المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحافة حرف الدال



االزعيم الهلالي
16-07-2013, 05:10 AM
صحافة حرف الدال
سنون تمر وحلم يكبر وحقائق تنكشف وعوائق تزال وطريق يتضح وبصيص نور ينفرج أصبحت أركض ليس بأقدامي بل بكلمات قلمي وحروف حبري لعلي أحقق وجداني وأعانق أحلامي التي كانت تزاحمها كوابيس حرف الدال هذه هي بإختصار قصتي في عالم الكتابة
والأن أخي المتابع لي سأفصل لك حلم السنين التي قضيتها باحثا عن تحقيق طموحي

كانت البداية بالمرحلة المتوسطة ومادة التعبير بالذات تلك المادة التي كنا نراها هامش لأن معلمينا جعلوها هكذا في أنظارنا
ولكن في تلك السنة كان هناك معلم مختلف شبه هذه المادة بالأم الحاضنة لأبنائها من القراءة والقواعد والإملاء فكل ما تعلمناه هناك ستنثره هنا
ثم طلب منا الكتابة عن موضوع معين فأنطلقت كالصاروخ أكتب فأفكاري تندفع كالسيل الجارف على مداد اوراقي وتتوالد الكلمات من قلمي دون عناء
فوقف هذا المعلم ينظر ويدي تتصارع مع أورقي البيضاء لتملأها بالكلمات الراقية والجمل المحكمة
فوضع يده على كتفي وقال ستصبح ذات يوم صحفي
نظرت له ولم أستوعب ما نطق به لسانه
فثقافتي محصورة في المستقبل في إحدى إثنتين إما معلم او عسكري هكذا أخذت الثقافة من المجتمع الذي أعيش فيه
فتبسمت له ساخرا مما يقول ماذايقصد بصحفي ليس هذا حلمي
ومرت السنوات... وأسمح لي أن أختصر الكثير من قصتي خشية أن تصبح طويلة فلا تنشر
بعد أن حصلت على الشهادة الجامعية وبعد أن اتسعت ثقافتي وتوسع محيط تفكيري بدأت أشعر بموهبتي بشغفي بسعادتي بتميزي في فن صناعة الكلمات
فأتجهت للصحف أراسلها أريد منها فقط نشر مقالاتي
ولكن صدمت طويلا دون أمل في أن أجد جريدة تحقق حلمي
فكل الصحف التي أتصفحها وأقرأ لكتابها كنت أجد قبل أسماؤهم حرف الدال الذي قتلني بل أدخل اليأس في قلبي
أصبحت تلك الصحف لا تنظر بمحتوى ما كتبت بل تنظر هل تملك شهادة الدكتوراة بغض النظر هل ما كتب يستحق النظر

جاءت أيام وضعت فيها قلمي بعد أن أحكمت غطاءه وجمعت اوراقي لأخفيها في ادراجي وأحاول أن اتناسى حلمي
فما دمت لست مشهورا ولا أملك حرف الدال امام اسمي فلن ينشر لي

وبعد أكثر من سنة قابلني شخص يعرف حق المعرفة أني اجيد فن الكتابة فسألني متى نراك كاتب في احدى الصحف؟
فقلت ما دمت لست دكتورا فليس لي الحق أن أعبر او أفكر او أطرح وجهة نظري
فقال لي من قال لك هذا
فقلت هذا ما شعرت به من مراسلتي للصحف
فقال سأرشدك لمن يقدرون المقال لا القائل
لمن يحررون الكلمات ولا ينحازون للأشخاص
فإن مقالك يستحق النشر فسينشر مهما كانت شهادتك
وإن كان مقالك ضعيف فلن ينشر مهما بلغت مكانتك
ثم ذكر لي صحيفة الرياض نعم هذه الصحيفة التي فتحت صفحاتها لي لامتطي صهوة قلمي وأحقق أحلامي التي بدأت أعانقها بل وضعت غطاء قلمي على حرف الدال الذي كان كابوس يخنق أحلامي
فنصيحتي لمن قرأ كلامي عبر هذه الصحيفة والله لست أجاملهم بل بالحقيقة أخبركم إن كنت تشعر أنك تملك حس الكتابة وأن لديك موهبة مدفونة فلا تراسل أي جريدة غير جريدة الرياض
فصدقني كل الصحف وإن كانت مقالتك رائعة لن تنشرها لسياستها المتبعة بها
ولكن هذه الجريدة لديها سياسة واضحة أن ما يستحق أن ينشر فسينشر
فشمر ساعدك وأمسك قلمك وانثر إبداعك وإلى جريدة الرياض أرسل