المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يلزم من قيام المرء بشعبة من شعب الإيمان أن يكون مؤمنا وهل يلزم من قيامة بشعبة من شعب الكفر أن يكون كافرا ؟ وهل الإيمان يزيد وينقص؟ وكيف ذلك؟



أهــل الحـديث
16-07-2013, 04:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الفصل الثالث :حقيقة العمل والإيمان:

المبحث الأول :تلازم عمل الجوارح مع أعمال القلوب وعلاقته بالإيمان:

فلابد من تلازم عمل الجوارح الظاهر وأعمال القلوب الباطنة فلا يتصور وجود أحدهما دون الآخر ، فلا يتصور عمل الجوارح بدون النية التي هي رأس أعمال القلوب ، ولا يتصور وجود أعمال القلوب دون أعمال الجوارح ، فمتى وجدت أعمال القلوب وجدت أعمال الجوارح ، والإيمان قول وعمل في الباطن وقول وعمل في الظاهر ، وقول القلب التصديق الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخروالقدر خيره وشره ، وعمل القلب النية والإنقياد والإخلاص ، وعمل اللسان النطق بشهادة التوحيد ، وعمل الجوارح هي الأعمال التي أمر الشرع بها من صلاة وصيام وزكاة وحج وبر الوالدين وصلة الرحم والجهاد وإماطة الأذى عن الطريق وأداء الأمانة والصدق في الحديث وغض البصر والإحسان إلى الجار وغيرها ، والعمل لابد أن يكون موافقا للسنة ولابد من اجتماع الأركان الأربعة هذه مجتمعة فإذا كان هناك قولا بلا عمل فهو كفر ، وإذا كان قولا وعمل بلا نية فهو نفاق ، وإذا كان هناك قولا وعملا ونية بلا سنة فهو بدعة .

المبحث الثاني :الكفر والإيمان متقابلان وكل منهما له شعب:

فالكفر والإيمان متقابلان فإن زال أحدهما أو بعضه خلفه الأخر أي حل محله ، و الإيمان أصل له شعب متعددة وكل شعبة منها تسمى إيمانا فالصلاة من الإيمان وكذلك الزكاة والحج والصيام والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل والخشية من الله والإنابة إليه حتى تنتهي هذه الشعب إلى إماطة الأذى عن الطريق فإنه شعبة من شعب الإيمان.

ومن هذه الشعب ما يزول الإيمان بزوالها ومنها مالا يزول بزوالها ، فما يزول الإيمان بزوالها مثل شعبة الشهادة ، ومن لا يزول الإيمان بزوالها كشعبة إماطة الأذى عن الطريق وبين الشعبتين شعب متفاوتة تفاوتا عظيما ، منه ما هو أقرب إلى الشهادة ومنه ما هو أقرب إلى إماطة الأذى.

وكذلك الكفر ذو أصل وشعب ، وزوال شعب الإيمان يترتب عليه وجود شعب الكفر:

فشعب الكفر كفر ، فالحياء شعبة من شعب الإيمان وإنعدام الحياء شعبة من شعب الكفر والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان وتركها من شعب الكفر والصدق من شعب الإيمان والكذب من شعب الكفر والحكم بما أنزل الله من شعب الإيمان والحكم بغير ما أنزل الله من شعب الكفر والمعاصي كلها من شعب الكفر كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان.

المبحث الثالث :شعب الإيمان قولية وفعليه وكذلك شعب الكفر:

ولما كان من شعب الإيمان القولية شعبة يوجب زوالها زوال الإيمان وهي الشهادة فكذلك من شعبه الفعلية ما يوجب زوالها زوال الإيمان مثل الصلاة ، وكذلك شعب الكفر فكما يكفر بالإتيان بكلمة الكفر اختيارا فكذلك يكفر بفعل شعبة من شعب الكفر كالسجود لصنم والاستهانة بالمصحف ونحو ذلك.

المبحث الرابع :الإيمان حقيقة مركبة من قول وعمل ظاهر وباطن:

فالإيمان قول وعمل في الباطن ، وقول وعمل في الظاهر :

فهو قول وعمل في الباطن :

وهو قول القلب وعمل القلب ، وقول القلب هو التصديق الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر ، وعمل القلب وهو نيته وإخلاصه وانقياده لله .

وقول وعمل في الظاهر:

وهو قول اللسان بشهادة التوحيد ، وعمل الجوارح بالطاعات.

فإذا زالت هذه الأربعة ( القول والعمل الظاهر والباطن ) زال الإيمان بكماله .

× وإذا زال تصديق القلب (قول القلب) لم تنفع بقية الأركان فإن تصديق القلب شرط في عمل القلب .

× وإذا زال عمل القلب مع وجود التصديق الجازم ( قول القلب ) زال الإيمان ، وذلك مثل فرعون وقومه وإبليس واليهود والمشركين .

* ففرعون وجنوده:

قال الله فيهم (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)النمل14.

فقد قام فيهم الركن الأول وهو قول القلب فقد بلغوا اليقين وهو التصديق الجازم بالله ومع ذلك لم يخلصوا له ولم ينقادوا له بقلوبهم ولم يحبوه .

* وإبليس :
فإبليس كان مصدقا بالله ومع ذلك لم ينقاد له ، ولما لم ينقاد له في الباطن لم ينقاد له في الظاهر بالجوارح ورفض السجود واستكبر على أمر الله.

file:///C:/Users/DELL/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif واليهود والمشركين:

فهم يعلمون بأن الله هو الخالق المدبر لهذا الكون ومع ذلك لم ينقادوا له ولم يتبعوا رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقال تعالى في حق المشركين (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)العنكبوت61، وقال في حق اليهود (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)البقرة146.

× وإذا انتفت أعمال الجوارح كذلك انتفى الإيمان لأن انتفاء عمل الجوارح يلزم منه انتفاء عمل القلب فلو أطاع القلب وانقاد أطاعت الجوارح فعمل الجوارح تابع لعمل القلب.

× وإذا انتفي قول اللسان وهو شهادة التوحيد انتفى الإيمان فقول اللسان تابع لقول القلب فلو صدق القلب لنطق اللسان.



1-

الخــــــلاصـــــة


الإيمان قول وعمل في الباطن :

فهو قول القلب وعمل القلب ، وقول القلب هو التصديق الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر ، وعمل القلب وهو نيته وإخلاصه وانقياده لله .

2- الإيمان قول وعمل في الظاهر:

وهو قول اللسان بشهادة التوحيد ، وعمل الجوارح بالطاعات.

3- إذا زالت أركان الإيمان ( القول والعمل الظاهر والباطن ) زال الإيمان بكماله .

4- وإذا زال قول القلب لم تنفع بقية الأركان فإن تصديق القلب شرط في عمل القلب .

5- وإذا زال عمل القلب مع وجود قول القلب زال الإيمان ، فلا ينفع القول دون العمل.

6- وإذا انتفت أعمال الجوارح كذلك انتفى الإيمان لأن انتفاء عمل الجوارح يلزم منه انتفاء عمل القلب فلو أطاع القلب وانقاد أطاعت الجوارح ، فعمل الجوارح تابع لعمل القلب.

7- وإذا انتفي قول اللسان وهو شهادة التوحيد انتفى الإيمان ، فقول اللسان تابع لقول القلب فلو صدق القلب لنطق اللسان.

المبحث الخامس : لا يلزم من قيام شعبة من شعب الإيمان بالعبد أن يسمى مؤمنا ولا يلزم من قيام شعبة من شعب الكفر أن يسمى العبد كافرا:

فلا يلزم من قيام شعبة من شعب الإيمان بالعبد أن يسمى مؤمنا وإن كان ما قام به إيمانا ولا من قيام شعبة من شعب الكفر أن يسمى كافرا وإن كان ما قام به كفرا ، كما أن لا يلزم من قيام جزء من أجزاء العلم به أن يسمى عالما .

ولا يمنع ذلك أن نسمي شعبة من شعب الإيمان إيمانا وشعبة النفاق نفاقا وشعبة الكفر كفرا.

ومن صدر منه شعبة من شعب الكفر فلا يستحق اسم كافر على الإطلاق إلا إذا كانت هذه الشعبة شرط صحة في بقية الأعمال فيكون بذلك كافرا، وكذا يقال لمن ارتكب محرما إنه فعل فسقا وإنه فسق بذلك المحرم ولا يلزمه اسم فاسق إلا بغلبة ذلك عليه ، وهكذا السارق والزاني والشار ب للخمر لا يسمى مؤمنا وإن كان معه إيمان ، كما أنه لا يسمى كافرا وإن كا ن ما أتى به من خصال الكفر وشعبه إذ المعاصي كلها من شعب الكفر كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان.

المبحث السادس :الإيمان يزيد وينقص :

فهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، ولا يكفر مرتكب الكبيرة بل هو مؤمن عاصي .

ولا يسلب الفاسق اسم الإيمان بالكلية ولا يخلد في النار بل الفاسق يدخل في اسم الإيمان ، وقد لا يدخل في اسم الإيمان المطلق كما في قوله (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)الأنفال2.

فالفاسق فيه إيمان ولكنه ليس الإيمان المطلق الكامل ، فعن أبي هريرة أن رسول الله صصصقال (لا يزني الزَّاني حينَ يزني وهوَ مؤمنٌ ، ولاَ يشربُ الخمرَ حينَ يشربُها وهوَ مؤمِنٌ ، ولاَ يسرِقُ السَّارِقُ حينَ يسرِقُ وهوَ مؤمنٌ)صحيح البخاري.

فهؤلاء المرتكبون للكبائر ( الخمر – الزنا – السرقة ) ناقصي الإيمان فهم مؤمنون بإيمانهم فاسقون بكبائرهم فلا يعطون الإسم المطلق للإيمان ولا يسلب مطلق الإسم ، فهم مؤمنون ولكنهم غير كاملي الإيمان.

فالعاصي سواء ارتكب كبائر أو صغائر هو مؤمن ولكنه ناقص الإيمان فليس بمؤمن كامل الإيمان ويمكن أن نطلق عليه مؤمن عاصي أو مؤمن فاسق أو مؤمن ناقص الإيمان .

ولكن ما هو الدليل على أن الإيمان يزيد وينقص ؟

الدليل على ذلك قوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)الأنفال2.

وقوله تعالى (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)التوبة124.



الخــــــلاصـــــة


فقوله تعالى (زَادَتْهُمْ إِيمَانًا) :يدل على أن الإيمان يزيد وما يقبل الزيادة فلا شك يقبل النقصان.



1- الإيمان يزيد وينقص .

2- الإيمان يزيد بالطاعة فكلما زادت الطاعات زاد الإيمان في القلب ، وإذا زاد الإيمان في القلب زادت الطاعات وإذا أردت أن تقيس منسوب الإيمان في قلبك فعليك أن تنظر إلى طاعاتك فتقيسها .



من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الإسلامية

حمل الكتاب مرفق بالأسفل في المرفقات
3- الإيمان ينقص بالمعاصي ، ولذلك من عصى الله سواء بكبيرة أو صغيرة نقص إيمانه ولا ينتفي الإيمان بالكلية كما قال بذلك بعض الضلال.

<div style="padding:6px"> الملفات المرفقة
: السراج المنير.pdf&rlm; (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=108336&d=1373980745)
: 5.71 ميجابايت
: <font face="Tahoma"><b> pdf