تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ذا النون وقوله تعالى "لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ"



أهــل الحـديث
17-07-2013, 01:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ففي إشارة على ظاهرة التحجر كان لنا عبرة نأخذها من قصة ذا النون، يونس عليه السلام:

قال تعالى "وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" سورة الأنبياء 87.

لقد نادى يونس عليه السلام ربه من بطن الحوت وكان لولا رحمة الله لبقي في بطنه إلى يوم البعث وفي ذلك كان،

قوله تعالى "لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ" سورة الصافات 144.

فلو سألنا أنفسنا بأن كيف للإنسان بأن يلبث في بطن الحوت إلى يوم البعث، وهل يوجد من الحيتان من سيعيش إلى يوم البعث، وهل هذا معقول، طبعاً هذا غير موثق أو مثبت علمياً ولا يمكننا كبشر من التحقق من هذا نتيجة حدود علمنا وبالتالي نحن نعيش أسلمة واقع للحياة برسالة إقرأ أي البحث وتحصيل المعرفة والعلوم وتفصيلها، ونتفهم قوله تعالى،

"وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا." سورة الإسراء 36.

ولذلك فعلينا بتكريس وتسخير إمكانياتنا السمعية والبصرية والعقلية للبحث ولفهم وتحليل الأمور ولا نخضع للجهل ونجري وراء ما لا نعلم، فالعلم طريقنا للمعرفة لا الجهل،

قال تعالى "عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" سورة العلق 5.

وبالتالي لا يجب علينا أن نستسلم لواقع لربما والله قادر فنحن نعلم بأن الله قادر وهذا لا شك فيه مطلقاً، ولكن الله يحثنا ويدفعنا للعمل وترك لنا الدلائل والمؤشرات والعبر حتى نستفيد منها ونبحث ونتيقن ونتعرف على ما يُشير عليه القرآن الكريم، فلقد وهب الله تعالى لنا العقل حتى نتفكر ولا يجب لان نعتقد أو نجزم بأن الله لربما سيجعل الحوت يعيش لربما لعشرات اللآف من السنين وحتى البعث، وهذا الحديث العقيم والسخيف يشابه بعض كلام المتخلفين من علماء المسلمين والذين يزعمون بان قول الله تعالى "يا أخت هارون" بالإشارة على مريم عليها السلام بأنها هي مريم أخت هارون وموسى عليهما السلام هي نفسها والتي أبقاها الله حية ما يقارب الألف وستمائة عام حتى تكون أم المسيح ونُضحك العالم علينا كمسلمين جهلاء وسخفاء، ونتجاهل دور الطبيعة في تحليل المادة العضوية وقدرات وحدود عمل الخلايا والأنسجة العضوية وإمكانية تلفها وموتها وطورها الحياتي المحدود ونأخذها بالحسبان، ولا نعتمد العلم في فهم التركيبة البيولوجية والطور الحياتي النسبي والتقديري أي لنا بني البشر وحتى الحيوان ودور معدلات طول العمر لكل منهم، فعلينا لأن نحتكم للعقل والرشد والواقع والمنطق والتحليل العلمي والإجتهاد ونبتعد عن السخافة والجهل وقلة العلم والمعرفة، فالطريقة الوحيدة لحصول مثل هذه الحالة ليس عند تحول الحوت ويونس إلى تراب بعد موتهم بل عند تحجر أو تمعدن الحوت كما في حالة التحجر والحديد التي ذكرناها سابقاً وهو يحتوي على يونس في بطنه وذلك من بعد موتهما والذي سيخضع كلاهما لنفس عملية التغيير.

إن وادي الحيتان في داخل محمية وادي الريان الصحراوية في جمهورية مصر العربية المسلمة لأكبر مثال على ذلك، فهذا الوادي أصبح يشتهر اليوم بوجود حيتان كاملة وعديدة والتي كانت لربما تعج بها المنطقة أو لسبب أو حدث ما كنتيجة التغييرات المناخية وعوامل الطبيعة بأن إنتهت إليه ورقدت في باطنه منذ قبل حوالي الـ 40 مليون سنة، وهو واد موجود في صحراء مصر وبعيد عن البحر الأبيض المتوسط والذي لربما كان قد إنحسر وتراجع، فكان لولا الإكتشافات الحديثة والحفريات لما كان من الممكن التعرف على وجود الحيتان "المتحجرة" خارج عالم البحار اليوم وفي وسط الرمال الصحراوية، فلو بقي يونس عليه السلام في بطن حوت من هذه الحيتان على سبيل المثال فقط "ولا نزعم بأن هذا هو ما كان قد حدث" لبقي ليومنا هذا وحتى ليوم البعث .....

ومثال آخر يمكن لأن نستشهد به وهو بأن تم مؤخراً العثور على مامث وهو حيوان تاريخي منقرض "شبيه بالفيل" متحجر والعجيب في الأمر بأن تم العثور على الأكل في معدته وهو لازال على حاله غير مهضوم ولكن متحجر، وهذا وصف قريب لما كان سيحصل لحالة يونس عليه السلام لو بقي في بطن الحوت ولخضعا معاً لعملية التحجر أو التمعدن وبالتالي هذا وصف للتحجر بعد عشرات الألآف أو مئات الألاف من السنين ولربما أكثر، وهذا لهو أكبر دليل على التحول الفسيولوجي للحيوان والإنسان والوصول بهما إلى حالات التحجر أو التحدد، ولمن الجدير بالإشارة إليه وهو بأن الآية الكريمة لم تقل للبث في بطنه حي إلى يوم يبعثون أو للبث كلاهما حي ليوم يبعثون ولكنها أشارت على وجود ميت لهما في حال حصول ذلك وبالتالي بقاءه في بطن الحوت إلى يوم البعث.

صفحات من رسالة الله - عبدالله احمد خليل