أهــل الحـديث
16-07-2013, 04:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
توطئة :
لم ينل كتاب من كتب الحديث والعلم، في الثقافة الإسلامية ، من العناية والاهتمام ، ما ناله كتاب الموطأ ، لإمام دارالهجرة مالك بن أنس " فإن الموافق و المخالف، اجتمع على تقديره ، وتفضيله ، و روايته ، وتقديم حديثه وتصحيحه ." كما قال القاضي عياض رحمه الله
كان أبو جعفر المنصور العباسي ، قد عزم على أن يبعث إلى كل قطر، من أقطار المسلمين و أمصارهم ، نسخة من كتاب الموطأ ، و أن يأمرهم بالعمل بما فيه ، لا يتعدوه إلى غيره ، لكنه لما استشار مالكا في الأمر، أقنعه بالعدول عن ذلك بمثل قوله :"يا أمير المؤمنين ، إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تفرقوا في البلدان ، واتبعهم الناس ، فرأى كل فريق أن قد اتبع متبعا "
ولعل الله تعالى ادخر ذلك لأهل المغرب كما سيأتي بيانه .
و قد ارتبط المغاربة بالإمام مالك وبموطئه ، ارتباطا وثيقا ، كما ارتبط بهم من جهته ، بروابط متينة ، من أهمها:
1ــ علاقة الإمام مالك بعبد الله الكامل ، جد ملوك الدولتين: الإدريسية المؤسسة للدولة المغربية ، والعلوية الموطدة لأركانها ، المؤتمنة على استمرارها قوية متطورة ، و هي علاقة التلمذة للشيخ من جهة ، وعلاقة البيعة لابنه الأكبر محمد النفس الزكية من جهة ثانية ...
2ـ اختيار المغاربة لمذهب مالك في الفقه الإسلامي ، وتشبثهم به عبر العصور، حتى بات في مقدمة ما يعرف بالثوابت التي حافظت على وحدة البلاد و العباد، في هذا الجناح الغربي من العالم الإسلامي منذ قرون .
3ــ رواية عدد من أهل المغرب للموطأ عن مالك ، كما سيأتي لاحقا .
وقد كانت عناية المغاربة بالموطأ فائقة ، لم يحظ بمثلها مصنف آخر من مصنفات الحديث ، وتعددت مظاهر اهتمامهم ، وتنوعت جوانب عنايتهم به ، إلى درجة تصعب معها الإحاطة بذلك ، و في الحلقات القادمة بعض من هذه المظاهر و جملة من تلكم الجوانب .
توطئة :
لم ينل كتاب من كتب الحديث والعلم، في الثقافة الإسلامية ، من العناية والاهتمام ، ما ناله كتاب الموطأ ، لإمام دارالهجرة مالك بن أنس " فإن الموافق و المخالف، اجتمع على تقديره ، وتفضيله ، و روايته ، وتقديم حديثه وتصحيحه ." كما قال القاضي عياض رحمه الله
كان أبو جعفر المنصور العباسي ، قد عزم على أن يبعث إلى كل قطر، من أقطار المسلمين و أمصارهم ، نسخة من كتاب الموطأ ، و أن يأمرهم بالعمل بما فيه ، لا يتعدوه إلى غيره ، لكنه لما استشار مالكا في الأمر، أقنعه بالعدول عن ذلك بمثل قوله :"يا أمير المؤمنين ، إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تفرقوا في البلدان ، واتبعهم الناس ، فرأى كل فريق أن قد اتبع متبعا "
ولعل الله تعالى ادخر ذلك لأهل المغرب كما سيأتي بيانه .
و قد ارتبط المغاربة بالإمام مالك وبموطئه ، ارتباطا وثيقا ، كما ارتبط بهم من جهته ، بروابط متينة ، من أهمها:
1ــ علاقة الإمام مالك بعبد الله الكامل ، جد ملوك الدولتين: الإدريسية المؤسسة للدولة المغربية ، والعلوية الموطدة لأركانها ، المؤتمنة على استمرارها قوية متطورة ، و هي علاقة التلمذة للشيخ من جهة ، وعلاقة البيعة لابنه الأكبر محمد النفس الزكية من جهة ثانية ...
2ـ اختيار المغاربة لمذهب مالك في الفقه الإسلامي ، وتشبثهم به عبر العصور، حتى بات في مقدمة ما يعرف بالثوابت التي حافظت على وحدة البلاد و العباد، في هذا الجناح الغربي من العالم الإسلامي منذ قرون .
3ــ رواية عدد من أهل المغرب للموطأ عن مالك ، كما سيأتي لاحقا .
وقد كانت عناية المغاربة بالموطأ فائقة ، لم يحظ بمثلها مصنف آخر من مصنفات الحديث ، وتعددت مظاهر اهتمامهم ، وتنوعت جوانب عنايتهم به ، إلى درجة تصعب معها الإحاطة بذلك ، و في الحلقات القادمة بعض من هذه المظاهر و جملة من تلكم الجوانب .