المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي أنواع هجر القرآن و ما هو جزاء هجره في الدنيا والآخرة؟؟؟



أهــل الحـديث
17-07-2013, 01:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الباب الرابع : هجر القرآن:


الفصل الأول : التحذير من هجره:‏

‏ جاءت النصوص الكريمة من الكتاب والسنة ترشد الأمة إلى تعاهد القرآن بالتلاوة والتدبر، وتحذر كل الحذر من التقصير في حقِّه ، أو هجران تلاوته والعمل به.‏

‎‎ ولقد حكى الله عز وجل شكوى الرسول الله صلى الله عليه وسلم لربه هجران قومه للقرآن ، فقال سبحانه(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا) الفرقان: 30.‏

معنى الآية :وقال الرسول شاكيًا ما صنع قومه: يا ربِّ إن قومي تركوا هذا القرآن وهجروه ، متمادين في إعراضهم عنه وتَرْكِ تدبُّره والعمل به وتبليغه ، وفي الآية تخويف عظيم لمن هجر القرآن فلم يعمل به.

‎‎ وتوعّد الله سبحانه الذين يعرضون عنه فقال (كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا *مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا *خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا ) طه: 99-101.

ثم صوّر حالة ذلك المعرض يوم القيامة فقال(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا * ونحشره يوم القيامة أعمى )طه: 123-124.‏

الفصل الثاني: أنواع هجر القرآن :‏

1- هجر سماعه وتلاوته:‏ ‏

لا يوجد على وجه البسيطة كتاب يحرم هجره ، ويجب تعاهده وتلاوته إلا القرآن الكريم ، فإن هذا من خصائصه التي لا يشاركه فيها أي كتاب.‏

‎‎ وقد أثنى الله عز وجل على الذين يتعاهدون كتاب ربهم بالتلاوة فقال(من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ) آل عمران:113.‏

‎‎ وحتى لا يقع الناس في هجران القرآن ، فقد بحث العلماء مسألة : في كم يقرأ القرآن ، وقالوا: يكره للرجل أن يمر عليه أربعون يوماً لا يقرأ فيها القرآن.‏

2- ‎هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه:‏

‏ يحرم هجر العمل بالقرآن الكريم ، لأن القرآن إنما نزل لتحليل حلاله وتحريم حرامه والوقوف عند حدوده.‏

‎‎ فلا يجوز ترك العمل بالقرآن ، فإن العمل به هو المقصود الأهم والمطلوب الأعظم من إنزاله.‏

3- ‎هجر تحكيمه والتحاكم إليه:‏

‏ أنزل الله عز وجل كتابه الكريم حتى يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، ونهاهم سبحانه عن تحكيم أو تحاكم إلى غير القرآن.‏

‎‎ فالقرآن الكريم هو دستور المسلمين ، وهو الحكم فيما اختلفوا فيه من أمور دينهم ودنياهم ، فلا يجوز هجره لابتغاء الحكم في غيره.‏

4- هجر تدبره وتفهمه وتعقل معانيه:‏

‏ تدبر القرآن الكريم وتعقل معانيه مطلب شرعي ، دعا إليه القرآن وحثّت عليه السنة ، وعمل به الصحابة والتابعون ومن بعدهم ، قال تعالى(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته )ص: 29.

وقال أيضاً(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )محمد: 24.‏

‎‎ وعليه فلا يجوز هجر تدبره وتأمل معانيه وأحكامه.‏

* أسباب عدم تدبر القرآن:

1) الانشغال بغير القرآن عن القرآن:

فقد أصبح جل اهتمامنا وشغلنا بغير القرآن الكريم مما أدى إلى التشاغل عنه وعدم تدبره ، فمنا من ينشغل بالأفلام والمسلسلات والمباريات والألعاب والغناء والكلام فيما لا طائل منه وغير ذلك.

2) عدم التهيئة الذهنية والقلبية عند قراءة القرآن الكريم:

فعند قراءتنا للقرآن الكريم لا نختار المكان الهادئ ، البعيد عن الضوضاء ، إذ أن المكان الهادئ يعين على التركيز وحسن الفهم وسرعة التجاوب مع القراءة ، ويسمح لنا كذلك بالتعبير عن مشاعرنا إذا ما استُثيرت بالبكاء والدعاء ، وعدم لقائنا بالقرآن في وقت النشاط والتركيز بل في وقت التعب والرغبة في النوم.

إلى جانب أننا لم نعمل على استجماع مشاعرنا قبل القراءة ، ولم نتخد الوسائل المؤدية لذلك كالدعاء وتذكر الموت ، والاستماع إلى المواعظ ، وغير ذلك.

3) عدم القراءة المتأنية والتركيز معها:

فعلينا ونحن نقرأ القرآن أن تكون قراءتُنا متأنيةً ، هادئةً ، مرسلةً ، وهذا يستدعي منا سلامة النطق وحسن الترتيل ، كما قال تعالى(وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)4 المزمل.

وعلى الواحد منا ألا يكون همّه عند القراءة نهاية السورة ، بل لا ينبغي أن تدفعنا الرغبة في ختم القرآن إلى سرعة القراءة.

4) عدم التجاوب مع القراءة:

فالقراءة خطاب مباشر من الله عز وجل لجميع البشر، وهو خطاب يشمل أسئلةً وإجاباتٍ ووعدًا ووعيدًا ، وأوامرَ ونواهي ، فالتجاوب مع تلك العناصر يساعدنا على زيادة التركيز عند القراءة وعدم السرحان ، فعندما يقول الله يأيها الذين ءامنوا فهذا نداء لنا فنتجاوب مع القرآن ماذا يريد منا ربنا هل هو خبر يجب تصديقه أم أمر يجب تنفيذه ، ولابد من العودة إلى منهج سمعنا وأطعنا ولا نقول كما قالت اليهود سمعنا وعصينا.


5- ‎هجر الاستشفاء به والتداوي به في أمراض القلوب والأبدان:‏

‏ وردت نصوص كثيرة في أن القرآن الكريم شفاء ، قال تعالى(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )الإسراء: 82.

وقالت تعالى(قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ) ‏فصلت: 44.‏

‎‎ والقرآن شفاء للروح والبدن والقلب كما بينا في أحكام الإستشفاء بالقرآن ، ومع ذلك هجر الناس الإستشفاء بالقرآن واعتمدوا على الطب الغربي الفاشل القائم على التجربة والعلم القائم على التجربة يحتمل الخطأ ويحتمل الصواب فيجرب ثم يستنتج وقد يكون الإستنتاج خطأ ، أما الاستشفاء بالقرآن ثابت فهو كلام ربنا وهو الذي أخبرنا أنه شفاء لذا فالشفاء يحدث به وهذا يقين ، ولو استشفوا بالقرآن لكان خيرا لهم في الدنيا والآخرة .‏


‎‎ وهجر الاستشفاء بالقرآن مذموم وممقوت. ‏

والذي ينظر إلى أحوالنا يجد أن أثر القرآن في الواقع وفي القلوب يكاد يكون معدوماً إذ أن القرآن الذي كان عند الصحابة هو نفس القرآن الذي بين أيدينا فما هو إذاً الخلل؟.
الفصل الثالث : آثار هجر القرآن:

ولنعلم جميعاً أن لهجر القرآن آثاراً سلبية على المسلم والمجتمع ، فعلى المسلم أن يتنبه لها ومن هذه الآثار:

1- قسوة القلب:

لأن القرآن الكريم يعمل على ترقيق القلوب المؤمنة فهي تطمئن بذكر الله (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد28 ، فنعوذ بالله من القلب القاسي.

2- تغلب الشيطان وأعوانه من شياطين الجن والإنس:

فذكر الله تعالى خير حافظ للعبد ، فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين ، فمن هجر القرآن غلبته الشياطين بل وسيطرت عليه سيطرة كاملة يأمرونه فيطيع ويصدوه عن سبيل رب العالمين.

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ينفر منه الشيطان.

3- حرمان العبد من فضل التلاوة والتعبد بها:

فقد فوت العبد على نفسه بهجرانه للقرآن أجراً عظيماً ، وفضلاً كبيراً.

4- الحرمان من شفاعته له يوم القيامة:

فعن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صصصقال (اقرؤوا القرآن . فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه )صحيح مسلم.


من كتاب القرآن العظيم فضائل وأحكام

حمل الكتاب من المرفقات بالأسفل


<div style="padding:6px"> الملفات المرفقة
: القرآن العظيم فضائ وأحكام.pdf&rlm; (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=108352&d=1374050277)
: 905.0 كيلوبايت
: <font face="Tahoma"><b> pdf