت للمرأة في المملكة، ويكون التركيز بالدرجة الأولى عـــند الحديث عن الـمرأة على عباءتها دون الإشارة إلى أن هذه العبـاءة لم تمنعها من العمل في التدريس والطب وإدارة البنوك، والتســويق وتقنية المعلومات والتجارة وغيرها مما يشهد به واقع التنمية في بلادنا.
** المعيار الثالث: أسلوب الاحتقار والنظرة الدونية
تنعكس مظاهر الاحتقار والنظرة الدونية للقيم الإسلامية المحافظة في بعض ما يُحرر، وفي هذا السياق تأملوا معي ما سطره نيكولز كريستوف في صحيفةNEW YORK TIMES حيث افتتح تحقيقه بإطلاق لقب (BLACK GHOSTS) الأشباح السوداء على نساء المملكة، وأن المرأة السعودية مصنفة في الغرب بـ(ممســحة الأرجل الأثرية المغطاة بالسواد) وفي ختام تحقيقه يقول: "استمررت في سؤال النساء السعوديات كيف شعورهن وهن ممتهنات، واستمررن في إجابتي باعتزاز وكرامة أنهن غير ممتهنات"، ثم يستطرد بعد ذلك بقوله: "ماذا عسانا أن نفعل في هذا الشأن، نحن في الغرب نريد أن نحرر هؤلاء النسوة، وهن يصررن على أنهن سعيدات بوضعهن، فإذا كانت معظم السعوديات يرغبن في لبس الخيمة، وإذا اخترن أن يقتلن تطورهن الاقتصادي ويضحين بالاحترام الدولي عن طريق تعلقهن بالقـرن الخامـس عشر، وإذا فضلت النساء أن يبقين مواطنات من الدرجة الثانية، إذن أعتقد أن هذا هو اختيارهن، ولكن إذا اخترن أن يتصرفن بغباء إذن لا يتفاجأن عندما يشير إليهن الناس من الخارج ويتحدثون بصوت مرتفع"(6)
وفي سياق تحليلنا لعدد من الأمثلة ذات الصورة الساخرة المغلفة بالاحتقار، نستنتج أن الإعلام الغربي لا يريد أن يعرف عن المرأة المسلمة سوى عباءتها السوداء فمن وصف بالأشباح السوداء، إلى إطلاق لقب النينجا وغيرها من الأوصاف والمشاعر المملوءة بالاستخفاف بثقافة الآخر واحتقار قيمه واتهامه بالانغلاق والتحجر والجمود.
** المعيار الرابع: تكريس النموذج الغربي للمرأة وأنه النموذج الذي يحتكم إليه
وُيعد من أهم المعايير وأبرزها، وأكاد أجزم أنه الهدف الأساس لهذه الوسائل التي تسوق لذات الفكر الواحد، وتشترك جميعها في عرض صورةٍ نمطيةٍ مكررةٍ للمرأة المسلمة. وأساس طرحهم الذي تكاد لا تخلو منه مقالة أو تحقيق أن المرأة في عالمنا الإسلامي ممتهنة ومهضومة الحقوق ومسلوبة الحرية، ومن ثمة فلا عجب أن معظم ما يطرح يأخذ في ظاهره خدمة قضاياها هذا من جانب، وفي المقابل فثمة شبه إجماع من النساء المسلمات على رفض النموذج الغربي والتحذير من النتائج الوخيمة حين تدفع الأمور باتجاهه.
ولنا أن نستعرض في هذه السياق تحقيق مطول في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور The Christian Science Monitor أجرته نيكول جاوتي مع عدد من المسلمات في كل من.. أفغانستان وإيران والمملكة العربية السعودية، أكدن جميعاً أن الدين والثقافة والتراث شكلت حياتهن، وإن كان لديهن أي مشاكل فبالتأكيد الحجاب ليس واحداً منها.
ولا عجب أن تؤكد المحررة أن هؤلاء النسوة يفخـرن بطبيعة الإسلام ومكانة المرأة فيه لاسيما وأن مجموعة من الطبيبات والمعلمات الأفغانيات أكدن أنهن وبعد ذهاب الطـالبان لم يتخلين عن حجابهن، وما تناقلته وسائل الإعـلام الغربية وينضوي تحت تخليهن عن الحجاب غير صحيح، وأن أحكـام الإسلام يتبعها المسلمون في أفغانستان طوعاً رجالاً ونساءً، ولم تفرض بحد السيف كما يصورها الإعلام الغربي (7)
ويعزز ذلك مقابلة نيكول كريستوف في صحيفة نيويورك تايمز NEW YORK TIMES لعدد من الأكاديميات السعوديات عبرن عن رفضهن للصورة النمطية التي تعرض بها المرأة المسلمة، ورفضن وصفهن بالممتهنات من قبل ذلك الإعلام حيث يقول: ولكن النساء السعوديات يرفضن وبشدة الصورة النمطية التي تعرض بها المرأة السعودية في الإعلام الغربي" تبين له إحدى الأكاديميات تمسكها بالحجاب بقولها: " نعم إنني لست ممتهنة، أنا أغطي جسدي ووجهي وأنا سعيدة بكوني فتاة تطيع أوامر ربها"، وتؤكد له أخرى أنه يعبر عن ثقافتها: "إنك لا تستطيع الذهاب إلى الهندية وتسألها لماذا تلبس الساري، ولا تستطيع أن تسأل الغربية لماذا تلبس الفستان القصير، إذن هذه هي عـباءتنا وهي جزء من ثقافتنا، ولم تكن مصدر إزعاج لي على الإطلاق" وتتساءل أخرى: "أنا ألبس ما أريد ولكن ليس أمام الرجال غير المحارم، لماذا يفرض عليّ أن أكشف ساقي وصدري؟ هل هذه هي الحرية؟
ويذكر المحرر أن العديد من النساء السعوديات يؤيدن هذا التوجه ويؤكدن أنهن من ينعم بالحرية، فهن المتحررات من التحرش الجنسي، والمتحررات من الاغتصاب والمتحررات من مشاهدة أجسادهن تستخدم في تسويق الكوكاكولا، وأن المرأة الغربية هي التي استغلت لتصبح دمية للرجل (8)
وفي هذا الإطار يؤكد إدوارد بكنغتون المحرر في صحيفة الجارديان Guardin أن معظم النساء في المملكة يفضلن البقاء والاستمرار على هذه العادات الاجتماعية التي يصفها بالمتشددة ويستشهد بمقولة إحداهن: "إن النساء السعوديات سوف يحافظن على العباءة وأنك لو أتيت بعد مليون سنة من الآن ستجد المرأة السعودية محافظة على عباءتها "(2)
وتتوصل نيكولي جاوتي المحررة في صحيفة كريستيان سينس مونيتور TheChristian Scince Monitor إلى حقيقة تؤكدها استشارية سعودية من مدينة جده بقولها: "عليكم أن تعوا أن معظم النساء المسلمات يرغبن في الحجاب، ليس هناك شيء سوى الدين، الحجاب رمز للعقيدة، وهو شكل من أشكال الحماية، إنه لن يتغير إنه مثل الجلد الثاني" (7)وفي مقابلة مع رائدة من قيادات العمل الخيري في المملكة في موقع GUIDEDONE.com تستنكر فرض النموذج الغربي على المرأة المسلمة: "المشكلة مع الناس الآخرين أنه لديهم نمط معين في الحياة؛ ويعتقدون أنك إذا لم تعش مثلهم فإن هناك خطأ ما لديك، لماذا تطالب المرأة المسلمة في المملكة أن تلبس بالطريقة الأمريكية أو الأوروبية" وترفض المصطلح الشائع في الإعلام الغربي بقولها: "إن ما يسميه الغرب بالمعاناة عند الحديث عن المرأة المسلمة نحن لا نجده كذلك. إن المعاناة الحقيقية تتضح عندما نقارن بين المرأة عندنا والمرأة عندهم". واستشهدت بنسب إحصائية حول المشاكل الصحية والأخـلاقية التي تعاني منها المرأة الغربية. وتساءلت هل نموذج المرأة الغربية هو الجدير بالاحتذاء حقاً؟
واستشهدت بنسب إحصائية حول المشاكل الصحية والأخـلاقية التي تعاني منها المرأة الغربية، وتساءلت هل نموذج المرأة الغربية هو الجدير بالاحتذاء حقاً؟ (8)
وفي هذا السياق تستنكر ناشرة إيرانية في صحيفة كريستيان سينس مونيتورThe Christian Science Monitor الاهتمام الغربي الشديد بالحجاب وأن هذا الأمر يحير العديد من المسلمات. وتضيف "أن الناس من الخارج عندما ينظرون إلينا هم ينظرون فقط إلى جزئية صغيرة منا وهي كوننا محجبات، إنهم لا ينظرون إلى الجزء الأكبر من المرأة والذي يتمثل في كونها متعلمة"، وتؤكد إيرانية متخصصة في تقنية الحاسب "أن المرأة في إيران لديها قضايا أكثر أهمية من العباءة" (7)
تقول رئيسة جمعية خيرية سعودية في صحيفة يو إس أيUSA TODAY: "يقولون إننا متخلفون، ولكنهم لا يرون ما هو موجود تحت العباءة، إننا لا نريد أمريكا أن تأتي وتضع مطالب نيابة عنا، اتركونا وشأننا"(9).
ولا عجب أن نرصد في أدبيات الإعلام الغربي رفض المسلمات للتدخل في شئونهن حيث تذكر نيكولي جاوتي في صحيفة كريستيان سينس مونيتورThe Christian Science Monitor "أنهن يرغبن في التطور ولكن بالشروط والمعايير التي تناسب مجتمعاتهن، ويطالبن أن يكف الغربيون عن التحرش ونسج التخيلات حول من يكنّ؟" وتستشهد برأي إحدى الاستشاريات المسلمات التي تعلق على التدخل الغربي المكثف بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وفي شؤون المرأة الأفغانية بقولها: "إذا كانت المرأة في أفغانستان متضايقة من وضعها فهي التي لها الحق في تغيير هذا الوضع وليس أنتم، نحن كمسلمات نريد أن يكون التغير بطريقة تتماشى مع ثقافتنا ولا يكون التغيير ضدها" (7)
وتؤكد ذلك المفهوم إحدى السعوديات للمحرر إدوارد بكنغتون في صحيفة الجارديان Guardin:
"نعم إننا نريد أن نتطور وأن نتغير للأفضل ولكن لا نريد أن نخسر ديننا" ويعلق المحرر أن السعوديات يرغبن في حل مشاكلهن داخلياً ومن خلال أنفسهن ولا يرغبن في التدخل الغربي في شؤونهن" (2)
وتعلق على ذلك إحدى قيادات العمل النسائي في العالم العربي لقناةBBC NEWS " أنه وعلى الرغم من التعطش للتغيير إلا أن معظم النساء العربيات متمسكات بالنواحي المحافظة في مجتمعاتهن"(10).
وتفسر نيكول جاوتي محررة صحيفة الكريستيان سينس مونيتورScince Monitor Christian رفض المسلمات للتدخل الغربي في شئونهن في سياق أكثر تاريخية بتأكيدها: "إن التاريخ يعطي المرأة المسلمة مبرراً قوياً للشك في نوايا الدول الغربية، فالدول الأوروبية استخدمت دوماً المرأة المسلمة كذريعة للتدخل في شئون الدول الإسلامية بغرض احتلالها، وتمثل على ذلك بطلب المندوبة الإنجليزية إيفلين بارنق عام 1800م من رؤسائها احتلال مصر تحت غطاء تغيير أوضاع المرأة فيها"، وتضيف "أن الهبات الفرنسية للجزائر في أواخر القرن التاسع عشر اشترطت تقديم الزيت والدقيق للفقراء بتخلص نسائهم من الحجاب " (7)
وفي هذا الإطار تؤكد السيدة "باربرا بتزن" منسقة الاتصال الخارجي بمركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفرد "أن الخطاب الإذاعي الذي ألقته السيدة باربرا بوش حول امتهان المرأة في أفغانستان يعلل بدرجة كبيرة الاستخدام الغربي للمرأة المسلمة كمبرر وسبب للتدخل في الشأن الداخلي للدول الإسلامية، حيث إنه وقبل الحادي عشر من سبتمبر لم يكن هناك اهتمام من الغرب بالمرأة الأفغانية (7). وتضيــف المحررة: "أن الإيرانيات أيضاً لديهن أسبابهن الخاصة بعدم الثقة في التدخل الغربي، فالولايات المتحدة أسقطت الحكومة المنتخبة من الشعب في عام 1950م لتنصب الشاه في السلطة، وفي حين حاول الشاه تحقيق مصالح الغــرب في أن يؤسس لتغيير المرأة، فإن محاولته في نقل النموذج الغربي فشلت"(7).
ومن خلال المعطيات السابقة وبالقدر الذي ندرك معه فشل نقل النموذج الغربي لعالمنا الإسلامي نقرر أن ذلك الفشل يعود إلى منهجيته المرتبطة بمنهج مغاير لمنهجنا فهو دخيل، ومنطلقاته وهمية ومستوردة، ويراد لها أن تُنقل كما هي دون النظر في صلاحيتها ومشروعيتها.
وبالقدر الذي تدرك معه المرأة المسلمة أن التغيير والتطور لا يمكن أن يكون بنقل النموذج الغربي للمرأة، كون هذا النموذج غريباً عن ثقافتها وفكرها وعقيدتها، ولا يمكن أن يكتب له النجاح والاستمرار، هي تدرك أيضاً أن المحاولات المستمرة لنقل هذا النموذج هي في واقع الأمر عملية تغريب لا ينتج عنها سوى المزيد من التبعية والعجز والشلل.
وإن مما يؤسف له أن يوظف الإعلام الغربي أقلام مسلمات توهمن أن ثقافة الغرب هي معيار عام للتقدم والنمو الحضاري للأمم، مهما اختلفت عقيدتها ومرجعيتها، ونظمها الاجتماعية
** المعيار الخامس: المرجعية المستمدة من منهجية وفكر الحركة النسوية الغربية Feminizem)) حركة التمحور حول الأنثى
ففلسفة هذه الحركة ومنهجيتها وتشريعاتها تتعارض مع الإسلام وشرائعه وقيمه المنظمة لحياة المسلمين.
ونستطيع أن نرصد الحضور الفاعل المنظّم لأقلام المنتميات للحركة النسـوية الغربية في العالم الإسلامي في تبني الأجندة النسوية للقضاء على حجاب المرأة المسلمة وتغيير قوانين الأحوال الشخصية للأسرة المسلمة، وتجسيد مسألة الحقوق بالمعركة والصراع بين الرجل والمرأة.
والحقيقة إننا عندما نتناول بالتحليل على سبيل المثال ما يصدر عن قناة BBC NEWS، فإننا نلاحظ الحضور القوي لهذه الحركة من خلال محررات أخذن على عاتقهن التخصص في قضايا نساء العالم الإسلامي، فمن إشادة بولادة مجلس وطني للمرأة في مصر يملك القوة بإدخال تشريعات جديدة تلغي قانون الأحوال الشخصية الإسلامي، إلى إشادة بكون عدد الخريجات من النساء في بعض الدول الإسلامية أكثر من الرجال، إلى التنديد بالحجاب الإسلامي والهجوم على الدول الإسلامية التي تفصــل بين الجنسين في التعليم والعمل، إلى تمجيدٍ للناشطات العربيات ومباركة جهودهن وتغطية مناشطهن في مجـال تحرير المرأة العربية وفرض القوانين التشريعية الوضعية.
وناهيك عن الأوصاف التي يطلقها الفكر النسوي في الإعلام الغربي على المرأة المسلمة، من ممتهنة، إلى مواطنة من الدرجة الثانية إلى غير ذلك من الأوصاف الدونية، وكذلك نقل صورة غير صادقة في أن ما تحقق للمرأة في المملكة العربية السعودية في مجالي التعليم والعمل إنما هو نتيجة للضغوط التي وضعتها المرأة السعودية في سبيل الحصول على حقوقها.
ولاشك أن النساء المسلمات عامة، والمرأة في المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص اتجهن لرفض المسار التغريبي، فلم تعد إشكالية المرأة بالزي، فحجابها أصبح عنواناً لكرامتها، وتعليمها أصبح طريقاً لرفض مناهج التغريب.
وفي هذا السياق تؤكد رئيسة لجنة الثقافة والتراث في جمعية رائدة في المملكة في مقابلة لها في موقع GUIDED ONES.COM "أن هؤلاء النساء المتحررات لديهن شعوراً بالغرور، ويتحركن من منطلق وهمي، هو أقرب ما يكون إلى الخيال، حيث يقررن ما يجب أن يكون عليه وضع المرأة في المملكة وبقية الدول الإسلامية، عن طريق التركيز على هذه الدول ووضع ضغوط عليها" وتؤكد أن مشاكل المرأة في المملكة أقل مقارنة بالمرأة الغربية، وتستشهد بإحصائيات حول نسب الإصابة بالإيدز والأمراض الجنسية في المجتمعات الغربية بين النساء(11)
** المعيار السادس: ازدواجية المعايير (DUBELL STANDAREDS) في التعامل مع القضية الواحدة
فازدواجية المعايير من الأمور المعروفة على نطاق واسع عند الإعلام الغربي في تعامله مع قضايا المسلمين بصفة عامة، وفي شأن المرأة المسلمة علي وجه الخصوص، ولعلنا نتأمل المفارقات العجيبة في ازدواجية المعايير والتي ُتظـهر تحيز الإعلام الغربي في تعامله مع القضايا عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين فيما وردني من صديقة أمريكية مسلمة تعلق على ذلك بقولها: لماذا تستطيع الراهبة أن ُتغطي من رأسها إلى قدميها، وتكون في نظرهم محترمة فهي تمتثل لأوامر ربها، ولكن عندما تفعل ذلك المسلمة تعتبر ممتهنة.
عندما تجلس المرأة الغربية في بيتها للعناية بالبيت والأطفال، فهي في نظرهم تقدم تضحية جميلة في سبيل محافظتها علي شئون منزلها، ولكن عندما تفعل المرأة المسلمة ذلك فهي في حاجة إلى أن ُتحرر.
لماذا يستطيع اليهودي أن يطلق لحيته، ويُنظر إلي ذلك ضمن حقه في ممارسة دينه، وعندما يفعل ذلك المسلم يُعد متطرفاً.
عندما يقتل المسيحي شخصاً ما، الدين لا يذكر، ولكن عندما ُيقاضى المسلم بجريمة ما، فإن الإسلام هو الذي يحاكم.
ولماذا وبعد كل ذلك يبقى الإسلام هو الدين الأسرع نمواً وانتشاراً في العالم.
وختاماً: ينبغي أن نعي الأبعاد الحقيقة لاستهداف المرأة المسلمة، لاسيما وقد أصبحت في يومنا هذا تمثل جزءًا رئيساً من مشروع الدول العظمى والهيئات الدولية للتغيير الثقافي والاجتماعي في المنطقة.
ونحن ندرك اليوم أن الهدف مما يقدم في الإعلام الغربي هو توهين قيم الحضارة الإسلامية، وتمكين القيم الغربية باسم الانفتاح والحداثة وتحقيق المشترك الإنساني وغيرها من المصطلحات، كما وأننا ندرك أن الغرب بكافة مؤسساته لن يهدأ إلا بتصدير قيمه وثقافته، وهو ما أشار إليه الله تعالى في قوله: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
ونحن ندرك اليوم أن ما يحيط بنا من مستجدات يتطلب منا.. أولاً: استيعاب الهجمة وإدراك أبعادها، وثانياً: التبصر بآليات التعامل معها، وثالثاً: التحول من أن نكون موطناً لقيم الحضارة الغربية وترجمتها إلى حياتنا إلى موقف تصدير القـيم والأخلاق للغرب وما تمثله هذه القيم من صلاح واستقامة للإنسانية استجابة لقوله تعالى (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).
newone_01
23-11-2006, 10:32 PM
دور وسائل الإعلام في تنمية المرأة وتطوير الوعي بحقوقها ومسؤولياتها المجتمعية
إعداد : عبد الرحمن عبد الوهاب أخصائي نفساني /مدرس علم النفس الإعلامي - جامعة عدن - مدير تحرير صحيفة رسالة الجامعة
ونحن نعيش عصرا جديد من الحضارة الإنسانية عصر التقدم العلمي والحضاري،حيث يشهد المجتمع الإنساني تطورات مذهلة من اكتشاف الخارطة الجينية إلى تكنولوجية الاتصال وثورة الإعلام والدفق الإخباري أصبحت من أبرز ملامح العصر الراهن سيطرة وسائل الاتصال المجتمعية والمتمثلة بوسائل الإعلام الجماهيري .
فالتكنولوجيا المعاصرة قد اختزلت الانعزال العقلي المعرفي للناس إلى الحد الأدنى .
وأدت الوسائل الحديثة للاتصال والمواصلات إلى الإسراع بنشر المعلومات إلى الحد الذي نستطيع معه في المستقبل غير البعيد أن نتوقع أنه لن يوجد فرد أو جماعه سوف يكون في مقدارها الهرب من تلك التأثيرات التي سوف تتلاحق عليها من كل صوب اتصالي .
إن وسائل الإعلام متعددة ومتنوعة ولكل وسيلة إعلامية خصائص ومميزات تنفرد بها عن الأخرى .
وتحدث هذه الوسائل تأثير على الفرد يؤدي إلى تغيرات تحصل على المجالات السلوكية والانفعالية والمعرفية والمجالات النفسية العميقة وعند الحديث عن الإعلام والمرأة لابد لنا من معرفة المسار التاريخي للمرأة اليمنية وارتباط ذلك بالثقافات العربية والإسلامية والغربية .
ولقد لعبت الظروف السياسية والاجتماعية قبل الثورة إلى إبعاد المرأة عن المساهمة في التنمية بل وبقائها تحت سيطرة الأمية والتخلف ومسلوبة الإرادة .
" إن العزلة الطويلة التي عاشها المجتمع اليمني في عهد ما قبل الثورة 1962م وفي عهدي الإمامة والاستعمار والتخلف والحرمان قد انعكست على الأسرة مباشرة سلبياً وعاشت في وضع هامشي من المجتمع والنظام السائد ومن كل مظهر حضاري متجدد ولهذا كانت الأسرة وإلى عهد قريب محصور في العلاقات الاجتماعية والعشائرية وعلاقات الجوار "
ورغم كل ظروف الأمية التي وصلت نسبتها أكثر من 90 % قبل الثورة والتخلف والاستعمار فقد كان للمرأة اليمنية دور مبكر في مجال الإعلام وخاصة في نهاية الخمسينات من خلال مجلة " فتاة شمسان " التي أصدرتها " ماهية نجيب " في عدن عام 1960م .
وأخذت المرأة تبحث عن دورها من أجل إنجاز حقوقها ، وكانت الصحافة هي الوسيلة المثلى لتخوض دورها على اعتبار أن الصحافة في مرحلة الأربعينات وحتى الستينات كانت هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لها والتي وعبر صفحاتها عملن المستنيرات من النساء بكل قوة وشجاعة لكي يقنعن الرجل أولاً لكونه صاحب القرار وهو الذي يقرأ الصحف " أما النساء باستثناء المستنيرات فالأمية منتشرة في صفوفها لاتسمح لهن بالقراءة " رغم التقدم الكبير في تناول الإعلام العربي واليمني لقضايا المرأة لم تبرز بعد أهمية وظيفتها داخل الأسرة ودورها الأساس في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها .
وتشير الدراسات العربية واليمنية أن تناول قضايا المرأة في وسائل الإعلام ما يزال يعاني من مشكلات لايرتقي إلى مستوى التحولات التي شهدتها الساحة من إنجازات ملموسة خلال الفترة الماضية وتحديداً العشرين السنة الأخيرة من القرن العشرين في مجالات التعليم والعمل والمشاركة الاجتماعية والثقافية والإبداعية والنضال الوطني وهذا مرتبط في سياق الموروث الثقافي الذي لا يزال يؤثر بصورة سلبية في تحديد أدوار ومواقع المرأة ومواقف كل من المجتمع ووسائل الإعلام منها في نفس الوقت هناك تكريس التوجهات التقليدية تجاه المرأة من خلال تركيز وسائل الإعلام على إبراز دور المرأة التقليدي ( كزوجة وأم وربة بيت وابنة مطيعة ) والاهتمام بالشئون المنزلية وتربية الأبناء تحت مسميات الحفاظ على العادات والتقاليد .
ونظراً لأن تاريخنا تاريخ ذكوري فإن هذه الامتيازات التاريخية للرجل لازالت هي المسيطرة على تفكيره وتنعكس على صعيد الواقع والعلاقات السائدة في المجتمع بسلوكيات تضع عدد من المشكلات والتعقيدات أمام تقدم المرأة وتحررها من الموروثان القديمة .
وتقول د. عواطف عبد الرحمن : " أن الحركة النسائية المعاصرة ترى أن الإعلام بشكلٍ عام يعد مسؤولا عن استمرار الصورة النمطية التقليدية لأدوار النوع مما ساعد على استمرار الصورة النمطية في الذهن الجمعي " .
** وسائل الإعلام وقضايا المرأة
من خلال المتابعات والملاحظة العامة لما تقدمه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة من أخبار وبرامج وأنشطة إعلامية يتضح جانب القصور وإغفال دورها وحقوقها في المجالات التالية : ـ
الصحافة :
الصحافة والكلمة المطبوعة كانت ولازالت من الوسائل الإعلامية الرئيسية والمهمة في نشر الأفكار والآراء والمعلومات والتأثير على جمهور القرارتؤثر بشكل كبير وبخاصة بين أوساط النخب والقيادات وفي نظرة عامة للصحف اليومية الرسمية سنجد أنها بالنسبة للقضايا المتعلقة بالمرأة والأسرة يتم تناولها في إطار محدود ومساحات محدودة تتجه في الغالب نحو موضوعات عامة عن صحة الأسرة والمجتمع والاهتمامات التقليدية للمرأة وقضايا تربية الأبناء والرعاية الصحية وموضوعات متنوعة في مجالات العلاقات الزوجية وأخبار القيادات النسائية والنشاطات الرسمية للمنظمات والجمعيات النسائية إلى جانب النشاطات الموسمية التي ترافق الاتجاهات الرسمية عند القيام بالفعاليات ذات العلاقة بالنشاطات المتعلقة بالحقوق والتشريعات والمشاركة السياسية ( لها علاقة بالمناسبات والاحتفالات المحلية والدولية ) .
وعند الوقوف الجاد أمام ما تنشره الصحف اليومية يلاحظ غياب تناول قضايا مهمة وحساسة ذات أبعاد قانونية وثقافية وتنموية وسياسية ونستعرض أهم القضايا التي تتجاهلها الصحف اليومية :
1. عمل المرأة خارج المنزل .
2. إبراز مشاكل المرأة الريفية .
3. محو الأمية وتعليم المرأة .
4. نشر الوعي السياسي لدى المرأة وحثها على المشاركة في الحياة السياسية .
5. تخطيط ميزانية الأسرة وتنظيم الأسرة.
6. الزواج المبكر .
7. المساواة بين الجنسين .
8. تجاهل الموضوعات التي تعكس تطور المرأة والإنجازات التي حققتها خلال المراحل الماضية .
9. اهتمام أهمية إسهام المرأة في التنمية.
10 . رصد واقع المرأة في الريف والحضر بإيجابياته وسلبياته .
11 . المرأة ومسؤولياتها الاجتماعية .
12. تصحيح صورة المرأة في الإعلام .
ونستخلص من مراجعتنا للدراسات العربية والمحلية والتقييمات حول المرأة إلى الآتي :
- الصحف اليومية تكتفي بمعالجة الموضوعات الخاصة بالمرأة معالجة سطحية باعتمادها على التقريرية والتسجيلية والاهتمام بالمواد الإخبارية المتعلقة بقضايا المرأة والأسرة .
- المعالجة التفسيري للجوانب التقليدية باستخدام الحديث الصحفي .
- الميل نحو عرض المشكلة .
- الاهتمام بالبلاغة الأدبية عند تناول القضايا العاطفية في الغالب وإغفال بداية المشكلة .
- شحه مواد الرأي والأعمدة الصحفية وعدم الاهتمام بشكل عام بطرح الرأي ووجهات النظر حول حقوق المرأة وعدم إتاحة المجال للقارئات للتعبير عن آرائهن وقضاياهن .
- مواد الرأي والأحاديث الصحفية والتحقيقات والتقارير تتجه للبرهنة والإقناع بوسائل مختلفة لتبني وجهة نظر المحرر .
- عدم الاهتمام الكافي بالمرأة من القيادات الصحفية ويتضح ذلك من المساحة المخصصة للمرأة في هذه الصحف .
- إغفال احتياجات المرأة العاملة والمرأة الريفية .
- مخاطبة المرأة من فئة عمريه هي سن النضوج والشباب وعدم الاهتمام في الغالب بسن المراهقة .
- الاتجاه المسيطر على معالجات الصحف للمرأة يميل للنظر إليها كأنثى وليس كإنسان ترتبط بمشكلات مجتمعها وتسهم في تنميته .
التلفزيون :
يعد التلفزيون الوسيلة الإعلامية الأكثر فعالية وله قوة تأثير على المتلقي وهي وسيلة اتصالية أكثر جذباً للجمهور وتؤثر في تشكيل الرأي العام وأصبحت الشاشة الصغيرة اليوم تدخل ضمن البرامج اليومية للأسرة ويتم تكيف وقت الفراغ بالنسبة لكثير من الناس حسب البرامج المفضلة والرسالة الإعلامية التلفزيونية لا يقتصر تأثيرها على مشاعر المشاهدين ومخاطبة عواطفهم وإيجاد حالة من المشاركة الوجدانية لدى المستقبل وإنما امتد إلى الحديث داخل الأسرة وخارج البيت . وعليه فإنه من الأهمية بمكان أن يناط بالتلفزيون دور كبير للتوعية بقضايا المرأة من خلال سياسة إعلامية جديدة تسعى إلى تفسير الصور والأنماط التقليدية للمرأة التي تعكسها المسلسلات التلفزيونية بإبراز المرأة كزوجة وأم وربة بيت وإهمال الجوانب الهامة المتعلقة بالمرأة العاملة والمرأة الريفية .
- استخدام المرأة في الإعلان والسلع وخدمات مختلفة لإبراز مفاتنها .
- الابتعاد عن الخوض في القضايا والموضوعات التي تعكس تطوير المرأة في الأنشطة الحقوقية والسياسية .
- الاهتمام المبالغ ببعض المهن النسائية وترك الأخرى كالاهتمام بالفنانات والمبدعات والسياسيات دون الاهتمام بالقطاعات الأخرى .
فمن المهم تغيير الصورة السلبية التي رسمتها البرامج والمسلسلات التلفزيونية في الذهن الجمعي بالتركيز على دورها الإيجابي في الحياة والنهوض بوضعها وتعزيز مكانتها على مستوى الأسرة والمجتمع وتوضيح الدور الإنتاجي للمرأة وقدرتها على الإسهام في عملية التنمية والعمل على إدارة حوار حول قضايا المرأة ودمجها ضمن الثقافة الدرامية الأخرى .
تشجيع إنتاج المسلسلات والبرامج التي تبرز الدور النضالي الوطني والاجتماعي للمرأة وتوثيقها للأجيال القادمة .
** الإعلام وإبراز دور المرأة
يجمع الباحثون في مجال الاتصال والإعلام على الدور الخطير الذي يلعبه الإعلام في التأثير على المتلقي " علاوة على ما تتميز به وسائل الإعلام من طبيعة مزدوجة تساعد على نشر وترويج الأفكار والقيم المتناقضة في آن واحد فهي قد تساعد على تغيير القيم والعادات والمفاهيم التقليدية فتسهم في ذلك بخلق أشكال جديدة من الوعي أو تعمل على تثبيت القيم والرؤى التقليدية فتسهم عندئذ في تزييف وعي الأفراد وذواتهم وأدوارهم الحقيقية " ومما لاشك فيه أن الإعلام له دور مهم في تشكيل الوعي الثقافي والقيمي في المجتمع ويعود ذلك للإمكانيات المتاحة أمام وسائل الإعلام لتوصيل الرسالة الإعلامية للرأي العام من مختلف الفئات الاجتماعية .
ويكمن أهمية الإعلام في إبراز قضية المرأة والدفع بها إلى الأمام بأن يلعب الإعلام دوراً بارزاً في إبراز دور المرأة والمفاهيم المتعلقة بحقوقها في التعليم والمشاركة الاجتماعية والسياسية وشغل المناصب العامة واختيار الزوج ورعاية الأمومة وغيرها من خلال الوسائل الإعلامية المتعددة باعتبارها وسائط ثقافية تربوية ترفيهية لها تأثير كبير في اتجاهات الرأي العام وذلك إذا ما وضعت لها سياسات واضحة تتبنى قضايا المرأة تستند إلى بلورة وعي عام لدى المجتمع من خلال الآتي :
1. على وسائل الإعلام اليمنية التأكيد على وظيفة المرأة الأساسية في حماية الآسرة ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإفساح المجال لها للمشاركة في الحياة الاجتماعية والتعريف بقضاياها وأنشطتها .
2. معالجة القصور في مجال مساهمة الإعلام اليمني ومساندته للبرامج الخاصة بتنظيم الأسرة باعتبارها أحد الخلايا الأساسية في المجتمع وللأنشطة السكانية الأخرى التي تعالج قضايا هامة كالحد من النزوح والهجرة داخل الوطن اليمني وخارجه .
3. الاهتمام بالمشاكل المتعلقة بالنمو السكاني وانعكاساته على التنمية وبرامج الأسرة والمشكلات الناشئة عن الهجرة بما تستحقه من اهتمام في كافة وسائل الإعلام والاتصال المتاحة .
4. تعديل الاتجاهات نحو التبني الإيجابي لمجموعة من القيم التي تدعم المفاهيم المرتبطة بقضايا المرأة وحقوقها الأساسية مثل المساواة في حق العمل والتعليم والمشاركة السياسية ... الخ .
5. تناول المشكلات والظواهر السلبية ذات العلاقة بالمرأة وتحليل أسبابها وتقديم البدائل الإيجابية وتبني مفاهيم جديدة .
6. أن يلعب الإعلام دور في قضية المرأة وترسيخ القيم الإيجابية وترى د . سلوى شعراوي : (( يستطيع الإعلام أن يلعب دوراً مؤثرا في خلق مناخ عام مؤيد ومتفهم لقضايا المرأة وأهمية إدماجها في صنع القرار فعلى سبيل المثال استطاعت تغطية الإعلام الإنجليزي الأخيرة وصول مولود جديد لرئيس الوزراء البريطاني " توني بلير " إلى الإعلان عن عزمه للتخفيف من أعبائه العملية ليكون بجوار زوجته ذلك بالطبع ليس فقط من أجل الحرص على التماسك العائلي ولكن أيضاً ضماناً لكسب أصوات النساء لإعادة انتخابه من جديد في الانتخابات القادمة )) .
** هوامش ومراجع :
- نوريه علي أحمد وآخرون " المسألة السكانية في الجمهورية اليمنية " صنعاء 1996م .
- محمد عبد الجبار " الصافة والمرأة والعنف ( صحيفة اليمانية ) العدد 59 نوفمبر 2001م .
- عواطف عبد الرحمن " الإعلام والمرأة المصرية في الريف والحضر ـ القاهرة ـ 1998م.
- عبد الرحمن عبد الوهاب " دور الإعلام في تعزيز حقوق الطفل " مجلة الصحة النفسية ــ العدد 12 سبتمبر 1996م .
newone_01
23-11-2006, 10:33 PM
الإعلام الإسلامي
تعريف الاعلام الاسلامي :
يعرفه الدكتور محي الدين عبد الحليم بانه :( تزويد الجماهير بحقائق الدين الاسلامي المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم بصورة مباشرة اوغير مباشرة من خلال وسيلة اعلامية عامة بواسطة قائم بالأتصال لديه خلفية واسعة ومتعمقة في موضوع الرسالة التي يتناولها ، وذلك بغية تكوين رأي عام صائب يعي الحقائق الدينية ويترجمها الى واقع في سلوكه ومعاملاته )(5)...
ويعرفه الاستاذ محمد احمد يونس بانه :(اعلام عام في محتواه ورسائله، يلتزم في كل ما ينشر او يذاع او يعرض على الناس بالتصور الاسلامي للانسان والكون والحياة المستمد اساسا من القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية وما ارتضته الامة من مصادر التشريع في إطارهما … )(6)
اما الباحثة سهيلة زين العابدين حماد فتعرفة بانه :(هو بيان الحق وتزيينه للناس بكل الطرق والاساليب والوسائل، العلمية المشروعة مع كشف وجوه الباطل وتقبيحه بالطرق المشروعة بقصد جلب العقول الى الحق وإشراك الناس في نوال خير الاسلام وهديه وإبعادهم عن الباطل او إقامة الحجة عليهم )(7).
ووفق هذه التعاريف وغيرها ممن حاولت التطرق الى تعريف الاعلام الاسلامي نجد مجموعة من المشتركات التي تمسك بها هذا الاعلام واهمها إيصال صورة التصور الاسلامي عن الحياة الى كل ارجاء المعمورة مادامت حافلة بمن يسكنها من البشر بصورة إعلام ومادامت تحتوي بقية كائنات الله تعالى وعند ذاك تكون إتصالا اعم واشمل …
ووفق مصطلح الاعلام الاسلامي نلاحظ ولادة هذا الاعلام بولادة الدعوة الاسلامية نفسها، فعند بداية الاتصال الشخصي للمصطفىصلى الله عليه و سلم بزوجته خديجة (رضي الله عنها) بدأ هذا الاعلام ينمو ثم بمواصلة الاتصال بالمسلمين الاوائل كابي بكر الصديق وعلي بن ابي طالب وزيد بن حارثة واصل نموه وامتداده … وهنا نلحظ تقاربا في المفهوم بين الاعلام والدعوة، وعند إمعان النظر في هذا التقارب نجد ان الاعلام الاسلامي اشمل واعم من الدعوة ذاتها، فبينما تركز الدعوة على إقناع المقابل بعقيدة الاسلام وتجب الانتماء إليه ونصرته وبذل الغالي والنفيس دفاغاً عنه ، يستخدم الاعلام الاسلامي وسائل أكثر اتساعا وشموليه في الخطاب ، وقد تطور استخدام هذه الوسائل مع مرور الزمن ومع استمرار الانسان في اكتشاف وسائل وآليات الاتصال بانواعه : الشخصي، الجمعي (الجماهيري)،الحضاري … ولايحمل هذا الكلام تهوينا من موقع واهمية الدعوة في حياة الاسلام والمسلمين ورفعة لشأن الاعلام، ولكن المقصود به هو سعة الوسائل المستخدمة في الاعلام الاسلامي واختلافها عن الدعوة في إيصال الفكرة الاسلامية بشكل مباشر او غير مباشر ثم ماينبغي للاعلام الاسلامي من تصور وعكس التصور الاسلامي الكامل والشمولي عن الحياة الى االمتلقي بينما تركز الدعوة على إعتناق الدين الاسلامي اكثر من الاعلام .
لقد بدأ الاعلام الاسلامي اذن - بالإتصال الشخصي ثم بالاتصال الجمعي حين كان المصطفىصلى الله عليه و سلم يعّلم المسلمين الاوائل اسس الاسلام وعقائده في المرحلة السرية من تاريخ الدعوة الاسلامية في دار الارقم بن ابي الارقم ومواضع اخرى متاز الاتصال فيها بكونها غير معلن عنها الا في اطار القائم بالاتصال - المصطفى صلى الله عليه و سلم - والمستقبل له من المسلمين الاوائل … وكونه - صلى الله عليه و سلم - هنا قائما بالاتصال وداعيا إعلاميا لكل جديد في إطار التبليغ بالاسلام لايخرجه من كونه خاتم الانبياء والمرسلين ، وانما يعزز دوره الرسالي والنبوي والتربوي، ذلك انه مكلف من الله تعالى بايصال هذه الدعوة الى من يصله من الناس :
( يا ايها المدثر قم فأنذر … سورة المدثر ) وبقية الآيات الكريمات في سور المزمل ، العلق ، الفتح ، وغيرها …
ومع استمرار تأييد المولى جل جلاله للدين الجديد ظهرت وتطورت آليات جديدة في الخطاب الدعوي الاسلامي في تاريخ الاسلام فالجهر بالدعوة وبداية التصادم بين الحق والباطل ، بين الاسلام والجاهلية جعل من ذيوع اخبار الدين الجديد في مكة والجزيرة وما جاورها من مناطق ، اموراً يوميا ملحاً ، وامتدت الانظار والاذان وتابعت العقول امر هذه الدعوة باندفاع سواء كان المتابع مؤيدا او معارضا للدين الجديد كونه حدثا جللاً يستوجب متابعة اخباره وتفاصيله … وبدا المصطفى صلى الله عليه و سلم يدعو الناس جميعاً الى الاسلام متجاوزا قبيلة قريش الى قبائل اخرى كانت تاتي لزيارة مكة ، وبعث مصعب بن عمير - رضي الله عنه - داعيا واعلاميا الى عقيدة الاسلام وموصلا تفاصيل الاحداث الجديدة المرتبطة بالدعوة الاسلامية الى الناس وكذلك ارسل المصطفى صلى الله عليه و سلم جمهرة من المسلمين الى الحبشة خلاصا من اذى قريش فتمثل في هؤلاء امر الدعوة والاعلام بتطورات صراع الدين الجديد مع قوى الكفر المتجمعة ضده …
وفوق هذا وذاك كان نزول آيات القرآن الكريم ثم وصولها الى الناس مشّرعة لجديد او بينة لحكم او شارحة لحادثة من باب التواصل بين الله تعالى والمسلمين الاوائل عن طريق المصطفى صلى الله عليه و سلم وبهذا النزول المتابع زمنيا المتابع لتطورات الاحداث اضافة الى بيان تفاصيل العقيدة الاسلامية واحكامها ، اثبت القرآن الكريم بانه اهم واقوى وسيلة دعوية وإعلامية في التاريخ الاسلامي … ومع انتشار الاسلام في المدينة المنورة ثم في مدن وبلدان الجوار اتسعت آليات الخطاب الاعلامي الاسلامي وامتدت الى الرسائل الى االملوك وخطب الجمعة والمناسبات وموسم الحج والرقع المكتوبة وغيرها ممن عكست التطور التقني في استخدام لآليات الخطاب والاتصال الجماهيري والحضاري .
* وسائل الدعوة في عصر النبوة :
من خلال التدرج التاريخي لانتشار الدعوة الاسلامية وامتدادها ، شخص المختصون بعلوم الاتصال والاعلام اهم وسائل الاعلامية في الدعوة الاسلامية بما يلي :
القرآن الكريم ، الاحاديث النبوية الشريفة ، القدوة الصالحة للمصطفى صلى الله عليه و سلم والصحابة ( رضي الله عنهم ) ، إرسال المبعوثين الى القبائل والاقطار الاخرى ، اللقاء او المحاضرة ، المسجد والخطبة ، استقبال الوفود، الرسائل الى الملوك بوصفها إعلاما دوليا ، الحج ، الفتوحات الاسلامية ، رحلات التجار المسلمين الى اماكن لم تصلها الفتوح .
وقد اتسع استخدام معظم هذه الوسائل مع اختراع البشرية لآليات الاتصال الحديثة ثم بدخولها كقنوات للاتصال والاعلام الجماهيري وصولا الى عصر الفضائيات والانترنيت الذي نعيشه الآن بما يؤشر حيوية الاسلام وصلاحيته للبشرية جمعاء في كل زمان ومكان ، وان الله جل جلاله حامي هذا الدين وفارض انتشاره في العالم اجمع ، قال تعالى :)إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ...(
* خصائص الاعلام الاسلامي :
1- إعلام عقائدي : ويرتبط ذلك بكون الاعلام الاسلامي يجب ان يعكس جوانب العقيدة الاسلامية في كافة جوانبها ، وان تكون نظرية الاعلام الاسلامي وفلسفته ميدانا لعكس تصورات العقيدة الاسلامية بشكل عام . ويعد التزام الاعلامي المسلم بثوابت وتفصيلات العقيدة الاسلامية ملزما له ومكلفا بالدفاع عنها ونشرها ما استطاع الى ذلك سبيلا … قال تعالى :( ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .. آل عمران 104 ) ،وقال جل شأنه :( ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين … فصلت 33 ) .
واذ نتأمل في معنى هاتين الآيتين الكريمتين نجد المسلم المشتغل بشؤون الاعلام والدعوة الى الله عن طريق وسائل الاعلام المعروفة في مقدمة من يتوجب عليه تنفيذ اوامر ربه - جل جلاله - .
2- حق لكل مسلم ومسلمة وينبع هذا الجانب من مسؤولية المجتمع إزاء الافراد ، فحق الاعلام مطلب ايجابي يقوم به المجتمع عبر وسائل الاعلام الجماهيرية ، بل هو امر لايقل اهمية عن حق الفرد في الحصول على الامن والطعام والدواء …
قال تعالى :( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)(التوبة) ، وتؤكد ذلك كله نظريات الاتصال الحديثة …
3- فرض كفاية : قال تعالى : ( فلولا نفر من كل فرقة طائفة يدعون الى الخير ويذكرون بآيات الله ) ومعنى افرض الكفاية انه يسقط الاثم عن باقي امة المسلمين حين يقوم نفر ما او طائفة من جمهور المسلمين بعمل عام ومفيد خارج نطاق العبادات مما تتحقق به مصلحة للمسلمين وبعدم قيام اي مسلم ومسلمة بهذا العمل فيلحق الاثم كل الامة جراء ذلك .
بل يرى بعض الباحثين ان الاعلام الاسلامي فرض عين على كل مسلم لتداخل امر الاعلام والدعوة في مجالات كثيرة ، فكما ان كل مسلم ومسلمة مطالباً بالعمل على التعريف بالاسلام والدعوة اليه والامر بالمعروف والنهي عن المنكر كل حسب عمله وثقافته ومجالاته ، فان امر الاعلام بشريعة الاسلام والدعوة اليها عبر وسائل الاعلام الجماهيرية - لايقل اهمية عن ذلك - مع الاخذ بنظر الاعتبار التحصيل العلمي لمعرفة بالقرآن والسنة واحكام الاسلام بالنسبة للداعية الاعلامي اضافة الى موهبته واستعداده للتاثير في الجماهير المخاطبة .
وتقع مسؤولية اعداد الاعلاميين القادرين على مخاطبة المجتمع جماهيريا على الفرد والامة معا ، فمن وجد من المسلمين رجالا ونساءا في نفسه المقدرة والعلم والكفاءة على ولوج ميدان الاعلام ومخاطبة المجتمع من خلال رسائله المتنوعة فيقع عليه اثم ترك ذلك وعدم محاولة القيام به اما الامة وولاة الامر من المسلمين فعليهم تشجيع العمل بالاعلام الاسلامي عقيدة ومباديء وتقنيات وتوفير الظروف اللازمة لنجاح وامكانية العمل في هذا الميدان المهم .
4- اعلام علني -عام : صفة العلن في الاعلام الاسلامي تقررها الآية الكريمة :( ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيّناه للناس في الكتاب ، اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )
فبعد ان تقرر انه اعلام مفروض على المسلمين عامة وعلى فئة منهم بصورة خاصة ، وانه يمثل حقا من حقوق الناس، تكتمل دائرة التصور النظري عن خصائص هذا الاعلام باقرار انه اعلام علني يخاطب المجتمع عامة بصورة معلنة واضحة جلية ولايتخذ من سرية الخطاب وتخصيصه لفئة من الناس صفة له ، واصرار بعض الاديان وبعض الشرائح الارضية على سرية خطابها واقتصاره على اتباعها فقط او ربما فئة خاصة من اتباعها لايوجد في الدين الاسلامي ..
وكذلك يمتاز الاعلام الاسلامي بانه عام يشمل خطابة عامة المجتمع ، ولايعني تخصيص برامج اعلامية معينة لفئة مهنية كالاطباء او عمرية كالاطفال او اجتماعية كالنساء دون الرجال ، الخروج من صفة هذا العموم وانما يدرج مثل هذا العمل ضمن فئة الاعلام المتخصص الذي يهدف الى زيادة الوعي بما يحيط فئة ما واحداث التغيير الايجابي فيها .
كما لايفوتنا التنويه هنا الى ان البرامج الاعلامية الموجهة الى طائفة من المسلمين دون غيرهم تختلف مذهبيا او فكريا او فقهيا عن عموم المسلمين تخرج عن صفة العموم المفروض توفرها في الاعلام الاسلامي فأختلاف الناس في مشاربهم واتجاهاتهم داخل نطاق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وبما لايخالف القواعد العامة للاسلام امر معترف به ويجب العمل على ضوئه بعد ان قرره فقهاء الامة وعلماؤها . فالعمل الاعلامي ضمن هذه الدائرة المذهبية او الفقهية او الفكرية الضيقة لايحقق الفائدة المرجوة من رسالة الاعلام من باب كونه دعوة عامة الى الاسلام عقيدة وشريعة وسلوكا …
اما حين يكون الخطاب الاسلامي لمذهب او فئة من المسلمين موجها لهذه الفئة او المذهب مع تعمد مهاجمة الآراء والمذاهب والفئات الاخرى التي لم تخرج عن شريعة الاسلام او اصوله عامة ، فهي اساءة كبيرة وغض الطرف عنها يقود الامة الى هلاك محتوم ويخرج الاعلام الاسلامي من صفة كونه عاما شاملا موجها للمجتمع الانساني عامة الى اعلام جزئي محدود التأثير ، كما انه يمنح الاعلامي المسلم صفة الهدم لاصفة البناء والتاسيس والابداع المستندة اصلا الى الاحتكام الى القرآن الكريم والسنة النبوية ، وقد امرنا ربنا الجليل الى الرجوع عند حكم القرآن في اية مسألة خلافية والى إتباع سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم وبغير ذلك تختلط الامور وتضيع الخطوط الفاصلة بين الصواب والخطأ .
5- إعلام بلا إكراه : يرتبط هذا الامر بموضوع صفة الشريعة الاسلامية ذاتها في كون إعتناقها لايكون بالاكراه والاجبار، وان المسلم كونه مكلفا بالدعوة الى الاسلام وإيصالها الى مايستطيع وبما يستطيع ولكن يبقى للطرف الآخر - المستقبل - حق الايمان او رفض الايمان وقد رفض بعض سادة قريش الدخول في الاسلام رغم كل محاولات المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لدخولهم فيه بل إنه لم يعدم حتى من اهل بيته او اقاربه من بني هاشم ممن استحبوا الكفر على الايمان وماتوا عليه، وقد اسلمت قبائل كثيرة بسبب إسلام قادتها وزعمائها إتباعا وقناعة لا إكراها او جبارا على ذلك...
قال تعالى : )لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي (( البقرة).
اما المتشدقون بإدعاء ان الاسلام انتشر بالقوة والسيف والإكراه فمردود ه بان المعارك الاولى في الاسلام كبدر واحد والخندق كانت معارك دفاعية عن الدين والوجود وحق الحياة وهو امر مكفول في كل الاديان والشرائع وكذلك غزوات المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) ضد اليهود تفسر من هذا الباب لما شكله هؤلاء من خطر على المسلمين ودولتهم الناشئة آنذاك … ويمثل قبول المصطفى ( عليه الصلاة والسلام ) لصلح الحديبية مع قريش مع مقدرته على رفض ذلك دليلا على منح العقل واستخدام الفكر واتخاذ القرار اهمية خاصة …
لقد كان بإمكان المصطفلى صلى الله عليه و سلم ان يجبر الناس على اعتناق الاسلام عندما فتح مكة منتصرا ظافرا إلا انه لم يفعل بل ترك الناس لمعايشة المسلمين والتمييز بانفسهم بين نور الاسلام وظلام الجاهلية ، وقد فعل مثل ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين فتح القدس ظافرا فترك النصارى على دينهم والكنائس على حالها إقتداءً بالمصطفى صلى الله عليه و سلم… وامثلة كثيرة اخرى في التاريخ الاسلامي ، الامر الذي لم يحدث في حالة انتصار النصارى على المسلمين في الاندلس فقد مارسوا مع المسلمين سياسة القتل والتعذيب والاضطهاد العرقي في مذابح وحشية يندى لها جبين البشرية خجلا …
اما حروب المسلمين مع الامم الاخرى في العراق والشام ومصر وغيرها فقد كانت بهدف إزالة الجبابرة وحكم الطغاة الذين حكروا على شعوبهم امر الاطلاع على الاسلام، والاحتكام الى حق الانسان في تقرير عقيدته ودينه ، من منطلق كون الاسلام ذو دعوة عالمية شاملة لكل الانسانية ، قال تعالى :” إن الدين عند الله الاسلام “ وكون المصطفى (صلى الله عليه وسلم ) خاتم الانبياء والمرسلين يوجب على البشرية جمعاء الاطلاع على امر هذا الدين لاتخاذ القرار الصحيح باعتناقه او عدم اعتناقه تقريرا لحقيقة كون الانسان عاقلا مدركا ، يتحمل هو وحده نتائج خياراته وقناعاته واعماله في الحياة وعلى هذا الاساس قام مبدأ الثواب والعقاب الآلهي في الدنيا والآخرة .
newone_01
23-11-2006, 10:35 PM
دور الإعلام فى الوقاية من الإدمان
للإعلام والتعليم دور هام فى تغيير السلوك الإنسانى وذلك بتغير المعارف والقيم عن طريق المناقشة والإقناع . ويفترض على سبيل المثال ، أنه فى برامج الإعلام ، تؤدي المعرفة إلى تغيير المواقف التى تؤدى بدورها إلى تغييرات سلوكية. ومع ذلك ، فيجب أن نضع فى اعتبارنا أن المعرفة لا تؤدى دوماً لتغييرات فى الموقف، ولا أن تغييرا فى السلوك يعقبه بالضرورة تغييرا فى الموقف.
ولا ينفي هذا نفع الإعلام والتعليم فيما يتعلق بالوقاية من استعمال المخدرات، والواقع، أنه يبين الحاجة إلى رصد وتقييم هذه البرامج على جماهير مختلفة.
وتهدف التدابير الإعلامية فى المحل الأول إلى خلق مشاركة الأفراد والجماعات والمجتمع فى برامج الوقاية وإعادة الاندماج الاجتماعي.
( أ ) التدابير الإعلامية
أن تقدم معلومات عن الاستعمال غير المشروع للمخدرات – وبخاصة عن مخاطر مثل هذا الاستعمال وهو النمط الأكثر شيوعاً فى برنامج الوقاية. وهو يتميز عادة بنهجين : نهج الترويع ، أو التخويف ، والنهج الواقعي.
نهج الترويع أو التخويف.
فلسفته
يؤدي التأكيد والتخويف عن الآثار الضارة للمخدرات وعواقب استعمالها إلى اتخاذ قرار بعدم تجربتها.
أما من يستعملون هذه المخدرات فعلا، فإن هذه المعرفة ستثني عزيمتهم عن الاستعمال أو التجريب اللاحق لمخدرات أشد خطراً.
الأهداف
زيادة معرفة أخطار استعمال المخدرات.
تشجيع المواقف الرافضة تجاه استعمال المخدرات بهدف تقليل احتمال استعمال المخدرات عامة.
الإثناء عن تجريب المخدرات.
2- النهج الواقعي
فلسفته
تؤدي المعرفة الدقيقة والمتوازية بآثار المخدرات والعواقب الاجتماعية والشخصية لاستعمالها إلى اتخاذ قرار إما بعدم استعمال المخدرات ، أو رفض الأنواع الأشد خطراً.
كذلك يتيح الفهم الأفضل لطبيعة الاستعمال غير المشروع للمخدرات، إلى حدوث استجابة أكثر رشداً تجاه المشكلة.
الأهداف
زيادة رد الفعل الرافض تجاه استعمال المخدرات.
زيادة المعرفة والاهتمام بطبيعة ومدى المشاكل المرتبطة بالاستعمال غير المشروع للمخدرات.
تطوير مواقف مناسبة (سلبية ، ولكنها ليست متطرفة) تجاه استعمال المخدرات غير المشروعة.
تصحيح المفاهيم الخاطئة عن استعمال المخدرات ومستعطي المخدرات.
الجمهور المستهدف لكلا النهجين
أن الجمهور المستهدف قد يشمل أى مجموعة فى المجتمع ، وقد يضم ما يلي:
تلاميذ المدارس.
الآباء والمعلمون وغيرهم ممن يحتمل أن يؤثروا على سلوك المجموعات المعرضة للخطر (الشخصيات الهشة).
الأشخاص الذين يتعاملون مع المشاكل المتصلة بذلك (مثل الشرطة والأخصائيين الاجتماعيين).
الأشخاص المسئولون عن وضع السياسة.
تصميم البرنامج
أن محتويات البرامج الإعلامية ، ستحددها خصائص الجمهور المستهدف والمشكلة والمجتمع.
وعلى سبيل المثال يمكن أن يشمل الإعلام:
الوضع القانوني لمخدرات معينة.
آثار مخدرات معينة.
طبيعة ومدى الاستعمال غير المشروع للمخدرات.
الخصائص الاجتماعية والنفسية للأفراد المستعملين للمخدرات.
العلاقة بين استعمال المخدرات والمشاكل الاجتماعية الأخرى.
المشاكل الاجتماعية للاستعمال غير المشروع للمخدرات.
المشاكل البدنية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية للاستعمال غير المشروع للمخدرات والتى يتحملها الفرد.
كيفية الحكم على شخص ما بأنه يستعمل المخدرات غير المشروعة.
طرق التماس المساعدة لمستعملي المخدرات.
المبادرات التى يمكن أن تقلل لأدنى حد من الآثار الضارة للاستعمال غير المشروع للمخدرات.
تنفيذ البرامج الإعلامية
يتحدد تنفيذ البرامج الإعلامية بما يلي :
خصائص الجمهور المستهدف.
الموارد المالية.
الدرجة التى يمكن بها الوصول للجمهور المستهدف والتأثير فيه.
محتويات البرامج الإعلامية.
ويمكن تنفيذ برامج الإعلام باستخدام الوسائل التالية:
الاتصال الشخصي الذى يأخذ شكل مناقشات أو عمل مجموعات من الأشخاص المحتكين بمستعملي المخدرات ، ويجب النص على مشاركة المجتمع ، واستخدام المنشآت القائمة بالمجتمع مثل نوادى الشباب والمدارس.
المواد المطبوعة التى يمكن أن توزع على الجمهور المستهدف ، والتى تركز على الحقائق الأساسية عن استعمال المخدرات والوسائل التى يمكن بها الاستفادة من الخدمات .
الإذاعة والتلفزيون والصحف التى تلعب أدوارا واقعية ومسئولة ..إما فى تبديد المخاوف التى لا أساس لها ، أو تنبيه المجتمع إلى المشكلة.
الأفلام ، والمقالات المطبوعة وحملات الملصقات ، والتى يمكن أن تبث رسائل إعلامية بسيطة وقصيرة.
*****
بعض آثار البرامج الإعلامية
فى حين أن نهج "الترويع" قد يكون مؤثرا مع من يفتقرون إلى المعرفة أو الخبرة بالمخدرات ، فإنه يمكن أيضاً أن يكون غير ذى جدوى مع آخرين.
الدقة أمر أساسي فى أى برنامج 000 أن رسالة بأكملها يمكن أن ترفض ، إذا نشأ اعتقاد بأن جزءا منها غير دقيق . وهناك خطر أن بعض الأفراد سوف يستمرون فى استخدام المخدر تحدياً وسيجدون أن مستعطي المخدرات أشخاص جذابون .
الاتصال الشخصي يسمح بمشاركة أكبر ، لكن المجموعات يجب أن تبقى صغيرة بدرجة تكفل المشاركة النشيطة.
المواد المطبوعة يمكن أن تصل إلى جمهور أكبر وتتيح وقتاً أكبر لفهم محتواها واستيعابه000 ومع ذلك ، فإنه ما لم يدرك الجمهور أن هناك حاجة للمعلومات، فإنه من المرجح أنها لن تقرأ.
وسائل الإعلام الجماهيري التى تستطيع أن تصل لجمهور أكبر- وأن كانت قدرتها محدودة فى معالجة القضايا المعقدة - هى عناصر مساعدة نافعة للبرامج الأخرى.
فى البلاد التى يتعذر فيها الاتصال عن طريق الكلمة المطبوعة بسبب انخفاض معرفة القراءة يتعين متابعة برامج الإعلام لتعدى تأثيرها على جمهور معين إلى كل فئات المجتمع.
الضوابط التي يجب مراعاتها عند مناقشة مشكلة الإدمان
هذه الضوابط هي في تقديري ومن واقع التجارب العملية في مجال الاحتكاك بفئات المرضي المدمنين والشباب الذين هم على حافة هاوية الإدمان وأيضا الشباب الأصحاء وهي :
يجب أن تخفف الجرعات الإعلامية لتصل إلى الشكل المعتدل المطلوب .
يجب أن تسير السياسة الإعلامية بسرعة منتظمة متأنية فيما يعرف بسياسة النفس الطويل ، و لا يجوز تصور أن مشكلة الإدمان هي مشكلة هذه الأيام من تاريخنا المعاصر، و إنما هي مشكلة العصور وأن استمرارها على مدى الأجيال قائم و جائز … فقد تختلف الأساليب و الأنواع التي يتعاطاها المدمن حسب مقتضيات كل عصر ، و لكن شذوذ وانحرافات الشباب هو شيء قائم في كل البلدان و المجتمعات .
ويؤكد ذلك استعراض تاريخ أي شعب من الشعوب في هذا المجال الخاص أو في مجال انحرافات الشباب على وجه العموم .
يجب ألا تكون الحملة الإعلامية مكثفة في فترة زمنية محددة ثم سرعان ما تنطفئ آثارها وتختفي تماما لأن ذلك قد يشكك في جديتها وقيمتها و قد يبعث على الرجوع للإدمان بشكل أكثر وأعمق .
أن تكون مقننة و مستندة إلى الإسلوب العلمي السليم .
أن تبحث المادة الإعلامية جيداً بواسطة المتخصصين قبل وصولها إلى الجمهور وأن يمنع كل من هو غير متخصص في التدخل الإعلامي الذي قد يسيء أكثر مما ينفع .
أن تكون طريقة العرض الإعلامي على شكل واقع ملموس أكثر من عرضها بطريقة النصائح و المحاضرات النظرية البحتة ، وذلك معناه عرض الموضوع في شكل تمثيليات تمس الواقع أو بتقديم نماذج بطريقة غير مباشرة.
أن تصنف الوسائل الإعلامية تبعاً للفئات الموجهة إليهم ، فهناك فرق بين الإعلام الموجه للمتعاطي ، عن الإعلام الموجه للمتاجرين في مواد الإدمان وعن الموجه إلى الوسطاء … أو الموجه إلى الشباب الذين نخشى عليهم من الانحراف.
أن يركز الإعلام على عرض الأضرار ثم يلحق بها مباشرة البديل أو السلوك السليم الذي يحل محل الانحراف .
أن يركز الإعلام على ما يجب أن يفعله الشباب من إيجابيات و ما هي مجالات العمل و ممارسة الأنشطة و الهوايات لمواجهة الفراغ و مشاكله التي تؤدي به إلى الضياع و الانحراف .
أن تتوافر الثقة الكاملة بين القائمين على الإعلام وبين قطاعات الشباب وأن تكون الصراحة والصدق والأسلوب المباشر هو الهدف الرئيسي للإعلام.
أن نفتح المجالات الإعلامية أمام الشباب للمشاركة وإبداء الرأي و الحوار وكذلك أن يكون ضمن فريق العمل الإعلامي مجموعة من الشباب .
أن تتحد كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في الاسلوب و الخطة والهدف بحيث لا يحدث الانشقاق بينهم مما يزيد من البلبلة الفكرية وفقدان الثقة فيها.
newone_01
23-11-2006, 10:40 PM
دور الاعلام في توعية المجتمع
لوسائل الإعلام في المجتمع الديمقراطي العديد من الوظائف المتميزة. وإحدى هذه الوظائف هي وظيفة الإعلام والتثقيف و التوعية. ولكي يتخذ المواطنون قرارات حكيمة حول سياسة عامة، يجب أن يحصلوا على معلومات صحيحة تصلهم في الوقت المناسب وتكون غير منحازة. ونتيجة لاختلاف الافكار، يحتاج الناس أيضا إلى التمكن من الاطلاع على أكثر من وجهات النظر و الاراء بشأن القضايا الهامة، وعلى وسائل الإعلام ان تقرر ما هي تلك القضايا التي تعتبرها جديرة بتغطيتها وما هي التي لاتستحق الاهتمام بها وتغطيتها. لان هذه القرارات ستؤدي بدورها إلى التأثير في مفهوم الجمهور لماهية القضايا المهمة والقضايا الأهم، و ليس في وسع وسائل الإعلام تغطية أنباء كل حدث وكل شيء، ولكن يصبح لزاما عليها أن تختار القضايا التي تهم و تهتم بالمجتمع . وتستطيع وسائل الإعلام أيضا أن تقوم بدورها ألاكثر فعالية في النقاش العام فباستطاعتها عبر تعليقاتها وتحقيقاتها، أن تعبئ الناس لتأييد سياسات معينة أو اصلاحات تشعر بأنه يجب تطبيقها. ويمكنها كذلك أن تعمل كمنبر للمنظمات والأفراد للتعبير عن آرائهم و ردودهم المختلفة عبر رسائل القراء ونشر المقالات والتعليقات التي تحمل وجهات نظر مختلفة لمختلف شرائح المجتمع. وهناك وظيفة اخرى لوسائل الإعلام وهي العمل كرقيب على الحكومة وغيرها من المؤسسات القوية في المجتمع. وبوسعها الكشف عن الفضائح و الاخطاء و خرق قواعد حقوق الانسان التي ترتكب من قبل الحكومات و، كذلك محاسبة المسؤولين على تصرفاتهم.
وسائل الاعلام في النظام الديمقراطي لا تستطيع ببساطة تجاهل قضايا معينة أو استغلالها كما تشاء. فلوسائل الإعلام المنافسة، كما للحكومة نفسها، الحرية في لفت اهتمام الجمهور إلى ما تعتبره هي القضايا المهمة، وان حرية الكلام هي شريان الحياة لأي نظام ديمقراطي، فالتحاور والنقاش والتصويت، والاجتماع والاحتجاج، والعبادة وضمان العدالة للجميع، كل هذه أمور تعتمد على حرية الكلام و ابداء الرأي
ويعيش المواطنون في النظام الديمقراطي مقتنعين بأنه من خلال التبادل الحر للأفكار والآراء تنتصر في النهاية الحقيقة على الباطل، ويمكن فهم اراء الآخرين بشكل أفضل، وتتحدد في شكل افضل مجالات التفاهم، ويفتح سبيل التقدم، وكلما زاد قدر هذا التبادل كلما كان ذلك أفضل. ويقول الكاتب الأمريكي إي بي وايت "إن الصحافة في بلدنا الحر هي صحافة موثوقة ومفيدة لا بسبب طبيعتها الطيبة بل بسبب تنوعها الكبير، وما دام هناك عدد كبير من أصحاب المؤسسات الصحفية، كل يحاول تبيان ما يراه من حقيقة، تتوفر لنا نحن الشعب فرصة أفضل لمعرفة الحقيقة والخروج من الظلمة.. ففي كثرة العدد سلامة". ختاما ان وجود وسائل إعلام حرة، دلالة على وجود رقابة سليمة على مراكز السلطة والحفاظ على مجتمع حر ومتنوِّر. وعلى الصحفيين في كل مكان ان يؤدوا دورهم الحيوي والذي يتمثّل في تزويد عامة الناس بالمعرفة والمعلومات. لكن عليهم لدى ممارستهم لمهنتهم، أن يُخضعوا عملهم لمعايير نظامية وقانونية، بعيدة عن الاغراض الشخصية و مستندة على الوثائق و الادلة الثبوتية، و بهذه الطريقة فقط يمكن للصحافيين أن يخدموا مجتمعهم بشكل أخلاقي مسؤول وبنّاء.
newone_01
23-11-2006, 10:45 PM
الإعلام الرياضي
الاعلام وعلاقته بالرياضة
الاعلام بشتى انواعه ووسائله يمثل مقياس لتطور او تخلف الشعوب فى العصر الحديث
فالاعلام الحر المستقل النزيه والفاعل بدولة ما مؤشر على تحضر شعبها ووعييه
ويسمى الاعلام بالسلطة الرابعة نظرا لتاثيره وفاعليته
ودوره الهام فى ايصال المعلومة والتاثير فى المتلقى سواء بالسلب او بالايجاب
ويعتبر المشهد الاعلامى العربي بكافة وسائله واختصاصاته مصاب بعدة علل جعلته مسلوب الارادة
فلا تشعر بتاثيره ولا بسلطته الفاعلة بالاضافة لرداءة المحتوى والمادة الاعلامية
والاسباب يطول شرحها اهمها تبعية اغلب وسائل الاعلام للسلطة وهو ما يحد من استقلاليتها
ونزاهتها ومصدقيتها ايضا فهى تكتفى بنقل المعلومة وتتهرب من طرح بعض المواضيع
التى تعتبرها خطوط حمراء وتتهرب من دورها فى تقديمها للمواطن ومناقشتها وتقديم الحلول
ولم يشذ الاعلام الرياضى العربي عن بقية الاختصاصات
من ناحية المحتوى يكفى ان تقرىء صحيفة واحدة لتطلع على كل ما يدور بالساحة الرياضية العربية
ونفس المقالات الرياضية تجدها نفسها اومثلها تماما فى باقى الصحف والمجلات ويقتصر المحتوى
على نقل المعلومة والتحاليل العقيمة دون الاجتهاد لطرح قضايا هامة يمكن ان تنهض بالوضع
الرياضى العربي كذلك يحتكر التلفزيزن الرسمى لاغلب الدول العربية لغة خطاب رياضى ممل يقتصر على نقل بعض
المباريات وتحليل مجريات اللعب وان اجتهد فى طرح بعض القضايا فهو لا يتجاوز بعض النقاط
او الجزئيات العابرة والغير مجدية مثل الاخطاء التحكيمية بينما التطرق لقضايا مثل الرشوة التى
تنخر الميدان الرياضى العربي بمختلف الاقطار مثلا او التجاوزات التى تحصل من طرف رؤساء الاندية من بيع وشراء
للمقابلات فهي تكتفى بغض الطرف وتتهرب من مسؤوليتها كوسيلة اعلام رسمية وطنية
فى طرح ومناقشة القضايا الهامة والعلل التى تجثو فوق الميدان الرياضى العربي واظهار
الحقيقة للمواطن العادى بدون روتوش او ضحك على الذقون.
ولا لايخفى على احد العوامل المهمة التى يمكن ان يلعبها الاعلام الرياضى فى تطوير وتقدم المجال الرياضى
من متابعة وتقييم وطرح اراء والتوجه للطريق القويم بموضوعية لا تخلو من الصدق
وان غابت النزاهة وحضرت المجاملات والمحاباة حاد الاعلام الرياضى عن دوره الريادى فى
تقديم المعلومة الصحيحة للمتلقى من ناحية وتهربه من دوره فى تقديم الحلول ومعالجة المشاكل
ونقدم فى مايلى مثالين يبرز الاول دور الاعلام فى شحذ همم الناشطين فى المجال الرياضى
ودوره فى تقديمه وتطوره ويبرز المثل الثانى الدور السىء الذى يمكن ان يلعبه الاعلام الرياضى اذا اسىء
استعماله واكتفى بالمحاباة والمجاملات وغض الطرف عن تقديم الواقع على حقيقته :
* * *
1) تاكيدا للدور الفعال الذى يمكن ان يلعبه الاعلام الرياضى تجربة الاعلام الفرنسى ابان المنديال حيث لم
يتردد فى طرح موضوعى لكل الفترات والازمات التى مر بها المنتخب قبل المنديال وخلال الدور الاول منه وكان
يهدف لمعاجة الجوانب السلبية ونقد يهدف الى مصلحة الكورة الفرنسية عموما دون السقوط فى فخ
الانتقاد الهدام حيث قال احدى المذعيين ابان فشل فرنسا فى الفوز فى مباراته الثانية
المنتخب الفرنسى يسير بثبات نحو الاخفاق مرة اخرى
ولم تكف جميع وسائل الاعلام الفرنسية بمختلف انواعها من نقد اساليب المدرب الفرنسى وتقاعس بعض اللاعبيين
وتم وصفهم حتى بالتخاذل واتهامهم بعدم الوطنية وكل هذا ساهم فى دفع اللاعبيين الفرنسيين للتالق بشكل لافت
للانتباه بعد المرور للدور الثانى ووصولهم للدور النهائى والدور الاعلامى كبير فى ذلك
2) والمثال الثانى يخص المنتخب الصربى حيث قال احدى المعلقين ابان هزيمة منتخب بلاده ب6 اهداف
امام المنتخب الارجنتينى: لقد زخرفنا كثيرا المنتخب الصربى لدرجة فقد فيه الملامح الحقيقية
واليوم سقط القناع... وكان يقصد بان المجاملات والمحابات والملاطفات التى غطت عن نقائص المنتخب
الصربى اضرت به ولم يقدم الاعلام الرياضى المنتخب الصربى على حقيقته ولم يجتهد فى اظهار عيوبه
ولم ينتقدها ولم يظهره على حقيقته فكانت الصدمة عنيفة.
وما جرنى لطرح هذه الامثلة وابراز الدور الذى لعبه الاعلام الفرنسى فى وصول منتخب بلاده للدور النهائى
والدور السىء الذى لعبه الاعلام الرياضى الصربى تجاه منتخبها مما اوقعه فى كارثة من الحجم الكبير بعد
السمعة الطيبة التى اكتسبها فى الشهور التى سبقت المنديال هو حاجة الرياضة العربية لاعلام رياضى
فى المستوى يقف مع المنتخبات ومع جميع الاندية ويدفع بمصلحة الكرة العربية بعيدا عن المجاملات
التى لم تكن يوما فى صالحنا خاصة وان الاعلام الرياضى يتميز بشعبية كبيرة ويتميز بلغة خطابه الماثرة فى
حيز هام من الشعوب العربية وان الرياضة وبالتحديد كرة القدم اصبحت السغل الشاغل للكبار والصغار
وللرجال والنساء ايضا نحن فى حاجة لاعلام حر مستقل عن اى سلطة ماثرة فيه اعلام يطرح ويتناول القضايا
والاحداث الرياضية التى همها الدفع بعجلة تقدم الرياضة العربية
وكل ما تحتاجه الرياضة العربية الان فى ظل توفر العديد من الامتيازات
مثل التجهيزات الحديثة والاهتمام من قبل السلط والدعم المادى بالاضافة لتوفر المواهب
والاطارات الكفئة اعلام رياضى ناجح يضع مصلحة الرياضة فوق كل اعتبار يخمد انتمائته ويشعل فتيل الحماس
ويكون متزنا فى طرج اراءه ومعالجته ما يراه خطاء بكل جراة وبكل نزاهة حتى نرى المجال الرياضى العربي
مشرقا ويزداد ازدهارا ونرى مشاركات خارجية تشرفنا وترفع من رؤوسنا بفضل اعلامها الرياضى الذى
تابعها وكشف عن عيوبها وطرح حلولا ولم يتخلى عن دوره الهام .
ولا جدال فى دور الاعلام الرياضى فى التاثير على القطاع الرياضى سواء بالسلب او الايجاب اذا تخلى عن
المحاباة والمجاملات وقدم الواقع على حقيقته بدون اقنعة بكل نزاهة ولكن المطلوب فى المرحلة الراهنة من
الاعلام الرياضى العربي مزيد من الجراة فى طرح القضايا والتحلى بالشجاعة فى تناولها ولعل
اهم ما يكبل هذا القطاع عدم استقلاليته وتداخله مع السياسة وتاثره بها
newone_01
23-11-2006, 10:46 PM
الاعلام الرياضي
يعمل الاعلام الرياضي على حث الأندية الرياضية كافة من أجل تفعيل دور الأنشطة فيهاليصبح شاملاً وليس مقتصراً على الجانب الرياضي وحده حيث للجانب الثقافي همية كبيرة في توعية الشباب وكذلك الحال بالنسبة للجانب الاجتماعي وأهميته حتى تؤكد الأندية رسالتها الحقيقية وبأنها مؤسسات تربوية خلقت لتقدم ماهو أفضل وخدمة المجتمع وهكذا يجب ان تكون.
محطتنا في عدد اليوم من داخل النوادي الرياضية و هل من خطط وبرامج تعتزم تنفيذها وكيف؟.
ج : فيما يخص الإجابة عن البرامج والخطط التي تعتزم النوادي تنفيذها.
يمكن القول انها لا تأوى جهداً في التخطيط لتنفيذ العديد من البرامج سواء كانت على الصعيد الرياضي أو الثقافي أو الاجتماعي حيث إنها على قناعة بضرورة وضع البرامج العملية وخاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية وضرورة العمل على إرسائها باعتبارها القاعدة الأساسية والمتمثلة في النشاط الاستثماري باعتباره النشاط الأهم الذي ينبغي الاهتمام به للدفع بالأنشطة الأخرى سواء كانت رياضية أو ثقافية أو اجتماعية للنادي فلقد بدأت منذ مدة بالاهتمام بالمرافق الرياضية والإدارية حيث تم الانتهاء من إنشاء المقرات بالمجهود الذاتى كذلك تم اجراء صيانة لملاعب كرة القدم وكرة اليد والطائرة ناهيك عن قاعات رفع الاثقال التي تحظى باهتمام بالغ للدفع بهذه اللعبة وعناصرها إلى الأمام من قبل روؤساء النوادي.
هناك حالة عقم سائدة داخل الأندية الرياضية نتيجة تركيزها على الجانب الرياضي وإهمالها لجوانب أخرى أساسية وهي الجوانب الثقافية والاجتماعية رغم أن النوادي قد تختلف عن غيرها من هذه الناحية قدر الإمكان . لكن ماهي الوسيلة الفعلية التي يمكن للأندية ان تقوم بها حتى تؤكد حقيقة النادي الرياضي الثقافي الاجتماعي؟.
لكي يتم تحقيق وتأكيد حقيقة النادي الرياضي الثقافي الاجتماعي ينبغي اتخاذ جملة من الاجراءات العملية داخل الأندية وذلك من خلال الاهتمام بكافة الانشطة واجراء المسابقات بشكل مستمر لاقحام أكبر عدد ممكن سواء كان ذلك في الجانب الرياضي أو الجانب الاجتماعي أو الثقافي، فعلى سبيل المثال فإن النوادي عند قيامها بإجراء مسابقات رياضية للوحدات الانتاجية أو المؤسسات التعليمية فلابد لهذا البرنامج أن يتزامن مع برنامج ثقافي سواء كان ذلك بإجراء العديد من المسابقات العلمية من المؤسسات التعليمية أو الإشراف على المعارض المدرسية أو الانتاجية بصفة مباشرة من قبل النوادي.
كذلك يتم الارتباط بالبرامج الاجتماعية فعند الانتهاء من المسابقات الرياضية خلال شهر رمضان المبارك من كل عام وإقامة البرامج الثقافية بالشهر نفسه فإن ذلك يتبعه اعداد برنامج اجتماعى يتمثل في تقديم المساعدات المادية للعائلات المعوزة بمناسبة عيد الفطر وعيد الاضحى.
وبعدم التركيز على النشاط الرياضي وحده والمتمثل في مزاولة كرة القدم بصفة خاصة والتنسيق بين كافة البرامج سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو رياضية يمكن للأندية بذلك من ايجاد وسيلة ناجعة لجعل حقيقة النادي الرياضي الثقافى الاجتماعي ماثلة للعيان.
اغلب الأندية مازالت مقصرة في عدم تطبيقها الحقيقي لمفهوم الرياضة الجماهيرية وتحريض الجماهير على مزاولتها .. فماهي الطريقة المثلى المناسبة لتطبيق فعلي للرياضة الجماهيرية ومن خلال الأندية؟.
ان الطريقة المثلى والمناسبة لتطبيق فعلى للرياضة الجماهيرية من خلال الأندية لايتم ذلك إلا بالاصرار على العمل وبمختلف الاعمار ولكي يتأتى ذلك لابد من عدم التركيز على لعبة كرة القدم بصفة خاصة واعطائها الأولوية داخل الأندية، فكرة القدم لها محبيها ومزاوليها باعتبارها اللعبة الأولى ولكن ذلك لايعط المبرر لاهمال بقية الألعاب الأخرى.
فالسياسة العامة التى انتهجتها الاندية تقوم على أساس النهوض بكافة الألعاب شأنها شأن كرة القدم فعلى سبيل المثال ومن خلال الواقع الملموس والمشاهدة اليومية فقد قامت النوادي بفتح جميع أبواب الرياضة لممارسيها ايمانا منها بضرورة توسيع قاعدة الرياضة الجماهيرية وهذا مايتم مشاهدته كل يوم داخل النوادي الرياضية.
وتأكيداً لما سبق فإن النوادي حرصت منذ مدة طويلة على اقامة التربصات الصيفية كل سنة تحت اشراف نخبة من المدربين المختصين في المجال الرياضي تتخلله المحاضرات الفكرية باشراف الاساتذة المختصين في هذا المجال ايضاً.
كما ان النوادي تقوم بالاشراف على العديد من الفئات الخاصة بمزاولة لعبة كرة القدم حتى وصل عدد هذه الفئات إلى (7) بدءاً بالناشئين وانتهاء بفئة الكبار، أما لعبة الكرة الطائرة فإن النوادي تشرف على أربع فئات لهذه اللعبة وقد تم توفير كافة الامكانيات للرفع من مستوى هذه اللعبة وفتح المجال لممارستها من قبل أكبر عدد ممكن من المزاولين.
كذلك لعبة كرة السلة فلهذه اللعبة عدد (4) أربع فئات تضم عدداً كبيراً من المزاولين حيث تتم تدريباتها بشكل منظم ولها مشاركات ايجابية وفعالة بالمسابقات التى تجري بهذا الشأن.
كذلك لعبة رفع الاثقال التى تستحوذ على اهتمام بالغ من النوادي نظراً لكثرة عدد اللاعبين المزاولين لهذه اللعبة ناهيك عن النتائج الباهرة التى تم تحقيقها في كافة المسابقات التى اجريت من قبل الاتحادات المختصة لهذه اللعبة.
هناك ظاهرة غير حضارية من قبل شريحة من الشباب ممن هم مرتبطين بمتابعة أخبار ومباريات بعض الفرق نراهم يمارسون تصرفات غير مسؤولة وعبر شطحات غريبة وكما حدث في شوارع بعض الولايات عقب المباريات و للقضاء على الظواهر السلبية الناجمة عن قيام شريحة من الشباب بتصرفات غير مسؤولة مرتبطة بمتابعة الفرق الرياضية تجدر الاشارة بأن تلك التصرفات الغريبة نتيجة للفراغ الذي يعانيه الشباب الرياضي بصفة خاصة حيث إن الجمهور الرياضي جمهور مثقف رياضياً وملم بكافة الأحداث الرياضية وبصورة ملفتة للانتباه وبالاخص لمتابعة اخبار لعبة كرة القدم وهذا ما أشاد به العديد من النقاد والمختصين في هذا المجال وعلى مختلف الصعد.
إلا أن عدم انتظام اجراء المسابقات الرياضية محلياً وبشكل منظم من خلال الاتحادات الرياضية للرفع من مستوى البطولةاو الكاس الذي يجد الجمهور متعته في متابعة اخباره وبشكل يومى جعل من تعطل هذا البرنامج مجالاً خصباً لاثارة بعض المشاكل من شريحة من الشباب الذي افتقد هواياته في متابعة أخبار الفرق التى يحرص على تشجيعها وهذا ماجعله عرضة لتتبع أخبار الفرق الرياضية الاوروبية واعطائها جل اهتماماته , كما أنه يجب وضع برنامج فني ومحلي للمنتخب الوطنى لكرة القدم يتسم بالاستمرارية وذلك من خلال الاحتكاك بالمنتخبات الرياضية الأخرى واجراء المباريات الودية معها نظراً لشغف جمهورنا الرياضي وولع بمنتخبه الوطني والشواهد على ذلك كثيرة وهذا مايجعله بمنأى عن الثأثيرات السلبية المؤثرة والمتمثلة في متابعة الفرق الرياضية الأجنبية الأخرى.
كما يجب الاهتمام بالفئات الصغرى لجميع الألعاب بحيث يكون تحت اشراف مدربين مؤهلين لخلق قاعدة عريضة من اللاعبين المميزين لكرة القدم والتى تجد متابعيها من الجمهور الرياضي الذي يتشوق لخلق مثل هذه الفئات.
لكى يتم التآلف بين الروابط الشبابية والأندية الرياضية ينبغى أولاً بناء الروابط الشبابية بالشكل الصحيح والمتمثل في اختيار العناصر الفاعلة والقادرة لاستقطاب الشباب وتوجيههم التوجيه الأمثل لتنفيذ كافة البرامج الايجابية التى تخص الشباب نظراً لان الدور المميز الذي تقوم به الروابط الشبابية هو دور داعم ومكمل للأندية في احتضان الشباب والوقوف على مشاكلهم ومحاولة ازالة كافة العقبات التى تواجههم.
فكافة شرائح الشباب المتواجدين بالأندية هم أعضاء بالروابط الشبابية من المزاولين للأنشطة الرياضية أو المشرفين على البرامج الثقافية أو الاجتماعية , فحتى يتم اكتمال بناء الهياكل الخاصة بالروابط الشبابية فإن التآلف شئ أكيد بينها وبين الأندية لتأدية الرسالة المناطة بها وهي اعداد جيل من الشباب الواعي الفاعل المدرك لحجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه.
أما الدور الحقيقي الذي يجب أن تقوم به روابط المشجعين بالأندية فلابد ان يكون دوراً ايجابياً يتمثل في دعم الأندية مادياً ومعنوياً والوقوف بشكل منتظم على كافة المشاكل اليومية التى تعترض سبيل الأندية وشد أزر النوادي الرياضية بها لايجاد السبل الكفيلة لحل هذه المشاكل ناهيك عن التريض المستمر لكافة شرائح المجتمع لممارسة الرياضة الجماهيرية الفعلية على أرض الواقع من خلال الأندية الرياضية؟
"ما يقرأ في الصحف الرياضية ويسمع عبر الاثير لايعدو عن كونه تعويذة للتبخير او تميمة للتعليق او تسبيحه في ملكوت الرياضة المغبونة والمهضومة حقها يقدمها مشعوذو الرياضة .. بأستثناء القلة الذين نحترم اقلامهم وبرامجهم(بلعيد وبن تاهية وزقطة والوداني والعبار وغيرهم ).. اما الاخرون فأنهم يفتقدون لابجديات اصول التعامل مع الاحداث الرياضيةايجابا وسلبا نتيجة ارتهانهم للانحياز والتعصب الاعمى الذي افقدهم القدرة على التعاطي بصدق وامانة مع الاحداث والوقائع الرياضية . واللجوء الى الموازنات والحسابات التي لاتأتي في محلها مما ترتب عنها الخروج عن دائرة الزمن في سبيل اثبات فعل (كان) الامر الذي لا يمكن الاعلام الرياضي القيام بمهمة التقييم العلمي للمستوى الفني الذي وصلت اليه الفرق المحلية ولا اريد الاستشهاد بأمثلةتوضح ذلك لانها كثيرة ...لكننا سنظل نعمل بالمأثور القائل " كل قط في عين امه غزال " حتى اشعار اخر ... ومدام اعلامنا لازال يتخبط في اسر اصحاب النظرة الضيقة والواقعون في دائرة الفريق الواحد هو السيد وماعداه لاشي تختفي دونه الحقيقة وكل مايتعلق بتطور الرياضة ومحاولة تحسين مستواها معنويا وماديا بين هذا الفريق وذاك الشئ الذي اصبح العائق الرئيسي في تقدم وتطور الرياضة بصفة عامة في بلادنا نتيجة المفاهيم السائده في الوسط الاعلامي الذي انساق وراء تيارات واتجاهات ابعدته عن مجاله.
ومن المعروف ان صحافة الرياضة في جميع بلدان العالم هي ميزان عادل لتقييم المستوى الفني للفرق الرياضية وتعمل على اعطاء كل فريق حقه في الوضع العام والترتيب الذي يسجله لنفسه.. وبالتالي من حق اي فريق يحقق التفوق في تصدر قائمة فئته ان يعامل على اساسها تقديرا لجهوده واحتراما للمسابقة الرسمية التي يشارك فيها..
وما يلاحظ هو العكس تماما فتلك القناة تنقل لفريقها المفضل وتشيد به كلما اتيح لها ذلك وتنقل باربع كاميرات او حتى سته احيانا لوكان فريقها المفضل طرفا في المبارة ... وتلك الصحيفة تشيد بناديها المفضل حتى لو كان يقبع في ذيل الترتيب ...ويأتي هذا التجاهل والجحود من الاعلام الرياضي الذي اصبح يعاني من ازمة التعاطي مع ضوء الشمس (باستثناء برنامج الاسبوع الرياضي) ولازالت باقي البرامج تواصل القبوع خلف اسوار الحقيقة المعتمة.. ونادرا ما تطل براسهاعلى ضوء شمعه خافته عاجزة عن انارة درب الرياضة.
newone_01
23-11-2006, 10:47 PM
دور الاعلام في التسويق الرياضي
إن الحضور الجماهيري للمباريات الرياضية سواء من الملاعب أو من خلال التلفاز أو حتى من خلال وسائل الإعلام الأخرى من صحف وإذاعة وغيرها من وسائل الإعلام دفع بالكثير من رجال الأعمال والشركات التجارية الكبرى للاستفادة من الرياضة.
وللحقيقة فقد قفزت الرياضة قفزات واسعة خلال العقود الأخيرة في مجال الدعاية والتسويق فتنوعت الأساليب وتطورت الوسائل الإعلامية في الرياضة مما كان له الأثر الكبير في المسيرة الرياضية.
لقد وجدت الشركات التجارية أن أفضل وسيلة إعلانية هي من خلال الإعلام الرياضي، حيث وجدت أن ارتباط المنتجات التجارية بالرياضيين المشهورين أو الأندية المشهورة له تأثير أكبر بكثير من الوسائل الإعلامية التقليدية.
فالإعلام الرياضي الصحيح الذي يعطي مساحة للشركات الداعمة أو المسوقة يعطي مصداقية أكبر لتلك الشركات، وكذلك ترسخ في عقول الجماهير لمدة أطول.
وليس أدل على ذلك من شراء الملياردير المصري محمد الفايد صاحب محلات هارودز الشهيرة في لندن غالبية أسهم نادي فولهام وإنفاق أكثر من 50 مليون جنيه استرليني لتحديث منشآته واستقدام أفضل اللاعبين، وهو يعلم بخبرته التجارية الكبيرة أنه قادر خلال سنوات قليلة على الحصول على أضعاف ما دفعه من خلال حقوق النقل التلفزيوني وصفقات الرعاية وإيرادات دخول المباريات بعد إنجاز الملعب الخاص به على ضفاف نهر التايمز، والذي يعد تحفة معمارية.
إن الوسائل الإعلامية المحلية المختلفة لا تزال بعيدة عن تشجيع الشركات الراعية، فهي تتحفظ في كثير من الأحيان عن ذكر الشركات الراعية أو الشركات المسوقة، مما أبعد الكثير من الشركات عن السوق الرياضي وأوقفها عن الدعم للاتحادات والأندية واللاعبين.
إن الإعلام الرياضي المحلي مطالب أكثر من أي وقت مضى بإعطاء الشركات الراعية والمسوقة للرياضة الأردنية مساحة أكبر في أخبارها وتغطيتها للنهوض بالرياضة الأردنية.
newone_01
23-11-2006, 10:53 PM
الإعلام والتعصب الرياضي ( حوارات متفرقة )
يبدو أن التعصب الرياضي أصبح سمةً للكثير من متابعي الـ (كُرة) لأنها تحظى بالاهتمام الأكثر على مستوى الرياضات جميعها دون منازع. لا يمر يوم أو تمر صحيفة يخلو أو تخلو من تصاريح نارية تشير بشكل أو بآخر إلى حالة مرضية لا تعني الانتماء بالتأكيد بقدر ما تشير إلى أن العقلية الرياضية لا زالت (أسيرة) لنمط غريب من الحب! زادت في حدة ذلك مدرجات الكرة وما تحفل به من شخصيات أشبه بالشخصيات الكارتونية في طريقة تعبيرها عن انتمائها لنادٍ أو لآخر. اتهامات توزّع في حالات الفوز أو الخسارة، وفي حالات وجود (منافس) يتحول إلى ضدٍ، وإلى ضدٍ كريه أحياناً بالنسبة لطرف آخر. أشكال من الممارسات الكلامية والجسدية والانفعالات التي تنعكس في شواهد كثيرة على الثقافة وعلى المجتمع، يساعدها في ذلك (متعصبون) قدماء بأبوة منقطعة النظير في إدارة الجماهير. لنقرأ آراء أصدقاء منتدى الهاتف حول التعصب الرياضي:
التعليم الفني!
محمد بن عبد العزيز اليحيى: من الجيد أن يطرح مثل هذا الموضوع الهام الذي يتطرق للتعصب الرياضي، هذا الداء الفتاك الذي وصل بضعاف العقول إلى أن ينعكس على تعاملهم مع زملائهم ومع أهلهم ووصول مشاحنات وعداوات قد تمتد إلى المشاكسات والتكسير.
كما أنها قد أفسدت عدداً من البيوت باختلاف ميول الزوجين، سواء على المستوى المحلي أو العربي.
التعصب الرياضي ظاهرة خطيرة تحتاج إلى تكاتف وتعاون الجميع بدءًا من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والمؤسسات التربوية والتعليمية، ونخص المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وقطاع التعليم العام والجامعات السعودية والرئاسة العامة لتعليم البنات، نظراً لوصول داء التعصب حتى لداخل مدارس البنات، لكي نوقف أو على الأقل نحد من ظاهرة التعصب الخطيرة. فيجب أن تسهم الجهات الرسمية والقنوات الإعلامية المحلية من أجهزة مرئية أو مسموعة أو مقروءة في هذا الأمر بحيث يكون هناك نبذ للتعصب خاصة في جانب الصحف، التي تجسد هذه الظاهرة لدرجة أن البعض منها ترفض أن ينضم إليها محرر صحفي إذا كان لا يوافق ميول الصحيفة أو المشرف على القسم الرياضي فيها، دون النظر إلى خبرة أو مقدرات، بل المعيار الأساسي هو الميول، مما يُنتِج أقلاماً صحفية ضعيفة الخبرة والثقافة، السبب الذي يزيد من حدة التعصب.
فالمفترض لكي نحد من التعصب أن تقوم الأجهزة الإعلامية بنشر كل ما يهم الأندية على اختلافها بشكل متساوٍ من حيث المساحة المعطاة والمتابعة، كذلك عندما تكون هناك احتفالية بالفريق الذي يحقق بطولة محلية أو خليجية أو عربية يجب أن يعطى الفريق الفائز ما أُعطي الفريق الذي حققها قبله.
كما يجب أن يراقب مدرس مادة التربية الرياضية في المدارس والمعاهد والجامعات، لأن بعضهم يفرض على الطلاب ارتداء زي ناديه المفضل أو يحاول دفعهم إلى تشجيعه.
عناوين ساخنة
محمد عبد الله العولبي: دور الإعلام مهم جداً في إثارة التعصب الرياضي أو الحد منه، ومن أسباب التعصب الرياضي العناوين الساخنة في بعض الصحف وخاصة الرياضية منها، فهي تزيد من مشاعر التعصب الرياضي.
كما أن الدوافع النفسية من اللاعبين والإداريين والمعلقين تثير الجماهير المتابعة للرياضة وتزيد من حدة التعصب لديها.
سمة أزلية
سليمان أحمد الذويخ: لا يمكن بحال من الأحوال القضاء على التعصب الرياضي، إلا في حالة واحدة وهي إلغاء الرياضة نفسها، وعندها لن يتم القضاء على التعصب وإنما سيتحول إلى مجال آخر.. فالتعصب سمة أزلية ملازمة للإنسان سواء لمجتمع أو لقبيلة أو حتى لفكرة معينة، وما أكثر ما نرى التعصب حتى خارج الرياضة وبأشكال مختلفة منها مصادرة رأي الطرف الآخر.
ومع أن التعصب الرياضي كان واضحاً في الفترة الماضية عندما كانت الرياضة تشكل أهمية بالنسبة للشباب، ولم يكن هناك أمور أخرى لإشباع طاقتهم الفكرية والجسدية إلا بالانتماء والولاء لنادٍ معين يفرز به تلك الطاقات. أما الآن فالوضع بالنسبة للرياضة أصبح أخف وذلك بسبب التحول إلى اهتمامات أخرى من تعصب فكري وغيره، ولا تجد بقايا التعصب بشكله الحاد إلا في فئة كبار السن.
الخطأ والصواب
أبو عبد الله: التعصب الرياضي كان ظاهرة متفشية في المجتمع ولكنها خفت بدرجة كبيرة جداً ولله الحمد، ما عدا بعض الحالات الشاذة، وذلك لانتشار الوعي بين الرياضيين، وفي العموم ما أردت الإشارة إليه هو أن الوعي ازداد في أوساط المجتمع بشكل كبير وأصبح الناس يميزون بين الخطأ والصواب، وحتى نسعى للقضاء أكثر على التعصب الرياضي لابد من زيادة جرعات الثقافة والوعي الرياضي والوصول لحقيقة أن الرياضة عموماً لم توجد من أجل التعصب، وإنما من أجل الفائدة وقضاء الأوقات واستثمارها فيما يفيد النفس والروح والمساعدة على تهذيبها.
وكما أن في الرياضة فوزاً فهناك خسارة، أيضاً فلابد من تقبل الخسارة مثلما نتقبل النصر، وذلك من خلال تهيئة النفس على تقبل الأمرين بكل هدوء وطمأنينة، ولنساهم بذلك في انتشار ما يسمى بالروح الرياضية التي تنادي بسمو الأخلاق ونشر المحبة والخير بين الناس، ولا يجب أن ننسى أن الرياضيين هم جزء من المجتمع.
الجدار الفاصل
عواطف: فطر الله الإنسان على أن تكون له ميول محددة، وربما لا يملك الشخص أن يغير ميوله، فتتجه ميول شخص مثلاً لتشجيع نادٍ رياضي من دون أن يعلم لماذا، وهذه أشياء فطرية حتمية.
لكن البعض لا يغمض له جفن حينما يُهزم فريقه بينما يضحك وهو يشاهد مناظر الدماء المتدفقة من الشعوب الإسلامية، لابد أن نضع القضايا الإسلامية نصب أعيننا، ونبدأ بالأهم فالمهم، لأن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
فيجب أن نهتم بقضية الجدار الفاصل أكثر من قضية لماذا لم يعد الهداف الفلاني يسجل أهدافاً!.
كذلك بعض وسائل الإعلام زادت من مشكلة التعصب الرياضي، فهي أحياناً تكتب كلاماً جارحاً عن بعض الأندية مما يولد لدى البعض كره الأندية الأخرى، وهذا نقد هدام وليس بناء.
تدنٍ رياضي!
هلا عبد العزيز: كان بالإمكان قبل ثلاث أو أربع سنوات أن نطرح هذا الموضوع، لكن الآن لا نستطيع أن نطرحه، لأن مستوى الرياضة السعودية أساساً متدنٍ، ولا يوجد تعصب داخلي، إن أردت أن تقول تعصباً للرياضة الخارجية فهو ليس تعصباً بالمعنى المفهوم، وإنما هو مجرد مشاهدة وتفضيل للدوري الإنجليزي أو الإيطالي.
إساءة للرياضة
حسن حمد موسى المقبول: بداية يجب أن نؤمن بفكرة أن الرياضة بشتى أنواعها تعتبر هواية وفناً، لذلك يجب علينا احترامها وعدم الإساءة لها، وهذا ما يحصل الآن من سوء ممارسة لمفهوم التشجيع، فمن الواجب توعية المجتمع وتوجيهه نحو تحقيق المعنى الحقيقي لمفهوم الرياضة ومعنى أن تكون ذا روح رياضية.
العقل الرياضي
عبد الله إبراهيم الفوزان: يجب أن يحكم الفرد من عقله قبل عاطفته، فالعاطفة أحياناً هي التي تؤدي للتعصب، وعندما يحكم الإنسان عقله يمكنه أن يروِّض نفسه وأن يلتزم بقبول الواقع ومسايرته، ولكن العاطفة تقود للتصرف غير المسؤول، وربما يصاب الشخص باكتئاب أو قد يقف مواقف سيئة مع زملائه أو مشجعي الفريق المقابل، لك يمكن أن يروض الإنسان نفسه في التعامل بعقلانية مع ميوله الرياضي، حتى لو تصرف الآخرون وفق عواطفهم يمكنك أن تكون هادئاً وتقبل ما يصدر عنهم بروح عالية مما يدفعهم إلى إعادة التفكير في مواقفهم نفسها.
كبار الرياضيين
سهير مبارك البدير: اصطدامات وهجوم ونقاش قد يصل إلى العراك، صداقة تتحول إلى عداوة، وغير ذلك.. كل هذا لأن فريقاً ما خسر وآخر انتصر، هذه المقدمة لا تعني أنني لست من المتعصبين، رغم عدم رضاي عن نفسي، أما أسباب غليان التعصب فهي تصرفات كبار الرياضيين.
كيف نلوم مشجعاً وهناك من يدعمه ويقتدي به، هذا رئيس وذاك نائبه من رعاة التعصب المخفي؟!
وعندي ملاحظة قد تكون خاطئة، وقد تكون فيها نسبة ضئيلة من الصواب، ما أراه من قلة الجمهور في الملاعب بعد الكثير من الأسباب قد يكون قلة التعصب، إلا أن هناك شيئاً من الحقيقة في هذا التوقع، فما أراه حالياً أن الجمهور عندما ابتعد عن التشجيع القريب من التعصب ابتعد الكثير من الشباب من متابعة المباريات والمنافسات الرياضية.
القيم والعادات
سليمان حمود: أرى أن التعصب الرياضي ليس بذلك الحجم، بل ربما يكون من الضرورة أن يكون للشاب ميول رياضية وانتماء لفريق يشجعه بدلاً من التفحيط وغيره من الممارسات الضارة، وليس بالضرورة أن تصل لمرحلة التعصب، وألا يكون الأمر مخالفاً للقيم والعادات والتقاليد.
ابتكار أجيال
محمد بن عبد الله الداوود: برأيي لا وجود في الأصل للتعصب الرياضي وإنما هو من ابتكار الأجيال الحديثة، وليس هناك في الدول المتقدمة من التعصب الرياضي الشيء الكثير خاصة بين طبقات المثقفين والعارفين.
ففي أمريكا مثلاً نجد أن الناس لا يهتمون بالنواحي الرياضية كثيراً، فأين هي من البطولات الدولية؟
فالتعصب ممقوت وهو إضاعة للوقت فيما لا فائدة منه، والتشجيع للرياضة هو ترويح عن النفس، وليس إثقالاً لكاهل الفرد وزيادة هم ونصب وتفكير. فالمشاحنات والردود والمساجلات على النطاق العام، أو الخلاف بين الأفراد في البيت الواحد أو في المجلس الواحد أمور يجب أن نبتعد عنها، وأن نركز على ما يفيدنا ويفيد مجتمعنا.
أنظمة رياضية
علي المجحدي: الرياضة تهم قطاعاً كبيراً من فئات المجتمع، والتعصب في حد ذاته أمر غير جيد سواء كان في الرياضة أو في أي مجال آخر، وأعتقد أنني أستطيع أن أسميه بدون تحفظ فيروساً يهدم الرياضة.
والتعصب له مسببات، وبحكم التصاقي كمشجع بالمجال الرياضي وكمتابع لهذا النشاط أرى أن من أسبابه أولاً الأنظمة وعدم تطبيقها على الجميع لأن الرياضة مجال حيوي، فالرياضة كالفروسية مثلاً ينبغي ألا يحصل على المشاركة فيها صاحب الجاه أو صاحب المال فقط، بل يجب أن يكون المجال متاحاً لصاحب المجهود الذي يمكنه من المشاركة وإثبات جديته ومقدرته. فأنظمة الجهات المشرفة على الرياضة لا تتيح المجال للكل للمشاركة في الأنشطة الرياضية. وفي حين أن الرياضة عندنا تقفز قفزات كبيرة تجد أن الأنظمة (مكانك سر)، فعندما تجد لائحة تخص لعبة معينة تشعر أن تطبيقها يتم وفق نظرات محددة وأنها تطبق على هذا من اللاعبين ويستثنى منها ذاك.
ويجب أن تطبق اللوائح الموجودة على الجميع دون استثناء حتى يعلم كل من يمارس الرياضة أنه خاضع للنظام وأنه إذا أخطأ سيعاقب كما أنه يثاب إذا أصاب.
ثانياً من الأسباب الداعية للتعصب عدم وجود الشفافية الكاملة في التعامل مع الأحداث. وثالثاً التعامل بمكاييل مختلفة بين جهة وأخرى ومنطقة وأخرى، فبعض المناطق تجد أن لها مميزات محددة، فالبطولات والألعاب تقام في الرياض أو جدة مثلاً، ونادراً ما تقام بطولات في أماكن أخرى. فلماذا لا نوزع البطولات على المناطق أو حتى المباريات في البطولة الواحدة وخاصة الألعاب الأخرى غير كرة القدم مثل السلة والطائرة.
وهناك عامل آخر يشجع التعصب ويزيد منه وهو الإعلام، وخاصة الإعلام الرياضي فيجب أن يكون هناك التزام في الإعلام، ولا أحب أن أتحدث عن صحيفة معينة أو جهاز بعينه، ولكن هناك مقياساً يجب أن يلتزم به الجميع، نعم الصحفي إنسان وله ميول يجب ألا نحرمه منها لكن المطلوب منه احترام جمهور الفرق الأخرى مثلاً، وعدم الإساءة والتجريح للجهات التي لا يشجعها الصحفي أو لا يميل إليها.
وأخيراً الأندية الرياضية أيضاً لها إسهام في إثارة التعصب من حيث تصريحات الإدارات والأعضاء واللاعبين والتصرف في حالة الهزيمة أو في حالة الانتصار. وعموماً ليس عيباً أن يحب الشخص فريقاً أو نادياً وأن يطمح الشخص لفوز فريقه وتطوره، لكن المرفوض هو التعصب الأعمى وعدم تقبل الآخر.
شريان الحوار
أبو حسام المذهم: التعصب الرياضي يتم ترويضه بإلغاء المشاحنات من الصحافة بشكل عام، ومن الصحف والمجلات الرياضية بصفة خاصة لأنها تؤدي إلى مخرجات سلبية تفسد الوسط الرياضي ذاته والوسط المتابع الذي يترجم الخلافات البسيطة إلى مشكلات كبيرة ومؤثرة. والذي زاد الهوة هو الزخم الإعلامي المخرج لتلك الخلافات بالوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة.
ويفضل أن تكون الصحافة الرياضية فقط للأخبار والنتائج وأن تكون في منأى عن الخلافات، وكفانا خلافات حتى في الوسط الرياضي. ومن المفترض أن يعيش الرياضيون من رؤساء أندية ولاعبين وحكام بروح رياضية عالية متميزة في تعاملها وأخلاقها وأتمنى أن يكون الحوار شرياناً للتعامل الرياضي لنحقق أهدافاً سامية تربوية وخلقية نتاجها يظهر على المتابع ذاته ومن يعيش الرياضة على حد سواء.
تصرفات اللاعبين
سلطان إبراهيم السعيد: إذا تحدثنا عن التعصب في محيط اللاعبين مثلاً فيمكننا أن نقترح التحاور مع اللاعبين الذين يتصرفون بتعصب وبأفق ضيق من خلال التصرفات وردود الفعل التي تصدر منهم بسبب تصرف الجمهور في أرض الملاعب خاصة جمهور الفريق الخصم. فتصرفات اللاعبين والإداريين عقب المباريات أو أثناءها هي التي تثير التعصب بين الجماهير وتؤدي إلى حدوث مشاكل وخلافات تظهر على الصحف وفي المجالس العامة والخاصة.
... بالقوّة
ةسارة القحطاني: أنا من رأيي أن التعصب الرياضي كالتعصب في أي مجال آخر، فهو يقوم على أساس الثقافة والعقلية هل هي متخلفة أم متحضرة!. ومن الصعب ترويض التعصب الرياضي، فالحل يملكه المتعصب نفسه، فهو يملك القدرة على التحكم في أعصابه والتمسك برأيه دون التعدي على الرأي الآخر وافتعال المشاكل.
ومن غير المعقول أن تجبر الآخر على أن يحيد عن رأيه ويقتنع برأيك بالقوة، فالإنسان المثقف صاحب العقلية المتحضرة هو الذي يشجع فريقه دون تعصب، فإذا كان الفوز حليفه سيبقى في ضمن الحدود ولا يتسبب في إيلام مشاعر الآخرين، أما إذا خسر فالقادمات أكثر وعليه أن يتقبل الهزيمة بروح رياضية ويهنئ أصدقاءه من مشجعي الفريق الآخر. حيث لا يستدعي الأمر أن يقيم الدنيا ولا يقعدها سواء كان فريقه فائزاً أو خاسراً.
مرفوض!
أحمد علي طارقي: التعصب أمر مرفوض، والوضع في بيئة المتعصبين لبعض الأندية الرياضية عندنا قريب من الحرب، ولا يخفى ما يحدث بين من يشجعون الهلال ومن يشجعون النصر مثلاً، أو الأهلي والاتحاد.
فالبعد عن هذه النظرة البعيدة عن الطبيعة وبعيدة عن الواقع ليست محمودة، خاصة وأن الرياضة ليست مجالاً للتشجيع والتعصب بل هي ممارسة مفيدة للإنسان، وهناك ما يجب أن يلفت اهتمامات الناس أكثر من التشجيع والتعصب وخاصة في وقتنا الحالي.
خطورة وحلول
جاسم عبد الله العتيبي: هذه ظاهرة يمكن علاجها بعدة طرق.. أولاً طرح النقاش في هذا الموضوع بكثرة ودراسة الحلول الممكنة وتطبيقها، ثانياً القيام بعقد ندوات ولقاءات مخصصة لهذا الموضوع لتنوير الجمهور واستقطاب أنواع من الأشخاص الذين يعرفون بالتعصب ومحاورتهم وسؤالهم ماذا استفادوا من التعصب؛ حتى يستفيد الشباب من تجربة من سبقوهم، ولكي يعرفوا ألا فائدة من التعصب غير إثارة البلبلة والحساسيات بين الناس.
والموضوع خطير بالفعل، والإعلام له دور كبير في هذا الأمر، فأحياناً بعد المباريات يؤدي التعصب إلى حدوث مشاكل ومشاجرات فعلية، فينبغي تربية النشء على نبذ فكرة التعصب المنبوذ أصلاً في كل الأمور سيما الرياضة التي ينبغي أن ترسخ فكرة التعاون مع الآخر.
الخداع والغش
سامي عبد العزيز البليهد: لا شك أن التعصب الرياضي سبب قوي لكثير من المشاكل، وأول تلك المشاكل ترك قيم وتقاليد الإسلام، ولن تتقدم دولة في الرياضة طالما تشهد تعصباً أعمى، فالتعصب يؤدي إلى الخداع والغش في كثير من الألعاب وبالتالي القضاء على الرياضة والرياضيين.
وكيفية التخلص من هذا الداء، هو وضع عقوبات صارمة لمن يرتكب أخطاء ناتجة عن التعصب الرياضي الأعمى، وإذا لم يرتدع المخطئ يجب إبعاده عن هذا المجال.
ونصيحتي للمتعصبين بترك التعصب، فكم ذهبت من أرواح، وكم أصيب الناس بأمراض مثل الضغط وأمراض القلب والشرايين بسبب التعصب.
قيم وأخلاق
صالح عبد الله: الرياضة أمر محمود وطيب ومفيد في حياة الإنسان، ولعلنا نلحظ أن ديننا الإسلامي أوصى بالرياضة مثل المشي الذي لازال الطب يعطينا منافعه وفوائده العظيمة حتى اليوم، وربما يكتشف من فوائده أكثر وأكثر في المستقبل، وهذا دليل واضح على أن الرياضة مهمة في حياة المسلم.
هذا فيما يخص الممارسة الشخصية للرياضة، أو الميول والتشجيع، فنقول عنه لا بأس إذا كان هذا يحدث بشكل مضبوط بقيم وآداب، ولا تشجيع في أوقات الصلاة ولا في أوقات العمل إلى غير ذلك، فالتشجيع راحة وانسجام وتغيير، لكن الأمر المحزن تلك الأخطار التي تنتج عن التعصب بين شبابنا، فهذا يطلِّق زوجته لأنها غير مشجعة لناديه وغير مائلة له، وهذا يقاطع أخيه من أمه وأبيه ولا يكلمه لأنه يشجع فريقاً آخر، فنحن أمة واحدة لا يجب أن تفرق بيننا أمور جانبية وغير ذات أهمية ولا فائدة.
بل بهذه الطريقة تصبح الرياضة تفاهة وخروجاً عن الصواب، ويجب أن نرجع إلى ديننا وقيمنا وهو أسلم الطرق لترويض التعصب، فديننا يرفض الغضاضة والمقاطعة والمشاحنة، وهذا أقرب الطرق للابتعاد عن التعصب.
شعور زائد
رغد عبد الرحمن: التعصب أو الشعور الزائد بالانتماء لأحد الأندية ليس سيئاً إذا كان في حدود، وإذا كانت الأندية تستحق ذلك، لكن إذا تعدى التعصب الحدود وأصبح تعصباً أعمى فيصبح الأمر خطراً، خاصة أنني قرأت قبل فترة عن أخ يقتل شقيقه بعد إحدى المباريات المحلية.
فيجب التقليل من تناول الشئون الرياضية في الصحف وأجهزة الإعلام بالطريقة التي تثير التعصب وتؤججه بين الجماهير، والسعي لتثبيت وجهة نظر مغايرة لذلك تركز على نبذ التعصب والتفكير في الرياضة على أنها منافسات شريفة.
جنون البقر!
علي عبد الله السهمي: التعصب الرياضي أشبه بجنون البقر الذي يصيب الجماهير الرياضية، فالمصابون بالتعصب الرياضي لا يمكنهم تقبل أي آراء ولا تقبل النقد الصحيح، فيعتبرونه قذفاً وتشويهاً لسمعة ناديهم.
ولا يمكن ترويض التعصب إلا بتبني النقد الهادف، ومنع المتعصبين من تبادل الشتائم عبر القنوات الإعلامية المختلفة، وتوجيههم إلى خدمة النادي الذي يشجعونه بدلاً من الدفاع عنه بالحق وبالباطل.
إعلام ورؤساء
سامي العتيبي: أتوقع أن التصاريح اللاذعة التي يصدرها رؤساء الأندية وتنشرها الوسائل الإعلامية هي السبب الرئيسي للتعصب.
كما أن بعض الصحف للأسف تميل إلى أحد الأندية مما يجعلها غير منصفة في تناولها لما يخص الأندية الأخرى، مما يزيد من وتيرة التعصب الرياضي.
آباء التعصب
محمد عبد الله الصويغ: نرى أغلبية المشجعين من المتعصبين عندما يخسر فريقهم يجعلون اللوم على المدرب وعلى اللاعبين، فما ذنبهم؟! لأنهم بشرٌ مثلهم، وكرة القدم لابد أن يكون فيها فائز أو خاسر، أو يكون فيها تعادل في النتيجة، ولكن المشجع المتعصب دائماً لا يقتنع بمستوى الفريق، بل يريد الفوز لفريقه وبشكل مستمر، ولكن الفوز من الصعب أن يتحقق على الدوام.
ومن ناحية أخرى نرى فئات من المشجعين المتعصبين عندما يحضر المباراة في الملعب عندما يفوز فريقه يقوم بإلقاء بعض العبارات الاستفزازية للآخر، وهنا لا يحتمل المشجع المتعصب للفريق الآخر هذه العبارات الموجهة له، ويحدث الشجار، والبعض الآخر من هؤلاء المشجعين المتعصبين نراهم يجعلون منازلهم كالأندية تماماً لا تختلف عنها في أي شيء، وليت هؤلاء من المراهقين أو من الشبان، بل المصيبة أنهم من الآباء، فإذا كان الأب متعصباً فكيف لا يتأثر أبناؤه ويصبحون متعصبين مثله، ودمتم سالمين من هؤلاء المتعصبين.
ضبّاط التصريحات
ماجدة: المنافسة الشريفة مطلوبة في ملاعبنا، ولكن مع زيادة المنافسة لا يخلو الأمر من وجود التعصب، ومن أسبابه التفرقة بين الأندية، ولم يقتصر الأمر على التفرقة بين نادٍ صغير ونادٍ كبير، ولكن وصل الأمر إلى التفرقة بين الأندية الكبيرة نفسها، والأمر الآخر هو انحياز التحكيم بشكل واضح لنادٍ واحد، ومع ذلك يخرج في الموسم ببطولة أو اثنتين، ومن المفترض أن يحرزها كلها بسبب ذلك التدليل، كما أن أجهزة الإعلام تلعب دوراً أساسياً في تشجيع التعصب بانحيازها لهذا النادي أو ذاك وتبني كل ما يصدر عنه والدفاع عنه باستمرار، والتعامل مع الأندية الأخرى وكأنها ليست أندية سعودية.
كذلك يأتي دور رؤساء الأندية وإدارييها الذين تخرج تصريحاتهم عبر أجهزة الإعلام دون ضوابط مؤججة للخلافات.
تصريحات متعصبة
حورية عبد الرحمن السبيعي: ليس التعصب الذي يحتاج للترويض، وإنما بعض المسؤولين في الأندية هم الذين يجب تحجيم تصرفاتهم وتصريحاتهم، فهم الذين ينشرون بذور التعصب بين جماهيرهم وبالتالي ينتقل هذا التعصب إلى باقي جماهير الأندية.
على سبيل المثال رئيس أحد الأندية إذا أراد أن يمتص غضب جماهيره بعد كل خسارة مذلة أو تعادل مخجل أو حتى فوز بشق الأنفس، ما عليه إلا أن يطلق العنان للسانه في القنوات الفضائية ليسب هذا ويقلل من شأن ذاك.
وهنا نطالب سمو الرئيس العام لرعاية الشباب أن يكون هناك قرار بمنع مثل هذه التصريحات، وإيقاف من يصرح بهذه التصريحات.
إداريون ولاعبون
إبراهيم محمد مشوح العنزي: التعصب آفة تنخر في جسم الرياضة وتلغي الروح الرياضية التي يفترض سريانها بين كافة الفئات الرياضية، وتثير العداوة والبغضاء بين الرياضيين من لاعبين وإداريين وجماهير.
والتعصب الرياضي ظاهرة سيئة منتشرة في كل مجتمع وفي اعتقادي يمكن التخفيف من حدتها بعدة طرق، أهمها الإعلام ودوره الكبير والأساسي في محاربة التعصب ونشر الوعي بين فئات المجتمع، وثانياً دور الأندية من حيث عدم الأخذ بمبدأ التصريحات التي تستهدف الفريق المنافس، أو من حيث الشماتة في الفريق المنافس بعد الفوز عليه، أو من حيث ترصد أخطاء المنافس والتخريب عليه، كذلك دور الإداريين واللاعبين بعدم إثارة المنافس والتنديد به عبر الحوارات والتصريحات الصحفية، والتمسك بذوق وأخلاق الرياضة.
وهناك دور هام للجماهير بعدم الإساءة لأي فريق أو لأي لاعب، والنظر إلى المنافسة الرياضية باعتبارها منافسة شريفة، ولابد فيها من فائز أو خاسر.
أخبار كاذبة
إيمان: التعصب داء انتشر في وسطنا الرياضي بشكل مخيف لدرجة أنه قد يؤثر على المنتخب الوطني.
وأعتقد أن السبب الرئيسي في التعصب الرياضي يعود للإعلام بما يبثه من أخبار كاذبة الغرض منها فقط نشر التعصب، ولو فكّر كل مشجع بناديه وانفرد به وانتقده دون التعرض بالإساءة للنادي الآخر لكنا تمتعنا بوسط رياضي مثالي.
ترويض
سليمان صالح الخلف: يمكن ترويض التعصب الرياضي بكثير من الطرق، منها التوعية المستمرة من قبل أجهزة الإعلام وتبيين عدم فائدة التعصب، وابتعادها هي نفسها عن هذا الطريق.
يوميات
يوسف العبود: أرى ألا يكون هناك صفحة يومية تتحدث عن الأخبار الرياضية في الصحف، فبدلاً أن تكون يومياً يمكن أن تكون مرة أو مرتين في الأسبوع، مع التقليل من التحليل الزائد للمنافسات الرياضية، فهناك مبالغة كثيرة في التحليل الرياضي.
إثارة
سلطان مقبل حمود الخضيري: تقريباً.. التصريحات الصادرة من رؤساء الأندية في الصحف هي التي تزيد من حدة التعصب بين جماهير الأندية، كذلك المقالات والتحليلات الصحفية المثيرة.
مصيبة!
أحمد عبد الله محمد: التعصب الرياضي مصيبة كبيرة في مجتمعنا الحاضر، وليس لها علاج حسبما أرى.
قواعد
محمد إبراهيم الرميزان: يمكن تخفيف حدة التعصب الرياضي بفهم القواعد الأساسية للرياضة نفسها، ونشر الروح الرياضية بين الجماهير والممارسين في المنافسات الرياضية.
كما يجب تفادي الارتباك والخوف من تعليقات الصحافة بالنسبة للاعبين.
فهم الفائدة
عبد العزيز عبد الله: إذا أردنا ترويض التعصب الرياضي يجب أن نعي أن الرياضة جعلت للفائدة والتسلية وقضاء وقت الفراغ والمنافسة الشريفة، وهذا يعني أنها لا تستوجب هذا التعصب الذي نشاهده الآن.
خاتمة
ولا يزال الاستفسار قائماً..
ولا نزال نسأل المتخصصين:
كيف يمكن أن نقوّم من حال فوضانا؟
كيف يمكن أن نشجّع باستمرار على استمرار الرياضة والمنافسة لا النزول ولا النزوح إلى ما يشبه الهمجية في رفض التنافس ورمي الآخر بالتهم ومحاولة البقاء في الميدان (وحدنا)!
الرياضة ليست شعاراً واحداً
الرياضة ثقافة وحضارة متى ما تنبهت المؤسسات المعنية بأن هناك خللاً في بنية وعي الجماهير.
newone_01
23-11-2006, 11:02 PM
حوارات واراء قد يفيد في عملية البحث
حوارات واراء (http://www.arriy.com/ListMajlis.asp?NewsID=218)
newone_01
23-11-2006, 11:04 PM
هذا الي قدرت عليه في هذا اليوم
ولو في عناصر معينة في البحث ياليت تنزلينها من شان اقدر ابحث عنه
اعتذر عن التقصير
تمنياتي لك بدوام الصحة والعافية والتوفيق
تقبلي خالص تحياتي
newone_01
لمياء الديوان
25-11-2006, 06:10 AM
مشكور اخوي والله انك ما قصرت يعطيك العافيه
معلومات مفيده جعلها الله في ميزان حسناتك
لمياء الديوان
محمد محمود
25-11-2006, 12:18 PM
]~*¤[c]ôمشكور أنا استفدت كثيرا من عذا البحث وياليت تعطينا موقع فيه بور بوينت
عن الإعلام السلبي والإعلام الإيجابي¤*~[/color]
Powered by vBulletin® Version 4.2.6 by vBS Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir