المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وأمرهم شورى بينهم



أسواق
18-07-2013, 12:20 AM
وأمرهم شورى بينهم (http://www.aswaqcity.com/thread1244003.html)


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه:
فإنَّ دينَ الإسلامِ يأمرُ أهلَه بالتشاور فيما بينهم (http://www.aswaqcity.com/thread1244003.html) في أُمورِ حياتهم ومعيشتهم ومستقبلهم، وما أجمل أن ينتشر أمرُ الشورى بين المسلمين، ليستفيد الناسُ من بعضهم بعضًا، ولقد خلق الله البشريةَ وجعل التعاون فيما بينهم (http://www.aswaqcity.com/thread1244003.html) أمرًا حتميًّا، لا يستطيع أن يتركه أي إنسان مهما بلغ من سعة المعرفة والقدرة والقوة، وقد قال تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون) [الزخرف:32].
قال ابن كثير في قوله: (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا)، قيل: معناه: ليُسخِّر بعضهم بعضًا في الأعمال؛ لاحتياج هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا.
ومن بين هذه الأعمال المهمة: الشورى والتشاور.
* الشورى لغة واصطلاحًا:
الشورى لغة: اسم للمشاورة، وكلاهما مأخوذٌ من مادَّة (ش ور)، التي تدلُّ على أخذِ شيءٍ من شيءٍ، وقال بعض أهل اللُّغة: من هذا الباب: شاورتُ فلانًا في أَمري، وهو مشتقٌّ من شور العسل، وكأنَّ المستشير يأخذ الرَّأي من غيره، يُقال: شاوره في الأمر مشاورةً: طلب منه المشورةَ، وأشار به: عرَّفه. وأشار إليه وعليه بيده وبعينه وبحاجبه: أومأَ، وأشار عليه بكذا: أمرَه وارتآه له، وبيَّن له وجهَ المصلحةِ، ودلَّه على الصَّواب.
والشُّورى: اسمٌ من أشارَ عليه بكذا؛ بمعنى: استخراج الرَّأي. ومنه: أهلُ المشورةِ ومجلس الشُّورى، وهي مصدر بمعنى التَّشاور.
واصطلاحًا:
استنباطُ المرءِ الرَّأي من غيره فيما يَعرِضُ له من مشكلات الأمور، ويكون ذلك في الأمور الجزئيَّة التي يتردَّد المرءُ فيها بين فعلها وتركها.
* الشورى في القرآن الكريم والسنة النبوية:
1-قال تعالى: (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].
2-قال تعالى: (وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) [الشورى: 38].
* أما السنة النبوية:
1-عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: أتاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «إنِّي سأعرضُ عليكِ أمرًا، فلا عليك أن لا تَعْجَلي فيه حتَّى تُشاوري أَبويكِ». فقلتُ: وما هذا الأمر؟ قالت: فتلا عليَّ: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا. وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الله وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيمًا) [الأحزاب: 28-29]. قالت عائشة: فقلت: وفي أيَّ ذلك تأمرني أشاور أبويّ، بل أريد الله ورسوله والدَّار الآخرة. قالت: فسرَّ بذلك النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم وأعجبه، وقال سأعرضُ على صواحبك ما عرضتُ عليك، قالت: فقلت له: فلا تخبرهنَّ بالَّذي اخترتُ، فلم يفعل، وكان يقول لهنَّ كما قال لعائشة، ثمّ يقول: قد اختارت عائشةُ اللهَ ورسولَه والدّارَ الآخرةَ، قالت عائشة: قد خيَّرنا رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم، فلم نر ذلك طلاقًا.
2-عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «البكرُ تُستأمر، والثّيِّبُ تشاور»، قيل: يا رسول الله! إنَّ البكرَ تستحي. قال: «سكوتها رضاها».

برنامج التبادل المعرفي