المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي عقيدة المؤمن في ذات الله ؟ وهل أركان الإيمان أربعة أم ستة ؟ وما المقصود بأن الإيمان قول وعمل ظاهر وباطن؟



أهــل الحـديث
15-07-2013, 10:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الكتاب الثاني: الإيمان بالله :

الباب الأول: تعريف الإيمان وبيان أركانه وحقيقته:

الفصل الأول : تعريف الإيمان :

الإيمان بالله سبحانه وتعالى هو أساس العقيدة الإسلامية .

فالإيمان بالله هو : الإيمان الجازم ( التصديق الذي لاشك ولا ظن ولا وهم فيه ) بأن الله وحده هو رب كل شيء ومليكه وخالقه ومدبر شئونه ، وأنه وحده الذي يستحق العبادة فلا معبود بحق سواه وعبادة دونه باطله ، وأنه وحده الذي يتصف بصفات الكمال منزه عن كل نقص وعيب ولا يكافئه أحد ولا يماثله أحد ، وهذا هوالتوحيد بأنواعه الثلاثة.

ما هي عقيدة المؤمن في ذات الله ؟

عقيدة المؤمن في ذات الله أنها ذات مقدسة لا تشبه الذوات وأنها موصوفه بصفات عليا لا تشبه الصفات وله أسماء حسنى ندعوه بها ، فمن شبه ذات الله بذات المخلوقين أو ادعى إدراك كنهها ومعرفة حقيقتها أو تكلم فيها بغير علم من كتاب أو سنة فقد كفر وأشرك ، قال تعالى(لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الأنعام 103.

وقال تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى11.

وذات الله لا تدرك في الدنيا ولا تدرك في الآخرة بعكس الرؤية فهي ثابته لله في الآخرة والفرق بين الإدراك والرؤية أن الرؤية تكون للصورة أما الإدراك هو الإحاطة بالمدرك من كل وجه.

تعريف الإيمان بصفة عامة : الإيمان قول وعمل ، قول القلب وعمل القلب وقول اللسان وعمل الجوارح ، وهو يزيد وينقص ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

قال شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية: (أجمع السلف أن الإيمان قول وعمل ، يزيد وينقص ، ومعنى ذلك: أنه قول القلب وعمل القلب ، ثم قول اللسان وعمل الجوارح).



1-

الخــــــلاصـــــة


الإيمان بالله هو التصديق الجازم الذي لاشك فيه بأن الله وحده هو رب كل شيء وخالقه ومدبر أمره ، وأنه وحده الذي يستحق العبادة دون غيره فلا معبود بحق سواه ، وأنه وحده الذي يتصف بصفات الكمال فلا يماثله في صفاته أحد وله وحده الأسماء الحسنى.

2- العقيدة في ذات الله أنها ذات مقدسة لا تشبة الذوات تتصف بصفات عليا لا تشبه الصفات ، وذاته سبحانه لاتدرك في الدنيا ولا في الآخرة بعكس الرؤيا فهي تدرك في الآخرة ، والإدراك هو الرؤيا وزيادة ، فالإدراك هو الإحاطة من كل وجه وهي مستحيلة في حق الله .

3- الإيمان قول وعلم ، فهو قول القلب وقول اللسان ، وعمل القلب وعمل الجوارح.

4- الإيمان يزيد وينقص ، فهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

الفصل الثاني : بيان أركان الإيمان :

ما هي أركان الإيمان ؟

أركان الإيمان ثلاثة وهي :

1- التصديق بالجنان(قول القلب وعمل القلب ) .

2- قول باللسان .

3- عمل بالجوارح.

ويمكن القول أيضا أن أركان الإيمان أربعة على إعتبار أن قول القلب وعمل القلب ركنين فتكون أركان الإيمان هي:

1- قول القلب(علم القلب):

وهو التصديق الجازم بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر، والقدر ، ويدخل فيه الإيمان بكل ما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ويطلق على الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر، والقدر ، أركان الإيمان الستة وهي أركان الإيمان في باب تصديق الخبر، فكل ماورد في القرآن والسنة إما خبر يصدق وإما أمر ينفذ.

وقول القلب بشكل عام :

هو الكلام الذي يحدث به المرء نفسه في منطقة حديث النفس في القلب ، فهذه المنطقة يلقى فيها وسواس الشيطان ويلقى فيها أوامر الملك الذي يقترن بالإنسان كما أن فيها نوازع الخير التي يلقيها في القلب الرحمن ونوزاع الشر الناتجة عن هوى النفس .

فكل إنسان له قرين من الملائكة يأمره بالخير ويحثه عليه ، وقرين من الجن يأمره الشر ويحثه عليه .

فما هو علم القلب ؟

علم القلب :هو العلم الذي حصله العقل واستخلصه من مجموعة الخواطر والكلام الداخلي في منطقة حديث النفس في القلب ، وذلك العلم الذي يحصله القلب المراد به حكم العقل على المعلومات التي تحصلت عنده فيحكم عليها بالصدق أو الكذب إن كانت خبرا أو بالنفع أو بالضر إذا كانت طلبا تكليفيا.

والقلب فيه منطقتين هما :

1- منطقة حديث النفس :وهي منطقة الخواطر وهذه المنطقة لا حساب عليها .

2- منطقة الكسب وأعمال القلوب: وفيها تكون النية والمحبة والخوف والرجاء وسائر أعمال القلوب وهذه نحاسب عليها .

فيكون قول القلب أو علم القلب الذي هو ركن من أركان الإيمان : التصديق الجازم الذي تحصل للعقل من مجموعة الخواطر والكلام الداخلي في منطقة حديث النفس ، والعقل موجود في القلب ، فالعقل تحصل لديه التصديق الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وكل ما جاء به الرسول الكريم.

وعلم القلب هنا أخص من قول القلب فهو جزء منه: فهو الحكم النهائي على على الكلام والخواطر في منطقة حديث النفس .

وسوف نتناول القلب وما فيه من منطقة حديث النفس ومنطقة الكسب والعقل بشيء من التفصيل في حينه في كتاب القضاء والقدر فليراجع .

ولكن ما الدليل على أن قول القلب ركن من أركان الإيمان ؟

دليل ذلك قوله تعالى (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)الزمر33.

ومعنى الآية : والذي جاء بالصدق في قوله وعمله من الأنبياء وأتباعهم ، وصدَّق به إيمانًا وعملا أولئك هم الذين جمعوا خصال التقوى ، وفي مقدمة هؤلاء خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون به ، العاملون بشريعته من الصحابة ، رضي الله عنهم ، ومَن بعدهم إلى يوم الدين.

فقول القلب هو التصديق .

وقوله تعالى (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ)الأنعام 75.

ومعنى قوله (ليكون من الموقنين) أي ليكون من المصدقين ، والتصديق محلة القلب فهو حكم العقل الموجود في القلب بالتصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر .

وقوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا)الججرات15.

ومعنى الآية : أن المؤمنون هم الذين صدقوا بالله ورسوله ثم لم يشكوا ، والتصديق والشك محله القلب فالتصديق هو قول القلب وعلمه.

2- عمل القلب :
عمل القلب هو النية والإخلاص والمحبة والإنقياد والإقبال على الله والتوكل عليه والإنابه ولوازم ذلك وتوابعه.

فهو حب الله ورسوله ، وتعظيم الله ورسوله ، وتوقيرالله ورسوله ، وخشية الله ، والإنابة إليه ، والإخلاص له ، والتوكل عليه ، إلى غير ذلك من الأحوال ، فهذه الأعمال القلبية كلها من الإيمان ، وهي مما يوجبها التصديق (قول القلب).

ما الدليل على أن عمل القلب من أركان الإيمان؟

دليل ذلك قوله تعالى (وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)الأنعام52.

وفي الآية أمر من الله إلى رسوله بعدم إبعاد الذين يعبدون الله صباحا ومساء يريدون من عبادتهم وجه الله والأجر من الله ، والإرادة هي رأس أعمال القلوب ومحلها القلب في منطقة الكسب.

وقوله تعالى (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ)الإنسان 9.

فهم يطعمون الناس الطعام إبتغاء الثواب من الله أي نيتهم ذلك والنية من أعمال القلوب.

وقوله صصص(إنماالأعمالُبالنياتِ ،وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى)صحيح البخاري.

أي العبرة في العمل الظاهر أي عمل الجوارح بالنية ، والنية من أعمال القلوب ، فصلاح أعمال الجوراح تابعة لصلاح أعمال القلوب ومنها النية ، فصلاح الجسد أساسه صلاح القلب وفساد القلب يترتب عليه فساد العمل.

3- قول اللسان:

وهو شهادة التوحيدلا إله إلا الله محمد رسول الله ومعناها لا معبود بحق إلا الله ومحمد عبدالله ورسوله ، وليس معنى ذلك مجرد القول مجردا عن شروطه ولوازمه ، فالمقصود بشهادة التوحيد هي شهادة التوحيد متضمنة لشروطها الثمانية وهي شروط لا إله إلا الله وهي : المحبة ، والإخلاص ، واليقين ، والقبول ، و ،الإنقياد ، والصدق ، والعلم ، والكفر بما يعبد من دون الله ، وسوف نتناول تلك الشروط بالشرح والتفصيل في حينها في شروط لا إلا إلا الله في موضوع توحيد الإلوهية.

فمعنى هذا الركن هو كلمة التوحيد المتضمنة لتوحيد العبادة لله تعالى وليس مجرد القول.

ولابد من قول اللسان مع قول القلب وإستعداده للعمل فلذلك لم ينتفع المنافقون بهذه الكلمة بالرغم أنهم قالوها لأن قول القلب وعمل القلب منتفي ، فهم لم يصدقوا بالله ورسوله ولم ينقادوا لذلك.

ما هو الدليل على أن قول اللسان ركن من أركان الإيمان؟

دليل ذلك قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)فصلت30.

وفي الآية دليل على أن قول اللسان بشهادة التوحيد هو ركن

من أركان الإيمان فالإيمان قول باللسان ثم الإستقامة بالعمل على أمر الله.

وقوله صصص (أمِرْتُأنأُقاتِلَالناسَ حتى يَشهدوا أن لا إلهَ إلا اللهُ . ويُؤمنوا بي وبما جئتُ بهِ . فإذا فعلوا ذلكَ عصموا منِّى دماءَهم وأموالَهم إلا بحقِّها . وحسابُهُم على اللهِ)صحيح مسلم.

4- عمل الجوارح:

أي إنقياد الجوارح للعمل والطاعة لله سبحانه وتعالى ومن ذلك الصلاة والزكاة والصوم والحج ونحو ذلك .

والجوارح : هي التي يجترح بها الإنسان الخير أو الشر أي يكتسب بها الخير أو الشر مثل الأذن واليد والرجل والعين وغيرها ، قال تعالى (يسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ....)المائدة4.

ومعنى الآية : يسألك أصحابك -أيها النبي-: ماذا أُحِلَّ لهم أَكْلُه؟ قل لهم: أُحِلَّ لكم الطيبات وصيدُ ما دَرَّبتموه من ذوات المخالب والأنياب من الكلاب والفهود والصقور ونحوها مما يُعَلَّم، تعلمونهن طلب الصيد لكم، مما علمكم الله، فكلوا مما أمسكن لكم .

فالجوارح هي ما يكسب به المرء عمله كما يكسب بها الحيوان فريسته.

ما الدليل على أن عمل الجوارح من الإيمان؟

دليله قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا)فصلت30.

والإستقامة إنما تكون بالعمل.

وقوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)الحجرات15.

فبينت الآية : أن الإيمان هو التصديق بالله ورسوله وعدم الشك فيهما والجهاد بالمال والنفس في سبيل الله ، والجهاد بالنفس والمال من أعمال الجوارح.

وقوله صصص (الإيمانبضعوسبعون أو بضع وستون شعبة . فأفضلها قول لا إله إلا الله . وأدناها إماطة الأذى عن الطريق . والحياء شعبة من الإيمان)صحيح مسلم .

فإماطة الأذى من الطريق عمل وهناك أعمال آخرى ضمن شعب الإيمان.

وقوله صصص (أَتَدْرُونَماالإيمانُبال� �هِ وحدَه . قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ ، قال : شهادةُ أن لا إله إلا اللهُ وأن مُحَمَّدًا رسولُ اللهِ ، وإقامُ الصلاةِ ، وإيتاءُ الزكاةِ ، وصيامُ رمضانَ ، وأن تُعْطُوا من المَغْنَمِ الخُمُسَ)صحيح البخاري.

وقوله صصص(أُمِرتُأنأُقاتِلَالنا� �َ حتى يشهدوا أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن محمدًا رسولُ اللهِ ، ويقيموا الصلاةَ ، ويؤتوا الزكاةَ ، فإذا فعلوا ذلك عَصَموا مني دماءَهم وأموالَهم إلا بحقِّ الإسلامِ ، وحسابُهم على اللهِ)صحيح البخاري.

والصلاة و الزكاة والصيام من أعمال الجوارح.



الخــــــلاصـــــة







1- أن أركان الإيمان أربعة هي : قول القلب ، وعمل القلب ، وقول اللسان ، وعمل الجوارح .

2- وقول القلب : هو التصديق الجازم بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.

3- وعمل القلب :هو النية والإخلاص والمحبة والإنقياد والإقبال على الله والتوكل عليه والإنابه ، وسائر أعمال القلوب التي يوجبها التصديق (قول القلب).

4- وقول اللسان : وهو شهادة التوحيدلا إله إلا الله محمد رسول الله ، وهو مفتاح الجنة وكل مفتاح لابد له من أسنان حتى يفتح الباب وأسنانه ثمانية هي شروط لا إله إلا الله وهي : المحبة ، والإخلاص ، واليقين ، والقبول ، و الإنقياد ، والصدق ، والعلم ، والكفر بما يعبد من دون الله .

5- وعمل الجوارح :أي إنقياد الجوارح للعمل والطاعة لله سبحانه وتعالى ومن ذلك الصلاة والزكاة والصوم والحج ونحو ذلك .



من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الإسلامية

حمل الكتاب مرفق بالأسفل


<div style="padding:6px"> الملفات المرفقة
: السراج المنير.pdf&rlm; (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=108322&d=1373912480)
: 5.71 ميجابايت
: <font face="Tahoma"><b> pdf