المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التبشير بالخلافة بعد الحكم الجبري العلماني



أهــل الحـديث
15-07-2013, 01:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله وبعد :
فهذا مبحث جمعتُ فيه بعض الأحاديث والأدلة التي تتكلم عن ترتيب مراحل الحكم والتمكين من لدن النبي عليه السلام إلى أن تقوم الساعة ، وما يتخلل تلك المراحل، وما فيها من انتقال من مرحلة لأخرى من أهوال وفتن وأمور عظام :
المسألة الأولى : ذكر الترجيح في مراحل ترتيب الحكم :
من أبرز المراحل التي أخبر عليها النبي عليه السلام هي أربعة أو خمسة ، كالتالي :
المرحلة الأولى مع الثانية : مرحلة زمن النبوة وقد انقضت .
- مرحلة زمن الخلفاء الراشدين وقد انقضت .
المرحلة الثالثة : مرحلة الملك العضوض الوراثي وقد انقضت إلا قليلا .
المرحلة الرابعة : مرحلة الحكم الجبري الدكتاتوري العلماني التي نعيش فيها .
المرحلة الأخيرة : الرجوع إلى مرحلة الخلافة على منهج النبوة
وليعلم في هذا الباب أنّ أصح حديث في الباب هو :
ما خرجه أبو داود في مسنده (439) قال : حدثنا داود الواسطي وكان ثقة قال: سمعت حبيب بن سالم سمعت النعمان بن بشير بن سعد قال: كنا قعودا في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان بشير رجلا يكف حديثه، فجاء أبو ثعلبة فقال: يا بشير بن سعد، أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء ؟ وكان حذيفة قاعدا مع بشير، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته، فجلس أبو ثعلبة، فقال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنكم في النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها،
ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ،
ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها،
ثم تكون جبرية ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها،
ثم تكون خلافة على منهاج النبوة » ثم سكت"،
وكذلك خرجه أحمد (4/273) سليمان بن داود الطيالسي حدثني داود بن إبراهيم الواسطي حدثني حبيب به، تابعه عليه يعقوب بن إسحاق الحضرمي حدثنا إبراهيم بن داود به خرجه عنه البزار (الكشف 2/231)، وهو أصح أحاديث الباب ، وله شاهد آخر من حديث عمر سيأتي ذكره ،
كما له شواهد أخرى لكنها لم تذكر بعض المراحل، وحَدَثَ في بعضها تقديم وتأخير :
فمن الشواهد التي لم تذكر بعض المراحل بسبب الاختصار :
ما خرجه أحمد بإسناد صحيح (5/404) عنحذيفة بن اليمان قال : يا أيها الناس ألا تسألوني فإن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر أن الله بعث نبيه عليه الصلاة و السلام فدعا الناس من الكفر إلى الإيمان ومن الضلالة إلى الهدى فاستجاب من استجاب فحي من الحق ما كان ميتا ومات من الباطل ما كان حيا ثم ذهبت النبوة فكانت الخلافة على منهاج النبوة ".
وقد خرجه أبو نعيم في الحلية (1/274) بنفس الإسناد الثابت وزاد فيه الملك العضوض وفيه :".... ثم ذهبت النبوة فكانت الخلافة على منهاج النبوة، ثم يكون ملكا عضوضا، فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه والحق استكمل، ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه كافا يده وشعبة من الحق ترك، ومنهم من ينكر بقلبه كافا يده ولسانه وشعبتين من الحق ترك، ومنهم من لا ينكر بقلبه ولسانه فذلك ميت الأحياء "
وخرجه المروزي في الفتن عن ابن وهب عن ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا الأمر بدأ نبوة ورحمة ، ثم يكون خلافة ورحمة ، ثم يكون ملكا عضوضا يشربون الخمور ويلبسون الحرير ويستحلون الفروج وينصرون ويرزقون حتى يأتيهم أمر الله "، فيه ابن لهيعة مع الانقطاع ، ولم يذكر فيه راويه مرحلة الحكم الجبري الدكتاتوري المتستر تحت غطاء الديمقراطية ، وقد ذُكر في رواية أخرى بلفظ :" كذا وكذا "، لكن فيها تقديم الجبرية على الملك العضوض، والصواب العكس:
خرج ذلك ابن الأعرابي في معجمه نا زيد بن إسماعيل الصايغ نا زيد بن الحباب العكلي نا العلاء بن المنهال الغنوي نا مهند بن هشام العبسي حدثني قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتم اليوم في نبوة ورحمة، ثم تكون خلافة ورحمة، ثم يكون كذا وكذا، ثم يكون كذا وكذا ملوكا عضوضا، يشربون الخمر ويلبسون الحرير، وفي ذلك ينصرون على من ناوأهم"، إلا أنه لم يذكر الخلافة الراشدة التي تكون في آخر الزمان .
لكن زاد فيه الطبراني في الأوسط (6/345) أو شيخه زيادة مخالفة شاذة فقال : حدثنا محمد بن جعفر بن أعين ثنا أبو بكر بن ابي شيبة ثنا زيد بن الحباب ثنا العلاء بن المنهال الغنوي حدثني مهند القيسي وكان ثقة فذكر الحديث وزاد:" وفي ذلك ينصرون إلى أن تقوم الساعة"، وهي زيادة منكرة مخالفة للقرآن والحديث السابق في توريث الأرض لحكم الصالحين .
وروى هذا الحديثَ أبو عبيدة لكنه لم يذكر فيه مرحلة الملك العضوض :
فقال البزار (1282) حدثنا محمد بن مسكين حدثنا يحيى بن حسان حدثنا يحيى بن حمزة عن مكحول عن أبي ثعلبة عن أبي عبيدة بن الجراح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن أول دينكم بدأ نبوة ورحمة ، ثم يكون خلافة ورحمة ، ثم يكون ملكا وجبرية يستحلون فيها الدم ".
قال : وحدثناه يوسف بن موسى حدثنا جرير عن ليث عن ابن سابط عن أبي ثعلبة عن أبي عبيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بنحوه.
بينما روي عن ابن عباس بترتيب آخر مخالف للجميع ولعله من تجويز الرواية بالمعنى ، أو من باب ما يتخلل تلك المراحل من فترات رحمة في بعض الأحيان :
قال الطبراني 11138 حدثنا أحمد بن النضر العسكري ثنا سعيد بن حفص النفيلي ثنا موسى بن أعين عن شهاب عن فطر بن خليفة عن مجاهد عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملكا ورحمة ،[ ثم يكون إمارة ورحمة ، ثم يتكادموت عليه تكادم الحمر فعليكم بالجهاد وإن أفضل جهادكم الرباط وإن أفضل رباطكم عسقلان "، قال الهيثمي : رجاله ثقات"، فأما شيخ الطبراني فهو أبو جعفر بن بحر العسكري ثقة، وأما شهاب فلم أعرفه إلا أن يكون أبا شهاب الحناط ، ولا يُدرى هل سمع من فطر أم لا ؟ وقد زاد في الحديثِ ما تخلل مراحل الملك العضوض من خلفاء صالحين أمثال عمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد ونحوهما والله اعلم ، وأما الأصل العام في تلك الدول ومؤسسيها فإنها ملك عضوض وراثيّ .
وأصوب الألفاظ وأتمّها ترتيبا هو الحديث الأول ، وله شاهد آخر فيه الترتيب الأول سواءا :
خرجه الباغندي في مسند عمر من طريق إسماعيل بن رافع عن عفيف المزني عن عمر بن عبد العزيز عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه عن عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة ، ثم يكون خلافة ، ثم يكون سلطانا ويكون ملكا ، ثم يكون جبرية ، ثم يكون جائزة »، والجائزة هي الخلافة الراشدة في آخر الزمان ، وقد مرت كل هذه المراحل، عدا آخر مرحلة، وهي مرحلة الرجوع إلى حكم النبوة ، وقد بدت تظهر معالمها الآن شيئا فشيئا بين المسلمين ، وما يحدث من هرج ومرج والله أعلم :
وقد زعم بعضهم بأن آخر مرحلة قد ظهرت وليس بصحيح، كما قال راوي حديث حذيفة الأول: فقدم عمر ومعه يزيد بن النعمان في صحابته، فكتبت إليه أذكره الحديث فكتبت إليه: إنى أرجو أن يكون أمير المؤمنين بعد الملك العاض والجبرية قال: فأخذ يزيد الكتاب فأدخله على عمر، فسر به وأعجبه "، والصواب وما عليه الواقع هو ما ذكرناه .
المسألة الثانية : أهم الفتن والأهوال التي تمر أثناء الانتقال من مرحلة لأخرى ، وفي غضونها :
وفي غضون هذه المراحل الخمسة، وخاصة أثناء الانتقال من مرحلة لأخرى ، يكثر القتل والفتن ومن أبرزها الفتن الأربعة المهلكة التي تخرج :
قال نعيم في الفتن 49 حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة وأبي موسى رضى الله عنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :" إن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج، قالوا وما الهرج يا رسول الله ؟ قال: القتل "، إلا أن أبا معاوية لم يذكر حذيفة ، وهو في صحيح البخاري (7062..) ومسلم (2672) من حديث عبد الله وأبي موسى .
وقال نعيم 68 - حدثنا هشيم عن يونس عن الحسن قال أخبرنا أسيد بن المتشمش عن أبي موسى الأشعري مثله وزاد :" قلنا: أكثر ممن يقتل اليوم؟ قال: والمسلمون في فروجهم يومئذ، قال: ليس بقتلكم الكفار، ولكن يقتل بعضكم بعضا حتى يقتل الرجل أخاه وابن عمه وجاره، قال: فأبلس القوم حتى ما يبدي رجل منا عن واضحة ".
وأبرز هذه الفتن أربع مهلكات :
فقال نعيم في الفتن 89 - حدثنا يحيى بن سعيد العطار عن ضرار بن عمرو عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عمن حدثه عن أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" تأتيكم بعدي أربع فتن الأولى يستحل فيها الدماء والثانية يستحل فيها الدماء والأموال والثالثة يستحل فيها الدماء والأموال والفروج والرابعة صماء عمياء مطبقة تمور مور الموج في البحر حتى لا يجد أحد من الناس منها ملجأ تطيف بالشام وتغشى العراق وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها وتعرك الأمة فيها بالبلاء عرك الأديم ثم لا يستطيع أحد من الناس يقول فيها مه مه ثم لا يعرفونها من ناحية إلا انفتقت من ناحية أخرى "، إسحاق متروك ولحديثه متابعات وشواهد :
فنعيم في الفتن 88 - حدثنا ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو السيباني قال قال أبو هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" أربع فتن تكون بعدي، الأولى تسفك فيها الدماء، والثانية يستحل فيها الدماء والأموال، والثالثة يستحل فيها الدماء والأموال والفروج، والرابعة عمياء صماء تعرك فيها أمتي عرك الأديم "، وله متابعة أخرى :
فقال نعيم 90 - حدثنا عثمان بن كثير بن دينار عن محمد بن مهاجر أخي عمرو بن مهاجر قال حدثني جنيد بن ميمون عن ضرار بن عمرو قال قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {أو يلبسكم شيعا} قال:" أربع فتن تأتي الفتنة الأولى فيستحل فيها الدماء، والثانية يستحل فيها الدماء والأموال، والثالثة يستحل فيها الدماء والأموال والفروج، والرابعة عمياء مظلمة تمور مور البحر تنتشر حتى لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته "، وله شاهد آخر :
قال نعيم 105 - حدثنا هشيم عن مجالد حدثنا الشعبي عن صلة بن زفر سمع حذيفة بن اليمان وقال له رجل: خرج الدجال فقال حذيفة: أما ما كان فيكم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا والله لا يخرج حتى يتمنى قوم خروجه، ولا يخرج حتى يكون خروجه أحب إلى أقوام من شرب الماء البارد في اليوم الحار، وليكونن فيكم أيتها الأمة أربع فتن: الرقطاء والمظلمة وفلانة وفلانة ، ولتسلمنكم الرابعة إلى الدجال، وليقتتلن بهذا الغائط فئتان ما أبالي في أيهما رميت بسهم كنانتي "، وله متابعات أخرى :
قال نعيم 92 حدثنا مروان بن معاوية حدثنا الوليد بن عبد الله بن جميع حدثنا أبو الطفيل قال سمعت حذيفة يقول:" الفتن ثلاث تسوقهم الرابعة إلى الدجال التي ترمي بالرضف والتي ترمي بالنشف والسوداء المظلمة والتي تموج موج البحر ".
وخرج أبو داود (4241) وأبو بكر (7/503) عن الشعبي عن رجل عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يوما :« يكون في آخر الزمان أربع فتن يكون في آخرها الفناء ».
وللطبراني عن ابن لهيعة حدثني أبو معبد عن الحسن عن عمران بن الحصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" سيكون أربع فتن فتنة يستحل فيها الدم والثانية يستحل فيها الدم والمال، والثالثة يستحل فيها الدم والمال والفرج ".
المسالة الثالثة : استكشاف أمور عظام جديدة :
ففي غضون هذه المراحل يستكشف الناس أمورا عظاما لا تخطر على بال المتقدين ، وقد يستعملونها في الفتن والحروب أيضا :
قال نعيم 40 - حدثنا عبد القدوس عن عفير بن معدان قال حدثنا قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب رضى الله عنه قال :" لا تقوم الساعة حتى تروا أمورا عظاما لم تكونوا ترونها تكون ولا تحدثون بها أنفسكم "، وكأنها هي هذه الوسائل والآلات الحديثة .
المسألة الرابعة : أبرز الفتن والعلامات والأمور التي تحدث أثناء هذه المراحل :
وهي ستة أمور : فيها خليط بين نبوة وفتح مقدس ففتن متلاحقة فمقاتلة وغزو الروم لنا ثم هدنة وصلح معهم، ثم ملحمة تنتهي بفتح روما فخروج الدجال ، وقد اختلف الرواة كثيرا في ترتيب بعض الأحداث :
فخرج ابن ماجه (4042) والبخاري في الصحيح (3176) عن بسر بن عبيد الله أنه سمع أبا إدريس قال: سمعت عوف بن مالك قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم، فقال :" اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس
3 ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، [لفظ ابن ماجه :" ثم داء يظهر فيكم يستشهد الله به ذراريكم، وأنفسكم، ويزكي به أموالكم]،
4 ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا،
5 ثم فتنة [بينكم] لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته،
6 ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا "
تابعه على الترتيب : أرطأة بن المنذر عن ضمرة بن حبيب عن عوف بن مالك، وكذلك أبان بن صالح عن الشعبي عن عوف بن مالك ، خرجه عنه الحاكم وهو الصحيح لأن الواقع يؤيده في ظهور هذه الأربعة أو الخمسة الأول :
بدليل ما زاد الحاكم :" فلما كان عام عمواس زعموا أن عوف بن مالك قال لمعاذ بن جبل : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قل لي : أعدد ستا بين يدي الساعة فقد كان منهن الثلاث وبقي الثلاث "، ثم حدثت الرابعة وهي استفاضة المال في زمن الفتوحات الإسلامية من لدن عهد الصحابة وعمر بن عبد العزيز .
قال العيني :" وهذه الست المذكورة ظهرت منها الخمس موت النبي وفتح بيت المقدس والموتان كان في طاعون عمواس زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه مات فيه سبعون ألفا في ثلاثة أيام واستفاضة المال كانت في خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه عند تلك الفتوح العظيمة والفتنة استمرت بعده والسادسة لم تجيء بعد ".
وخرج البزار 2742 والداني وأبو نعيم في الفتن 72 - حدثنا بقية بن الوليد والحكم بن نافع وأبو المغيرة عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي رضى الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم:" اعدد يا عوف ستا بين يدي الساعة، أولهن موتي فاستبكيت حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكتني ثم قال: قل إحدى ،
والثانية فتح بيت المقدس قل اثنتين ،
والثالثة موتان يكون في أمتي كقعاص الغنم قل ثلاثا، (طاعون عمواس)
والرابعة فتنة تكون في أمتي قال وعظمها قل أربعا ،
والخامسة يفيض المال فيكم حتى يعطى الرجل المائة الدينار فيتسخطها قل خمسا
والسادسة هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر ثم يسيرون إليكم فيقاتلونكم والمسلمون يومئذ في أرض يقال لها الغوطة في مدينة يقال لها دمشق "،
وبعد الخامسة تفتح مدينة الكفر، القسطنطنية ، فإن كانت هي مدينة هرقل فقد فتحت كما سيأتي بعد هذا ، ثم يكون بعد فتحها حروب وقتال بيننا وبين فرنجة الروم ، وأظن ذلك ما وقع في القرن السابق وما قبله من حروب صليبية واستعمار لبلاد المسلمين ، ثم تكون هدنة وصلح بيننا وبينهم كما هو الغالب عليه الآن والله أعلم ، لأن الهدنة والصلح لا يكونان إلا بعد الحروب ، ثم تكون الملحمة الكبرى ، بسبب دخول كثير من الفرنجة في دين الله ، عندها يجن جنون الروم فيأتون لمقاتلهم فيمنعهم المسلمون ، ثم يفتتح مسلمو فرنجة الروم مدينة روما :
قال أبو بكر في المصنف (7/480) نا يزيد بن هارون أخبرنا سفيان بن حسين عن هشام بن يوسف عن عوف بن مالك قال: استأذنت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ادخل» , قلت: فأدخل كلي أو بعضي قال: «ادخل كلك ,» فدخلت عليه وهو يتوضأ وضوءا مكيثا , فقال: " يا عوف بن مالك ، ست قبل الساعة: موت نبيكم صلى الله عليه وسلم، خذ إحدى , فكأنما انتزع قلبي من مكانه , وفتح بيت المقدس،
3 وموت يأخذكم تقعصون به كما تقعص الغنم ;
4 وأن يكثر المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيسخطها ,
[وفتح مدينة الكفر] ، وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر , فيأتونكم تحت ثمانين غاية , تحت كل غاية اثنا عشر ألفا فيكونون أولى بالغدر منكم ".
تابعه عثمان بن عمر ثنا النهاس بن قهم عن شداد أبي عمار عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ست من أشراط الساعة موتي وفتح بيت المقدس
3 وموت يأخذ في الناس كأنه النقاز الذي يأخذ في الشاء
4 وأن يعطى الرجل ألف دينار فيسخطها
5 وفتنة يدخل خوفها جوف كل مسلم
6 وأن تغزون الروم فيسيرون بثمانين بندا ".
بينما قال وكيع عن كهمس :" وفتح بيت المقدس
3 وموت يأخذ في الناس كقعاص الغنم
4 وفتنة يدخل حربها بيت كل مسلم
5 وأن يعطى الرجل ألف دينار فيتسخطها
6 وأن تغدر الروم فيسيرون في ثمانين بندا تحت كل بند اثنا عشر ألفا "، خرجه عنه أحمد (5/228) .
وروى محمد بن شابور عن النعمان بن المنذر وسويد بن عبد العزيز وإسحاق بن أبي فروة جميعا عن مكحول عن حذيفة بن اليمان , وقال محمد بن شابور قال مكحول حدثني غير واحد عن حذيفة يزيد أحدهما على صاحبه في الحديث : قال حذيفة: فتح لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتح لم يفتح له مثله منذ بعثه الله تعالى، فقلت له : يهنئك الفتح يا رسول الله قد وضعت الحرب أوزارها.
فقال : هيهات هيهات والذي نفسي بيده إن دونها يا حذيفة لخصالا ستا أولهن موتي، قال : قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون .
ثم يفتح بيت المقدس ثم يكون بعد ذلك فتنة تقتتل فئتان عظيمتان يكثر فيها القتل ويكثر فيها الهرج دعوتهما واحدة، ثم يسلط عليكم موت فيقتلكم قعصا كما تموت الغنم، ثم يكثر المال فيفيض حتى يدعا الرجل إلى مائة دينار فيستنكف أن يأخذها، ثم ينشأ لبني الأصفر غلام من أولاد ملوكهم ، قلت : ومن بنو الأصفر يا رسول الله ؟ قال: الروم فيشب في اليوم الواحد كما يشب الصبي في الشهر، ويشب في الشهر كما يشب الصبي في السنة ؛ فإذا بلغ أحبوه واتبعوه مالم يحبوا ملكا قبله ثم يقوم بين ظهرانهم .....
وله شاهد خرجه الحاكم (4/594) مرسلا من طريق عبد الله بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن شريح عن ربيعة بن يوسف المعافري عن إسحاق بن عبد الله / أن عوف بن مالك الأشجعي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتح له فسلم عليه ... فقال: إن الحرب لن تضع أوزارها حتى تكون ست : ...
والثالثة فتنة تكون في الناس كعقاص الغنم ،
والرابعة فتنة تكون في الناس لا يبقى أهل بيت إلا دخل عليهم نصبيهم منها
والخامسة يولد في بني الأصفر غلام من أولاد الملوك يشب في اليوم كما يشب الصبي في الجمعة و يشب في الجمعة كما يشب الصبي في الشهر ويشب في الشهر كما يشب الصبي في السنة فلما بلغ اثنتي عشرة سنة ملكوه عليهم فقام بين أظهرهم فقال : إلى متى يغلبنا هؤلاء القوم على مكارم أرضنا إني رأيت أن أسير إليهم حتى أخرجهم منها فقام الخطباء فحسنوا له رأيه فبعث في الجزائر و البرية بصنعة السفن ثم حمل فيها المقاتلة حتى نزل بين أنطاكية و العريش قال ابن شريح فسمعت من يقول : إنهم اثنا عشرة غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا فيجتمع المسلمون إلى صاحبهم ببيت المقدس و أجمعوا في رأيهم أن يسيروا إلى مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم حتى يكون مسالحهم بالسرح وخبير، قال ابن أبي جعفر : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يخرجوا أمتي من منابت الشيح، قال أو قال : الحارث بن زيد : إنهم سيقيموا فيها هنالك فيفر منهم الثلث ويقتل منهم الثلث فيهزمهم الله عز وجل بالثلث الصابر، وقال خالد بن يزيد : يومئذ يضرب والله بسيفه ويطعن برمحه ويتبعه المسلمون حتى يبلغوا المضيق الذي عند القسطنطينية فيجدونه قد يبس ماؤه فيجيزون إلى المدينة حتى ينزلوا بها فيهدم الله جدرانهم بالتكبير ثم يدخلونها فيقسمون أموالهم بالأترسة، وقال أبو قبيل المعافري : فبينما هم على ذلك إذا جاءهم راكب فقال : أنتم هاهنا والدجال قد خالفكم في أهليكم، وإنما كانت كذبة، فمن سمع العلماء في ذلك أقام على ما أصابه وأما غيرهم فانفضوا ويكون المسلمون يبنون المساجد في القسطنطينية و يغزون وراء ذلك حتى يخرج الدجال السادسة "، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
وقيل :الفتنة هي الثالثة والموتان هي الرابعة : والصواب العكس كما سبق ، لأن الداء ظهر في عهد عمر والفتنة في زمن عثمان :
قال نعيم - حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن محمد بن أبي محمد عن عوف بن مالك الأشجعي رضى الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم:" أمسك ستا قبل الساعة، أولها وفاة نبيكم صلى الله عليه وسلم قال فبكيت، والثانية فتح بيت المقدس،
والثالثة فتنة تدخل كل بيت شعر ومدر،
والرابعة موتان في الناس كقعاص الغنم،
والخامسة أن يفيض فيكم المال حتى يعطى الرجل المائة دينار فيتسخطها ،
والسادسة هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيسيرون إليكم في ثمانين غاية تحت كل غاية إثنا عشر ألفا ".
وقيل الثالثة هي فتنة فيض المال والرابعة هي الموت ..
خرجه الداني في الفتن 525 عن علي بن نصر، والروياني في مسنده 598 عن عبد الله بن جعفر الرقي، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن راشد عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن عوف بن مالك قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك من آخر السحر وهو في فسطاط من أدم، قال: فسلمت عليه فقلت: أأدخل؟ فقال: «ادخل» فقلت: أكلي؟ قال: «كلك» قال: فدخلت وهو يتوضأ، قال: «ست بين يدي الساعة، أولهن موت نبيكم صلى الله عليه وسلم» قال: " قل: إحدى " قلت: إحدى، قال: «والثانية فتح بيت المقدس» قال: " قل: ثنتي " قلت: ثنتي، قال: «والثالثة أن يفيض المال فيكم حتى يعطى الرجل منكم مائة دينار فيظل ساخطا» قال: «قل ثلاثا» قال: قلت: ثلاثا قال: «والرابعة موت يأخذ فيكم كعقاص الغنم» قال: " قل: أربعا " قال: قلت: أربعا، قال: «والخامسة فتنة تخرج بينكم، فلا يبقى فيكم بيت مدر ولا وبر إلا دخلته» قال: " قل: خمسا " قال: قلت: خمسا قال: «والسادسة هدنة بينكم وبين بني الأصفر فيجتمعون لكم حمل امرأة، ثم يغزونكم فيقاتلونكم في ثمانين راية - أو غاية - تحت كل راية - أو غاية - اثنا عشر ألفا»
تابعه على الترتيب شريح بن يزيد عن أرطاة بن المنذر عن ضمرة بن حبيب عن عوف
وخالفهما في السند والترتيب: هلال بن العلاء الرقي فقال ثنا أبي (ح) وكذلك عمرو بن عثمان قالا ثنا عبيد الله بن عمرو حدثني إسحاق بن راشد [عن الزهري] عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عوف بن مالك بلفظ :" و الثالثة موتان يأخذكم كقعاص الغنم قل ثلاثة قلت : ثلاثا قال : و الرابعة يفيض فيكم المال حتى أن الرجل ليعطى مائة دينار فيظل يستخطها قل أربعا قلت أربعا و الخامسة فتنة تكون فيكم قلما يبقى فيكم بيت وبر و لا مدر إلا دخلته في خمسا قلت خمسا و السادسة هدنة تكون بينكم و بين بني الأصفر فيجتمعون لكم قدر امرأة ثم يغدرون بكم فيقبلون في ثمانين راية كل راية إثنا عشر ألفا ".
وقال نعيم 75- حدثنا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن ضمرة بن حبيب عن عوف بن مالك ومعاوية عن العلاء بن الحارث عن مكحول /عن عوف بن مالك قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ست بين يدي الساعة أولهن وفاتي، ثم فتح بيت المقدس،
3 ثم منزل تنزله أمتي من الشام،
4 ثم فتنة تقع فيكم لا يبقى بيت عربي إلا دخلته ،
5 ثم تصالحكم الروم "،
فذكر ثلاثة فتن ومصالحة الروم فقط .
بينما رواه عبد الله بن العلاء بن زبر حدثني أبي عن مكحول [عن جبير بن نفير] عن عوف بن مالك قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خباء له من أدم، فسلمت عليه، ثم قلت: أدخل؟ قال: «ادخل» فأدخلت رأسي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوءا مكيثا، فقلت: يا رسول الله، أدخل كلي؟ قال: «كلك» فلما جلست قال لي: «اعدد ست خصال بين يدي الساعة، موت نبيكم» قال عوف: فوجمت لذلك وجمة ما وجمت مثلها قط، قال: " قل: «إحدى» قلت: إحدى، قال: «وفتح بيت المقدس،
3 وفتنة تكون فيكم تعم بيوتات العرب،
4 وداء يأخذكم كقعاص الغنم،
5 ويفشو المال فيكم، حتى يعطي الرجل مئة دينار فيظل ساخطا،
6 وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم في ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا» خرجه عنه الطبراني ، وورد مرة أخرى عن مكحول عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عوف بلفظ :" ... وفتح بيت المقدس وفتنة تكون فيها مرتان، والعرب وهو داء يأخذكم كعقاص الغنم ويفشو المال فيكم حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطا وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا ".
وقال الداني في الفتن : 523 - أخبرنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد حدثنا جدي حدثنا سفيان عن صفوان عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بين يدي الساعة ست: أولهن موت نبيكم صلى الله عليه وسلم ثم فتح بيت المقدس،
3 ثم فتح مدينة الكفر،
4 ثم موت كقعاص الغنم،
5 ثم يرد الرجل المائة دينار سخطة،
6 ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر يكونون فيه أولى بالغدر منكم ".
المسألة الرابعة : ما جاء في إعادة فتح أو عمارة بيت المقدس وما يتبعها من أهوال :
.....................